أوقفوا العدوان على غزة.. أو بانتظاركم الأسوأ!
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
لم تمض سوى أيام قليلة منذ توعد قائد الثورة المباركة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي سفن العدو الصهيوني بالتنكيل حتى نفذت القوات المسلحة عملية مباركة باحتجاز سفينة إسرائيلية واقتيادها من وسط البحر الأحمر إلى السواحل اليمنية، العملية التي أعلن عنها المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع ببيان رسمي، نفذت بعد أيام من إعلان قائد الثورة المباركة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله أن العيون اليمنية تترصد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، مؤكدا «سنظفر بها، وسننكل بها أيضا»، وهو أمر يضع التهديد موضع التنفيذ والفعل الناجز والمتقدم والفاعل، وسيستمر ولن يتوقف حتى يتوقف العدوان على غزة.
لا حاجة اليوم إلى الاستعانة بخبراء التقديرات الاستراتيجية والعسكرية أو الدراسات الصادرة عن معاهد أبحاث، لتحليل ما يمثله التهديد الذي أعلنه اليمن ضد العدو الصهيوني في البحر الأحمر، ولا إلى تقدير مخاطر معادلة البحر الأحمر التي أعلنها قائد الثورة حفظه الله، على الكيان الصهيوني وتوعده باستهداف السفن الإسرائيلية التي تمرّ في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، فالأكيد أن الأمر هو أكثر مما يحتمله العدو الصهيوني وداعميه بعدما نفذ أبطالنا مهمتهم يوم أمس باحتجاز السفينة الصهيونية واقتيادها، وما لم يحسب حسابه العدو الصهيوني وداعميه هو أن استمرار العدوان الإجرامي على غزة يضعهم أمام نذر حرب واسعة وخطيرة جدا على مصالحهم.
فمن المؤكد أن قرار قائد الثورة حفظه الله والذي نفذته القوات المسلحة بخطوة الاحتجاز والاستيلاء على سفينة صهيونية من البحر الأحمر، هو تنفيذ عملياتي يترجم الموقف المسؤول والمشرف لليمن وقيادته في نصرة غزة وردع للمعتدين عليها، وهو كذلك ترجمة عملية للموقف المبدئي للشعب اليمني وقيادته الحرة تجاه القضية الفلسطينية كأهم قضية في وعي وإيمان وثقافة اليمنيين جميعا، ولا يخفى على العدو والصديق أن الشعب اليمني يتبنى القضية فلسطين ومواجهة العدو الصهيوني في صلب هويته الإيمانية، ويؤمن بكل تفاصيلها في عقيدته وإيمانه وروح انتمائه للإسلام المحمدي، وما نشهده اليوم من فعل وعمل هو الترجمة العملية لذلك.
بيان القوات المسلحة كان واضحا لناحية أن العمليات ستستمر حتى يتوقف العدوان على غزة، وكان واضحا وصريحا لناحية ما على المجتمع الدولي إذا كان يخشى من نذر حرب تزعزع المنطقة أن يفعل، وأن يذهب إلى وقف العدوان على غزة، وكان من المتوجب أن يستوعب العدو الصهيوني والداعمون له هذه المسألة منذ أعلن قائد الثورة هذه المعادلة وقبل أن تنفذ القوات المسلحة عمليتها، وكان يجب أن يعلموا جيّداً من اللحظة الاولى لإعلان قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وتهديده باستهداف السفن بأنها بداية للعد العكسي للتنفيذ، لكن الغطرسة والغي جعلهم يدفعون ثمن ذلك، وسيدفعون ثمن الاستمرار في العدوان على غزة بأضعاف مضاعفة.. وعلى جهات التقدير والقرار السياسي والأمني في تل أبيب وواشنطن على السواء، أن تتعامل مع هذا التهديد بكامل الجديّة والخطورة.
إن العملية المباركة التي نفذتها القوات المسلحة في البحر الأحمر تشكل مستجدّاً استراتيجيا في مجرى الحرب الصهيوأمريكية على غزة، وتعد ارتقاء إضافياً في مسار النيران المصوبة على الكيان الصهيوني الذي يرتكب مذابح مروعة في غزة، فمن المؤكد أن هذه العمليات ستمضي في مسار تصاعدي متواصل، وستفرض وقف العدوان على غزة، والأيام القادمة ستجعل العدو الصهيوني وداعميه في البيت الأبيض ودول الغرب يدركون بأن استمرار عدوانهم الإجرامي على غزة، يضع الأمور مفتوحة على كثير من المتغيّرات الخطيرة جدا عليهم، ويضعهم امام معادلة مقتضاها أن استمرار الحرب على غزة، يعني اشتعال الحرب في المنطقة بأكملها وبأثمان مكلفة عليهم.
وإذا كان رهان قادة الكيان الصهيوني على أن قرار قائد الثورة حفظه الله باستهداف السفن الصهيونية في البحر الأحمر، سيبقى في حيز التهديد المحتمل، فإن العملية التاريخية التي نفذتها القوات المسلحة في البحر الأحمر يوم أمس كانت بمثابة التنفيذ العملياتي الذي يفصح عن الأسوأ لما بعدها، ومع اول عملية لا بد أن يدرك قادة الكيان الصهيوني وداعموه في البيت الأبيض والغرب، أنهم أمام تحدٍّ استراتيجي كبير جدّاً يتعاظم باستمرار العدوان الإجرامي على غزة، ويؤدي إلى ارتفاع مستوى الخطورة على حركة الملاحة البحرية للعدو، وستكون له تداعيات اقتصادية وأمنية واستراتيجية كبرى وعلى العدو الصهيوني وداعميه ورعاته.
وإذا كان موقف اليمن منذ البداية واضحا وحاسما لناحية نصرة غزة بادئا بتنفيذ ضربات صاروخية وجوية، بل ولم يقف في مساندة الشعب الفلسطيني عند مستوى الضربات الصاروخية وبالمسيرات التي طالت عمق الكيان الصهيوني، و لم تقف تهديداته عند مستوى تتبع وتعقب سفن العدو الصهيوني التي تتخفى في البحر الأحمر، بل استطاع كشفها وتمكنت القوات المسلحة من احتجازها واقتيادها إلى سواحل اليمن ومن عمق البحر الأحمر، فإن هذا الموقف لن يتوقف عند هذا المستوى بكل تأكيد، ولربما ستطال الضربات اليمنية بالصواريخ والطائرات المسيرة عمقا أبعد في الكيان الصهيوني، وستشهد تطورات مهمة وخطيرة على الكيان، وفي الوقت نفسه فإن العمليات البحرية ستتسع وستتواصل، ولا خيار أمام العدو الصهيوني وداعميه ورعاته إلا وقف العدوان على غزة وفوراً..ذلك أن ثمن الاستمرار سيكون مكلفاً.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
قبائل خولان بصنعاء، والقناوص والمنيرة في الحديدة يعلنون النفير العام في مواجهة العدوان الصهيوني
يمانيون | تقرير
في مشهد وطني تتعاظم فيه الروح الثورية، وتعلو فيه الهتافات المزلزلة للعدو، شهدت محافظتا صنعاء والحديدة سلسلة فعاليات ميدانية وعسكرية وقبلية، تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أنّ اليمن، شعبًا وجيشًا وقبائل، قد دخل طور التعبئة الشاملة لمنازلة المشروع الصهيوني الأمريكي، والانخراط في معركة مصير واحدة مع الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في غزة.
خولان .. قبيلة بني شداد تعلن النفير وتتبرأ من الخونة
في وقفة مسلحة حاشدة نظّمها أبناء قبيلة بني شداد في مديرية خولان بمحافظة صنعاء، أعلنت القبيلة النفير العام في مواجهة العدو الصهيوني، مؤكدة جاهزيتها الكاملة للالتحاق بخنادق القتال، إلى جانب القوات المسلحة اليمنية، في معركة تحرير فلسطين.
الوقفة، التي حضرها مدير المديرية رعد الجاملي، ومسؤول التعبئة العامة نبيل الشظبي، اتسمت بلغة تصعيدية قوية تجاه العملاء والخونة، الذين وصفهم بيان الوقفة بأنهم “أدوات رخيصة في أحضان اليهود والنصارى”، مطالبًا برفع يد الحماية عنهم وتقديمهم للعدالة.
وردد المشاركون هتافات حماسية أكدت على مركزية القضية الفلسطينية في الوجدان اليمني، وتضامنهم الكامل مع المقاومة في غزة، في ظل المجازر المتواصلة التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين.. كما باركوا العمليات النوعية للقوات المسلحة اليمنية، وآخرها فرض الحظر البحري على موانئ الكيان الصهيوني، باعتبارها خطوات استراتيجية في مسار “الفتح الموعود والجهاد المقدّس”.
الحديدة .. وقفات مسلحة تعلن الاستنفار الشعبي وتبارك خيارات المقاومة
وفي سياق متصل، شهدت عزلة المقاعشة بمديرية القناوص، ومنطقة العرش بعزلة الحشابرة في مديرية الزيدية بمحافظة الحديدة، وقفتين مسلحتين حضرهما عدد من الشخصيات الاجتماعية والرسمية، حيث أعلن المشاركون النفير العام، وأكدوا ولاءهم الكامل للقيادة الثورية والتمسك بمبادئ المسيرة القرآنية.
وأكد الحاضرون أن الجهاد هو الرد الوحيد والمشروع على الجرائم الصهيونية، وأن الوقوف مع غزة ليس خيارًا سياسيًا بل فريضة دينية وأخلاقية، مشددين على أن الشعب اليمني لن يكون متفرجًا على مذابح غزة، بل طرفًا فاعلًا في معركة التحرير الكبرى.
المشاركون من خريجي دورات “طوفان الأقصى” جددوا العهد بالمضي في طريق الجهاد، مؤكدين أن المعركة مع العدو الصهيوني معركة هوية وكرامة، لا تقبل التراجع أو الحياد.. وعقب الوقفة، نظّم مسير شعبي جسّد الانضباط التعبوي والجهوزية العالية للانخراط في ميادين المواجهة.
مناورات ميدانية في المنيرة والقناوص: جاهزية قتالية متقدمة
بموازاة التحركات الشعبية، نُفذت مناورات عسكرية ميدانية وتطبيقات قتالية ضمن برنامج التدريب العسكري للدفعة السادسة من خريجي دورات التعبئة العامة “طوفان الأقصى”، بمشاركة 200 مقاتل من أبناء المنيرة والقناوص.
في عزلة الشمال بمديرية المنيرة، قدم المشاركون مشاهد محاكاة لسيناريوهات قتالية تحاكي الاشتباك مع العدو، من عمليات اقتحام ورماية وهجوم ودفاع، عكست مستوى عاليًا من الجهوزية والتكتيك والانضباط، في حضور رسمي ضم مدير المديرية بكر المهدلي.
وفي عزلة كشارب بالقناوص، نفذ المشاركون مناورة قتالية جسدت القدرة العالية على التعامل مع الأهداف الافتراضية، وتخللها مسير راجل رُفعت فيه أعلام اليمن وفلسطين، في دلالة رمزية على وحدة المصير والنضال بين الشعبين.
المشاركون عبروا عن فخرهم بمواقف قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وفوضوه في اتخاذ الخيارات المناسبة على طريق مواجهة العدوان الصهيوني الأمريكي، مؤكدين أن أبناء اليمن ماضون في استكمال التأهيل والانخراط في جبهات القتال كجزء من الواجب الديني والوطني والإنساني.
اليمن في قلب معركة الأمة.. لا حياد مع فلسطين ولا مهادنة مع الخونة
ما شهدته خولان والحديدة اليوم ليس مجرد وقفات قبلية أو مناورات تدريبية، بل تحوّل استراتيجي في طبيعة التعاطي اليمني مع العدوان على غزة. فالمعادلة اليمنية اليوم لا تكتفي بالمواقف، بل تنتقل إلى الفعل الشعبي والعسكري المنظّم، في إطار مواجهة شاملة تُفكك منظومة الهيمنة الصهيونية، وتحرج الأنظمة المطبّعة وتكشف عجزها المذل.
قبائل اليمن، ومنها بني شداد وقبائل تهامة، تؤكد أن البعد القبلي ليس عائقًا أمام الدولة بل مخزون تعبوي للمواجهة، وأن البراءة من الخونة هي خطوة عملية في تحصين الجبهة الداخلية من الاختراقات الناعمة التي يسعى العدو لزرعها.
في المقابل، فإن تنامي الحراك التعبوي والمناورات الميدانية يشير إلى توجه يمني جاد نحو تحويل التعبئة العامة إلى جيش شعبي رديف، قادر على التحرك متى ما تطلب الموقف، ما يجعل من اليمن قوة متكاملة الأركان في محور المقاومة، لا تُرهقها التحديات، بل تزدهر في أتونها