الاستعداد للحرب وسيلة أساسية لحفظ السلام
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
«تحقيق السلام باستخدام القوة».. هو مفهوم وعبارة قديمة تعنى أن قوة السلاح هو العنصر اللازم لتحقيق السلام، وهذه العبارة قديمة جداً اشتهر باستخدامها العديد من القادة بدءاً من الإمبراطور الرومانى «هارديان» فى القرن الأول الميلادى، حتى «رونالد ريجان» فى ثمانينيات القرن العشرين، وكثيرا ما ارتبط هذا المفهوم بالواقعية السياسية.
خلال الحملة الرئاسية الأمريكية عام 1964، أنفق الحزب الجمهورى نحو خمسة ملايين دولار على فقرات تليفزيونية متعلقة بتحقيق السلام باستخدام القوة. وبالنسبة لمؤيدى الصاروخ «إم إكس» فى سبعينيات القرن العشرين، فقد كان الصاروخ يرمز إلى «تحقيق السلام باستخدام القوة».
استخدم «رونالد ريجان» هذه العبارة فى الحملات السياسية خلال منافسته الانتخابية مع «چيمى كارتر» فى عام 1980، متهماً القيادة الضعيفة والمتذبذبة بأنها دعت الأعداء لمهاجمة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها. واعتبرها «ريجان» لاحقا إحدى الدعائم الأساسية للسياسة الخارجية باعتباره رئيسا للولايات المتحدة، وفى عام 1983، أوضح ذلك على النحو التالى:
«نحن نعلم أن السلام هو الشرط الوحيد الذى بموجبه تزدهر البشرية، ولكن السلام لا يتواجد بمحض إرادته، إنه يعتمد علينا، وعلى شجاعتنا فى بنائه وتحصينه ونقله إلى الأجيال القادمة، وقد تبدو هذه الكلمات اليوم صعبة وباردة ولكن التاريخ قد أثبت مرارا وتكرارا أنه كان على حق»، وقال: «أن تكون على استعداد للحرب هو إحدى أكثر الوسائل فاعلية لحفظ السلام»، حسنا، بالنسبة للذين يعتقدون أن القوة تثير النزاع، كان «لويل روجرز» رده الخاص به فقد قال عن بطل العالم للوزن الثقيل فى عصره: «لم أر قط أى شخص يهين چاك ديمبسن».
اعتمد العديد هذا النهج لإجبار الاتحاد السوڤيتى على خسارة سباق التسلح وإنهاء الحرب الباردة. و«تحقيق السلام باستخدام القوة» هو الشعار الرسمى لحاملة الطائرات التى تعمل بالطاقة النووية، من فئة «نيميتز، يو إس إس رونالد ريجان».
وقد ظهرت عبارة «تحقيق السلام باستخدام القوة» فى البرامج الانتخابية للحزب الجمهورى فى عدة انتخابات من عام 1980 حتى عام 2012.
بالنسبة لـ«أندرو باسيفيتش»، يولد الاعتقاد فى فاعلية القوة العسكرية ميلاً لاستخدام تلك القوة، ويتحول «تحقيق السلام باستخدام القوة» بسهولة الي تحقيق السلام من خلال حرب، وقد استخدم چيم چورچ من الجامعة الوطنية الأسترالية هذا المصطلح لوصف جزء مما يقول إنه السياسة الخارجية لـ«شتراوس» والمحافظين الجدد فى إدارة چورچ دبليو بوش.
تم استخدام الانعكاس الصورى لعبارة «القوة من خلال تحقيق السلام» فى بعض الأحيان لتوجيه انتقادات إلى النظام العسكرى للدبلوماسية التى يدعو إليها مفهوم «تحقيق السلام باستخدام القوة» اعتمد عضو الكونجرس عن ولاية «أوهايو»، «دينيس كيو سينيتش» مفهوم «القوة من خلال تحقيق السلام» شعارا له خلال ترشحه للسباق الرئاسى عام 2008، كجزء من برنامجه الانتخابى كمرشح للسلام ومعارض لحرب العراق.
خلال رئاسة «ريحان»، سعت منظمة مجلس الأمن الأمريكية غير الهادفة للربح والتابعة لها شركة الاتصالات الأمريكية للتأثير على السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية من خلال الترويج للفكرة، ولكن بعد انهيار الاتحاد السوڤيتى عام 1991، تم تجاهلها بينما واصلت المنظمات الأخرى تعزيز الشعار، واستخدمت أيضاً مؤسسة التراث ومركز السياسة الأمنية CSP، المصطلح فى الطباعة، وقد سجلت منظمة الأمن الأمريكية دعوى انتهاك العلامة التجارية ضد مؤسسة التراث ومركز السياسة الأمنية، و«فرانك غافنى»، مما دفع صحيفة «واشنطن سيتى» للسخرية من مدير عمليات منظمة مجلس الأمن الأمريكية، «جارى جيمس»، الذى على ما يبدو يحرر مقالة «ويكيبيديا» الموسوعة الإلكترونية، التى كانت تحمل عنوان «تحقيق السلام باستخدام القوة» ولذلك كانت «مشبعة بالإشارات إلى منظمة مجلس الأمن الأمريكية».
وأخيرا كلام عن السلام:
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاية وطن لتحقيق السلام الأمن الأمریکیة من خلال
إقرأ أيضاً:
منظومة المواصفات والمقاييس.. ركيزة أساسية لتحقيق اقتصاد مستدام
العُمانية: تواصل سلطنة عُمان جهودها في تطوير منظومة المواصفات والمقاييس بما ينسجم مع مستهدفات الخطة الخمسية العاشرة و"رؤية عُمان 2040"، وبما يعزّز البنية الأساسية للجودة ويرفع تنافسية الاقتصاد الوطني على المستويين الإقليمي والدولي.
ويتضمن المشروع حزمة من المبادرات المتكاملة تشمل تنظيم الرقابة على المعادن الثمينة والأحجار ذات القيمة في أسواق سلطنة عُمان، وتطوير منظومة المطابقة، والشراكة الفاعلة للمواصفات في تعزيز القطاعات التنموية (المتجر العُماني للمواصفات) وتعزيز الإمكانات الفنية المترولوجية وإنشاء مركز الاعتماد العُماني، وتطوير علامة الجودة العُمانية إلى جانب إعداد استراتيجية التقييس والجودة (2026-2030) وتطبيق نظام إدارة الجودة ISO9001.
وأكد عماد بن خميس الشكيلي مدير عام المواصفات والمقاييس بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، أن العام الجاري شهد تحقيق إنجازات بارزة ضمن مستهدفات المسار الاستراتيجي للفترة 2025-2028؛ حيث وقّعت سلطنة عُمان مذكرات تفاهم مع كل من مملكة البحرين والهند وبيلاروسيا وتونس لتعزيز الاعتراف المتبادل في مجالات المعادن الثمينة ومنظومة المطابقة.
وقال: إن سلطنة عُمان كثّفت حضورها في منظمات التقييس الدولية، بما في ذلك المنظمة الدولية للتقييس والمنظمة الدولية للمترولوجيا القانونية، والمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين، بما يسهم في تعزيز اندماجها الفاعل في منظومة الجودة العالمية.
وأضاف: إنه في مجال تطوير المواصفات، أعدّت المديرية خمسة مشروعات وطنية جديدة شملت السفن العُمانية التقليدية، ومنتجات اللبان، ومستحضرات التجميل، وكفاءة الطاقة لمنتجات الإنارة، وعدادات المياه الذكية.
كما تم اعتماد تسع مواصفات قياسية جديدة ضمن خطة عام 2025، إلى جانب اعتماد 1009 مواصفات قياسية خليجية موحدة، من بينها 196 مواصفة أعدّتها سلطنة عُمان ضمن الخطة نفسها. كما ارتفع عدد ممثلي سلطنة عُمان في اللجان الفنية الخليجية إلى 172 عضوًا.
وأشار إلى أنه في مجال المطابقة، واصلت الدائرة جهودها لتبسيط الإجراءات أمام المستوردين والمصنّعين؛ حيث أصدرت أكثر من 135 ألف شهادة مطابقة إلكترونية خلال العام، إضافة إلى 79 شهادة مطابقة وطنية و68 شهادة "لمن يهمه الأمر"، وأكثر من 1163 بطاقة كفاءة طاقة للمنتجات الخاضعة للمرحلة الثانية من اللائحة الفنية.
وفي مجال الاعتماد تم إطلاق شعار مركز الاعتماد العُماني إعلاميًا؛ حيث قام مركز الاعتماد العُماني بالمديرية باعتماد خمسة مختبرات فحص جديدة، وتم تسجيل وتجديد أكثر من 109 مختبرات فحص ومعايرة. وارتفع عدد جهات تقويم المطابقة المسجلة بنسبة 6 بالمائة حتى أكتوبر 2025 مقارنة بالعام السابق، كما تم ترخيص 173 جهة تقويم مطابقة خلال عام واحد.
وفي سياق التحول الرقمي، أطلقت المديرية خمس خدمات إلكترونية جديدة عبر البوابة الحكومية الموحدة، وأعادت هندسة خدمات المطابقة، وأعدت خطة لدمج نظام إصدار بطاقات كفاءة الطاقة في منصة "حزم". وقد تراوحت نسب إنجاز المبادرات بين 85 و95 بالمائة، بينما حققت مبادرات المتجر العُماني للمواصفات، وعلامة الجودة العُمانية وتنظيم الرقابة على المعادن الثمينة والأحجار ذات القيمة في أسواق سلطنة عُمان نسبة إنجاز بلغت 100 بالمائة.
وفي سياق البنية الأساسية للجودة كأحد المرتكزات الرئيسة لضمان تنافسية المنتج المحلي وتعزيز بيئة أعمال جاذبة للمستثمر، تقدمت سلطنة عُمان 57 مركزًا في "مؤشر البنية الأساسية للجودة من أجل التنمية المستدامة" (QI4SD) الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، ووصلت إلى المركز الـ60 عالميًا من بين 155 دولة، وكانت في المركز 117 في الإصدار السابق وفي منطقة الشرق الأوسط، جاءت في المرتبة الـ6. وتواصل المديرية العامة للمواصفات والمقاييس من خلال فريق تعزيز عضوية سلطنة عُمان في المنظمة الدولية للتقييس، متابعة المؤشر والعمل على رفعه من خلال متابعة الوضع الحالي للمؤشرات المرتبطة بالتقييس وسياسة الجودة بالتعاون مع كافة الأطراف المعنية ومن خلال قنوات التواصل مع منظمة اليونيدو لبناء منظومة جودة فاعلة تسهم في تحسين موقع سلطنة عُمان ضمن المؤشرات الدولية.
وتسهم مبادرات المديرية في تعزيز الأداء المؤسسي، ما ينعكس إيجابًا على ترتيب سلطنة عُمان في مؤشر البنية الأساسية للجودة، ويدعم مسيرة التحول المؤسسي والتنمية المستدامة وفقًا لـ"رؤية عُمان 2040"؛ حيث قامت بالانضمام لـ40 لجنة فنية دولية تخدم أهداف التنمية المستدامة كلجنة الطاقة الشمسية، ولجنة إدارة البيئة، واللجنة التقنية الهيدروجيني، ولجنة إدارة الابتكار، ولجنة إدارة وضبط الجودة .
كما قامت بتعزيز مشاركتها في المنظمة الدولية للمترولوجيا OIML والمكتب الدولي للمقاييس والأوزان BIPM من خلال الانضمام لـ7 لجان فنية تسهم بشكل مباشر في تفعيل دور التقييس.
وتعمل المديرية على تنفيذ خطة إعلامية تستهدف كافة الأطراف المعنية التي تسهم في رفع المؤشر من خلال الأدوار والمهام المناطة بها، وتنفيذ زيارات لتلك الجهات لرفع الوعي بأهمية المؤشر.
وبذلك، تواصل سلطنة عُمان تعزيز حضورها الدولي في مجال التقييس، وتطوير منظومتها الوطنية للمواصفات والمقاييس، بما يرسّخ مكانتها كدولة فاعلة في منظومة الجودة العالمية، ويعزّز ثقة الأسواق والمستهلكين في المنتجات الوطنية، ويدعم مسيرة التنمية المستدامة ويقوي الاقتصاد الوطني.