«مفتاح الدار» إرث الأجداد للأحفاد على أرض فلسطين.. «لنا عودة» (صور)
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
قطعة حديدية بسيطة، لكنها تعنى للفلسطينيين الكثير، هو ليس مجرد مفتاح، إنما أيقونة الصبر والصمود للشعب الأبى، يتكئ عليه المواطنون حتى لو هُجّروا قسرياً، يحتفظون به رغم تهدم بيوتهم، لأنه رمز أيضاً لمقاومتهم للاحتلال الإسرائيلى «مفتاح الدار أو العودة»، الذى تتوارثه الأجيال، ويحرص الكبار على تسليمه للصغار من الأطفال.
مفتاح حديدى عمره أطول من عمر دولة الاحتلال الإسرائيلى، حملته السيدة نجية البشيتى، البالغة من العمر 88 عاماً، توارثته عن والديها وأجدادها، وسلّمته لأولادها وأحفادها، رافضة التخلى عنه رغم تهجيرها قسرياً من منزلها فى غزة إلى مخيم الشابورة فى رفح الفلسطينية، وفقاً لها: «هاد المفتاح عمره أطول من عمر إسرائيل، احتفظت بيه من وأنا طفلة، علمونى أهلى إنه رمز الصمود والصبر والمقاومة، هاد المفتاح بيخاف منه الاحتلال، لأنه دائماً لما بنرفعه فى وجههم بيعرفوا إننا شعب أبى مثابر وصامد».
«حالفين لنرجع أرضنا اللى بدمنا سقيناها، ويلّا هبوا ع الأعادى صوت الأرض تنادى ولادى»، ليست مجرد كلمات أغانٍ وطنية فلسطينية، لكن حروفها أصبحت إيماناً راسخاً بعقولهم وقلوبهم، وفق «نجية»: «إحنا كل حرف لأغانى فلسطين الوطنية بنبقى مؤمنين بيه، زى المفتاح بالظبط، هاد المفتوح لو ضاع منا كأنهم سرقوا أرضنا ودارنا، علشان هاى بنحافظ عليه أكتر من أى شىء تانى».
لم تكن «نجية» وحدها التى تحتفظ بـ«مفتاح العودة» لبيتها، بينما تجاورها فى المخيم السيدة نبيلة الجعب، البالغة من العمر 90 عاماً، بوجه تملؤه التجاعيد صممت على رفع المفتاح: «هاد المفتاح مصدى، لكن عمره أطول من عمر المحتل لأراضينا، بيتى تهدم منذ شهر مضى، وطلعت وهُجرت قسرياً، لكن متمسكة بمفتاح دارى، هاد المفتاح بنجهزه ونحطه فى مكان محدد خارج البيت، تحسباً لأى قصف للبيت».
«من جيل لجيل بنسلّم مفتاح العودة، حالفين لنرجع لأراضينا منتصرين، نعمرها بأيادى أطفالنا الباقين الناجين»، كلمات تشبث بها الحاج عبيد قعدان، البالغ من العمر 86 عاماً، مؤكداً أنهم لم يتخلوا عن حلم العودة إلى منازلهم التى هُجروا منها بشكل قسرى: «شهدنا 3 نكبات، ودايماً نصمم إننا راجعين، نكبة 48 هُجرنا قسراً، وعدنا مرة أخرى إلى ديارنا، ونكبة 67 كنا شهوداً عليها، ونكبة 23 زادتنا تمسكاً بالحياة، وزادت أطفالنا صموداً ومقاومة وإصراراً على العودة».
جمعت أحفادها إلى جوارها، وصممت على تسليمهم مفتاح العودة، تحسباً لاستشهادها أو وفاتها، وقفت إلى جوار منزلها المتهدم فى قطاع غزة، قبل أن تُهجر قسرياً إلى الجنوب، وتعاهدت مع أحفادها على ألا يتركوا الأرض مهما كانت التضحيات، هى السيدة نعمة كشوط، إحدى الفلسطينيات المهجرات قسرياً: «ضحينا بأرواحنا ودمنا فداء للنضال، وما راح نترك أرضنا، حالفين لنرجع ونعود، هنحرر أرضنا، وهنسلم أطفالنا راية الكفاح والنضال والصبر».
مفتاح العودة الحديدى يرمز إلى حق اللاجئين الفلسطينيين فى العودة إلى منازلهم وأراضيهم التى تم تهجيرهم منها خلال النكبة الأولى فى عام 1948، ويعود أصل مفهوم «حق العودة» إلى القرار رقم 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة فى 11 ديسمبر 1948، ووفقاً لهذا القرار، يحق للفلسطينيين الذين نزحوا أثناء النكبة وعلى أثرها أن يعودوا إلى منازلهم وأراضيهم، وهو ما لم يتحقق حتى اللحظة، وفق الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مفتاح العودة الحرب على غزة مخيم الشابورة مفتاح العودة
إقرأ أيضاً:
لقاء إعلامي موسع برئاسة العلامة مفتاح يناقش سبل مواجهة أي تصعيد إسرائيلي
الثورة نت /..
ناقش لقاء إعلامي موسع اليوم برئاسة النائب الأول لرئيس الوزراء العلامة محمد مفتاح، رؤية إعلامية لمواجهة أي تصعيد عدواني يقدم عليه العدو الإسرائيلي.
وتطرق اللقاء الذي ضم وزير الإعلام هاشم شرف الدين ونائبه الدكتور عمر البخيتي وعددا من قيادات المؤسسات والوسائل الإعلامية العامة والخاصة والإعلاميين والناشطين على منصات التواصل الاجتماعي، إلى الجوانب المتصلة بخطة الطوارئ لوسائل الإعلام الوطنية.
وخلال اللقاء، أكد النائب الأول لرئيس الوزراء، أهمية الاستعداد والجاهزية لتنفيذ خطط الطوارئ الإعلامية الموضوعة على مستوى وزارة الإعلام والوحدات التابعة لها، وذلك تحسباً لأي تصعيد يقدم عليه العدو الإسرائيلي يستهدف خلاله المدنيين ومقدرات البلد وبناه التحتية بما فيها الإعلامية.
ولفت إلى أهمية تكامل الأدوار بين كافة الجهات الإعلامية المعنية، والتحلي بالثبات والروح المعنوية العالية، وتسخير الإمكانات المتاحة لتطوير أداء الإعلام الوطني، وضمان استمرارية صوت اليمن الذي يحاول العدو إسكاته.. حاثاً على إيصال الرسالة الإعلامية إلى الرأي العام العالمي وكشف زيف أبواق العدو ومرتزقته.
وأشاد النائب الأول لرئيس الوزراء بالجهود التي تقوم بها وزارة الإعلام والوسائل الإعلامية والإعلاميون والناشطون رغم التحديات.. لافتا إلى أهمية إشراك القطاع الإعلامي الخاص والجهود الشخصية للناشطين على منصات التواصل الاجتماعي في مواجهة حملات التضليل التي يشنها أعداء البلد، وتقديم رسائل التوعية للجمهور، بضرورة التصدي لأي تصعيد من قبل العدو الإسرائيلي، وتزويدهم بالمعلومات والإرشادات الخاصة بالتعامل الصحيح في حالات الطوارئ أياً كان نوعها.
من جانبه أكد وزير الإعلام أنه في مواجهة أي تصعيد عدواني من العدو الإسرائيلي، تتحمل وزارة الإعلام والجبهة الإعلامية مسؤولية حاسمة في حشد الرأي العام وتعزيز الصمود الوطني، مشيرا إلى أن المعركة الإعلامية تستلزم أن يكون الإعلام الوطني قويا وصامدا وموحدا يتسم بالثبات والوعي والمسؤولية، ويتحلى بالروح الجهادية المعنوية، فلا ينكسر أمام الدعاية المعادية أو تحت الضغط، بل يظل سلاحا استراتيجيا فعالا في المعركة الشاملة.
واعتبر وحدة الجبهة الإعلامية وإيمان فرسانها بعدالة قضيتهم وأحقية موقفهم عاملين رئيسين لتحقيق النجاح في هذه المواجهة وإحراز الانتصار في المعركة.
واستعرض الوزير شرف الدين رؤية الوزارة لاستباق ومواكبة أي تصعيد من قبل العدو الإسرائيلي، والتي اشتملت على المهام الإعلامية لمواجهة التصعيد، والاستفادة من دروس تجربة المواجهة الإعلامية الإيرانية لإعلام العدو الإسرائيلي خلال عدوانه على إيران، بالإضافة إلى أساليب مواجهة حملات خونة اليمن الذين أصبحوا أبواقا للصهيونية.
وأكد على أهمية الالتزام بالدقة والموضوعية والشفافية، وتعزيز الوحدة الوطنية والروح المعنوية العالية، ومواجهة الدعاية والحرب النفسية للعدو، وضبط الإيقاع ومنع الارتباك، وتوظيف كافة الوسائل والقنوات الإعلامية بشكل فعال، والحفاظ على المهنية والانضباط داخل المؤسسات الإعلامية.
وشدد على أهمية تكامل الجهود، وإيلاء استخدام منصات التواصل الاجتماعي أهمية كبيرة، باعتبارها منصات تساعد على مواجهة الشائعات بسرعة، بالإضافة إلى الاهتمام الكبير بالترجمة، وإنشاء حسابات خاصة على تلك المنصات بأهم اللغات الحية، واستخدام النشر المموَّل للمواد الإعلامية التي ننتجها باللغة الإنجليزية، بما يساعد في تعزيز انتشار الرسالة والوصول إلى المجتمعات الأمريكية والأوروبية.. لافتا إلى أهمية تعزيز التواصل مع وسائل الإعلام العربية والإسلامية والدولية لتقديم الرواية الوطنية بموضوعية ومواجهة الرواية المعادية.
فيما أشار نائب وزير الإعلام إلى أهمية تنسيق الجهود لإبراز الانتصارات التي يحققها الشعب اليمني على قوى الاستكبار والهيمنة.. مؤكدا على أهمية توحيد الجبهة الإعلامية والتغلب على الصعوبات التي تواجه سير العمل.
واستعرض الدكتور البخيتي بعض جوانب خطة الطوارئ الخاصة بوزارة الإعلام، التي أعدت بما يضمن استمرارية الإعلام اليمني في أداء دوره وتقديم رسالته مهما كانت التحديات.. لافتا إلى أن تمكن إحدى قنوات التلفزيون الإيراني من معاودة البث خلال عشرة دقائق من تعرضها للقصف، كان بمثابة انتصار إعلامي على العدو الإسرائيلي.
وأثري اللقاء بمداخلات ونقاشات الإعلاميين والناشطين الحاضرين حول ما تضمنته الرؤية الإعلامية من تعليمات وموجهات، وكذا خطة الطوارئ لوسائل الإعلام الرسمية والخاصة.