استغرقت 30 ساعة لتصبح الأميرة ديانا.. هذا ما كشفته إليزابيث ديبيكي عن The Crown
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
متابعة بتجــرد: قبل أسبوعٍ واحد من بدء عرض الجزء الأول من الموسم الأخير من المسلسل الجماهيري The Crown – «ذا كراون» (التاج)، المستوحى من حياة العائلة الملكية البريطانية، كشفت كيت هول، مصممة الشعر والمكياج المسؤولة عن ظهور الممثلين في المسلسل، عن المدة التي استغرقتها النجمة الأسترالية إليزابيث ديبيكي لتصبح «الأميرة ديانا».
وقالت كيت هول، في مقابلة صحافية لها: «في ما يتعلق بالتجهيزات، أود أن أقول إن إليزابيث ربما أمضت ما يزيد عن 30 ساعة على كرسي تصفيف الشعر والمكياج، لتصبح (الأميرة ديانا)».
وأضافت هول أن الإطلالات الأكثر تحدياً بالنسبة لها، كانت تلك التي تتحدث عن لحظات خاصة وغير معروفة، عاشتها «أميرة ويلز» مع عائلتها، بما في ذلك ابنيها الأميرَيْن وليام وهاري، حيث لم تكن هذه اللحظات منشورة للعامة، فكان من الصعب توقع ماذا ترتدي، أو طريقة مكياجها خلالها.
وأوضحت كيت: «كنا نحاول العثور على شكل (ديانا)، التي يمكن تصديقها في إطار المشهد، ما جعل الأمر صعباً بالنسبة للفريق»، مشيرةً إلى أنهم كانوا يقضون ما لا يقل عن أربع ساعات من التركيبات، وفهم أي شكلٍ سيعتمدونه، قبل أن يبدؤوا مكياج إليزابيث لتحويلها إلى «الأميرة ديانا» في كل مشهد.
وأكدت هول وجود ضغوطٍ كبيرة لجعل مظهر إليزابيث أصلياً في المسلسل، الذي يروي قصة الوفاة المأساوية للأميرة ديانا عام 1997، خلال الموسم السادس الأخير.
وفي العام الماضي، تحدثت إليزابيث عن تجسيدها دور الأميرة الراحلة، ومن ضمنها المشهد الذي تضمن إعادة إحياء واحدة من أكبر لحظات الموضة التي عُرفت بها، حيث قالت النجمة الأسترالية: إن الجميع كان يشعرون بمسؤولية تجاه «فستان الانتقام»؛ لأنه مشهدٌ أراد الجميع رؤيته في الموسم الخامس من المسلسل، إذ كانت لحظة مهمة بشكل لا يصدق في تاريخ الموضة.
وتابعت الممثلة آنذاك بالقول: «هذا الفستان يرمز إلى الكثير من الأشياء؛ لأنه شجاع وجميل للغاية، وله دلالةٌ خاصة في حياة ديانا، لذا فإنها حينما ارتدته كان يعني ذلك الكثير».
وأشارت إليزابيث، وقتها، إلى أن قسم الأزياء استغرق «ساعات عدة» من العمل؛ لتقليد الفستان الأصلي الذي صممته كريستينا ستامبوليان، وارتدته الأميرة ديانا عام 1994، عندما اعترف زوجها الأمير تشارلز بإقامة علاقة غرامية مع زوجته الحالية كاميلا.
ووصفت إليزابيث الفستان بالقوي والفريد من نوعه، أيضاً، بهيكله وشكله ومظهره، مشيرةً إلى أنها لن تنسى ذلك اليوم في موقع التصوير، حيث صوروا المشهد في المكان نفسه الذي حدث فيه بالفعل.
وفي سياق العمل على الموسم السادس الأخير من المسلسل، الذي يُعرض على مرحلتين: أولاهما في 16 نوفمبر الحالي، وصفت ديبيكي مهمة إعادة تمثيل بعض مشاهد حياة الأميرة، لاسيما تلك اللحظات التي عاشتها قبل رحيلها، ومنها مشهد مطاردة الصحافيين لها، بـ«الثقيلة»، و«غير السارة»، وأنها لا تُطاق.
main 2023-11-10 Bitajarodالمصدر: بتجرد
كلمات دلالية: الأمیرة دیانا
إقرأ أيضاً:
هزاع.. دراما اجتماعية وهوية مزدوجة بين شمال الرياض وجنوبها
انتهى عرض حلقات المسلسل السعودي الجديد "هزاع"، بعدما تنقل بين المراتب العشر الأولى، ليستقر في المرتبة الرابعة ضمن المسلسلات الأعلى مشاهدة عبر منصة "شاهد" في المملكة العربية السعودية. القائمة التي تتغير أسبوعيا تحتفظ بحضور سعودي بارز، رغم حضور مسلسلات مصرية وسورية تعرض عبر المنصة، مما يعكس توجهات الجمهور في المملكة نحو الأعمال التي تستعرض ثقافتهم وتجسد حياتهم اليومية.
في 10 حلقات، يحكي مسلسل "هزاع" من إخراج محمد الهليل قصة بسيطة حول حارس أمن يتحول بسبب تشابه أسماء وخطأ مسؤول موارد بشرية إلى طبيب نفسي في إحدى العيادات التخصصية بالرياض، هزاع (خالد صقر) حارس الأمن لم يستكمل تعليمه، مع سجل سوابق، ويخضع لإرشاد نفسي إلزامي بعد قضاء فترة سجن، ومصادفة يتحول في لحظات إلى طبيب نفسي تعلّم بالخارج مع سيرة مهنية غنية.
سيناريو المصادفاتقد تكون مجرد مصادفة أن زملاء هزاع في عمله الجديد كطبيب نفسي لم يلتفتوا إلى جهله بأبسط الكلمات الإنجليزية، ومصادفة أخرى أن تجربته المهنية لم تصطدم بعد بحالة معقدة تستوجب علاجا دوائيا أو وصفة طبية. فخلال الفترة القصيرة التي مارس فيها المهنة، لم يواجه هزاع سوى حالات بسيطة، يغلب عليها الطابع الاجتماعي لا المرضي.
إعلانلم يكن المرضى يعانون اضطرابات نفسية عميقة، بل كانوا في الغالب أشخاصا أثقلهم الحزن، أو طاردتهم الوحدة، أو أنهكتهم تفاصيل الحياة. مراهق يتعرض للتنمر في المدرسة، مراهقة صامتة تلوذ بالصمت هربا من صخب الخلافات الزوجية بين والديها، فنان قديم لفظته ذاكرة الجمهور، أو رجل مسن تغلبه نوبات من الغضب.
كانت كلها حالات سلوكية، لا تنبع من خلل في كيمياء الدماغ، بل من هشاشة في الواقع اليومي. ولم تكن تحتاج إلى أدوية، بل إلى فهم عميق لجذور الألم. فهزاع لم يكتب وصفة واحدة، بل كتب مداخل إنسانية لكل حالة: علم المتنمرين درسا، وحرر الفتاة من صمتها بتحطيم الأطباق الجديدة في المطبخ، وأعاد للفنان شيئا من مجده بأغنية قديمة بنسخة "ريمكس"، واحتوى نوبات الغضب بالحوار والمشاركة.
هوية مزدوجة ومفارقات اجتماعيةلم تكن المصادفات وحدها من تحكمت في مجرى الأحداث، فمع تقدم الحلقات، يجد هزاع نفسه غارقا في تحديات تتجاوز حدود المصادفة، تفرضها عليه الشخصية الجديدة التي انتحلها، والتي بات عليه إتقانها بإقناع وواقعية. وتتفاقم الأزمة حين يعود إلى المشهد شريك قديم من ماضيه، يلاحقه ويهدده بفضح سره، بل يسعى لجره مجددا إلى عالم السرقات، مما يضع هزاع في مواجهة مأزق أخلاقي يعصف بتوازنه: بين ماض حقيقي مثقل بالفشل والجرائم، وحاضر هش قائم على كذبة محكومة بالانكشاف.
في قلب هذا الصراع، يبني المسلسل حبكته على ثيمة "الهوية المزدوجة"، وهي إحدى أبرز الثيمات الدرامية الكلاسيكية، التي رأيناها في شخصيات شهيرة مثل بروس واين/باتمان أو في فيلم " السيد ريبلي الموهوب" (The Talented Mr. Ripley). لكن التناول هنا يكتسب طابعا محليا، إذ توظف هذه الثيمة لكشف التناقضات الطبقية والاجتماعية داخل المجتمع السعودي، من خلال المقارنة بين هزاع رجل الأمن البسيط وهزاع الطبيب النفسي الذي يتقمص شخصية النخبة. وكذلك بين أحياء الجنوب القديمة، التي تحتضن الطبقة الكادحة المنقطعة عن التعليم، وأحياء الشمال الحديثة، التي تمثل طبقة ميسورة أنهت تعليمها وضمنت لنفسها حياة أكثر استقرارا وراحة.
إعلان الحارس من الجنوب والطبيبة من الشماللم تقتصر المفارقة الطبقية على التباين بين شخصية هزاع الحقيقية وتلك التي انتحلها، بل تجسدت أيضا في شخصية الطبيبة الزميلة هدى سلطان (سمية رضا)، التي تقود سيارة حديثة، وتعيش في منزل أنيق بأحد أحياء شمال الرياض الراقية، حيث تحظى بحياة مستقرة ومثالية تجمع بين عمل مرموق ودخل مرتفع، بفضل تمكنها من إتمام تعليمها والوصول إلى مهنة تضمن لها المكانة والأمان.
في المقابل، يعيش هزاع في حي جنوبي متواضع، ويقود سيارة قديمة يركنها على هامش موقف المستشفى، تماما كما يعيش هو نفسه على هامش الحياة، محاطا بإحساس مستمر بالتفاوت الطبقي والانتماء المختلف.
وفي أحد مشاهد المسلسل، توضح شقيقة هزاع للطبيبة هدى أن سبب استمرارهم في السكن بالحي الجنوبي لا يعود لاضطرار اقتصادي، بل لأن والدتهم مرتبطة عاطفيا بالمكان، رغم امتلاك العائلة لمنزل أفضل في الشمال، في إشارة رمزية إلى أن الانتماء أحيانا خيار، لا مجرد انعكاس لظروف المعيشة.
على المستوى البصري، نجح الهليل في إبراز المفارقة الطبقية بذكاء، بدءا من الملصق الدعائي الذي يظهر هزاع الحارس مرتديا جلبابا بسيطا، مع شماغ ملفوف بشكل عشوائي، في مقابل هزاع الطبيب الذي يرتدي ثوبا أبيض رسميا، وغطاء رأس منسقا يثبّته عقال أنيق. وتمتد هذه المفارقة البصرية إلى تفاصيل البيئات التي تدور فيها الأحداث، حيث نرى الفرق الواضح بين منزل الطبيبة هدى ومنزل هزاع، من الداخل والخارج، وكذلك بين الأحياء: الشوارع الواسعة والنظيفة للأحياء الشمالية المنظمة، مقابل الأحياء الجنوبية الأقدم ذات الطابع الشعبي، والمقاهي التقليدية في الجنوب مقابل "الكافيهات" العصرية في الشمال.
الفوارق الاجتماعية واضحة في كل مشهد، لكن الرسالة الأبرز التي يُمررها العمل تكمن في أن التعليم يظل الوسيلة الأهم للارتقاء الطبقي، ولبناء مستقبل أفضل لمن يملك الطموح والقدرة على السعي.
إعلان