العدو الصهيوني يواصل حصار وتدمير مستشفيات غزة ويرتكب جرائم مروعه فيها
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
خروج جميع مستشفيات شمال القطاع عن الخدمة ومحاصرة آلاف المرضى والنازحين فيها في أوضاع كارثية شهود عيان: قوات الاحتلال نكّلت بالجرحى في المستشفى الإندونيسي وأجبرتهم على الزحف واعتقلت عدداً منهم خبراء في النزاعات الدولية: الاستهداف المتعمد للمشافي يرقى إلى مستوى جرائم الحرب
الثورة / افتكار احمد
مع اقتراب العد التنازلي هدنة مؤقتة في قطاع غزة لمدة أربعة أيام يبدأ سريانها من صباح اليوم الخميس .
كما يحاصر جيش العدو مستشفيات أخرى من بينها القدس والمعمداني -الذي سبق أن ارتكب فيه مجزرة مروعة راح ضحيتها أكثر من 400 شهيد وجريح.
في موازاة ذلك، يثير استمرار الحديث عن خطط دولية لاستحداث «المستشفيات العائمة»، كأحد الحلول لإخلاء ومعالجة جرحى القصف المتواصل، الكثير من الهواجس في الداخل الفلسطيني ولدى أهالي القطاع على حد سواء، في موضوع خطط التهجير القسري، ولا سيما في الشمال. ويأتي ذلك ليكرس مخاوف الفلسطينيين من أن خروج هؤلاء المرضى والمصابين إلى العلاج على متن هذه المستشفيات قد يكون خروجاً نهائياً من القطاع، من دون عودة .
مجزرتا مستشفى الإندونيسي والعودة
ارتكب العدو الصهيوني أمس الأول مجزرتين جديدتين في مستشفى الإندونيسي والعودة المحاصرين منذ عدة أيام راح ضحيتها عشرات الجرحى والمرضى والأطباء
وقالت وزارة الصحة في غزة إن عشرات الشهداء سقطوا في قصف صهيوني استهدف المستشفى الإندونيسي، كما سقط عشرات الشهداء والجرحى بين المرضى والطاقم الطبي في قصف للاحتلال استهدف مستشفى العودة، وأكدت أن الاحتلال يستهدف بشكل متزامن مستشفيات في شمال غزة.
وأعرب المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش عن مخاوف من إقدام الاحتلال على ارتكاب مجزرة أخرى في المستشفى الإندونيسي كالتي ارتكبها في مستشفى الشفاء.
فيما قال المدير العام لمكتب الإعلام الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة: إن دبابات جيش الاحتلال الإسرائيلي وطائرات مسيّرة قصفت المستشفى الإندونيسي بشكل مباشر،
وأوضح الثوابتة أنه يتوقع استشهاد أعداد كبيرة شمال غزة بسبب قطع الماء والغذاء، كما أن الوضع في جنوب غزة يتدهور بشكل سريع، وتابع «نحن أمام كارثة حقيقية».
كما أعلنت وزارة الصحة في غزة إجلاء 200 مريض من المستشفى الإندونيسي إلى جنوب القطاع بعد ساعات من تعرّضه لقصف صهيوني
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة أنّ جيش الاحتلال يحاصر المستشفى الإندونيسي، وسط مخاوف كبيرة من تكرار ما فعله بمجمّع الشفاء
وتمت عملية إجلاء المرضى من المستشفى الإندونيسي بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وهو شرط وضعه الأطباء بعدما قصفت إسرائيل سيارة إسعاف في شمال غزة.
وقال القدرة «لا يزال هناك 400 مريض في المستشفى، ونعمل مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر على إجلائهم»، مشيرا إلى وجود نحو ألفي نازح بداخل المستشفى وفي محيطه.
وأكد أن مستشفيات شمال غزة خرجت عن الخدمة تماما. ولفت إلى إن قوات الاحتلال تحاصر مستشفى غسيل الكلى الوحيد في غزة لليوم الثاني.
وأعربت منظمة الصحة العالمية عن شعورها بالفزع إزاء الهجوم الذي استهدف المستشفى الإندونيسي في شمال القطاع.
وأضافت «وفقا لآخر التقارير، لا يزال المستشفى الإندونيسي محاصرا، ولم يُسمح لأحد بالدخول إلى المستشفى أو الخروج منه، كما وردت تقارير عن إطلاق نار باتجاه الذين حاولوا المغادرة
وتستهدف قوات الاحتلال كل من يحاول الخروج من المستشفى الإندونيسي بإطلاق النار المباشر.
وأكد شهود عيان أن قوات الاحتلال نكّلت بالجرحى في المستشفى الإندونيسي، وأجبرتهم على الزحف، واعتقلت عددا منهم.
ونشرت منصة محلية فلسطينية مشاهد لوصول دفعة جديدة من المرضى والمصابين من المستشفى الإندونيسي إلى المستشفى الأوروبي في خان يونس، وتضمن الفيديو شهادة لأحد الناجين، أكد فيها أن قوات الاحتلال نكّلت بالمرضى والمصابين وأجبرتهم على الزحف، واعتقلت عددا منهم.
مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور أحمد الكحلوت بدوره قال: إن مستشفى كمال عدوان استقبل نحو 60 شهيدا منذ الليلة الماضية ونحو 200 مصاب ومريض.
وحذّر من أن الوضع قد أصبح كارثيا في شمالي القطاع، وأن القصف الإسرائيلي طال كل الأماكن ويستهدف المنازل القريبة جدا من المستشفى. وأضاف: إن «الإسعافات تصل إلى المستشفى بوسائل بدائية. ونستخدم الزيت النباتي بدل السولار حتى نستطيع تشغيل المولد الكهربائي في المستشفى».
استهداف متعمد يرقى إلى جرائم الحرب
أكد خبراء في النزاعات الدولية أن «الهجمات الإسرائيلية على المرافق والمنشآت الطبية والعاملين في المجال الصحي هي اعتداءات ممنهجة، وتشكل انتهاكات صارخة لأحكام القانون الدولي الإنساني».
وشددوا على أنه لا يوجد أي مبرر لاستهداف تلك المنشآت العاملين فيها والمرضى «حتى في أوقات الحرب»، وأن ذلك «ينتهك مبدأ عدم التمييز بين المدنيين والعسكريين في أثناء النزاعات المسلحة».
ولفتوا إلى أن ذلك «يشكل تهجيراً قسرياً ينتهك المادة الـ49 من اتفاقية جنيف الرابعة» وشاروا إلى أن «المادة الـ18 من الاتفاقية، توفر الحماية للمرافق الطبية المدنية في الأراضي المحتلة وتحظر مهاجمتها»، كما توفر «المادة الـ20 منها حماية خاصة للعاملين في المجال الطبي».
وأوضحوا أن «البروتوكول الإضافي الأول الملحق باتفاقيات جنيف، يؤكد في المادة الـ12 وجوب احترام وحماية الوحدات ووسائل النقل الطبية»، وأن «الاعتداء المتعمد على المرافق الطبية وقتل أو جرح العاملين في القطاع الصحي، يرقى إلى مستوى جرائم الحرب التي تخضع للمحاكمة وفقاً لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية».
وفيما تستمر آلة الدمار والموت الصهيوني بمحاصرة وقصف المستشفيات في غزة.. دعا صندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، ومنظمة الصحة العالمية، إلى «تحرك دولي عاجل» لإنهاء الهجمات «الإسرائيلية» ضد المستشفيات في القطاع
وقال وكيل الأمين العام الأممي للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، إن المستشفيات بغزة يجب أن تكون أماكن آمنة، وليست ساحة حرب، وأن إطلاق النار على المرضى والمدنيين، الذين يحاولون الفرار، أمر غير مقبول ويجب أن ينتهي.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: من المستشفى الإندونیسی مستشفى الإندونیسی قوات الاحتلال فی المستشفى مستشفیات فی شمال غزة فی شمال فی غزة
إقرأ أيضاً:
احتلال غزة بالكامل.. إسرائيل تمهّد لمزيد من جرائم الإبادة في القطاع المحاصر
◄ جيش الاحتلال: العملية الجديدة بغزة تشمل هجوما واسعا
◄ نتنياهو: الهجوم على غزة سيكون قويا ومكثفا
◄ سموتريتش: لن ننسحب من غزة حتى لو كان ذلك مقابل الأسرى
الرؤية- غرفة الأخبار
لا يمكن فهم موافقة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينت" على توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة، إلا في سياق ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، واستكمال نهج الإبادة الجماعية للقضاء على ما تبقى من الفلسطينيين وتصفية القضية بالكامل.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن العملية الجديدة بغزة ستشمل هجوما واسع النطاق وتتضمن نقل السكان لجنوب القطاع، لافتاً إلى "بدء عملية تجنيد أعداد من الاحتياطي بعد تحديد احتياجات العملية الجديدة بغزة".
وعلق وزير المالية الإسرائيلي بتسئيل سموتريتش على ذلك قائلا: "نحتل غزة للبقاء فيها ولا مزيد من الدخول والخروج، فهذه حرب من أجل النصر، حين يبدأ التوغل البري بغزة لا يوجد انسحاب من المناطق التي نسيطر عليها، حتى لو كان ذلك مقابل الأسرى".
وأكد وزير الثقافة الإسرائيلي ميكي زوهار في حديث لهيئة البث العامة "كان" أنه "لم يعُد هناك خيار آخر غير الاحتلال الكامل للقطاع".
وتأتي هذه التطورات بعد أكثر من عام ونصف العام على بدء أكبر عملية إبادة جماعية في العصر الحديث، إذ إنه ولأول مرة منذ بداية الحرب تستخدم الحكومة الإسرائيلية مصطلح "احتلال قطاع غزة"."
وقال مسؤول فلسطيني: "إعادة احتلال القطاع رسمياً يعني أن عليهم نشر جيشهم هناك، وتنظيم عملية السير عبر الشرطة، عليهم دفع رواتب المعلمين والأطباء، وعليهم مُعالجة الناس، وعليهم التعامل مع احتياجات الناس بما في ذلك معالجة القمامة بالشوارع. المسألة ليست نزهة".
وأضاف: "لو كان ذلك يسيراً لطبقوه في الضفة الغربية، وفككوا السلطة، المسألة مكلفة للغاية بشرياً ومالياً، إنها لا تشبه الاقتحامات مثل تلك التي تحدث في الضفة، ولا الحروب مثل تلك التي تحدث في غزة، وفي الحالتين هناك نهاية، وهناك سلطة مدنية فلسطينية مسؤولة عن الفلسطينيين، عن 5 ملايين فلسطيني في الضفة وغزة... هل إسرائيل مستعدة لأن تصبح مسؤولة عنهم؟". وفي السياق، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي سيبقى في غزة، مؤكداً أن الهجوم الجديد على القطاع "سيكون قويا ومكثفا"
وأوضح في مقطع مصور على وسائل التواصل الاجتماعي، أن القوات الإسرائيلية لن تشن غارات على غزة ثم تتخلى عن الأراضي "بل العكس"، مشيرا إلى احتلال إسرائيل للقطاع، لكنه لم يحدد مساحة الأراضي التي ستُسيطر عليها.
وأردف: "لن نرسل قوات الاحتياط للسيطرة مؤقتا على الأرض، ثم نغادر ونكتفي بمداهمات محدودة لما تبقى من القوات هناك. هذا لن يحدث"، بحسب تعبيره.
وفي المقابل، أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" محمود المرداوي، أن تهديدات الاحتلال الإسرائيلي باحتلال غزة تهدف إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني وإجباره على التخلي عن حقوقه ومقدساته، لكن هذه المحاولات لن تنجح.