ماذا بعد "الانتصار" الإسرائيلي؟
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
على ما يبدو أن عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية لا يمكن أن تعود إلى برامجها المقررة وجدول أعمالها بين الجانبين بعد هجوم حماس على إسرائيل وشن الأخيرة لحرب "انتقامية" راح ضحيتها عشرات الآلاف.
أحد الحلول التخمينية هو قوة عسكرية من الدول العربية على فرض أن لديها مصلحة في منع العنف وفرض الاستقرار وهزيمة وكلاء إيران
وفي تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" تركز إسرائيل على كسب الحرب ضد حماس، بالتزامن مع ضغط الولايات المتحدة من أجل الحصول على التزامات بشأن ما سيأتي بعد ذلك، وهو ما حمله طرح وزير الخارجية أنتوني بلينكن "للاءات الخمس" لا للتهجير القسري للفلسطينيين من غزة.
From @WSJopinion: The Secretary of State has a tendency to talk as if the Palestinian-Israeli peace process can soon return to regularly scheduled programming. After Oct. 7, it can’t. https://t.co/lawsylGBxe
— The Wall Street Journal (@WSJ) November 13, 2023 خطوط حمراءويقول التقرير لو كان لدى إدارة بايدن هذا العدد من "الخطوط الحمراء" فإن وزير الخارجية على الأغلب لا يتذكر الاحتلال الأمريكي لليابان وألمانيا بعد الحرب واستمراره حتى الخمسينيات وما شمل من تعديلات إقليمية واسعة بعد ذلك بالشروط الأمريكية الخاصة.
لقد اتبع السيد بلينكين "لاءاته" الخمس بثلاث "ضرورات" بالإشارة إلى أن الطريق إلى السلام يجب أن يشمل أصوات الشعب الفلسطيني وتطلعاته في قلب الحكم بعد الأزمة في غزة". ويجب أن يشمل على حكم بقيادة فلسطينية وقطاع غزة موحد مع الضفة الغربية تحت قيادة السلطة الفلسطينية. كما يجب أن يشمل طريقاً للإسرائيليين والفلسطينيين للعيش جنباً إلى جنب في دول خاصة بهم، مع التمتع بمعايير متساوية من الأمن والحرية والفرص والكرامة.
وأشار التقرير الصحفي إلى أنه من المعقول أن تفكر تل أبيب وواشنطن بالمستقبل، لكن من السابق لأوانه إصدار أوامر بالسير من أجل مستقبل متناغم ولا يزال أمام إسرائيل قتال مكثف في المناطق الحضرية من قطاع غزة وحتى أن المرحلة القادمة من التوجه للجنوب لم تبدأ بعد.
وتساءل التقرير عن ماذا سيحدث بعد سقوط مركز قيادة حماس ؟ هل سيستمر التمرد في شمال غزة؟ وكيف ستتمكن إسرائيل من استئصال حماس من جنوب غزة، الذي فر إليه معظم المدنيين؟.
När ska Socialdemokraterna kommentera att deras ”kära systerparti” #Fatah deltog i massakrerna den 7 oktober?https://t.co/vq4x67XVq1
— Charlie Weimers MEP ???????? (@weimers) November 7, 2023 كيفية حكم غزةوبيّن التقرير أنه لا يمكن الإجابات عن هذه الاسئلة مجتمعة إلا بأنها ستؤثر على كيفية حكم غزة مع اعترف بلينكن عند سؤاله بأن "الحقيقة هي أنه قد تكون هناك حاجة لفترة انتقالية معينة في نهاية الصراع" حيث تحتفظ إسرائيل ببعض السيطرة وهذا في الأساس بعض ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في أكثر من مناسبة سابقة.
ويذكر التقرير أن الاندفاع الإسرائيلي للحرب في غزة جاء لتمكين ما قال عنه "أصوات الشعب الفلسطيني" بعد انسحاب إسرائيل من غزة في عام 2005 وكان سبباً في انتخاب سكان غزة لحركة حماس في عام 2006 مع التخوف الفلسطيني لاحقاً من تمدد حماس إلى الضفة الغربية.
وتساءل التقرير عن مقدرة السلطة الفلسطينية بالسيطرة على غزة مستذكراً فوز حماس بالانتخابات في عام 2007، وتصفيتها لأعضاء من السلطة الفلسطينية برميهم من فوق المباني وهو ما أدى لاضمحلال السلطة الفلسطينية وديكتاتوريتها الجوفاء التي بالكاد تستطيع احتواء حماس في الضفة الغربية منذ ذلك الحين.
في مقابل ذلك كله سكب نتانياهو "الماء البارد" على فكرة إقامة السلطة الفلسطينية في غزة، لكن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يحاول بالفعل "إملاء الشروط" في هذا الوقت وقال إنه "لن يتولى السلطة إلا في إطار حل شامل يشمل إقامة دولة فلسطينية".
But Joe Biden said he wants Gaza to be ruled by Israel's Palestinian cop on the West Bank, Mahmoud Abbas. No? https://t.co/SWZfK5SKc9
— Mustafa Malik (@malik_in_dc) November 13, 2023 أدراج الرياحوأوضحت الصحيفة أن بلينكن يميل أيضاً إلى الحديث كما لو أن عملية السلام يمكن أن تعود قريباً إلى البرامج المجدولة بانتظام بين الطرفين لكن ما حدث في 7 أكتوبر(تشرين الأول)، وما يحصل الآن يشير إلى أن كل ذلك ذهب "أدراج الرياح"، وقال نتانياهو: "نحن لا نسعى إلى احتلال غزة"، ورغم أن الوضع كان أفضل بالنسبة للمدنيين على الجانبين عندما كانت إسرائيل تتولى زمام الأمور، إلا أن الرغبة لدى الإسرائيليين في حكم شعب معادٍ لقنته حماس التعليمات على مدى جيل كامل كانت ضئيلة وأضاف نتانياهو: "علينا أن نجد حكومة مدنية تكون هناك، ولكن يجب أن تكون لدينا قوة ذات مصداقية، والتي، إذا لزم الأمر، سوف تدخل غزة وتقتل".
وتقول الصحيفة "لا ينبغي أن يكون هناك أي أوهام بأن قوة الأمم المتحدة، التي رفضها نتانياهو يوم الجمعة، يمكن أن تحافظ على السلام" لكنها استدركت فشل ذلك من لبنان إلى سيناء، وذكرت أن أحد الحلول التخمينية هو قوة عسكرية من الدول العربية التي عقدت معاهدات سلام مع إسرائيل على فرض أن تلك الدول لديها مصلحة في منع العنف المزعزع للاستقرار وهزيمة وكلاء إيران في المنطقة.
وقال نتانياهو: "ما يتعين علينا رؤيته هو جعل غزة منزوعة السلاح، ونزع التطرف، وإعادة بنائها. كل ذلك يمكن تحقيقه".. بينما أدى تشاؤم إدارة بايدن إلى الانسحاب من أفغانستان وتسليم المنطقة، التي تبعد 6000 ميل، لحركة طالبان يبدو أن إسرائيل ليس لديها هذا الخيار قطاع غزة في الجوار ومن المؤكد أنها ستعمل على ضمان "عدم استخدام القطاع كمنصة للإرهاب" إلا أن ذلك سوف يتطلب نصراً إسرائيلياً حاسماً ومرونة أكبر مما تسمح به "اللاءات" و"الواجبات" الأمريكية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل أمريكا السلطة الفلسطینیة
إقرأ أيضاً:
ماذا لو اغتيل؟ أنباء عن مقتل محمد السنوار ليلحق بأخيه
لا تزال الأنباء متضاربة حول مصير محمد السنوار، القائد البارز في «كتائب القسام» – الجناح العسكري لحركة «حماس» – وسط صمت رسمي من الحركة بعد سلسلة ضربات جوية إسرائيلية استهدفت منطقة خان يونس، وبالتحديد محيط المستشفى الأوروبي، في هجوم وُصف بأنه الأعنف منذ بداية الحرب.
بينما تروج إسرائيل لتصفية شخصية «ثقيلة»، تتزايد التكهنات بأن السنوار قد يكون هدف العملية الأخيرة، خاصة بعد مقتل شقيقه يحيى السنوار، القائد السياسي للحركة، في وقت سابق، في غارة أعلنت تل أبيب مسؤوليتها عنها، دون تأكيد حاسم من «حماس».
مراوغ الاغتيالات و«رجل الظل»محمد السنوار ليس اسمًا عاديًا في هيكل حركة «حماس»، بل يعتبر العقل التنفيذي والعسكري الهادئ في «كتائب القسام»، بعكس شقيقه يحيى الذي كان وجهًا سياسيًا معروفًا. ولد محمد عام 1975، أي بفارق 13 عامًا عن أخيه الأكبر، وتدرج في صفوف «القسام» بعيدًا عن الأضواء، متفاديًا الاعتقالات، باستثناء فترة قصيرة قضاها لدى أجهزة السلطة الفلسطينية.
السنوار يُلقّب بـ«مراوغ الاغتيالات» بعد نجاته من أكثر من 7 محاولات اغتيال، أبرزها خلال معركة سيف القدس عام 2021، ومحاولة استهداف نفق كان بداخله، إضافة إلى محاولات أخرى عبر تفخيخ منزله أو قصف أماكن تواجده.
«وحدة الظل» والهندسة العسكريةيُعد السنوار مؤسس ما يعرف بـ«وحدة الظل» المسؤولة عن إخفاء وإدارة ملفات الأسرى لدى «كتائب القسام»، وأشرف على احتجاز الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط بعد أسره عام 2006، ما أدى لاحقًا إلى صفقة تبادل ضخمة أُفرج فيها عن مئات الأسرى الفلسطينيين.
كما ارتبط اسمه بتطوير شبكة الأنفاق في غزة، وتوسيع قدرات التصنيع العسكري وتهريب الأسلحة، وكان من أوائل من وضعوا تصورًا مؤسسيًا لإدارة «القسام» عسكريًا وتنظيميًا.
ضربة استباقية أم نتيجة اختراق؟التوقيت الذي استُهدف فيه محيط المستشفى الأوروبي، بعد 24 ساعة فقط من الإفراج عن الجندي عيدان ألكسندر، أثار تساؤلات حول احتمال أن تكون إسرائيل قد تلقت معلومات استخبارية دقيقة عن موقع محمد السنوار، وربط البعض بين عملية الإفراج عن الجندي والوصول إلى «هدف كبير».
القصف شمل عشرات القنابل الخارقة والتحكم في محيط الهجوم بنمط "الأحزمة النارية" لضمان تصفية من في المنطقة أو منع عمليات إنقاذ، ما يعزز الاعتقاد بأن العملية استهدفت شخصية رفيعة.
هل يعني اغتياله نهاية «القسام»؟رغم الأهمية الرمزية والتنظيمية لمحمد السنوار، تؤكد مصادر داخل «حماس» أن الهيكل التنظيمي للكتائب مستمر، مع وجود بدائل جاهزة في المواقع القيادية. كما أن ما يسمى بـ«مجلس القسام العسكري» هو من يدير القرارات الكبرى بالتوافق، وليس السنوار منفردًا، رغم كونه القائد التنفيذي الأول.
وبينما تروج إسرائيل لأن غياب السنوار يشكل ضربة قاتلة لـ«حماس»، إلا أن تجارب الاغتيالات السابقة لقادة كبار مثل أحمد الجعبري، وباسم عيسى، ورافع سلامة، أظهرت قدرة الحركة على تجاوز خسائرها وإعادة التشكيل الميداني.
اختفاء متكرر ومصير غامضسبق لمحمد السنوار أن اختفى عن الأنظار لفترات طويلة، وسط إشاعات باعتقاله أو مقتله، مثلما حدث خلال اقتحام مجمع الشفاء الطبي، حيث ظنّت إسرائيل أنه بداخله، ليُكشف لاحقًا أنه لم يكن هناك. وبالتالي، يبقى الغموض سيد الموقف ما لم تصدر «حماس» أو إسرائيل تأكيدًا حاسمًا بشأن مصيره.