في يومها السادس والأربعين.. ارتفاع حدة الاشتباكات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
لليوم السادس والأربعين حافظت الاشتباكات الحدودية بين لبنان وإسرائيل على وتيرتها التصاعدية المستمرة غداة هجوم حماس المفاجئ على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، حيث كثف كل من حزب الله والجيش الإسرائيلي قصفهما المتبادل، والهجمات العسكرية على المواقع العسكرية والثكنات وأماكن انتشارهما على جانبي الحدود، وسط ارتفاع في الأضرار والإصابات في صفوف المدنيين.
وفيما أعلن الجيش الإسرائيلي عن استهداف العديد من البنى التحتية والمواقع العسكرية والخلايا المسلحة لحزب الله، أدى التصعيد، الأربعاء، إلى مقتل ستة عناصر من التنظيم، الذي أعلن بدوره عن تحقيق "إصابات مباشرة ومؤكدة" خلال قصفه مواقع وقوات الجيش الإسرائيلي على امتداد الحدود.
وأعلن حزب الله في سلسلة بيانات أصدرها بعد منتصف ليل الأربعاء الخميس، عن مقتل خمسة من عناصره، بينهم نجل رئيس كتلة حزب الله في مجلس النواب اللبناني محمد رعد، عباس محمد رعد.
ونقلت فرانس برس عن مصدر مقرب من عائلة رعد، تحفظ عن ذكر اسمه، أن نجل رعد قتل في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في جنوب لبنان، أثناء تواجده داخله مع عدد من عناصر الحزب في قرية بيت ياحون.
بدورها نقلت رويترز عن ثلاثة مصادر إن أربعة أشخاص على الأقل لاقوا حتفهم جراء ضربة إسرائيلية في جنوب لبنان، الأربعاء.
كذلك أكدت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية مقتل أربعة اشخاص وإصابة خامس بجروح جراء الغارة الجوية التي شنتها طائرات حربية على المنزل، دون أن تحدد هوياتهم.
وسبق لحزب الله أن أعلن مقتل أحد عناصره، الأربعاء، ليرتفع بذلك عدد قتلاه، الأربعاء، إلى ستة.
وتشهد المنطقة الحدودية مع جنوب لبنان تصعيدا عسكريا متزايدا بين إسرائيل وحزب الله، حليف حماس المدعوم من إيران، منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر الماضي.
وبدأ حزب الله في تنفيذ عمليات ضد أهداف عسكرية إسرائيلية.
وترد إسرائيل على هذه الهجمات المتكررة بشكل يومي، من خلال قصف مناطق حدودية مستهدفة ما تصفه بتحركات مقاتلي حزب الله وبنى تحتية عسكرية تابعة له قرب الحدود.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، قد نشر على مدى يوم الأربعاء تفاصيل الأعمال العسكرية للجيش الإسرائيلي على الحدود مع لبنان، وعمليات القصف الذي تشنه طائراته الحربية، ضد أهداف لحزب الله.
وقال إن طائرات حربية تابعة للجيش الإسرائيلي شنت، مساء الأربعاء، غارة على بنى تحتية لمنظمة حزب الله، كذلك هاجمت الطائرات وقوات الجيش "خلية إرهابية" حاولت إطلاق صواريخ على الأراضي الإسرائيلية، وأخرى أطلقت النار على قوات إسرائيلية، قرب حنيتا.
מטוסי קרב של צה"ל תקפו לפני זמן קצר תשתיות טרור של ארגון הטרור חיזבאללה בשטח לבנון.
בנוסף, כלי טיס וכוחות צה"ל תקפו חוליית מחבלים שניסתה לירות רקטות לעבר שטח ישראל, וחוליית מחבלים שביצעה ירי לעבר כוחותינו. pic.twitter.com/8igP65pSYw
كذلك سبق أن أعلن هاغاري عن سلسلة غارات وقصف مدفعي استهدف وفق قوله "بنى تحتية إرهابية ومواقع عسكرية لمنظمة حزب الله في الأراضي اللبنانية" بعضها جرى استهدافها أكثر من مرة، إضافة إلى استهداف خلايا أطلقت النيران عبر الحدود.
وتحدث هاغاري عن رصد عدد من عمليات إطلاق (مقذوفات، صواريخ)، "عبرت الأراضي اللبنانية إلى إسرائيل باتجاه مناطق مختلفة شمال البلاد"، وهو ما أدى إلى تفعيل الإنذارات، مؤكداً على استهداف مصادر النيران.
לפני זמן קצר מטוסי קרב של צה"ל תקפו מספר מטרות טרור של ארגון הטרור חיזבאללה בשטח לבנון.
בין המטרות שנתקפו, תשתיות טרור ואתר צבאי בו פעלו מחבלי הארגון. pic.twitter.com/MWLgeiRLjo
من جهته، أعلن حزب الله في سلسلة بيانات على مدى الأربعاء، نقلتها الوكالة اللبنانية الرسمية للإعلام، عن 15 استهدافاً طال مواقع وثكنات عسكرية إسرائيلية على الحدود.
واستهدف التنظيم، على حد قوله، مواقع: البغدادي، العاصي، المنارة، المرج، تل الطيحة، المالكية، بياض بليدا، راميا بالإضافة إلى ثكنة يفتاح وثكنة ميتات، متحدثاً عن "إصابات مباشرة".
كذلك أعلن حزب الله عن استهداف "تموضعات" لجنود وآليات الجيش الإسرائيلي في محيط مواقع الراهب، البغدادي، حرش حانيتا، ثكنة زرعيت، بالإضافة إلى فريق لوجستي في موقع بياض خلال قيامه بأعمال صيانة، لافتاً إلى استخدام أربعة صواريخ من نوع "بركان" (تحمل أوزانا كبيرة من المتفجرات، تصل إلى نصف طن).
وكانت الوكالة الرسمية اللبنانية للإعلام قد رصدت، الأربعاء، قصفاً اسرائيلياً على أكثر من 32 منطقة وبلدة جنوب لبنان، على امتداد قطاعات الجنوب اللبناني، الغربي والأوسط والشرقي، والذي يمتد على حدود مع إسرائيل لنحو 120 كلم.
وتحدثت الوكالة عن تدمير وتضرر منازل بشكل كامل، وعن قصف عنيف وقوي سمعت أصداؤه في مدن الجنوب اللبناني كصور والنبطية البعيدتين عن الحدود، كما أفادت عن قصف بقذائف فسفورية في عدد من المناطق الحدودية نقلت على إثرها مواطنة إلى مستشفى مرجعيون، فيما أصيب شخصان على متن دراجة نارية بقصف نقلوا على إثره إلى مستشفى صور.
ومنذ بدء التصعيد عبر الحدود، سقط 107 قتلى في لبنان، بينهم 75 من مقاتلي حزب الله و14 مدنيا، بينهم ثلاثة صحافيين، وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس. وأفادت السلطات الإسرائيلية من جهتها عن مقتل تسعة أشخاص بينهم ثلاثة مدنيين.
وقالت الوكالة اللبنانية إن حركة النزوح من الجنوب اللبناني في ازدياد يومي، حسب إحصاءات وحدة الكوارث التابعة لاتحاد بلديات قضاء صور، وإن هذا النزوح للسكان وازدياده يضع وحدة الكوارث أمام تحدي تأمين الاحتياجات الضرورية مع ضعف الإمكانيات.
وكانت إسرائيل بدورها قد أخلت عدداً كبيراً من البلدات والمناطق المأهولة القريبة من الحدود اللبنانية من المدنيين، حيث يقتصر التواجد فيها على القوات العسكرية، وذلك بتوجيهات من وزارة الدفاع الإسرائيلية عقب اندلاع الاشتباكات بعيد احداث السابع من أكتوبر.
ومن غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت ستشمل الهدنة التي جرى الاتفاق عليها بين حماس وإسرائيل في غزة، الحدود اللبنانية مع حزب الله، حيث تزداد المخاوف الدولية والمحلية من احتمال انزلاق الأعمال العسكرية، المقتصرة على المناطق الحدودية، إلى حرب شاملة بين الطرفين.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی الحدود اللبنانیة حزب الله فی جنوب لبنان لحزب الله
إقرأ أيضاً:
صراعات إسرائيل وهدنها الهشة
صمد وقف إطلاق النار الذي أنهى حرب إسرائيل التي استمرت 12 يوما مع إيران حتى اليوم، ولا يستطيع أحد أن يجزم بصموده، خصوصا وأن الهدن الأخرى التي شاركت فيها إسرائيل لها تاريخ من الانهيار دون التوصل إلى تسوية طويلة الأمد مع خصومها.
وفي حين أن الحرب مع إيران كانت أول مواجهة مباشرة بين العدوين اللدودين، شهدت حروب إسرائيل في لبنان وغزة معارك متكررة على مدى عقود مع حزب الله و حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وفيما يلي ملخص لبعض الصراعات التي ثبت فيها أن السلام الدائم بعيد المنال:
إيرانخاضت إسرائيل وإيران حربا خفية منخفضة الشدة لعقود قبل أن تدخلا في أعمال عدائية مباشرة في 13 يونيو/حزيران.
وقبل الحرب، أقرت إسرائيل بشن هجمات إلكترونية على البرنامج النووي الإيراني، في حين رُبطت أجهزة استخباراتها باغتيال علماء نوويين إيرانيين.
وبعد إعلان وقف إطلاق النار الثلاثاء الماضي، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمنع طهران من إعادة بناء منشآتها النووية، مما زاد من احتمالية نشوب صراع جديد.
لبنانشهد لبنان المجاور اجتياحات برية إسرائيلية عامي 1978 و1982، مما أدى إلى إنشاء قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) والتي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا، وخاض حزب الله حروبا مدمرة مع إسرائيل عامي 2006 و2024.
وبعد وقف إطلاق النار عام 2006، استمر إطلاق الصواريخ من لبنان، وشنت إسرائيل غارات جوية على أهداف تابعة لحزب الله، بشكل متقطع، حتى تصاعدت حدة الأعمال العدائية عام 2023.
ودخلت القوات الإسرائيلية لبنان في 30 سبتمبر/أيلول 2024، بعد قرابة عام من تبادل إطلاق النار عبر الحدود الذي شنه حزب الله دعمًا لحركة حماس.
وبموجب هدنة نوفمبر/تشرين الثاني، التي استندت إلى قرار للأمم المتحدة أنهى حرب عام 2006، يُسمح فقط لقوات حفظ السلام الأممية والجيش اللبناني بحمل السلاح جنوب نهر الليطاني الذي يمتد على بُعد حوالي 30 كيلومترًا من الحدود الإسرائيلية.
إعلانوكان من المفترض أن تسحب إسرائيل جميع قواتها، لكنها أبقت قوات لها في 5 مناطق تعتبرها إستراتيجية.
وواصلت إسرائيل شن ضربات متكررة، تستهدف بشكل رئيسي ما تصفه بأنه مواقع وعناصر مشتبه بها لحزب الله. وأسفرت غارة جوية أول أمس الثلاثاء عن مقتل 3 أشخاص، وفقًا لوزارة الصحة اللبنانية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل تاجر عملة مسؤولا عن تحويل الأموال من إيران إلى حزب الله.
سورياكان آخر وقف إطلاق نار رسمي لإسرائيل مع سوريا هو اتفاق فك الاشتباك عام 1974 الذي أعقب الحرب العربية الإسرائيلية في أكتوبر/تشرين الأول 1973.
وأنشئت في 31 أيار/مايو 1974 قوات مراقبة فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة (يوندوف) وكما هو الحال في لبنان، لا تزال هذه القوات قائمة حتى اليوم.
وبعد الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، أرسلت إسرائيل قواتها إلى المنطقة العازلة التي أُنشئت بموجب الاتفاق للفصل بين القوات السورية والإسرائيلية.
كما شنت حملة قصف مكثفة ضد الأصول العسكرية السورية لمنع وقوعها في أيدي الحكومة الجديدة والتي تعتبرها إسرائيل جهادية.
غزةشنت إسرائيل اعتداء مكثفا ومتواصلا على غزة بعد هجوم المقاومة الفلسطينية في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ودخل العدوان الإسرائيلي شهره الـ21، وأودى بحياة 56 ألفا و156 شهيدا فلسطينيا، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع.
وسمحت الهدنة الأولى في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بالإفراج عن الذين أُسروا خلال هجوم حماس، لكنها لم تحقق سلاما دائما.
ولم يُعلن عن وقف إطلاق نار آخر حتى يناير/كانون الثاني 2025، واستمر 6 أسابيع رغم الغارات المتقطعة، لكنه انهار في مارس/آذار عندما استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية الكبرى.
وقد انتهت الحروب السابقة في غزة أعوام 2008 و2012 و2014 و2021 و2023 بوقف إطلاق نار، لكنها تعرضت جميعها لانتهاكات متكررة بسبب الغارات والتوغلات الإسرائيلية.