(فاينانشيال تايمز): سكان غزة يتحدون أوامر إسرائيل بالإخلاء والفرار إلى الجنوب
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر صباح اليوم الجمعة، بأن مئات الآلاف من الفلسطينيين المُحاصرين في قطاع غزة ظلوا بشكل متزايد في شمال القطاع وسط ظروف مزرية، مُتحدين بذلك أوامر إسرائيل بسرعة الإخلاء والفرار إلى الجنوب.
واستشهدت الصحيفة على طرحها في هذا الشأن، بسرد قصة عائلة سيدة غزاوية تدعى روضة عكاوي حيث كانت ابنتها حاملًا في الأشهر الأخيرة عندما اندلعت الحرب في غزة، مما لم يترك للعائلة خيارًا سوى تجاهل تحذير إسرائيل للسكان في شمال القطاع الفلسطيني المحاصر بالإخلاء إلى الجنوب.
وذكرت الصحيفة (في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني قبل ساعات) أنه مع فرار أعداد كبيرة من القصف الإسرائيلي العنيف على شمال غزة، قررت أسرة عكاوي المكونة من 25 فردًا البقاء في مدينة غزة.. ونقلت عن عكاوي (60 عامًا) قولها:" كانت ابنتي إسلام في نهاية حملها وكان بحاجة إلى ولادة قيصرية. وتفاقمت حالتها بسبب الخوف والقصف".
وأعقب القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي الذي استمر شهرًا، عملية برية نقلت القوات الإسرائيلية هذا الأسبوع إلى "قلب مدينة غزة"، شمال القطاع الساحلي، وهي مدينة يقطنها نحو 600 ألف نسمة وتعتبرها إسرائيل معقلا لفصائل المقاومة الفلسطينية وحركة حماس المسئولة عن الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر الماضي ضد إسرائيل.
وأبرزت الصحيفة أن أكثر من 50 ألف شخص انضموا هذا الأسبوع إلى حركة النزوح من شمال غزة إلى الجنوب، حيث فروا سيرا على الأقدام، بعد أن سمحت إسرائيل بمهلة مدتها أربع ساعات لتسهيل عملية الإخلاء.
وقالت إن مئات الآلاف من الأشخاص اليائسين على نحو متزايد ظلوا وسط ظروف مزرية. بعضهم كبير في السن أو مريض جدًا بحيث لا يستطيع المغادرة، أو يقوم برعاية الأسرة. فيما يخشى آخرون أن يقعوا ضحية لضربة إسرائيلية على الطريق المفتوح أو ليس لديهم مكان يقيمون فيه في الجنوب المكتظ أصلًا.
مع ذلك، أوضحت الصحيفة أنه لم يُعرف بعد عدد الذين بقوا لكن قدر الجيش الإسرائيلي العدد بمئات الآلاف، في حين قالت وزارة الداخلية التي تديرها حماس في غزة هذا الأسبوع إن ما لا يقل عن 900 ألف شخص ما زالوا شمال خط الإخلاء. وأولئك الذين بقوا لا يحصلون إلا على القليل من المياه النظيفة والكهرباء. وهم يعيشون في ظل التهديد المستمر بالموت بينما تقصف الغارات الجوية الإسرائيلية المدينة وتجوب الدبابات شوارعها. لا يوجد مكان يعتبر آمنا.
وتابعت "فاينانشيال تايمز" أن معظم المتاجر والمخابز في شمال غزة أغلقت أبوابها وأصبح الغذاء نادرا واضطرت المستشفيات إما إلى إغلاق أبوابها بسبب نقص الوقود والإمدادات أو لأنها مكتظة بالفعل وبالكاد تعمل في حين تقول وكالات الإغاثة إن القليل جدًا من الإمدادات الإنسانية التي تتدفق عبر معبر رفح مع مصر وصلت إلى الشمال.
وأبرزت أن مئات الأشخاص اقتحموا يوم الثلاثاء الماضي مستودعًا في مدينة غزة كان جزءًا من أكبر مخبز في القطاع للحصول على المخزون المتبقي من الدقيق والزيت. واضطر المخبز إلى إغلاق أبوابه يوم الأحد بسبب انقطاع التيار الكهربائي بعد أن دمرت غارة جوية إسرائيلية الألواح الشمسية على سطحه.
وسردت الصحيفة أن العديد ممن بقوا، بما في ذلك عائلة عكاوي، انتقلوا بين منازل أقاربهم بحثًا عن الأمان أو لجأوا إلى المدارس التي تديرها الأمم المتحدة، أو في المستشفيات.
وذهبت عائلة عكاوي في البداية للإقامة في منزل إبنتها إسلام، لكنها انتقلت للعيش مع ابنة أخرى عندما تعرض الحي لضربات جوية. انتقلوا مرة أخرى بعد ولادة الطفل ليكونوا أقرب إلى مستشفى الشفاء، وهي المنشأة الطبية الرئيسية في المدينة، لأنهم يعتقدون أن إسرائيل لن تستهدفه، أو أنهم سيحصلون على الأقل على إنذار مسبق إذا حدث ذلك.
لكن عكاوي قالت إنه في الليلة الأخيرة، سقطت "مئات الصواريخ" على المنطقة بعد أن قطعت إسرائيل الاتصالات. جلسنا في الممر نعانق أطفالنا وننظر إلى السقف وهو يهتز، وصرخ الأطفال ولم نتمكن من تهدئتهم.. تمنيت فقط أن يكون موتًا رحيمًا وألا ندفن أحياء"!.
واقترب القتال من مستشفى الشفاء يوم أمس الخميس، وقد أوضحت إسرائيل أنها تنوي السيطرة على المستشفى، زاعمة أن حماس قامت ببناء مقر واسع أسفل المنشأة الطبية في حين نفت حماس ذلك، وقالت إن "ادعاءات إسرائيل الكاذبة إجرامية وخطيرة خاصة وأن آلاف النازحين يعيشون في المستشفى.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إسرائيل الامم المتحده إلى الجنوب
إقرأ أيضاً:
قصف مدفعي إسرائيلي مكثف يستهدف شمال قطاع غزة ويخلف عشرات الضحايا
شهد شمال قطاع غزة، صباح اليوم الثلاثاء، تصعيدًا عسكريًا جديدًا تمثل في قصف مدفعي وجوي مكثف نفذته القوات الإسرائيلية، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى بين المدنيين، في ظل أوضاع إنسانية متدهورة .
وأفادت مصادر في الدفاع المدني الفلسطيني بأن القصف استهدف مناطق سكنية في حي الكرامة وقرية العطاطرة شمال القطاع، مما أدى إلى مقتل 19 فلسطينيًا على الأقل، بينهم نساء وأطفال، وإصابة العشرات بجروح متفاوتة .
كما تواصلت الغارات الجوية الإسرائيلية على مناطق أخرى في شمال القطاع، بما في ذلك جباليا وبيت لاهيا، حيث تم استهداف منازل ومرافق مدنية، مما أدى إلى تدمير واسع النطاق في البنية التحتية.
مقتل 3 جنود إسرائيليين بجباليا شمال قطاع غزة
بسبب قصف الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة.. هزة أرضية في الضفة الغربية
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن حصيلة القتلى في قطاع غزة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية بلغت 52 شهيدًا، بالإضافة إلى أكثر من 500 إصابة، مشيرة إلى أن هذه الأرقام لا تشمل الضحايا في شمال القطاع بسبب صعوبة الوصول إليهم .
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع، والتي بدأت في أكتوبر 2023، وأسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 54,000 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 124,000 آخرين.
في المقابل، تواجه جهود الإغاثة الإنسانية تحديات كبيرة بسبب الحصار المفروض على القطاع، حيث حذرت الأمم المتحدة من تفاقم الأزمة الإنسانية، مشيرة إلى أن أكثر من 80% من سكان غزة تم تهجيرهم قسرًا إلى مناطق غير صالحة للسكن في الجنوب، وسط نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، حسب فايننشال تايمز.
وفي ظل هذه الأوضاع، تتواصل الدعوات الدولية لوقف فوري لإطلاق النار وتوفير ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية، إلا أن العمليات العسكرية الإسرائيلية مستمرة، ما يزيد من معاناة المدنيين في القطاع.