أثارت زيارة وتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى ألمانيا أمس الجمعة مواقف وردود فعل مختلفة، خاصة مع تأكيد موقفه الرافض لحرب إسرائيل على غزة وانحياز برلين إلى صالح تل أبيب.

وأشار أردوغان إلى أن ألمانيا تدعم إسرائيل في حربها على غزة بدافع الشعور بالذنب من محارق النازية، وذلك خلافا لتركيا التي قال إنها قادرة على التحدث بلا انحياز.

وذكر أردوغان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتز قبل إجرائهما محادثات خاصة "بجب عدم تقييم الحرب الإسرائيلية الفلسطينية بإحساس نفسي بالمديونية، أنا أتحدث بحرية لأننا لا ندين بأي شيء لإسرائيل".

ومسّت تعليقات أردوغان في برلين وترا حساسا في صميم هوية ألمانيا في حقبة ما بعد الحرب، وهي هوية مستندة إلى شعور عميق بتقديم تعويضات عن محارق النازية.

ولم يرد شولتز بشكل مباشر على تعليقات أردوغان، لكنه كرر التزام ألمانيا بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

"لا تهددني ولتكن أسئلتكم إنسانية".. أردوغان يرد على إمكانية تأثير موقفه من الحرب على غزة بعدم موافقة ألمانيا على صفقة طائرات من طراز "يورو فايتر" pic.twitter.com/7GSlnVjbsw

— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) November 18, 2023

لا تهددني

وسأل صحفي أردوغان عن اعتقاده فيما إذا كان موقفه من حرب إسرائيل على غزة من الممكن أن يؤثر على موافقة ألمانيا على بيع تركيا 40 طائرة "يورو فايتر تايفون"، وكذلك على التعاون بين دول حلف شمال الأطلسي (ناتو)؟

ورد أردوغان بأن تركيا من أهم الدول في الناتو وفي المرتبة الخامسة فيه، وهي ليست دولة عادية في الحلف، وعملت في حرب أوكرانيا مثلا على الحديث مع موسكو وكييف، واستطاعت نقل 33 مليون طن من الحبوب إلى أوروبا وأفريقيا عبر ممر الحبوب.

وأشار إلى أن المئات قتلوا في حرب أوكرانيا، فيما قتل الآلاف من الفلسطينيين على يد إسرائيل ودمرت المشافي ودور العبادة والكنائس، وهذا يزعجه كمسلم مثلما يزعج المسيحي، فلماذا لا يتم اتخاذ موقف أو رد فعل هنا؟ وفق قوله.

وقال أردوغان "في ما يخص اليورو فايتر فلتعطها ألمانيا أو لا تعطها، هل ألمانيا هي الوحيدة في العالم التي تصنع الطائرات الحربية؟ يمكننا العمل على هذا وتأمينه من أماكن عدة في العالم".

وأضاف أن تركيا حاليا في ما يخص الطائرات الحربية المسيرة أصبحت من أكثر الدول تقدما، وقال "فلا تهددني بهذا كصحفي، ولتكن أسئلتكم لنا ضميرية وإنسانية حتى نرد عليكم بالطريقة ذاتها".

وكان أردوغان قد قال في وقت سابق هذا الأسبوع إن إسرائيل "دولة إرهابية" ترتكب جرائم حرب في غزة، وإن حملتها على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) تتضمن "أكثر الهجمات خسة في تاريخ البشرية".

وأكد أردوغان خلال زيارته لألمانيا أن إسرائيل قتلت حتى الآن 13 ألفا، معظمهم من النساء والأطفال والمسنين، ودمرت كل شيء، ولم يبق تقريبا مكان اسمه غزة جراء هجماتها، وفق تعبيره.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: على غزة

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يقبل وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار في غزة وروبيو يتحدث عن تفاؤل حذر بصفقة قريبة

أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الأربعاء، استعداد بلاده لقبول وقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة، في إطار اتفاق محتمل مع حركة “حماس” يهدف إلى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، في حين عبّر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عن “تفاؤل حذر” بشأن إمكانية التوصل إلى صفقة وشيكة.

وفي مؤتمر صحفي بالقدس، أكد نتنياهو أن إسرائيل “منفتحة على هدنة قصيرة الأمد” إذا كانت ستفضي إلى صفقة تبادل تُنهي معاناة الأسرى، لكنه شدد على أن أي وقف دائم للحرب مرهون بـ”تحرير جميع الرهائن، نزع سلاح قطاع غزة بالكامل، ونفي حركة حماس من القطاع”.

وأكد أن العمليات العسكرية ستتواصل ضمن المرحلة الحالية من عملية “عربات جدعون”، مشيراً إلى أن الجيش سيفرض “السيطرة الكاملة” على مناطق القطاع، مع تعهده بمنع تفاقم الأزمة الإنسانية و”ضمان الاستقرار بما يخدم حرية التحرك العسكري الإسرائيلي”.

وأكدت وزيرة الاستيطان الإسرائيلية، أوريت ستروك، اليوم الخميس، أن “إسرائيل لن تنسحب من الأراضي التي ستحتلها”، مضيفة في تصريحات نقلتها إذاعة الجيش الإسرائيلي أن “إسرائيل ستحتل غزة”، في إشارة إلى نية الحكومة توسيع العملية العسكرية المستمرة في القطاع.

من جهتها، حملت حركة “حماس” الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن “الانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار وتعريض الأسرى لمصير مجهول”، مشيرة إلى أن تعثر المحادثات حول تمديد الاتفاق أو الانتقال إلى المرحلة الثانية هو السبب في انهياره.

من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خلال جلسة استماع في الكونغرس: “لدي قدر من التفاؤل بإمكانية تحقيق اختراق في وقت قريب”، لكنه أضاف: “راودني هذا الشعور أربع مرات في الأشهر الماضية، لكنها لم تترجم إلى نتائج حقيقية بسبب تعقيدات اللحظات الأخيرة”.

وأشار روبيو إلى أن جهود الوساطة الأمريكية مستمرة، لافتاً إلى أن قرار تل أبيب رفع الحصار عن القطاع مؤخراً جاء نتيجة “دبلوماسية هادئة”، مؤكداً دعم واشنطن لـ”مؤسسة المساعدات الإنسانية لغزة” لضمان وصول الإغاثة دون استيلاء حماس عليها.

ووفق مصدر مطلع على المفاوضات، لا تزال المحادثات تراوح مكانها بسبب خلاف جوهري: إسرائيل تصر على وقف مؤقت لإطلاق النار يمتد نحو شهرين مقابل الإفراج عن نصف الرهائن، فيما تطالب حركة “حماس” بوقف دائم للعمليات العسكرية مع ضمانات دولية بعدم استئناف الحرب.

وبحسب المصدر ذاته، فإن المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، يقود محادثات تهدف إلى تمرير الاتفاق المرحلي، فيما تعمل إدارة ترامب على توفير ضمانات لإبقاء إسرائيل منخرطة في مفاوضات المرحلة الثانية المتعلقة بالتهدئة الدائمة.

يُذكر أن تل أبيب كانت قد استأنفت عملياتها العسكرية في مارس الماضي بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى، وسط اتهامات بعدم تنفيذ الشق السياسي من الاتفاق، الأمر الذي يعزز مخاوف “حماس” من أن أي هدنة مؤقتة قد تكون مقدمة لهجوم جديد.

وكانت المرحلة الأولى من الاتفاق قد شهدت تبادل أسرى بين الجانبين، بعد حرب إسرائيلية مدمرة متواصلة منذ 7 أكتوبر 2023، أسفرت عن أكثر من 170 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح ومفقود، بحسب مصادر فلسطينية.

آخر تحديث: 22 مايو 2025 - 12:01

مقالات مشابهة

  • عائلات الأسرى تتظاهر أمام منازل مسؤولين إسرائيليين للمطالبة بصفقة تبادل
  • إسرائيل تواجه ضغوطًا غير مسبوقة من حلفائها بسبب حربها على غزة.. فهل يستطيعون تغيير نهجها؟
  • أردوغان خلال لقاء مع الشرع: احتلال إسرائيل وعدوانها على الأراضي السورية أمر غير مقبول
  • مقاتل في حماس يتخفى في زي صحفي.. كذبة إسرائيل الجديدة
  • زيني يغضب عائلات الأسرى بإسرائيل ومظاهرات تطالب بصفقة تبادل
  • الاحتلال يواصل قصف غزة.. وغضب في إسرائيل بسبب رئيس الشاباك الجديد
  • الفائز بمسابقة يوروفيجن يدعو إلى استبعاد إسرائيل من نسخة 2026 بسبب حرب غزة
  • 10 تغييرات في تشكيلة ألمانيا لـ«أمم أوروبا»!
  • نتنياهو يقبل وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار في غزة وروبيو يتحدث عن تفاؤل حذر بصفقة قريبة
  • ترامب يطرد صحفيًا من البيت الأبيض بسبب الطائرة القطرية .. فيديو