أركو مناوي وجبريل – عبد الله أبكر وخليل !!
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
المرحومان عبد الله ابكر وخليل إبراهيم هما المؤسسان لحركتي تحرير السودان والعدل والمساواة، الأول قصفه طيران الدكتاتور المغرور بإحداثيات مأخوذة من هاتفه الخليوي - الثريا، بتعاون أحد المقربين إليه عندما كان السيد أركو مناوي سكرتيراً للمرحوم، ودارت الشبهات حول ضلوع مناوي في عملية اغتيال أبكر، أما الثاني وهو الدكتور خليل إبراهيم الذي انتاشه صاروخ موجّه بإحداثيات شريحة معدنية وضعها أحد الجند المقربين منه تحت لحافه، الشاهد في الحالين أن المؤسسين دائماً ما يلقون حتفهم ويرثهم من هم أقصر قامة وأكثر انتهازية، المارشال مني أركو مناوي قصم ظهر الحركة بعد رحيل عبدالله أبكر على الأساس القبلي الذي أقصى عبد الواحد نور، ثم دخل في صفقة أبوجا التي جاءت به مساعداً للدكتاتور المغرور مرتكب فظائع الإبادة الجماعية بحق أهله، وجبريل امتطى صهوة حصان العدل والمساوة بعد أن رحل خليل، بهبوط ناعم داخل مؤسسات الحركة بناءً على صلة قرباه بشقيقه الراحل، في انتهازية ناعمة ما كان لرجل شريف أن يقبل بها، ومن المعلوم أن بالحركة من هم أكثر تأهيلاً من الرئيس الخلف، لكنها الانتهازية التي تعمي الصدور، فانهارت الحركة في ظل إدارة جبريل وعصفت بها رياح العشائرية والهزائم العسكرية المتكررة، ثم جاء دور الفتى البدوي الخارج لتوه من معمعة ديسمبر، ليفتح للانتهازيين نفاجاً للحياة عبر أنبوب اوكسيجين جوبا.
المثل الدارفوري الذي يعني أن الكلب لا يستطيع الجلوس إلّا على ذيله، يشرح ويفسر الحالة الانتهازية للرجلين، فمن اعتاش على المراباة والسمسرة والمزايدة، لن يكون بأي حال من الأحوال بارعاً في التجارة الحلال، ومن تنازل ولو مرة واحدة عن شرف الصمود، لن يقدر على الثبات امام العواصف الهوجاء، فمنذ أن صمت أركو مناوي عن الجريمة النكراء التي ارتكبها رئيس جهاز المخابرات آنذاك، بحق النزلاء الجرحى والمرضى باستراحته الكائنة بحي المهندسين بأم درمان، قد صار الرجل مثل العذراء التي فضّت عذريتها، لا يستطيع النظر ولو لمرة واحدة في وجه الفاعل، ومن حينها لم يبخل بالسيل الجارف من التنازلات المتتالية من أجل خاطر عيون الذين أذاقوه ذل الانكسار، أما جبريل فيكفي أن خرجت عنه مجموعة ابن عمه سليمان صندل، بعد أن يئست من القبّة التي ظنت أن تحت ظلها يجلس الفقيه، عندما حانت لحظة تحقيق الأهداف الرامية لإقامة العدالة والمساواة، بعدما قامت قوات الدعم السريع بتصفير العداد في عقر دار الدويلة المركزية الفاشلة، فانكشف قناع الانتهازية والوصولية الذي كان يغطي وجه الزعيم القادم من جوبا، وخضع لإرادة فلول النظام البائد، لأنه لا يتحلى بالشجاعة الكافية ليقول لا في وجه من اغتالوا شقيقه خليل، وبديهي أن من يساوم في طريق النضال لابد وأن ينكسر أمام الاستحقاقات التاريخية الفاصلة، فها هو الخلف الانتهازي الذي حل مكان السلف القابض على الزناد حتى الممات.
الحياد لا يجدي في أوقات المعارك الأخلاقية الكبرى، والذين يقولون لا للحرب لا يستطيعون وقفها لمجرد لفظ كلمة لا التي لم تعد يرتعد لها بدن الطفل، وحينما تندلع الحروب وتدلهم الخطوب لا تقف الحرب إلّا باتفاقيات يعقدها الشجعان، والمراقب لسير العملية التفاوضية بمنبر جدة يرى طرف شجاع وآخر يتوارى حياء ًخلف عباءة النظام القديم الذي أشعل نار الحرب، لذلك سوف يحدد بعض المحايدين موقفهم المساند لقوات الدعم السريع المعتدى عليها، وصاحبة القدح المعلى في تبني قضايا المقهورين، كما وجد الانتهازيون ضالتهم في دعم الاخوان المسلمين المختطفين لقرار الجيش، فهذه الحرب لن ترحم من يمسك بالعصا من منتصفها، وهي شبيهة بحرب الرئيس الأمريكي بوش الابن ضد الإرهاب، وتتعدد الأوجه ولكن الإرهاب واحد، ولا فرق بين من فجّر برجي التجارة العالميين ومن فجّر جسري شمبات وجبل الأولياء، وكل الذين يمارون ويتلونون في أم المعارك هذه سيجدون أنفسهم في وضع لن يحسدون عليه في المستقبل القريب، حتى حلف المدنيين المنعقد بأديس أبابا سيكون في مهب الريح، إن لم يعلن تثمينه للأرواح والدماء الغالية التي نزفت من أجساد ابناءنا الأشاوس، واضعي حجر الأساس للدولة المدنية القادمة، فهذه الملحمة هي الخلاص من عبء الدويلة الفاشلة الحاكمة قراقوشياً منذ العام الأول لبداية عهد (الاستغلال).
إسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com
18 نوفمبر 2023
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
???? الجهة التي سيقع عليها الدور بعد السودان سوف تبدأ الحرب فيها بالمسيرات
والعاقبة عندكم في المسيرات
في اغنية للفنان صلاح مصطفي ما يحكي حالنا اليوم إذ جاء (كنا في غمرة هنانا وفي دروب الريد مشينا /فجأة اتبدل مصيرنا وجارت الايام علينا) كل الذين رحلوا عن الدنيا في السودان قبل ١٥ /بريل ٢٠٢٣ لو قدر لأحدهم أن ينهض من قبره ورأى ما نحن فيه اليوم فلن يصدق ما يراه.. فقد كنا مثل بقية خلق الله نعيش حياتنا بالطول والعرض وننسرب منها بكل هدؤ واحدا تلو الآخر ليحل محلنا من يأتي بعدنا… نعم كنا نشاهد الكوارث والموت بالجملة في بعض أنحاء العالم لابل وفي بعض أطرافنا ولكن في معظمنا ما كنا نوقن أن هنا موتا مجانيا غير موت الله والرسول العادي نعم كنا نعلم أن هناك (ميتة وخراب ديار) ولكن ما كنا نظن انها ستقع علينا وما كنا نظن أن هناك نهبا وسلبا وسحلا واغتصابا قبل خروج الروح.. ما كنا نظن أن من سلم من تلك النسخة من الموت المجاني سوف تأتي المسيرات وتنقض على مصادر الحياة لنموت موتا بطيئا… في ظني أن الذين حكموا على السودان بالإعدام قد ندموا على نسختهم الأولى لأنها أكثر كلفة فنسخة المسيرات أقل تكلفة أكثر تسلية
إذن الجهة التي سيقع عليها الدور بعد السودان سوف تبدأ الحرب فيها بالمسيرات ولن تحتاج أن تبدأ بالتحشيد والسلب والنهب والاغتصاب.. تطلق المسيرة وانت جالس في مكتب مكيف وأمامك كاسك وربما إلى جانبك صديقتك فما أجملها من حرب.. فأنتم في كل المنطقة وفي كل الإقليم يامن تعيشون الان في غمرة هناكم وتمشون في دروب الريد كما نحن قبل ١٥ أبريل ٢٠٢٣ ولا تدرون كما كنا (بما كان الزمن ضامر)
لن تضعوا مضادات أرضية امام العمارات السوامق ولا مضادات أمام مصادر الطاقة سوف تنهال عليكم المسيرات من جهات ليس في حسبانكم الان… فاي جهة مهما كانت حقيرة لها نوايا شريرة وحقد أعمى وتمتلك مالا في أي صقع من أصقاع الدنيا يمكن أن تمتلك مسيرات لأن التقانة اليوم على قفا من يشيل.. لقد انتهى احتكار التقانة تماما . بعبارة أوضح امتلاك المسيرات لايحتاج إلى دول ولا يحتاج إلى مؤسسات.. والطرف الثالث في أي حرب دوما موجود وقد لايحتاج إطلاق المسيرات إلى حرب…. يقول علم النقائض كل شي في الدنيا يحمل بذور فنائه في داخله فلا توجد قوة مطلقة
لا يوجد إنسان سوي في الدنيا يعجبه الخراب فالعمران والحياة الرغدة والرفاهية تتمناها لنفسك ولغيرك ولكن يا أهل الإقليم كل الإقليم لا بل العالم وكل مدن الدنيا التي (تنوم وتصحى على مخدات الطرب) ما حدث للسودان قد مهد الطريق لحزب الخراب لكي يستفحل ويبطش بالجميع ويا عقلاء الإقليم كل الإقليم إذا لم تتحركوا الان نعم الان فقط سوف تقولون أكلنا يوم اكل الثور الكحيان.. الله يشهد اننا لانحسدكم ولن نتمنى زوال نعمتكم ونعلم انكم لن تسمعوا صوتنا الخافت ولكنها كلمة حاكت في صدرنا فاخرجناها…
كسرة؛…
اغنية صلاح مصطفى المشار إليها في بداية المقال يقول مطلعها (مرة صابر فوق ازايا مرة شائل جرحي وابكي /يا حبيبي الدنيا حالها يوم تفرح ويوم تبكي ..) ولولا اني قادي تقانة لا انزلتها هنا فاسمعوها بصوت صلاح نفسه وليس بصوت نادر خضر فنادر صاحب صوت نادر وقد أجاد أداء كل أغنيات صلاح مصطفى الا هذة
عبد اللطيف البوني