اعتبر رئيس مركز مكافحة الإرهاب التابع لرابطة الدول المستقلة، "يفغيني سيسويف"، أن حركة طالبان ليست قادرة على التعامل مع فرع خراسان من تنظيم داعش، الذي ازداد عدد أفراده، وفقا للتقديرات الأممية، إلى 6 آلاف مسلح.

جاء ذلك في خطاب ألقاه "سيسويف" في المؤتمر العلمي والعملي للهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب التابع لمنظمة شنغهاي للتعاون "الثقة والتعاون والكفاءة المهنية كمفتاح لمستقبل آمن" والذي افتتح، الثلاثاء في طشقند بأوزبكستان.

وقال "سيسويف": "لا  تزال أفغانستان تشكل مصدر قلق خاص، بسبب أن حركة طالبان التي أعلنت حربها بلا هوادة ضد الإرهاب، ليست قادرة على التعامل مع النفوذ والقدرات المتزايدة لفرع خراسان من تنظيم داعش (المصنف ضمن المنظمات الإرهابية)".

واعتبر أن هذا الأمر يشكل خطرا مباشرا لدول آسيا الوسطى ويكتسب آفاقا حقيقية على خلفية تصريحات زعيم الحركة في مارس/آذار الماضي حول تصدير ما وصفه بـ"شريعة طالبان" إلى خارج أفغانستان.

وكثفت حركة طالبان وفي أوائل أغسطس/آب عام 2021 هجومها ضد قوات الحكومة الأفغانية، ودخلت العاصمة كابول في 15 أغسطس/آب وأعلنت انتهاء الحرب في البلاد.

وخلال الأسبوعين الأخيرين من أغسطس/آب عام 2021 جرت عملية إجلاء جماعي لمواطني الدول الغربية والأفغان المتعاونين معهم من مطار كابول الذي كان تحت حماية الجيش الأمريكي.

وفي ليلة 31 أغسطس/آب غادر الجيش الأمريكي مطار كابول، بعد نحو 20 عاما من وجوده العسكري بأفغانستان. وفي سبتمبر/أيلول من العام نفسه تم تشكيل الحكومة الأفغانية المؤقتة برئاسة "محمد حسن أخوند"، الذي شغل منصب وزير الخارجية أثناء الحكم الأول لحركة طالبان والخاضع للعقوبات الدولية منذ عام 2001.

المصدر | وكالات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: طالبان داعش شنغهاي أغسطس آب

إقرأ أيضاً:

الشعر في أفغانستان.. ما تريده طالبان

يتلو شعراء من طالبان قصائد أمام حشد كبير من المؤيدين أصلاً للحركة، يمتدحون فيها حكّام أفغانستان الذين استعادوا السلطة في كابل عام 2021.

وبالقرب من قاعدة بغرام الجوية المهجورة، وهي مركز سابق لقوات حلف شمال الأطلسي، جمعت السلطات عدداً من الشعراء الذين يغدقون المديح على هذه الإمارة الإسلامية.

ومجّد شاعر يُكنّى بطالب عمر في قصيدته التي قال إنها "هزمت هذا الجبل المليء بالغطرسة" أي القوى الأجنبية التي كانت موجودة في البلاد بين العامين 2001 و2021.

وفي قاعة الاحتفالات الكبرى، كان عشرات الرجال يحملون بنادقهم الآلية ويستمعون إلى القراءات الشعرية التي أقيمت في ولاية بروان (وسط) وكان حضورها محصوراً بالرجال.

أما النساء اللواتي أتين، فيعيد توجيههن نحو المخرج ممثلون عن وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

كابل

وقال أحد هؤلاء الشعراء ويدعى سميع الله حماس (22 عاما) لوكالة الصحافة الفرنسية "علينا جميعا أن نكون متحدين ونعيش تحت سقف واحد للنظام الإسلامي ويمدّ بعضنا يده إلى الآخر بروح الأخوّة".

الشاعر الأفغاني سميع الله حماس خلال مهرجان الزهرة الأرجوانية (الفرنسية)

وأضاف الشاب على هامش اللقاء الذي أقيم في حديقة ضخمة تضم المئات من أشجار الأرجوان المزهرة "هذه هي الأفكار التي نعبّر عنها في شعرنا".

وتولّت طالبان مجدداً مقاليد السلطة في كابل قبل نحو 3 سنوات، ومنذ توليها أوقفت بعض وسائل الإعلام، وغالباً ما تُمسَح الوجوه من اللوحات الإعلانية بالمدن، وغابت تقريباً الصناعة السينمائية والتلفزيونية المحدودة بالأساس، ولم تعد المسلسلات موجودة، وأقفلت دور السينما كلها تقريباً.

لكنّ الشعر بقي أحد المجالات الفنية النادرة التي يحاول الإفادة منها بطريقة جديدة حُكّام أفغانستان.

فشغف الأفغان بالشعر مستمر منذ قرون، وهو عابر للزمن والانقسامات العرقية واللغوية.

وتحظى قصائد "لانداي" في التقليد البشتوني، و"روباي" في التقليد الداري، بشعبية كبيرة منذ زمن طويل، وهي قصائد قصيرة جداً، يسهل حفظها.

الشاعر محمد عليم بسمال يدلي بدلوه في مهرجان الزهرة الأرجوانية (الفرنسية)

وتتمحور هذه القصائد على الحب والإسلام و"التمرد" واستخدمتها النساء مثلاً في عهد طالبان للتعبير عن غضبهن من الإجراءات التي تعرّضن لها.

ومن خلال تنظيم قراءات شعرية، تحاول حكومة طالبان كسب "القلوب والعقول" على ما رأت روكسانا شابور، من شبكة المحللين "أفغانستان أناليستس نتوورك".

وشرحت أن سلطات كابل تريد تكوين "تماسك ثقافي" لكي تثبت من خلاله أن "أفغانستان لجميع الأفغان" بعدما غادرت القوات الأجنبية البلاد.

"حب وسلام"

ولاحظ محمد عليم بسميل، وهو شاعر أفغاني معروف، أن الشعراء "أدّوا دوراً مهماً في انتصار" طالبان، إذ إن "قصائدهم كانت تنتشر على نطاق واسع" حتى خارج صفوف طالبان.

واستخدمت طالبان الشعر لتحفيز مقاتليها خلال المواجهات مع القوات الأجنبية في البلاد.

وجاء مثلاً في قصيدة نظِمت عام 2008:

"الهجمات على العدو مصدر فرح
البنادق في أيدينا وأحزمة الرصاص على أكتافنا،
والقنابل اليدوية على صدري تبعث على السرور".

وقال مدير إدارة الإعلام والثقافة في بروان، شمس الحق صدّيقي، إن "القصائد القديمة كانت تشيد ببطولة مجاهدينا ورجولتهم، وهذا ما حفزهم".

ورأى أن المواضيع اليوم مختلفة جذريا، إذ إن الشعراء يجدون أنفسهم "في بيئة سلام" ويلقون أبياتاً عن "الأخوة والمحبة ووحدة الأمة".

لكنّ النساء مستبعدات من هذه التجمعات.

وما كان من شاعرة أفغانية، أجبرتها طالبان على البقاء في منزلها كالنساء الأخريات، إلا أن حملت قلمها لتروي قصة مختلفة تماماً، فكتبت:

"أريد العزلة، والابتعاد عن الجميع،
أن أتحرر من كل الأحزان،
أن أتنفس من جديد وأتوه،
أن أصبح هادئة وتكون روحي مفعمة بالضياء".

وقالت هذه الشاعرة الشابة -لوكالة الصحافة الفرنسية- طالبة عدم ذكر هويتها بينما تقوم بنشر قصائدها عبر تطبيق واتساب "عندما أرى شعراء طالبان يتلون القصائد، أشعر بالغضب".

وأضافت "عليهم إما أن يسمحوا لنا بإلقاء الشعر ونشره، أو ألا يتلوا القصائد بدورهم".

مقالات مشابهة

  • “الدبيبة” يناقش مع رئيس تشاد تعزيز التعاون ومكافحة الهجرة غير النظامية
  • نتنياهو: إذا انتصرت حماس فلا مستقبل للسلام.. هذه خطتي لهزيمتها
  • مولر يرفع راية التحدي قبل يورو 2024.. ألمانيا قادرة على التتويج باللقب
  • واشنطن تشيد بجهود موريتانيا في مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل
  • ذكرى الوحدة الـ34.. توافق الرئاسي ضمان لردع الإرهاب الحوثي ومزايدات الإخوان
  • مجلس مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب يناقش جهود الدولة في مكافحة الجرائم
  • مجلس مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب يناقش جهود الدولة بمكافحة الجرائم
  • التحالف الإسلامي والأمم المتحدة يبحثان سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب
  • الشعر في أفغانستان.. ما تريده طالبان
  • تأجيل محاكمة متهم بخلية داعش أكتوبر لجلسة 4 أغسطس