حكم تتبع أحوال الناس وعوراتهم.. مستشار المفتي السابق يوضح
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
قال الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية السابق، إن الإسلام حث على مكارم الأخلاق ودعا إليه؛ وحرص على تزكية نفوس المسلمين وتحليتها بالخصال الحسنة والأعمال الصالحة، وعلى تنزيهها عن الخصال المذمومة وسيئ الأعمال.
الإفتاء توضح معنى حديث "إِن الله هو الحَكَمُ وإِليه الحُكْمُ" الإفتاء: الإسلام نهى عن ارتكاب الأفعال التي تهدم العلاقات الإنسانيةواستشهد “عاشور” بحديث: أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسلم: "إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ" (مسند الإمام أحمد/ 8952).
أوضح مستشار المفتي، أن الفقهاء اتفقوا على أن تتبع عورات الناس من المعاصي التي يجب التوبة منها، وقد ذهب العلماء إلى وجوب اعتذار المسلم إلى من جنى عليه بالقول كالغيبة والنميمة، فلا يجوز للمسلم تتبع عورات الآخرين وعيوبهم، لأن هذا مما يؤذيهم بغير وجه حق، ويؤذي كذلك المجتمع الذي يعيشون فيه؛ فما شاعت المعاصي والفواحش في مجتمع إلا دب فيه الانحلال وانتشرت الكراهية وعمَّ الفساد.
خطورة الخوض في أعراض الناسالدكتور مجدي عاشوروتابع: وقد شدَّد النبي صلى الله عليه وآله وسلم في التنبيه على المسلمين من خطورة الخوض في أعراض الناس، والتنقيب عن عوراتهم، مخبرًا من يستهين بذلك بأنه يسعى لهتك الستر عن نفسه، وفضحه في جوف بيته، لحديث: ثَوْبَانَ رضى الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسلم قَالَ: «لَا تُؤْذُوا عِبَادَ اللَّهِ، وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ، وَلَا تَطْلُبُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ طَلَبَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ طَلَبَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ فِي بَيْتِهِ» (مسند الإمام أحمد/ 22402).
واختتم قائلًا: “والخلاصة: أن تتبع عورات الآخرين من الأخلاق السيئة والأمور المحرمة التي تزرع الأحقاد في النفوس وتُشيع الفساد في المجتمع؛ فيحرم شرعًا على المسلم أن يتتبع عورات وعيوب الآخرين، ولأن من يستهين بذلك فإنما يسعى لهتك الستر عن نفسه، وفضح نفسه في جوف بيته، فمن وقع في شيء من ذلك فعليه أن يبادر بالتوبة والاستغفار، وعليه أن يطلب العفو والمسامحة ممن تتبع عورتهم وعيوبهم إذا علموا بذلك، وإلا فليستغفر لهم وليدعُ لهم بالخير”.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مستشار المفتي مفتي الجمهورية الدكتور مجدي عاشور مكارم الأخلاق الأعمال الصالحة المعاصي الغيبة والنميمة
إقرأ أيضاً:
حكم من قرأ التشهد كاملا في الركعة الثانية سهوا؟.. الإفتاء توضح
قالت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي، إنه لا يلزم على المصلّي قراءة التشهد كاملًا في الركعة الثانية من الصلاة الثلاثية أو الرباعية، وإنما يجوز له الاكتفاء بالقدر الذي علّمه النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- لأصحابه.
وبيّنت الإفتاء أن النبي –صلى الله عليه وآله وسلم– لم يوجب الصلاة الإبراهيمية ضمن التشهد الأوسط، بل إن سنته في هذا الموضع كانت قائمة على التخفيف، وليس الإطالة.
وقد استشهدت الدار بما ورد عن عبد الله بن عباس –رضي الله عنهما– أنه قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يعلمنا التشهد فكان يقول: "التحيات المباركات والصلوات الطيبات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله"،» رواه مسلم.
كما أوردت الإفتاء رواية الإمام أحمد والنسائي عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه– أن النبي –صلى الله عليه وآله وسلم– قال: «إذا قعدتم في كل ركعتين فقولوا: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله».
وأشارت الدار إلى أن المصلي له أن يختار بين هذه الصيغ، حيث أن هذا هو ما يُعرف بالتشهد، وما يُضاف إليه من الصلاة على النبي وآله، التي تُختتم بعبارة "إنك حميد مجيد"، فهي ليست من صلب التشهد بل تُعرف بالصلاة الإبراهيمية.
وأكدت دار الإفتاء أن هناك فرقًا واضحًا بين التشهد الأوسط والتشهد الأخير، فالصلاة الإبراهيمية لا تُقرأ في التشهد الأول، بل يُقتصر فيه على التشهد كما ورد في أحاديث ابن عباس أو ابن مسعود أو عمر –رضي الله عنهم–، وهي الأحاديث التي نقلت نصوص التشهد عن النبي –صلى الله عليه وآله وسلم–.
وفي سياق متصل، ورد سؤال إلى دار الإفتاء عن حكم من نسي التشهد الأوسط أثناء الصلاة، فأجاب الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى، خلال بث مباشر عبر صفحة دار الإفتاء على "فيس بوك"، بأن من نسي التشهد الأوسط فعليه أن يسجد سجدتي السهو.