«كايب غريم».. حافة العالم تعيش بلا تلوث
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
أحمد مراد (القاهرة)
بينما تعاني غالبية مدن ومناطق الكرة الأرضية مستويات عالية جداً من التلوث في الهواء، نتيجة عوادم السيارات وأدخنة المصانع والمنشآت، تتمتع شبه جزيرة «كايب غريم» بهواء نظيف، ونقي، وخال من التلوث، وهو ما يجعلها منطقة متفردة ومتميزة عن غيرها من مدن ومناطق العالم.
حافة العالم
تُعد شبه جزيرة كايب غريم واحدة من أبرز وأشهر المناطق المعزولة في العالم، وهي منطقة نائية تتبع ولاية تاسمانيا الأسترالية، الواقعة بالساحل الجنوب الشرقي لأستراليا، ويصفها البعض بـ «حافة العالم».
وتتميز شبه جزيرة كايب غريم بمساحات عشبية واسعة، ويعتبرها العلماء مرجعاً عالمياً للهواء النظيف، حيث تتمتع بالهواء الأكثر نقاءً في العالم، ولا يصل إليه التلوث إلا في حالات نادرة جداً.
رياح «الأربعينيات الهادرة»
يعود سبب نقاء الهواء في شبه جزيرة كايب غريم إلى ظاهرة طبيعية تُعرف بـ «الأربعينيات الهادرة»، وهي عبارة عن رياح غربية قوية تتحرك عبر المحيط بين خطي عرض 40 درجة و50 درجة، وتنتقل عبر المحيط بلا أي تدخل من الكتل الأرضية.
وبحسب تقديرات العلماء فإن هذه الرياح الغربية القوية التي تضرب محطة مراقبة الهواء في كيب غريم تسافر آلاف الكيلومترات فوق المحيط الجنوبي الجليدي، وهو ما يجعل هواء المنطقة من أنظف عينات الهواء على وجه كوكب الأرض، مع العلم أن 30% من الهواء الذي يصل إلى المنطقة لا يتأثر بمصادر وأحواض الغلاف الجوي المحلية.
وتتحرك الرياح داخل كايب غريم بسرعة عالية جداً تصل إلى 180 كم/ساعة، وتحمل الهواء النقي من القارة القطبية الجنوبية، وتساعد رياح الأربعينيات الهادرة في جعل المحيط الجنوبي واحداً من أكثر المحيطات غدراً على وجه الأرض.
أمطار حلوة المذاق
لا تقتصر عجائب شبه جزيرة كايب غريم على كونها تتمتع بأنقى هواء في العالم، وإنما أيضاً تتمتع بأنظف سماء على كوكب الأرض، وهو ما يجعل مياه الأمطار التي تتساقط على المنطقة نظيفة، وطعمها حلو المذاق، وصالحة للشرب، وتقوم شركة المياه بجمع هذه المياه التي تتساقط من أنظف سماء على الأرض فوق المحيط الجنوبي.
كما تحصل شركة المياه على بعض الصوديوم من مياه الأمطار ولكن بكميات قليلة جداً.
كما يجدون في مياه الينابيع مستويات مرتفعة من الفوسفور والبوتاسيوم. أما مستويات ثاني أكسيد الكربون الموجودة في شبه جزيرة كايب غريم فهي قريبة من مستوياته التي كانت موجودة في بعض المدن بداية الثورة الصناعية.
كما تشتهر المنطقة بمأكولات صحية، أبرزها عسل الخشب الجلدي، وأجبان لا كانتارا المصنوعة يدوياً من الحليب، ومحار تاركين الطازج، وجراد البحر الصخري، وسرطان البحر العملاق.
وساهم قياس نقاوة الهواء في محطة كايب غريم في منح الإنتاج المحلي أسبقية على منافسيه في الأسواق.
ضباب فوق الأمواج
تتمتع شبه جزيرة كايب غريم بمناظر ومعالم طبيعية ساحرة، وتضم منحدرات وشواطئ رملية سوداء، وأراضي زراعية خضراء على قمم التلال، ومن بين مناظرها الساحرة الضباب الذي يحوم فوق الأمواج.
وعندما تغرب الشمس فوق الماء ترى ألواناً مذهلة تغرب فوق زرقة المحيط العميقة، ورائحة الأعشاب البحرية المالحة المنعشة، وتلال توسوكاي المتموجة.
محطة تعبئة الهواء!
تأسست في عام 1976 محطة كايب غريم لتلوث الهواء أو محطة كيب غريم للتلوث الجوي، وقد بُنيت على قمة منحدر صخري، وهي مؤسسة حكومية أسترالية تتولى واحدة من أغرب المهمات في العالم، وهي مهمة تعبئة عينات من الهواء.
وتمتلك هذه المحطة قدرة هائلة على جمع وتحليل تركيبة الهواء وتنقيته بفعالية، ما يجعله خالياً تماماً من تأثير مصادر التلوث المحلية.
كما أن طبيعة المنطقة المعزولة تجعل من هذه المحطة موقعاً مثالياً لجمع عينات من أنظف هواء في العالم، وهو الهواء الخالي من دخان عوادم السيارات والأدخنة الصناعية، فعندما تهب الرياح من الجنوب الغربي يلتقط فريق العمل في المحطة عينة من الهواء باستخدام آلات دقيقة للغاية.
لحوم بدرجة النقاء
يحاول السكان المحليون في كايب غريم تحقيق الاستفادة الاقتصادية من المميزات التي تتمتع بها المنطقة، حيث يتم تسويق اللحوم المحلية عبر ربطها بنقاء الهواء، ويشتهر لحم البقر في المنطقة بكونه من بين الأفضل أنواع اللحوم في العالم، إضافة إلى زيادة عدد مزارع الرياح بشكل كبير، ويشهد قطاع السياحة في شبه الجزيرة تنامياً ملحوظاً.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الهواء النظيف جودة الهواء التلوث البيئي مكافحة التلوث أستراليا فی العالم
إقرأ أيضاً:
نيميسيس سلاح أميركي متقدم لردع التوسع الصيني في المحيط الهادئ
نظام "نيميسيس" هو منصة صاروخية متقدمة لاعتراض السفن، طورته قوات مشاة البحرية الأميركية "المارينز" ضمن إستراتيجية "تصميم القوة 2030" لمجابهة التحديات، لا سيما في غرب المحيط الهادئ.
يعتمد النظام على مركبة يتم التحكم فيها من بُعد، وصاروخ من نوع كروز متعدد المهام قادر على ضرب أهداف بحرية وبرية بدقة عالية. وقد نشرته الولايات المتحدة الأميركية في الفلبين لردع النفوذ البحري الصيني في المنطقة.
التدشينكُشف النقاب عن نظام اعتراض السفن "نيميسيس"، التابع لقوات مشاة البحرية الأميركية عام 2021، بعد أن طورت شركة أوشكوش للدفاع وحدة إطلاق الصواريخ الاستكشافية من بُعد.
أما الصاروخ المستخدم في هذه المنظومة، فقد صُنع شراكة بين شركتي رايثيون للصواريخ والدفاع وكونغسبرغ للدفاع والفضاء النرويجية.
وقد نجحت قوات المارينز بالتعاون مع الشركة المصنعة في اختبار النظام قبالة سواحل ولاية كاليفورنيا في أبريل/نيسان 2021، وعُرض أثناء تدريبات الرماية الحية لإغراق السفن، التي أُجريت في شواطئ هاواي على المحيط الهادئ في أغسطس/آب من العام ذاته.
ويُعد نظام "نيميسيس" الركيزة الأساسية في إستراتيجية "تصميم القوة 2030" لقوات مشاة البحرية الأميركية، التي تهدف إلى إعادة ترتيب وتطوير مهام القوات وتجهيزها، استعدادا لاحتمال حدوث صراع في منطقة غرب المحيط الهادئ.
المواصفاتيتكون النظام من مركبة دفع رباعية معدلة تُعرف باسم "التكتيكية الخفيفة المشتركة" من تصنيع شركة أوشكوش، وتحتوي على تقنيات قيادة ذاتية متقدمة، وقدرة عالية على التنقل في الطرق الوعرة.
إعلانلا تحتوي المركبة على مقصورة قيادة، وهي مزودة بحساسات وكاميرات، إضافة إلى منصة إطلاق مثبتة على سطحها، ويتميز تصميمها المرن بإمكانية التكيف لتلبية متطلبات المهام المختلفة.
أما الصاروخ فيعرف باسم "صاروخ الضربة البحرية"، وهو من نوع كروز متعدد المهام، مطور من صاروخ هاربون المضاد للسفن، وقادر على تحييد الأهداف البحرية والبرية المحصنة للغاية، ويُعد سلاحا فتاكا يوفر قوة بحرية عالية.
وقد طورت الصاروخ شركة راثيون الأميركية وشركة نرويجية، بسعر بلغ نحو 2.194 مليون دولار أميركي، ويزن 407 كيلوغرامات، ويبلغ طوله 3.95 أمتار، بينما يحمل رأسا حربية تزن 125 كيلوغراما، من النوع الذي يعمل بالتشظي عالي الانفجار.
ويحلق صاروخ الضربة البحرية بسرعة تتراوح بين 0.7 و0.9 ماخ، ويستطيع تدمير السفن التي تقع على بعد يزيد عن 100 ميل بحري أي 185 كيلومترا. وهو مزود بباحث متطور يعمل بالأشعة تحت الحمراء، يمنحه قدرة عالية على إصابة الأهداف بدقة.
ويستطيع الصاروخ مهاجمة السفن البحرية أو الأهداف البرية، واستهداف مناطق حساسة مثل جسر القيادة وبرج الدفاع وغرفة المحركات وحاويات الصواريخ والرادارات والمنشآت الأرضية.
كشفت مصادر صحفية أميركية أن الولايات المتحدة نقلت في أبريل/نيسان 2025 منظومة "نيميسيس" الصاروخية إلى القاعدة العسكرية الأميركية في الفلبين، في إطار مناورات "باليكاتان" السنوية، في وقت تسعى فيه إلى تقويض التقدم الذي تحرزه القوة البحرية الصينية في المحيط الهادئ.
وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، فإن نقل المنظومة إلى الفلبين يهدف إلى تجهيز قوة الاستجابة السريعة لمواجهة حرب محتملة مع الصين في أحد أكثر الممرات المائية توترا في العالم.
ووفقا لقائد فوج مشاة البحرية المتمركز في هاواي فإن مجرد وجود "نيميسيس" على جزر إستراتيجية في المحيط الهادئ "يعقد حسابات الخصوم الذين سيتعين عليهم التفكير في التهديد الذي يشكله على أي سفينة قد تقترب من نطاقه".
إعلان