جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-04@03:18:39 GMT

دروس مستفادة من غزة

تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT

دروس مستفادة من غزة

 

سالم كشوب

أحداثُ السابع من أكتوبر الماضي أعادت إلى ذاكرة الكثيرين مأساة إنسانية لشعب عانى منذ أربعينات القرن الماضي، ولا يزال، من تكالب العالم الغربي ضد حقه المشروع في العيش في أرضه بسلام شعب محاصر تُمارس عليه أبشع القوانين والإجراءات في أطول سجن بشري شهده العالم، وبالتالي لا نستغرب ردة فعله في التعبير عن حقه في دفع الظلم والقهر الذي يعانيه وعايشته أجيال من الشعب الفلسطيني التي رغم كل الجراح والآلام لا تزال تدافع عن حقها في وطنها الأصلي، وهي تدافع عن أمة عربية كانت سابقا تعرف بنجدة المظلوم والوقوف ضد الظالم، ولكن ظروف التخاذل والتحالف الغربي في زرع كيان محتل مسموح له بممارسة كل الجرائم الإنسانية هو ما عاناه هذا الشعب الأبي الصامد، الذي رغم الظروف كلها يقف شامخا مدافعا بكل عزة وكبرياء عن حقه المشروع.

أحداث طوفان الأقصى مهما اختلف المحللون في أسبابها، فقد حملت لنا العديد من الدروس والعبر لمن أراد أن يتعلم من دروس التاريخ، وأول هذه الدروس انكشاف زيف وادعاءات الغرب بالديمقراطية ونبذ العنف، وهو ما شاهدناه من وقوف الدول الغربية مع العدو المحتل في جرائمه وصمت المنظمات الدولية في حرب الإبادة والجرائم التي مورست ضد الأبرياء في غزة، والتي لم تسلم منها المدارس والمستشفيات وأماكن العبادة؛ وبالتالي سياسة الكيل بمكيالين من تشدق بهذه القوانين عندما تتعلق القضية بالدول العربية وسياسة الصمت عندما يكون الحديث عن الكيان المحتل أصبحت ظاهرة للعيان.

ما يحز في النفس مشاهد الإبادة الجماعية المتعمدة للأبرياء العزل وعدم القدرة على إدخال عبوة ماء أو دواء للأبرياء في هذا السجن الذي يقبعون فيه، وكذلك نبرة التهديد والوعيد من هذا الكيان لمن يحاول أن يتدخل لإنقاذ هؤلاء الأبرياء في ظل الدعم الكبير واللامحدود من الدول الغربية، وتوافد رؤساء تلك الدول والتعبير عن تضامنهم وتأييدهم لإجرام الكيان المحتل.

وفي المقابل لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورًا مُهمًا ومؤثرًا في كشف إجرام العدو المحتل وهزائمه الكبيرة التي تكبدها في أرض المعركة، وأظهرت مدى قوتها وتأثيرها الكبير متفوقة على وسائل الإعلام التقليدية، كما أظهرت شجاعة الفلسطيني وإيمانه بعدالة قضيته من جانب ومشاهد الهروب الجماعي لمواطني هذا الكيان المحتل إلى المطارات؛ لأنهم بالأساس ليسوا أصحاب قضية عادلة، وإنما مزدوجو الجنسية، وجُنِّسُوا في مكان اُحْتُلّ وبالتالي لن يدافعوا عن وطن ليس بوطنهم وأرض ليست بأرضهم، ولا يملكون إلا الضعف والجبن والغدر.

أحداث طوفان الأقصى أعطتنا درسًا بعدم الاعتماد والرهان على من أحدث الخراب في بعض الدول العربية من أجل وقف إرهاب العدو المحتل، فمن ساهم في إضعاف قدرات بعض الدول العربية وجعلها تعاني ويلات الحروب والدمار لن يكون في يوم من الأيام طرف في نصرة القضية الفلسطينية، وإنما فقط يمارس مسرحيته الهزلية المتكررة، والتي للأسف لا يزال يصدق فصولها البعض.

ختامًا.. نرجو النصر المبين للأشقاء في فلسطين، وأن يعيشوا بسلام واستقرار، وأحداث التاريخ تؤكد أن الوطن واستقراره هو الأهم دون الاهتمام ببعض شعارات الديمقراطية وبيع الوهم، وأن نحمد الله على مختلف النعم التي نعيشها في حياتنا؛ فدقيقة من الأمن والاستقرار والطمأنينة تعادل الكثير، والعبرة بمن تجرع مرارة الحروب والاغتراب بعد تصديقه للوهم الذي التي نشره ممن يقتات على حساب الشعوب.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الجامعة العربية تسلط الضوء على معاناة الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال

عقدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة) ندوة بعنوان: "معاناة الأسرى الفلسطينيين والمعتقلين في السجون الإسرائيلية وواقع الأسرى المبعدين"، وذلك بناءً على طلب المندوبية الدائمة لدولة فلسطين لدى الجامعة.

جاءت الندوة التي عقدت اليوم الثلاثاء 2 ديسمبر 2025، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة، في اطار الالتزام التاريخي لجامعة الدول العربية بدعم قضايا الشعب الفلسطيني، وبحضور ممثلي الدول الأعضاء، ورؤساء قطاعات الجامعة ومديري إدراتها، وممثلي الهيئات والمؤسسات الفلسطينية المختصة بشؤون الأسرى، إلى جانب شخصيات فلسطينية بارزة.

افتتح السفير الدكتور/ فائد مصطفى، الأمين العام المساعد - رئيس قطاع فلسطين والاراضي العربية المحتلة، الندوة، بكلمة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

وتأتي الندوة في سياق الاهتمام المستمر بقضية الأسرى الفلسطينيين، الذين يعانون من انتهاكات جسيمة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك التعذيب، الإهمال الطبي، والحرمان من الحقوق الأساسية.

ويُقدر عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين داخل هذه السجون بأكثر من 9 آلاف، وفقاً لتقارير هيئة شؤون الأسرى، مع تزايد الانتهاكات في ظل التصعيد الأخير في الأراضي المحتلة.

تضمنت الندوة ثلاث جلسات رئيسية، وشهادات حية، و مشاركات مباشرة من أسرى سابقين يروون تجاربهم الشخصية حول الانتهاكات والإجراءات الإسرائيلية بحقهم.

وشملت الجلسات واقع الانتهاكات في السجون الإسرائيلية، حيث تم التركيز على استعراض الأشكال المتنوعة للانتهاكات، بما في ذلك التعذيب النفسي والجسدي، والحرمان من الرعاية الطبية، مع الاستناد إلى تقارير دولية وفلسطينية.

كما شارك أسرى محررون في رواية تجاربهم، ما أضفي طابعاً إنسانياً عميقاً على الندوة، وأبرز الصلابة والصمود أمام الانتهاكات. وتم عرض خلال الندوة فيلم تسجيلي يوثق معاناة الأسرى..

وتناول المتحدثون أيضا حالة الأسرى المبعدين خارج الأراضي الفلسطينية، الذين يواجهون صعوبات إضافية في التواصل مع عائلاتهم. وكذلك مطالب الأسرى وآليات الدعم حيث ناقشت هذه الندوة المطالب الملحة للأسرى، مثل الإفراج الفوري عن المعتقلين الإداريين، وتوفير ضمانات للحقوق الإنسانية وفقاً للمعاهدات الدولية.

وتم تسليط الضوء على دور الدعم العربي الرسمي، بما في ذلك الضغط الدبلوماسي في المحافل الدولية لفرض عقوبات على سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

أما فيما يخص سبل الدعم العربي الرسمي والمجتمعي فقد تمت مناقشة آليات التعاون العربي المشترك، بما يشمل حملات توعية مجتمعية، و توفير دعم قانوني دولي، وتعزيز الجهود لإطلاق سراح الأسرى.

هذه الندوة تأتي في أعقاب سلسلة من الجهود العربية لدعم الأسرى الفلسطينيين، وأكدت الجامعة في بياناتها السابقة على ضرورة إطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين، معتبرة ذلك جزءاً أساسياً من الحل السياسي للقضية الفلسطينية.

وأعربت المندوبية الدائمة لفلسطين عن شكرها لجامعة الدول العربية على استجابتها السريعة للطلب، مشددة على أن مثل هذه الفعاليات تعزز الوعي العربي والدولي بمعاناة الأسرى، وتفتح آفاقاً لدعم أكبر على المستويين الرسمي والشعبي.

طباعة شارك الأمانة العامة لجامعة الدول العربية معاناة الأسرى الفلسطينيين السجون الإسرائيلية فلسطين سجون الاحتلال الإسرائيلي الأسرى الفلسطينيين الأسرى المبعدين

مقالات مشابهة

  • يومٌ عالمي.. وواقعٌ مرّ: لماذا يُترك ذوو الإعاقة خارج الاهتمام في الدول العربية؟
  • دروس من رواية "أطلس شرجد Atlas Shrugged"
  • العراق يتذيل قائمة الدول العربية في حصة الفرد الواحد من إنتاج الغاز
  • عبد العزيز بن طلال: عمل الأطفال يمثل تحديا كبيرا في الدول العربية
  • الجامعة العربية: حماية الأطفال من الاستغلال واجب قانوني وأخلاقي
  • جامعة الدول العربية تجدد التزامها بدعم وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة
  • الذكرى الـ 58 لعيد الاستقلال.. دروس عن الخيانة والنضال
  • الجامعة العربية تسلط الضوء على معاناة الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال
  • ارتفاع عدد جثامين الشهداء المحتجزة لدى الكيان الصهيوني إلى 761
  • الوطنية للانتخابات: الإقبال ملحوظ على التصويت في الدول العربية