قادة يهود أوروبا: دعم إسرائيل أصبح عبئا ومعاداة السامية تتآكل
تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT
في أجواء يخيّم عليها القلق والتحذير، اجتمع نحو 150 من القادة اليهود وقادة المجتمع الأكاديمي ومناصري إسرائيل في العاصمة الإسبانية مدريد، يوم الاثنين الماضي، ضمن مؤتمر سنوي استثنائي نظمه "الاتحاد الأوروبي للشؤون اليهودية" (إيه جيه إيه)، لمناقشة ما وصفوه بـ"العودة الخطيرة لمعاداة السامية في أوروبا"، على خلفية حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
تحت عنوان "البناء أو المغادرة"، افتتح المؤتمر بعرض مرئي وثق ما زعم أنه هجمات معاصرة ضد الإسرائيليين في الجامعات والشوارع الأوروبية. واعتبر القائمون على الحدث أن هذه الموجة لم تعد حوادث متفرقة، بل تحوّلت إلى "حالة طوارئ معاصرة"، وفق وصف الحاخام رابي مناحيم مارغولين، رئيس الاتحاد، الذي قال في كلمته الافتتاحية إن "عبارة المحرقة لن تتكرر أبدا لم تعد شعارا، بل باتت تعبيرا عن أزمة راهنة".
وأضاف الحاخام أن "دعم إسرائيل بات عبئا في بعض الأوساط، ومحاولات فصل معاداة الصهيونية عن معاداة السامية تُستخدم للتغطية على الكراهية" على حد زعمه.
"معاداة السامية" لم تعد أولويةأحد أبرز محاور المؤتمر كان عرض نتائج استطلاع أجرته مؤسسة "إبسوس" العريقة في الاستطلاعات ذات المصداقية في 6 دول بغرب أوروبا، وخلص إلى أن 82% من المشاركين لا يعتقدون أن مكافحة معاداة السامية يجب أن تكون أولوية لحكوماتهم، كما أفاد 55% بوجود تحوّل سلبي في نظرة مجتمعاتهم للإسرائيليين منذ بدء الحرب في غزة، في حين حمّل نحو نصف المشاركين وسائل الإعلام مسؤولية التأثير السلبي على صورة الإسرائيليين.
إعلانوعلّق مارغولين على النتائج بالقول: "حين لا يرى 80% من الأوروبيين في معاداة السامية مشكلة، فلا عجب أن القادة لا يتحركون". وأضاف أن الاتحاد سيعمل على "زعزعة هذا الصمت"، من خلال جهود قانونية وضغوط سياسية وإعلامية. ودعا الحاخام إلى توحيد صفوف المنظمات اليهودية "بعيدا عن السياسات والخلافات الداخلية".
خلال المؤتمر، تحدّث مشاركون عن شعور متزايد بالنبذ في الجامعات الأوروبية، حيث قالوا إن محاضرين وطلابا إسرائيليين يتعرضون للإقصاء وكتابات عدائية على الجدران (دون أن يذكروا أن هذه الشعارات في مجملها كانت ضد الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين)، إضافة إلى ما وصفوه بـ"ازدراء صامت" من قبل إدارات أكاديمية. وأشاروا إلى أن مفاهيم مثل "الاستعمار الاستيطاني" و"المقاطعة" تُستخدم لتبرير الإقصاء أو "تمييز اليهود"، بحسب وصفهم.
وقال شلومو داهان، رئيس الدائرة القانونية في الاتحاد، إن الحوادث المعادية للإسرائيليين "ارتفعت بمئات النسب المئوية" منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، موضحا أن "الكثير من الإسرائيليين باتوا يتخفّون، لا يلبسون الكيبا (غطاء الرأس الديني) ولا يُظهرون نجمة داود".
وأكد أن الاتحاد يتلقى عشرات الاستفسارات يوميا من مجتمعات يهودية في أوروبا، ويعمل مع الشرطة والادعاء لمحاكمة المعتدين، مشيرا إلى منظمات بعينها مثل "مجموعة العمل الفلسطينية" التي وصفها بأنها "تنشط بعنف ضد مواقع إسرائيلية في مانشستر وبلجيكا".
كما أثار داهان قضايا قانونية أخرى تمس المجتمعات اليهودية، مثل الاتجار بتذكارات نازية عبر الإنترنت وفرض قيود على طقوس الذبح الديني (الكوشر)، متسائلا: "حين تُباع تذكارات نازية بملايين اليوروهات، هل هذه حرية تعبير أم إهانة للضحايا؟".
إعلان
انتقادات للمجتمع الدولي
في ختام المؤتمر، عبّر الحاخام مارغولين عن قلق بالغ من الوضع القائم في أوروبا، قائلا: "قبل 6 أشهر كنت في بولندا وقلت: لو لم أكن حاخاما، لغادرت أوروبا. وأنا ما زلت على هذا الرأي". وأضاف أن إسرائيل تبقى المكان الذي يحظى فيه اليهود بـ"تعليم واضح وثقافة يهودية وأمن مجتمعي" على حد قوله.
ورأى مارغولين أن النضال يجب أن يستمر عبر أدوات مختلفة، لا سيما القانونية منها، مشيرا إلى أن "بعض القضاة لا يعترفون حتى الآن بأن معاداة السامية جريمة، لذلك نطالب بقضاة يفهمون خطورة المشكلة". وختم بالدعوة إلى "توحيد كل المنظمات اليهودية في أوروبا وإسرائيل، بعيدا عن الخلافات الشخصية والسياسية".
وكان من بين المشاركين البارزين، الكاتب البريطاني اليميني دوغلاس موراي، الذي انتقد السياسة الغربية تجاه إسرائيل قائلا: "لا أحد يهتم بالإسرائيليين أكثر من إسرائيل نفسها. وكل ما دون النصر هو هزيمة".
كما حذّر الأكاديمي الإسرائيلي جيرالد شتاينبرغ من "النفوذ المتزايد لمنظمات حقوق الإنسان الدولية"، معتبرا أنها "لم تعد تدافع عن حقوق الإنسان" على حد زعمه، داعيا إلى "نزع الشرعية عنها وقطع تمويلها"، وفق رأيه.
واختُتم المؤتمر، بينما ظلت حالة القلق العميقة تجاه التغييرات في البيئة الأوروبية ضد إسرائيل تراود الحاضرين دون أن يلتفتوا إلى الأسباب الحقيقية وراء ذلك، وهي الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ عربية، وما يتبع ذلك من مجازر وإبادة جماعية ترتكبها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين المطالبين بالحرية سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية وما نتج عنها من استشهاد وإصابة أكثر من 170 ألف فلسطيني.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات معاداة السامیة فی أوروبا لم تعد على حد
إقرأ أيضاً:
المشرف على القومي لذوي الإعاقة تُشارك في احتفالية يوم أوروبا
شاركت الدكتورة إيمان كريم المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، في احتفالية "يوم أوروبا" لعام 2025، التي أقامتها بعثة الاتحاد الأوروبى بالقاهرة، للاحتفاء بقيم الوحدة والتعاون التي يجسدها الاتحاد الأوروبي.
جاء ذلك بحضور انجلينا ايخهورست، سفيرة الاتحاد الأوروبى، والدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، والمستشار محمود فوزي وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، والدكتور شريف فاروق وزير التموين والتجارة الداخلية، بالإضافة إلى عدد من الوزراء الحاليين والسابقين، وأعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي بالقاهرة، وممثلي بعض الوزارات والهيئات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني ومجتمع الأعمال ووكلاء التنمية.
عمق الشراكة بين الدولة المصرية والاتحاد الأوروبيفي سياق متصل هنأت الدكتورة إيمان كريم المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، انجلينا ايخهورست، سفيرة الاتحاد الأوروبى في مصر، بمناسبة الاحتفال بيوم أوروبا، مؤكدة على عمق وأهمية الشراكة بين الدولة المصرية والاتحاد الأوروبي، التي جاءت نتيجة إيمان القيادة السياسية بأهمية التنمية والإنسان، الذي يُعد أساس بناء المجتمعات، لافته أن الاتحاد الأوروبي سيبدأ تعاونه مع المجلس العام الجاري لخدمة وتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والمساهمة في دمجهم وتمكينهم في كافة المجالات، وكذلك رفع كفاءة العاملين في المجلس، لتمكينه من القيام بأدواره بفعالية.