موقع 24:
2025-06-28@03:30:34 GMT

أطفال في قلب الجحيم

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

أطفال في قلب الجحيم

لا تقتصر نتائج الحروب والنزاعات التي نتابعها في أنحاء متفرقة حول العالم على الخراب والدمار الذي يلحق بالبنى التحتية والمباني، والموت الذي يتعرض له المدنيون هنا أو هناك، والعاهات التي تلازم الجرحى طول العمر وتحولهم إلى كائنات عاجزة.


 ولا تقتصر أيضاً على الانهيار الاقتصادي الذي يضاعف الأزمات ويزيد من معاناة الشعوب والحكومات، ولا على المدن التي تتحول إلى ساحات للمعارك وتصفية الحسابات وهدف مستباح لأنواع مختلفة من الأسلحة المحرمة دولياً.

. بل تمتد إلى المستقبل لتنقل الكراهية من جيل إلى جيل وتشرعن العنف والتطرف.

نعم، الحروب تقتل روح الحياة، وتدمر البراءة عند الأطفال الذين قادتهم أقدارهم للوجود في أماكن المعارك لتحصدهم، أو تشلهم آلات القتل التي تستخدمها الأطراف المتحاربة، ينطبق ذلك على ما يحدث في أوكرانيا وفي السودان، وما حدث في العراق وأفغانستان وفيتنام وغيرها.. وما حدث في عواصم الخريف العربي، التي تحول خلالها الشقيق إلى عدو، وتقاتل الجار مع جاره، وانتشرت الأحقاد بين أبناء الأمة الواحدة والدولة الواحدة بل وأبناء العائلة الواحدة.
ورغم كل ما تعرضت له الطفولة خلال الحروب والنزاعات والفتن التي تجوب العالم، فإن ما يحدث للأطفال في غزة حالياً غير مسبوق، المشاهد التي نطالعها يومياً للصغار هناك تختلف عن أي مشاهد نقلتها الكاميرات من قبل، نراهم يومياً وقد فتكت ببعضهم آلة الحرب وحولتهم إلى أشلاء، وخطفت من بعضهم الأشقاء والأهل وأصبحوا بلا أسرة ولا سند، وشردت الكثيرين وأجبرتهم على ترك البيت والكتاب والانتقال إلى مجهول لا يدركونه. جعلت من اللقمة وشربة الماء حلماً بعيد المنال، حرمتهم من النوم وأثارت فيهم الرعب.

مشاهد تثير في داخلنا تساؤلات، وفي ذات الوقت تضع إجابات يقينية عن تساؤلات مطروحة منذ عقود أمام من يهمهم الأمر. كل متابع لديه تساؤلاته عن مصير من فقد أهله وذويه، وكيف سيستكمل رحلة الحياة من فقدَ أعضاء من جسمه أو خرج من الحرب بعجز كلي أو جزئي، وما الذي سيحكيه من سينجون من هذه الحرب لأولادهم مستقبلاً إن لم يشهدوا حروباً قادمة أشد وطأة؟
السؤال الذي يتكرر منذ عقود بلا إجابة حاسمة هو: ما السر وراء تزايد موجات العنف والتطرف والإرهاب والكراهية؟ حرب غزة اليوم أجابت بوضوح؛ الأطفال الذين يعيشون هذا الرعب ونراهم على الشاشات يرتجفون خوفاً وهلعاً ربما لن يكونوا دعاة سلام، ليس ذنبهم إن كرهوا الآخر، رافضين لوجوده، متخذين العنف وسيلة للرد على من شردهم وقتل أهلهم واغتال براءتهم وسلب منهم إنسانيتهم.
الأمين العام للأمم المتحدة وصف الوضع في غزة ب «مقبرة الأطفال»، وغيره من ساسة وزعماء العالم وصفوه بالكارثي، فكيف سيكون إحساس من يعيشون في قلب الجحيم، وكيف سيكون إحساس الطفل الذي وجد نفسه طرفاً في حرب لا يستوعب شيئاً عنها، ولا يدرك طبيعة الأسلحة المستخدمة فيها؟ حرب جعلت من الصغار كباراً من هول ما يعيشون، ومشاهد الأشلاء والجثث والدماء تسرق منهم براءتهم والنار التي تحاصرهم وتدفع أهاليهم للهروب بهم إلى مناطق ينشدون فيها أماناً غير موجود.
بالأرقام، الأطفال هم أصحاب النصيب الأكبر من القتل والإصابة، وكأنهم المستهدفون إذ سقط منهم الآلاف، وكأنها حرب للقضاء على المستقبل أكثر من استهدافها للحاضر. في 20 من الشهر الجاري سيحتفل العالم باليوم العالمي للطفولة، ولا ندري أي طفولة سيحتفلون بها ونحن نراها هدفاً للمتصارعين والمتحاربين في أرجاء الدنيا، وما هو وضع أطفال غزة خلال هذا الاحتفال؟ الإجابة عند الأمم المتحدة ومنظماتها المعنية بالطفولة والتي تعي أن ما يتعرض له الصغار في غزة يعجز عن احتماله الكبار في العالم بأسره.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

دراسة: تطعيمات الأطفال تتعثر عالميا مما يعرض ملايين الأرواح للخطر

حذرت دراسة نشرت اليوم الأربعاء من تباطؤ وتيرة تطعيم الأطفال ضد الأمراض المهددة للحياة في جميع أنحاء العالم، مدفوعًا باستمرار التفاوت الاقتصادي، والاضطرابات في عصر كوفيد-19، والمعلومات المضللة حول اللقاحات، مما يعرض ملايين الأرواح للخطر.

وتقدم هذه النظرة العامة العالمية لتطعيم الأطفال من عام 1980 إلى عام 2023، والمنشورة في مجلة ذا لانسيت العلمية البريطانية، تقديرات محدثة لـ 204 دولة ومنطقة، قبل مؤتمر إعلان التبرعات للتحالف العالمي للقاحات والتحصين (جافي) يوم الأربعاء في بروكسل.

وشهدت السنوات الخمسون الماضية تقدمًا غير مسبوق، وقد أنقذ برنامج التحصين الأساسي لمنظمة الصحة العالمية حياة حوالي 154 مليون طفل. على سبيل المثال، تضاعفت تغطية التطعيم ضد أمراض مثل الدفتيريا والكزاز والسعال الديكي والحصبة وشلل الأطفال والسل بين عامي 1980 و2023 في جميع أنحاء العالم، وفقًا للباحثين.

لكن هذا التقدم طويل الأمد يخفي تحديات حديثة وتفاوتات ملحوظة كما تشير المجلة الطبية. فقد انخفضت معدلات التطعيم ضد الحصبة بين عامي 2010 و2019 في ما يقرب من نصف الدول، وخاصة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، كما انخفضت نسبة الأطفال الذين يتلقون جرعة واحدة على الأقل من اللقاح ضد الخناق، والكزاز، والسعال الديكي، والحصبة، وشلل الأطفال، والسل في معظم الدول الغنية.

إلا أن جائحة كوفيد-19 فاقمت الصعوبات. ومن أمثلة آثارها: بين عامي 2020 و2023، لم يتلق ما يقرب من 13 مليون طفل إضافي جرعةً واحدةً من اللقاح، ولم يتلقَ ما يقرب من 15.6 مليون طفل الجرعات الثلاث الكاملة من لقاح الخناق، والكزاز، والسعال الديكي أو لقاح الحصبة حسبما أوردت قناة فرانس 24 الإخبارية الفرنسية.

ولا تزال هناك تفاوتات كبيرة، وخاصةً في أفقر الدول. في عام 2023، كان أكثر من نصف أطفال العالم غير المُلقَّحين، والبالغ عددهم 15.7 مليون طفل، يعيشون في ثماني دول فقط، معظمها في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا.

وصرح جوناثان موسر، المعد الرئيسي للدراسة وعضو المعهد الأمريكي للمقاييس الصحية والتقييم (IHME): يعد التطعيم الروتيني للأطفال أحد أقوى تدخلات الصحة العامة وأكثرها فعالية من حيث التكلفة. وأضاف في بيان صحفي لكن استمرار التفاوتات العالمية، والتحديات التي تشكلها جائحة كوفيد-19، وتزايد المعلومات المضللة والتردد في تلقي اللقاحات، ساهمت جميعها في إضعاف التقدم المحرز في مجال التطعيم.

وتابعت إميلي هاوسر، وهي أحد معدي التقرير وباحثة في المعهد الأمريكي للمقاييس الصحية والتقييم قائلة يضاف إلى ذلك تزايد عدد النازحين واتساع الفوارق بسبب النزاعات المسلحة والتقلبات السياسية وعدم الاستقرار الاقتصادي وأزمات المناخ.

والنتيجة: تزايد تفشي الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات في جميع أنحاء العالم، مما يعرض الأرواح للخطر ويعرض الدول المتضررة لتكاليف متزايدة للاستجابة.

وقد سجل الاتحاد الأوروبي حالات إصابة بالحصبة في عام 2024 تفوق ما سجله في عام 2023 بعشرة أضعاف تقريبًا، وتجاوزت الولايات المتحدة ألف حالة مؤكدة الشهر الماضي، وهو رقم يفوق بكثير ما سجل في عام 2024 بأكمله. كما تم الإبلاغ عن عدد متزايد من حالات شلل الأطفال الذي استُؤصل منذ زمن طويل في أجزاء كثيرة من العالم بالتطعيم في باكستان وأفغانستان، بينما ينتشر وباء في بابوا غينيا الجديدة.

وتهدد كل هذه الانتكاسات بمنع منظمة الصحة العالمية من تحقيق أهدافها العالمية للتحصين لعام 2030، بما في ذلك تطعيم 90% من الأطفال والمراهقين باللقاحات الأساسية. كما تهدف منظمة الصحة العالمية إلى خفض عدد الأطفال دون سن عام واحد الذين لم يتلقوا جرعة واحدة من لقاح الخناق والكزاز والسعال الديكي إلى النصف مقارنةً بعام 2019. ولم تحقق هذا الهدف سوى 18 دولة حتى الآن، وفقًا للدراسة التي مولتها مؤسسة جيتس والتحالف العالمي للقاحات والتحصين.

كما تأثر مجتمع الصحة العالمي بشدة بالتخفيضات الجذرية التي أجرتها إدارة الرئيس دونالد ترامب على المساعدات الدولية الأمريكية مطلع عام 2025.

وصرح بيل جيتس في بيان منفصل لأول مرة منذ عقود، من المرجح أن يزداد عدد وفيات الأطفال حول العالم هذا العام، لا أن ينخفض. وأضاف المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت، متعهدًا بتقديم 1.6 مليار دولار لتحالف جافي للمؤتمر هذه مأساة. كما تساهم مؤسسته في تمويل منظمة الصحة العالمية، ومنظمة شلل الأطفال.

اقرأ أيضاًالصحة العالمية: «التوقفات الإنسانية للقتال» في قطاع غزة تمهد الطريق للتطعيمات ضد شلل الأطفال

الصحة العالمية: الهدنة الإنسانية بغزة لتطعيمات شلل الأطفال بين 6 صباحا و3 عصرا

هيئة فلسطينية: لا يمكن السيطرة على شلل الأطفال ما لم نستطيع توفير التطعيمات

مقالات مشابهة

  • حسين الجسمي يزور أطفال "دار الميمة" للأيتام ويوجّه لهم دعوةً خاصةً لحضور حفله في كازابلانكا
  • مشاهد صادمة لـ أطفال يتعرضون للتعذيب على يد معلمة قاسية .. صور
  • النقلة "Move 37": اللحظة التي تجاوزت فيها الذكاء الاصطناعي الحدود البشرية
  • الروقي : الهلال النادي العربي والآسيوي والأفريقي الذي يتأهل لدور الـ 16 من المونديال
  • الجوع يقتل أطفال غزة.. رضيعان آخر ضحايا الحصار (شاهد)
  • غزة تشيع نضال وكندة.. رضيعان قتلهما الحصار الإسرائيلي
  • ترامب: أنا ونتنياهو عبرنا الجحيم معا في مواجهة عدو قوي وذكي جدًا.. أميركا أنقذت إسرائيل والآن ستنقذ “بيبي”
  • قيمة المكافأة التي حصل عليها الترجي التونسي من مشاركته في مونديال الأندية
  • دراسة: تطعيمات الأطفال تتعثر عالميا مما يعرض ملايين الأرواح للخطر
  • بنك ناصر الاجتماعي يدعم أطفال الشلل الدماغي بأحدث الأجهزة العالمية