موقع 24:
2025-05-16@06:15:21 GMT

هل أصبحت إسرائيل عبئاً على أمريكا؟

تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT

هل أصبحت إسرائيل عبئاً على أمريكا؟

إذا واصلت إسرائيل الحرب الصعبة فهل تصمد الجبهة الداخلية الإسرائيلية المنقسمة أصلاً

في الحرب على غزة المستشفيات في قائمة بنك الأهداف بالنسبة لإسرائيل. قصف متواصل لمحيطها وردهاتها وحتى غرف العناية المشددة كما في مستشفى القدس، وهو من أصل ستة وعشرين مستشفى في القطاع توقف أغلبها عن العمل بسبب القصف ونفاد الأدوية والوقود.

جرحى في الممرات، عمليات جراحية بلا تخدير وأنين أطفال سال دمهم من رؤوسهم أو ما تبقى من أقدامهم وأيديهم.

هذه المشاهد وغيرها أحبطت الراعي الأمريكي الرسمي لإسرائيل. وقد بدأ التململ الأمريكي من حكومة نتنياهو منذ الأسبوع الثاني من الحرب وفي ضوء عدم تحقيق تقدم على الأرض بموازاة «تقدم» غير مسبوق من الوضع الكارثي في التاريخ المعاصر، حسب الصليب الأحمر.
لقد هبت واشنطن للوقوف بجانب إسرائيل في اليوم الأول من صدمة السابع من أكتوبر. وزار الرئيس بايدن تل أبيب في اليوم الثاني عشر للحرب بعد أن أرسل حاملتي طائرات إلى البحر الأبيض المتوسط قبالة إسرائيل، إضافة إلى شحنات من الأسلحة.
ثم توافد إليها وزير الدفاع لويد أوستن ومدير السي آي أيه وليام بيرنز الذي سعى إلى وقف مؤقت لإطلاق النار للسماح بدخول مساعدات إلى غزة التي قطعت عنها إسرائيل الماء والكهرباء والوقود والغذاء والدواء و..هواء العصر «الإنترنت». أما وزير الخارجية أنتوني بلينكن فلا يكاد يغادر تل أبيب حتى يعود إليها وكأنه مقيم فيها و«يزور» واشنطن.
في ضوء مواصلة القصف الإسرائيلي الذي لم يتوقف على مدن غزة وارتفاع عدد الضحايا المدنيين وبخاصة الأطفال، تزايد التململ الأمريكي تدريجياً وتطور إلى ضغط على نتنياهو.
في البداية أعلنت واشنطن أنها حثت إسرائيل على أن تكون ضرباتها دقيقة وحذرة ثم أعلنت أن نتنياهو ليس لديه وقت مفتوح لإنجاز هدف الحرب وهو القضاء على المقاومة في غزة. لكن نتنياهو «أذن من طين وأذن من عجين» إلى أن فرضت واشنطن ما سمي بالهدن لأربع ساعات بعد أن كان الرئيس بايدن أعلن أنه يسعى لهدنة ليومين أو ثلاثة.
لكن حسابات بايدن تختلف عن حسابات نتنياهو. فالرجل أمامه انتخابات رئاسية بعد عام من الآن. وكما نقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أمريكيين، فإن «الوقت محدود أمام الجيش الإسرائيلي لتحقيق أهدافه في غزة قبل تصاعد الغضب في المنطقة والإحباط في واشنطن». وأن «إطالة أمد الحرب يزيد من عزلة إسرائيل و.. أمريكا».
جاء التغير في الموقف الأمريكي نتيجة تعاطف الرأي العام العالمي غير المسبوق مع غزة لجهة بشاعة المشاهد التي تنقلها وسائل الإعلام للضحايا المقطعة أوصالهم والمشوهة وجوههم والمحروقة أجسادهم. ولجهة المظاهرات التي عمت معظم عواصم العالم حتى وصلت البيت الأبيض.
التهور الإسرائيلي أحرج إدارة بايدن وبخاصة انفلات وزير التراث في حكومته الذي «اقترح» ضرب غزة بقنبلة نووية كحل لعدم قدرة الجيش على تحقيق هدف الحرب، ما أدى إلى استنكار دولي واسع.
كذلك خرق إسرائيل للقانون الدولي وعدم امتثالها لمناشدات المنظمات الدولية، منظمة الصحة لعالمية، الصليب الأحمر، اليونيسيف، وحتى أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لمجرد أنه قال إن «هجوم حماس لم يأتِ من فراغ» في إشارة إلى أن إسرائيل تحاصر غزة منذ ستة عشر عاماً. وطالبه المبعوث الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة بالاعتذار أو الاستقالة!
نتنياهو ووزير حربه غالانت والناطق باسم الجيش يخرجون يومياً، كل على حدة، يوجهون كلامهم للمجتمع الإسرائيلي وبخاصة أهالي الأسرى لطمأنتهم بشأن أبنائهم وأقاربهم. لكنهم لا يقولون شيئاً جديداً عن فشلهم في الهجوم البري والجوي والبحري على قطاع غزة، ويلقون المسؤولية كل على الآخر.
كل ما يقولونه «نحن مصممون على تحقيق النصر ولن نوقف الحرب حتى القضاء على حماس» ويعترفون أنهم يخوضون حرباً صعبة. يقول نتنياهو «لقد طالت الحرب أكثر مما كنت أتوقع»!
إذا واصلت إسرائيل «الحرب الصعبة» فهل تصمد الجبهة الداخلية الإسرائيلية المنقسمة أصلاً بخصوص الحكومة الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل؟ وهل تحتمل إدارة بايدن المزيد من الخسائر المادية والتسليحية والمجتمعية والانتخابية من أجل حكومة نتنياهو الفاشلة المتهمة بجرائم حرب وإبادة جماعية، وفقاً للقانون الدولي؟

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة إسرائيل

إقرأ أيضاً:

ترامب نهاية نتنياهو

الأزمة التي اندلعت بين الحليفين القديمين ترامب ونتنياهو، ستكون "الشعرة التي تقصم ظهر البعير"، أي الضربة التي ستوجع نتنياهو الذي يُواجه أزمة خانقة، لا يخرج منها.

كم حاول نتنياهو أن يخفي أزمته الخانقة له حتى السقوط، وذلك بإشعال الحرب الثانية في غزة، وقد ادّعى هذه المرّة أن هدفها الوحيد القضاء على حماس، والبدء بتهجير سكان غزة جميعا، فضلا عن التوسّع في الاعتداءات على لبنان وسوريا، وصولا إلى الحديث عن تغيير خريطة "الشرق الأوسط".. ويقصد بالطبع الدول العربية.

من استمع إلى نتنياهو، وهو يتهدّد غزة بتوسيع الحرب حتى احتلالها كاملة، ومن يُتابع إمعانه في القتل الجماعي للأهالي، ومن تابع اعتداءاته على كل من لبنان وسوريا، فضلا عن خطبه، كان سيتوهّم بأن نتنياهو يتصرف من مواقع القدرة والقوّة،لم يبقَ لدى نتنياهو غير خيار واحد، هو الهروب للحرب والاعتداءات، ومحاولة جرّ ترامب لتحمّل الخسائر المترتبة عن تغطيته، والانجرار وراءه وليس من مواقع الضعف والعزلة، والأزمة الداخلية والخارجية (حتى على المستوى الأوروبي- الأمريكي).

كان نتنياهو منذ قرّر أن يشنّ الحرب الثانية على قطاع غزة، هاربا من الأزمة حتى السقوط، فكيف لا يكون في مأزق حقيقي، وضعف حقيقي، مع تصاعد التظاهرات الداخلية ضدّه، وقد علت أصوات ضدّه، من القضاء والجيش والاحتياط، والطيران والنقابات، وقيادات الدولة العميقة، ومن قيادات سابقة.. وكيف لا يكون ضعيفا، وهو يخوض حربا لا أمل له في كسبها، ولا تحظى بإجماع داخلي، ولم تؤيّده دولة واحدة في العالم. وقد تبيّن أن حتى أمريكا ترامب، وهي تغطيه، لها تحفظاتها التي تحوّلت الآن إلى أزمة صارخة في العلاقات.

كل هذه الأزمة، وكل هذا الضعف، كانا يفرضان على نتنياهو الانحناء لتدبّر الالتفاف عليهما، ولكن تحالفه مع سموتريتش وبن غفير أخذ يتحكّم في قراراته، إلى جانب تحكم خوفه إلى حد الرعب، من السجن الذي ينتظره إذا سقطت حكومته. لهذا لم يبقَ لدى نتنياهو غير خيار واحد، هو الهروب للحرب والاعتداءات، ومحاولة جرّ ترامب لتحمّل الخسائر المترتبة عن تغطيته، والانجرار وراءه.

ما هو أشدّ نكاية عليه، فالخطوة الثانية التي تتعلق بصفقة أكبر يسعى لها المبعوث الأمريكي ويتكوف، لأن حماس جعلت الإفراج عن عيدان ألكسندر خطوة مرتبطة بالصفقة المطلوبة
على أن ترامب له سياسات عربية، تتعارض مع السكوت المدمّر عما يرتكب نتنياهو من جرائم، بحق الشعب الفلسطيني في غزة ولا وفي الضفة الغربية ثانيا. وقد ثبت أن الوضع العربي له بعض الثقل في التأثير في سياسات ترامب، بالرغم مما يوصف به هذا الوضع من ضعف وعجز ولا فاعلية.

ولهذا اضطر ترامب من أجل إنجاح زيارته السعودية-الخليجية، أن يحاول الضغط على نتنياهو، لوقف الحرب وإطلاق الأسرى، مع تلميح، غير مؤكد، حول إعلان "دولة فلسطينية"، الأمر الذي أدخل أزمة نتنياهو إلى مواجهة "الشعرة التي تقصم ظهر البعير"، في الصفقة التي تمت لإطلاق عيدان ألكسندر، حامل الجنسية الأمريكية أيضا. وقد شكّل تنفيذها مساء 12 أيار/ مايو 2025 إهانة وإذلالا لنتنياهو، يحتاجان إلى "جِلد تمساحي" حتى يتحملهما.

أما ما هو أشدّ نكاية عليه، فالخطوة الثانية التي تتعلق بصفقة أكبر يسعى لها المبعوث الأمريكي ويتكوف، لأن حماس جعلت الإفراج عن عيدان ألكسندر خطوة مرتبطة بالصفقة المطلوبة، لتشمل وقف الحرب، والانسحاب من القطاع، والتبادل الشامل للأسرى، ولغالبية الأسرى الفلسطينيين من حملة المؤبّدات.

بكلمة، يا للخيار الأصعب الذي ينتظر نتنياهو، ونهايته التي حان وقتها.

مقالات مشابهة

  • روبيو : أبلغنا نتنياهو بقلق واشنطن إزاء الوضع الإنساني في غزة
  • معهد قطر أمريكا للثقافة.. صرح قطري شامخ لإثراء التبادل الثقافي القطري- الأمريكي
  • قادة يهود أوروبا: دعم إسرائيل أصبح عبئا ومعاداة السامية تتآكل
  • مصالح أمريكا في المنطقة تتعارض مع مصالح الكيان
  • لماذا تجاهل الرئيس الأمريكي إسرائيل في خطابه بالرياض؟ هبة القدسي تكشف التفاصيل
  • ما يخشاه نتنياهو.. الكشف عن قناة الاتصال بين واشنطن وحماس
  • ترامب نهاية نتنياهو
  • نتنياهو: إسرائيل ستظل تسيطر على غزة إلى الأبد ونستعد لتصعيد شامل إذا فشلت المفاوضات
  • إسرائيل وواشنطن على مفترق طرق بعد الإفراج عن الجندي الأمريكي الإسرائيلي
  • WP: ترامب يتخلى عن نتنياهو وسط قلق من اليمين الإسرائيلي