دراسة قطرية تنفي علاقة التوحد بزواج الأقارب
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
كشفت دراسة حديثة أجراها معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، التابع لجامعة حمد بن خليفة، عن خطأ المعتقدات الشائعة بشأن زواج الأقارب وارتباطه باضطرابات طيف التوحد.
وأكدت الدراسة الجديدة، التي نشرت في مجلة "التوحد واضطرابات النمو"، أنه رغم الدراسات السابقة التي تشير إلى وجود صلة محتملة، فإن هذه الدراسة -استنادا إلى بيانات من دولة قطر- تشير إلى خلاف ذلك.
وشارك في هذه الدراسة علماء وباحثون من مؤسسة كليفلاند كلينك الطبية وجامعة أوريغون للصحة والعلوم الأميركية بناء على تحليل معلومات السجل الوطني القطري والمسح السكاني لاضطراب التوحد، إذ قام الدكتور فؤاد الشعبان من مركز بحوث الاضطرابات العصبية في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي وفريقه بفحص 891 طفلا، سواء من المصابين باضطراب طيف التوحد أو بدونه، ليكشف التحليل عن عدم وجود ارتباط كبير بين قرابة الوالدين وخطر الإصابة بالتوحد.
وتتناقض نتائج هذا البحث، الذي يستند إلى عينة كبيرة ومنهجيات بحث قوية، مع الدراسات السابقة بشأن زواج الأقارب بوصفه أحد العوامل المسببة للإصابة بالتوحد، ويتحدى هذا الاكتشاف السردية الحالية، ويؤكد الحاجة إلى مزيد من البحث لفهم العوامل المعقدة التي تسهم في انتشار اضطرابات طيف التوحد.
وتعليقا على الدراسة، قال الدكتور فؤاد الشعبان، الباحث الرئيسي في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، "لا يتحدى هذا البحث المعتقدات السائدة فحسب، بل يسلط الضوء أيضا على أهمية الدراسات المعتمدة على الأدلة في تشكيل فهمنا للحالات الطبية المعقدة، مثل اضطرابات طيف التوحد"، لافتا إلى أنه مع استمرار المجتمع العلمي في كشف الظروف والأسباب المحيطة بالتوحد، فإن مثل هذه الدراسات تمهد الطريق لتشخيص أكثر دقة وتدخلات فعالة وأنظمة دعم معززة للأفراد والعائلات المتأثرة بهذا الداء.
وأضاف "نحن واثقون من أن النتائج التي توصلنا إليها قد أثارت الاهتمام بين العلماء على مستوى العالم، مما أسهم في التطلع لإجراء مزيد من البحث والاستكشاف في العلاقة بين الأقارب واضطراب طيف التوحد في مجموعات سكانية أخرى".
يذكر أن معهد قطر لبحوث الطب الحيوي يعد معهدا بحثيا رائدا بجامعة حمد بن خليفة، ويستهدف معالجة الأولويات الصحية الوطنية لدولة قطر، التي تضمنتها إستراتيجية قطر الوطنية للبحوث، وذلك من خلال مراكزه البحثية المتخصصة: مركز البحوث التطبيقية للسرطان والمناعة، ومركز بحوث السكري، ومركز بحوث الاضطرابات العصبية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: طیف التوحد
إقرأ أيضاً:
دراسة صادمة.. عضو حيوي يتأثر بـ”كوفيد-19″ أكثر من الجهاز التنفسي
#سواليف
كشفت دراسة حديثة عن تبعات مقلقة لجائحة ” #كوفيد-19 ” تتجاوز #الأعراض_التنفسية المعروفة، حيث رصدت ارتفاعا ملحوظا في #اضطرابات #الجهاز_الهضمي الوظيفية، وعلى رأسها متلازمة #القولون_العصبي.
ويعزو الباحثون هذه الزيادة إلى التأثيرات النفسية العميقة للجائحة على محور الأمعاء-الدماغ، تلك الشبكة المعقدة من الاتصالات العصبية والهرمونية التي تربط بين الجهاز الهضمي والجهاز العصبي المركزي.
فخلال فترة الدراسة التي امتدت من مايو 2020 إلى مايو 2022، لوحظ تضاعف حالات القولون العصبي تقريبا من 6% إلى 11% بين المشاركين في الدراسة البالغ عددهم 160 ألف شخص.
مقالات ذات صلةكما وجدت الدراسة زيادة طفيفة في حالات الإمساك المزمن مجهول السبب من 6% إلى 6.4% وكان النوع المختلط من القولون العصبي (الإسهال والإمساك معا) الأكثر انتشارا.
ويشرح الدكتور كريستوفر ألماريو، أخصائي الجهاز الهضمي والمشرف الرئيسي على الدراسة، أن هذه الاضطرابات الهضمية الوظيفية تظهر عادة كاستجابة للضغوط النفسية المزمنة، حيث تؤدي التغيرات في التوازن البكتيري المعوي وزيادة حساسية الأعصاب الهضمية إلى تفاقم الأعراض.
والأمر اللافت أن الدراسة رصدت هذه الزيادة حتى بين الأشخاص الذين لم يصابوا بعدوى “كوفيد-19” نفسها، ما يؤكد دور العامل النفسي المستقل عن العدوى الفيروسية المباشرة. ويشير الدكتور برينان شبيجل، مدير أبحاث الخدمات الصحية في المركز، إلى أن هذه النتائج تفتح الباب أمام فهم أعمق للتداعيات بعيدة المدى للجائحة على الصحة العامة.
وتثير هذه الاكتشافات أسئلة مهمة حول سبل التعامل مع الموجات الجديدة من الأوبئة، وكيفية حماية الصحة النفسية والجسدية في الأزمات. ويوصي الباحثون بتبني نهج متكامل في الرعاية الصحية يأخذ في الاعتبار هذا الترابط الوثيق بين الصحة العقلية والجهاز الهضمي، خاصة في ظل استمرار العديد من الأشخاص في المعاناة من تبعات الجائحة النفسية حتى بعد انحسار خطر العدوى.