صحيفة الاتحاد:
2025-06-18@14:28:26 GMT

ناشرون يدعون لترسيخ الاستدامة في صناعة الكتاب

تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT

العين (الاتحاد)

أخبار ذات صلة افتتاح معرض «فن الحين 2023» في متحف اللوفر أبوظبي «الكلمة المغناة» تضيء على مسيرة الشاعرة «مطلع الشمس»

في مدينة العين التي تكاد الطبيعة فيها تنطق لتحكي عن ثقافة الاستدامة، باعتبارها وصية الأجداد والآباء، وسلوكاً تتجلّى ثماره في جماليات واحاتها النابضة بالخير على امتداد النظر، التقى 150 ناشراً في الدورة الجديدة من «مهرجان العين للكتاب 2023»، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية تحت شعار «العين أوسع لك من الدار»، لتزهر المدينة معرفة وثقافة، ويتسابق مجتمعها على اقتناء الكتب والإصدارات التي يتيحها المهرجان لروّاده.


ولأن الاستدامة عنوان لهذا العام في دولة الإمارات، وضرورة ومطلب مُلحّ يفرض نفسه على مختلف القطاعات، ليتكامل دور العطاء والاستمرارية التي تضمن حصول الأجيال القادمة على نصيبها من الموارد والإنتاج في مختلف حقوله، كان لابدّ من استطلاع آراء عدد من الناشرين المشاركين في المهرجان حول الاستدامة في قطاع النشر. وقد خرجنا بهذه الحصيلة التي تضمّنت قاسماً مشتركاً تمثّل في إجماع الناشرين على الدور الحاسم للتوجّه نحو زيادة النشر الإلكتروني لتعزيز استدامة قطاع النشر والحدّ من استهلاك الورق والحبر والطاقة التي يحتاج إليها إنتاج الكتاب المطبوع.

رحلة الكتاب مع الاستدامة
وتعليقاً على هذه المسألة، قال الناشر فواز المطيري، صاحب دار قهوة لخدمات نشر الكتب: «تقوم المعادلة في إنتاج الكتاب واختيار الورق على حرص الناشر وسعيه لإبراز شخصية الدار وهويتها التي تحقّق لها ولإصداراتها الصورة الراسخة في ذهن الجمهور. ونحن نعتمد على الورق الخفيف الذي يجعل خامة الكتاب أقل وزناً، وهذا ينسجم مع التوجّه نحو الاستدامة والتقليل من استخدام الورق كما كان يحدث في طبعات الكتب السابقة».
وعن الخطوات العملية التي تتيح للناشرين والقرّاء القيام بدور جوهري في مجال الاستدامة، يرى خبير النشر أحمد عفيفي، الذي يعمل في هذا القطاع منذ 20 عاماً ويدير جناح دار كتاب الإماراتية، أن الممارسات الصديقة للاستدامة في قطاع النشر تبدأ بالتضامن المشترك بين الناشرين والقرّاء من حيث الإقبال على اقتناء الكتب التي تستخدم الورق المعاد تدويره، وصولاً إلى رفع نسبة الإنتاج من الكتب التي تعتمد في طباعتها على هذا الورق ليكون مناسباً للقراءة ويساعد في التقليل من وزن الكتاب، وبالتالي يخفّف من تكاليف الشحن، والحاجة إلى استخدام الورق الجديد، إلى جانب اعتماد الطباعة بالحبر الصديق للبيئة، وتكثيف التوعية المجتمعية حول الاستدامة وتحفيز مجتمع القرّاء على دعم هذا التوجّه في مختلف جوانب الاستهلاك.
أما عامر متولي، مدير المبيعات في دار مكتبة كلمات الإمارات، فيرى أن صناعة النشر بما تستهلكه من خامات وثيقة الصلة بموارد الطبيعة ملزمة بتبنّي الاستدامة، وتصدّر غيرها من القطاعات، وقال: عملية النشر ليست مجرد صناعة بل ثقافة وتأصيل للقيم الجمالية وترسيخ لكل ما يعزّز من جودة حياة المجتمعات على صعيد الفكر والممارسة. ومن هنا ظهر مفهوم «الكتاب الأخضر» في قطاع النشر، وهو مفهوم بدأت مظاهر تطبيقه تأخذ طريقها إلى التنفيذ، كاستجابة من المساهمين في هذا القطاع في الرحلة نحو الاستدامة، واستجابة للتحدّيات البيئية العالمية، وإدماج صناعة النشر بالاستدامة في مختلف مراحل صناعة الكتاب. 

تحقيق التوازن
تعتبر جمعية الناشرين الإماراتيين الاستدامة مسؤولية تكاملية، ولذا فإن تكريس هذا النهج يتطلّب تحقيقاً للتوازن بين حاجة مجتمع المعرفة وجمهور القرّاء إلى إنتاج الكتاب من جهة، وبين أداء دور فاعل يسهم الناشرون من خلاله في الحفاظ على البيئة من جهة أخرى. وأكدت الجمعية ضرورة الشروع في تبنّي البدائل وتكثيف الأبحاث والدراسات حول ما يمكن أن يسهم به القطاع في تعزيز الاستدامة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: العين العين للكتاب الإمارات مهرجان العين للكتاب الاستدامة قطاع النشر

إقرأ أيضاً:

الحماية الاجتماعية: مراجعات دورية للمستحقات لضمان الاستدامة

تجسيدًا لـ"رؤية عُمان 2040" التي تضع الإنسان في قلب التنمية، يؤدي صندوق الحماية الاجتماعية دورًا محوريًا في تحقيق الرفاه والحماية للمجتمع العماني. ويعتمد الصندوق على منظومة اجتماعية وقانونية متطورة تواكب التغيرات الاقتصادية والاجتماعية، وتُشرك مختلف فئات المجتمع في مراحلها المختلفة. وتستند هذه المنظومة المتكاملة إلى قانون الحماية الاجتماعية الذي يعكس قيم التراحم والتكافل الاجتماعي الأصيلة في المجتمع العُماني.

وقد أسس القانون إطارًا شاملاً يضم أدوات وبرامج موجهة لجميع فئات المجتمع، بهدف توفير حماية اجتماعية متكاملة تجمع بين المنافع النقدية وبرامج التأمين الاجتماعي، لتلبية احتياجات الفرد والمجتمع على حد سواء. ويُظهر الصندوق تفاعله المستمر مع المجتمع من خلال رصد احتياجات الفئات المختلفة، والاستماع إلى الرأي العام عبر مختلف المنصات الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة، بالإضافة إلى مراجعة مستمرة لجوانب التنفيذ.

كما يعمل الصندوق على تحديد أولويات صرف المنافع والمستحقات وفق ممارسات مؤسسية متقدمة تراعي البعد الإنساني والاجتماعي، مستندًا إلى أحكام القانون الواضحة، مما يعكس التزامه الدائم بتقديم أفضل الممارسات على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.

منافع الحماية الاجتماعية

قال مالك بن سالم بن سليمان الحارثي المدير العام للمستحقات في صندوق الحماية الاجتماعية لـ"عمان": "أرسى قانون الحماية الاجتماعية منظومة متكاملة تضم برامج وتغطيات موجهة لجميع فئات المجتمع، تهدف إلى توفير حماية اجتماعية شاملة تجمع بين منافع الحماية النقدية وبرامج التأمين الاجتماعي. يعمل الصندوق وفقًا لهذه المنظومة على صرف المنافع للمنتفعين حسب الشروط المنصوص عليها في القانون، مع التركيز على الاستهداف الدقيق لضمان استحقاق منفعة دعم دخل الأسر وقيمتها، وذلك من خلال معرفة عدد أفراد الأسرة وحالتهم العملية وفقًا للضوابط القانونية، واحتساب إجمالي الدخل بجميع أنواعه، كما نصت المادة (42) من القانون."

المنهجية المعتمدة

وأضاف الحارثي: "تعتمد المنهجية المتبعة على توفير منافع تحمي جميع أفراد المجتمع من مخاطر الحياة والتقلبات الاقتصادية والاجتماعية، من خلال توفير دخل ثابت ومستمر عند التعرض لأي خطر. كما تتيح المنهجية للصندوق الاستجابة بمرونة للتغيرات الاقتصادية للمنتفعين عبر رصد الواقع المعيشي بدقة، وتوجيه الدعم إلى الفئات الأكثر احتياجًا بناءً على أدوات دراسة علمية وشروط محددة تعزز مبدأ العدالة الاجتماعية".

وأوضح: "من بين المبادرات النوعية، يأتي إدراج منفعة دعم دخل الأسر كحل إضافي للفئات التي يقل دخلها عن قيمة الدخل المستهدف للأسرة وفقًا لتعريف القانون، مما يضمن توزيعًا أكثر عدالة للموارد وتوجيهها للحالات الأكثر احتياجًا. كما تم تسهيل إجراءات التسجيل لهذه الأسر عبر الوسائل التقنية الحديثة، مما يتيح دراسة الاستحقاق بشكل إلكتروني دقيق".

وبيّن:"يرتبط الصندوق بعدد من الجهات ذات العلاقة لتوفير البيانات اللازمة لضمان دقة دراسة الحالات والوصول الصحيح إلى الفئات المستحقة، ما يعكس التزام الصندوق بتقديم دعم فعال ومستدام".

التفاعل المجتمعي

وأوضح أن التفاعل المجتمعي يشكّل ركيزة أساسية في تحديد أولويات إنشاء البرامج والفروع ومنافع الحماية الاجتماعية، إذ يتزامن مع دراسة دقيقة للواقع الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع. ومن الأمثلة البارزة على ذلك استحداث منفعة كبار السن، التي جاءت بناءً على دراسة مستفيضة لواقع المجتمع العُماني، والاطلاع على الإحصاءات الرسمية التي توضح نسبة كبار السن بين السكان، وتأثير هذه المنفعة المتوقع على تغطية شريحة واسعة تتجاوز 170 ألف منتفع. وينطبق هذا المنهج على منافع الحماية الاجتماعية الأخرى مثل الطفولة والأشخاص ذوي الإعاقة.

وعلى صعيد برامج التأمين الاجتماعي، نص قانون الحماية الاجتماعية على شمول جميع المؤمن عليهم بتغطيات تأمينية متنوعة، منها بعض التغطيات الجديدة التي استُحدثت لأول مرة في السلطنة وعلى المستوى الإقليمي، مثل فرع تأمين إجازات الأمومة. وقد جاء هذا الفرع بعد الاطلاع على الدراسات الحديثة التي تؤكد التأثير الإيجابي لتطبيق هذا النوع من التأمين في تحقيق العدالة الاجتماعية بين المؤمن عليهم في جميع القطاعات. إذ يتيح هذا التأمين للأم المؤمن عليها التفرغ الكامل لرعاية طفلها والاستفادة من إجازة أمومة مدتها 98 يومًا، كما يحق للأب المؤمن عليه الحصول على إجازة أبوة مدتها 7 أيام، مما يساهم في تحقيق أهداف عدة تصب في العناية الخاصة بالأم والطفل واحتياجاتهما، ويعود أثره بالإيجاب على الأسرة والمجتمع ككل.

بناء الثقة وتعزيز الشراكة

وأشار إلى حرص الصندوق على إشراك المنتفعين والمستحقين في برامجه وأنشطته، بهدف تسهيل وصولهم إلى خدماته، والاستماع إلى رؤاهم وتوقعاتهم بشأن البرامج، ومعرفة التحديات التي قد تواجههم لإيجاد الحلول المناسبة. يستخدم الصندوق عدة أدوات ووسائل للوصول إلى آراء المستفيدين حول المنافع والخدمات المقدمة.

ويسعى الصندوق إلى ترسيخ الثقة من خلال اللقاءات الدورية المستمرة، وزيارات المحافظات، والتواصل المباشر مع أفراد المجتمع العُماني، والرد على استفساراتهم، وسماع وجهات نظرهم. كما ينظم لقاءات تعريفية بالقانون للموظفين في الجهات المختلفة لضمان وصول المعلومات إلى الجميع.

ويعزز الصندوق تواصله مع الجمهور عبر وسائل الإعلام المتنوعة مثل الإذاعة، والصحف، والتلفزيون، لنشر تفاصيل المنافع وشروطها، مع تبسيطها لتمكين المجتمع من فهمها بسهولة. إضافة إلى ذلك، يضمن الصندوق شفافية ووضوح الإجراءات من خلال تحديد شروط الاستحقاق، وآلية تقديم الطلب، والمستندات المطلوبة، ومواعيد صرف المستحقات، مما يساهم في وضوح حقوق وواجبات المستحقين.

ويشرك الصندوق المجتمع في عملية اتخاذ القرار عبر المؤسسات المعنية، ممثلة في مجلس إدارة الصندوق، الذي يضم أعضاء مستقلين من ذوي الخبرة في مجال الحماية الاجتماعية، ما يؤكد أن المنظومة متكاملة وتشترك فيها جميع الأطراف المعنية.

كما يجري الصندوق مراجعات دورية للمستحقات والمنافع، ويدرس مقترحات التعديل بناء على المستجدات الاجتماعية والاقتصادية، بما يضمن الاستدامة والثقة في القرارات المتخذة. ويتعهد بنشر التقارير الدورية التي تتيح الاطلاع على الأداء، مما يعزز الرقابة المجتمعية ويضمن الشفافية.

الإشادات الدولية

وقال: إن تجربة سلطنة عُمان في مجال الحماية الاجتماعية تمثل نموذجًا متفردًا في الحوكمة الرشيدة، وقد حظيت بإشادات دولية عديدة. فقد وصفت منظمة العمل الدولية مشروع توحيد الأنظمة التقاعدية والتأمينية في السلطنة بأنه "تحول هيكلي نموذجي في منطقة الشرق الأوسط، يعزز كفاءة الأداء والعدالة الاجتماعية".

كما نالت سلطنة عمان من الجمعية الدولية للضمان الاجتماعي في عام 2024 الجائزة الرئيسة لأفضل الممارسات على مستوى آسيا والمحيط الهادئ، عن مشروع "توسعة تغطية الحماية الاجتماعية"، وهو المظلة الوطنية الجامعة لمبادرات الحماية والرعاية وإعادة هيكلة أنظمة التقاعد والتأمين الاجتماعي، ممثلة في صندوق الحماية الاجتماعية.

إضافة إلى ذلك، حصل الصندوق على ثماني شهادات استحقاق، منها ثلاثة مشروعات حظيت بإشادات خاصة لما تميزت به من ابتكار وريادة مؤسسية واجتماعية، مثل مشروع "ربط معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية في الاستثمارات". ومن أبرز هذه المبادرات مشروع "إدارة التغيير الداخلي"، الذي أرسى نموذجًا ناجحًا لدمج رأس المال البشري من الصناديق المندمجة، ومشروع "مصفوفة تفويض الصلاحيات"، الذي يعد من الممارسات الموصى بها لتبسيط العمليات الداخلية وتوضيح الأدوار الوظيفية، مما يعزز كفاءة الأداء المؤسسي، كما ساهم مشروع "التهيئة الإعلامية لإصدار قانون الحماية الاجتماعية" في تعزيز المعرفة المجتمعية بالتحولات التشريعية، إلى جانب ذلك، تشمل المشروعات النوعية الأخرى "منافع الحماية الاجتماعية: نحو حماية شاملة"، و"منهجية الدمج المالي"، التي تعكس التزام الصندوق بتطوير الأداء وتعزيز الحوكمة المؤسسية.

نهج تشاركي متكامل

وأكد أن صندوق الحماية الاجتماعية يسعى ليكون نموذجًا حيًا على المستويات المحلية والإقليمية والدولية في آليات التفاعل مع المجتمع، وأن هذا التفاعل لا يقتصر على الاستجابة لحالات محددة أو ردود فعل فحسب، بل هو نهج تشاركي استراتيجي متكامل ومدروس يهدف إلى تعزيز العدالة والاستقرار الاجتماعي.

ويعكس هذا النهج القيم الأصيلة للتراحم والتكافل في المجتمع العُماني، متماشيًا مع رؤية واضحة تراعي التحولات والمستجدات الدولية في مجال الحماية الاجتماعية، لتضع السلطنة في مصاف الدول المتقدمة، مستندة إلى نصوص قانونية دقيقة، وممارسات إدارية محكمة وشفافة. وهذا يعكس التزام الصندوق القوي بتحقيق أهدافه، وإيمانه العميق بدوره الوطني ورسالة المسؤولية المجتمعية.

مقالات مشابهة

  • سلامة التقى وفدا من مجموعة ناشرون من أجل المهنة
  • رسميًّا.. ضوابط جديدة للمدارس الخاصة والدولية بشأن توزيع الكتب
  • التربية تحسم الجدل وتعمم باسعار الكتب! (الاسعار)
  • الحماية الاجتماعية: مراجعات دورية للمستحقات لضمان الاستدامة
  • حلقة عمل تستعرض ضوابط النشر في شبكات التواصل
  • حين يُهمَّش القلم.. من يكتب لعُمان؟
  • الحوثيون يدعون دول العالم لمساندة إيران في وجه إسرائيل
  • السوداني يبحث تولي شركة صينية 3 مشاريع وتوازن طباعة الكتب المدرسية
  • الثقافة بين الورق والرقمية.. مناقشات برلمانية حول الاستثمار الثقافي ومستقبل النشر في مصر
  • تحذير من أزمة طاقة عالمية.. وقادة العراق وتركيا وروسيا يدعون لوقف نتنياهو