بعد ترجمة مسرحية "عندريلا".. جمال بخيت: إحساس يوحي بالعظمة
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
أعرب الشاعر جمال بخيت، عن سعادته بترجمة مسرحيته الغنائية "عندريلا" إلى اللغة الإنجليزية، الصادرة حديثا عن دار كناية للنشر والتوزيع، قائلا: "في الحقيقة هذه الترجمة تمثل بالنسبة لي خبر عظيم، ومنذ كتابتها وهي استكمالا للسيرة المعروفة على مستوى العالم "سندريلا"، التي لم يعرف الجميع ماذا حدث بعد زواجها من الأمير في نهاية العمل؟
وأضاف بخيت في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن هذه المسرحية هي استكمالا للأحداث المتبعة بعد النهاية المعروفة لسندريلا، فالبتالي عندما كتب الناقد السينمائي رامي عبدالرازق كلمته على الغلاف الأخير للمسرحية، إضافة إلى قراءة نقدية للعمل ذاته في مقدمة الكتاب، فقال في كلمة الغلاف: "لو تُرجم هذا النص إلى عشر لغات مختلفة، سيفهمه كل الذين يتكلمون تلك اللغات وأكثر، وهذا ليس ممكنا فقط فيما يتعلق باللغات، بل من خلال بوابة "القصة"، تلك القصة التي يعرفها غريزيًا كل من جلس في حضن جدته، أو قرأ كتب القصص، لأن العالم كله يعرف جيدا سيرة "سيندريلا"، وسيصبح هناك نوع من التشويق فيما حدث بعد تلك النهاية؛ موضحا أنه كان منتبها في كتابة هذه المسرحية، لأنه يتعامل مع شيء من التراث الإنساني، وهذا ما أشارت إليه كلمة الغلاف.
وأكد بخيت، أن الإحساس بترجمة أحد الأعمال الإبداعية إلى اللغة الإنجليزية يمثل شيء من العظمة والفخر؛ موجها الشكر لصاحب دار كناية للنشر والتوزيع المؤازر العربي في أوروبا على هذا المجهود الراقي، فقد التقيا سويا في إحدى الأمسيات الشعرية في تونس منذ 30 عاما، وحين سمع صاحب الدار قصة "عندريلا" أعجب بها وأمر بنشرها مترجمة حتى يتيح لها الفرصة في القراءة على نطاق أوسع. كما وجه الشكر أيضا لمترجمة العمل الدكتورة زينب مبارك، ومصممة الغلاف حكمت الحاج، على هذا المجهود الرائع.
أما عن الأسس المبنية على اختيار العمل الأدبي المترجم، فأوضح بخيت أن فكرة روح العمل يجب أن تخاطب القيم الإنسانية في المطلق، فعلى سبيل المثال أعمال الأديب العالمي نجيب محفوظ بالرغم من بيئتها المحلية، لكن عمقها يمس الإنسان في كل مكان وزمان، مشيرا إلى أن العمل الذي يتم ترجمته لا بد من توافر جزء من هذه الروح، والفكر، والوجدان المشترك بين الشعوب وبعضها.
وقد صدرت حديثا رائعة الشاعر المصري جمال بخيت، المسرحية الغنائية "عندريلا"، المترجمة إلى اللغة الإنجليزية للدكتورة زينب مبارك، في كتاب عن منشورات سلسلة "كتاب كناية" في ستوكهولم، وبصيغتين إلكترونية، وورقية، لتضاف بذلك إلى مدونة المسرح الغنائي العربي باللغة الإنجليزية، بعد أن أخذت المسرحية بأصلها العربي مكانتها المرموقة.
ويقع الكتاب 84 صفحة من القطع المتوسط، والغلاف من تصميم حكمت الحاج، وأعدّ كلمة الغلاف الأخير الدكتور رامي عبدالرازق.
وجاءت كلمة الغلاف كالتالي: "لو تُرجم هذا النص إلى عشر لغات مختلفة، سيفهمه كل الذين يتكلمون تلك اللغات، وأكثر. وهذا ليس ممكنا فقط فيما يتعلق باللغات، بل من خلال بوابة "القصة". تلك القصة التي يعرفها غريزياً كل من جلس في حضن جدته، أو قرأ كتب القصص.
إذا كانت قصة سندريلا مكونة من 100 صفحة، فإن هذا الخيال الموسيقي، "عندريلا"، يبدأ في الصفحة 101، وهي صفحة مفقودة من كل كتاب قصص مشهور. إنها الصفحة التي يعتقد الجميع أنها غير ضرورية للحكاية أو أنها ببساطة غير حقيقية. ولكن هناك دائمًا شخص ما مفتون بهذا العالم المحدد، ويحوله إلى خيال خالص.
"عندريلا" هي محاولة الشاعر جمال بخيت للنظر في تلك العبارة الجميلة والمزخرفة والغامضة "وعاشوا في سعادة دائمة".
هذا النص الموسيقي عبارة عن كوميديا خيالية تأملية تدور حول "العيش في سعادة دائمة". إنه يطرح سؤالاً ملتويًا حول العلاقة بين السعادة والحذاء. إنه يدور حول الحياة بعد أن تتزوج شابة فقيرة من أميرها الوسيم؛ عن الأحلام، وما بعد الأمنيات".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الشاعر جمال بخيت سندريلا اللغة الإنجليزية جمال بخيت جمال بخیت
إقرأ أيضاً:
معهد أمريكي: الهدنة بين أمريكا والحوثيين.. منحت الأخيرين القوة وأضعفت الحكومة والانتقالي (ترجمة خاصة)
قال معهد أمريكي إن الهدنة بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي المدعومة من إيران رسخت توازن القوى داخل الدولة اليمنية التي مزقتها الحرب، مما أدى إلى تثبيت الوضع الراهن في الصراع الأهلي المستمر.
وأضاف معهد الشرق الأوسط في تحليل للباحث إليونورا أرديماجني ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن "نتائج الحرب التي تلت ذلك بين إسرائيل وإيران واستمرت 12 يومًا، قد تهز هذا الوضع مؤقتًا، لكن من غير المرجح أن يتمكن التحالف المناهض للحوثيين، الذي يعاني من الانقسام، من استغلال هذه الفرصة".
وتابع "توقف الحملة الجوية الأمريكية المكثفة ضد الحوثيين، والتي حملت الاسم الرمزي "عملية الفارس الخشن"، منح الحوثيين وقتًا لإصلاح البنى التحتية وإعادة تنظيم قواتهم".
وأردف المعهد "في المقابل، قد يكون لهذه التهدئة عواقب سلبية على الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا. والأهم من ذلك، أن الوضع الذي أعقب الهدنة أضعف المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، والذي يُعد رسميًا جزءًا من الحكومة المركزية، في وقتٍ كان يُعتبر فيه من أبرز القوى القادرة على شن هجوم بري ضد الحوثيين، كما أثبت في السابق".
وأكد أن المجلس الانتقالي يواجه موجة من السخط الشعبي في عدن ومدن جنوبية أخرى بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية، بالتزامن مع تصاعد نفوذ فصائل مدعومة من السعودية في محافظة حضرموت الاستراتيجية.
الهدنة تعزز موقع الحوثيين وتعمّق الانقسامات اليمنية
من منظور المصالح الأمنية والبحرية الأمريكية، حسب التحليل فإن ترسيخ الوضع القائم نتيجة الهدنة لا يُعد سيناريو مرضيًا. فقد جاءت هذه التهدئة لمصلحة الحوثيين على المدى القصير، وساهمت في تعميق الانقسامات بين مراكز القوى المتنافسة داخل اليمن، مما يقوّض أي جبهة موحدة قد تسهم في كبح تهديد الجماعة المدعومة من إيران.
وقال "أما الحرب الإسرائيلية-الإيرانية، التي انتهت بوقف هش لإطلاق النار في 23 يونيو، فقد تؤدي إلى تقليص الدعم الإيراني للحوثيين، الأمر الذي قد يفتح نافذة قصيرة من الفرص للقوى المناهضة للحوثيين. إلا أن التوقيت غير ملائم، نظرًا لتشرذم المعسكر المناهض للحوثيين، واعتماده المحتمل على غطاء جوي خارجي لا يبدو متاحًا في الأفق القريب.
الحوثيون: ترميم، تعبئة، وتوسيع النفوذ
وزاد "بفضل الهدنة مع الولايات المتحدة، بات بإمكان الحوثيين، وهم حركة شيعية زيدية تسيطر على معظم شمال غرب اليمن، التركيز على ثلاث قضايا مترابطة تساعدهم على تعزيز سلطتهم وربما توسيعها".
أولًا، يعملون على إصلاح الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية، مثل موانئ الحديدة والموانئ المجاورة في البحر الأحمر ومطار صنعاء، بهدف استعادة تدفق الإيرادات والأسلحة، وإعادة نشر القوات.
ثانيًا، يستغل الحوثيون خطاب "النصر عبر المقاومة" ضد الولايات المتحدة لتعزيز حملات التعبئة والتجنيد، كما فعلوا سابقًا بعد تدخل التحالف بقيادة السعودية في 2015. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن عدد المقاتلين الحوثيين ارتفع من نحو 220 ألفًا في 2022 إلى 350 ألفًا في 2024، وذلك بفضل حملة تجنيد حملت اسم "طوفان الأقصى"، على خلفية هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023.
ثالثًا، تسعى الجماعة إلى تنويع تحالفاتها، مستفيدة من مكانتها المتصاعدة منذ 2023 بسبب هجماتها على الملاحة في البحر الأحمر، والتي أجبرتها على الدخول في مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة. هذا أكسبها اهتمام فاعلين جدد، من ميليشيات عراقية شيعية إلى روسيا والصين، في إطار استراتيجية تهدف إلى إيجاد قنوات بديلة للتمويل وتهريب السلاح.
وطبقا للتحليل فإن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على منشآت إيرانية أضعفت قدرة طهران على تزويد الحوثيين بالسلاح والوقود، ما سيجبر الجماعة على تسريع جهودها في تنويع مصادر الدعم الخارجي.
الحكومة الشرعية: وضع هش وسط أزمة اقتصادية خانقة
ووفقا للتحليل فإن الحكومة اليمنية ومجلس القيادة الرئاسي المنبثق عنها تواجه خسائر كبيرة في ظل الهدنة الأمريكية-الحوثية. إذ إن الأزمة الاقتصادية تتفاقم في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، بينما يُظهر رئيس المجلس رشاد العليمي ضعفًا في فرض سلطته على المؤسسات الأمنية والعسكرية.
ومنذ الهدنة التي وقعتها أطراف الصراع في أبريل 2022، تشهد المناطق الحكومية تدهورًا اقتصاديًا حادًا، حيث عمد الحوثيون إلى فرض حصار على صادرات النفط من الموانئ الجنوبية، ما أدى إلى خسائر تُقدّر بـ7.5 مليار دولار منذ 2022، أي ما يعادل 80% من إيرادات الحكومة. وفق التحليل
وأدى هذا الحصار إلى تأخر رواتب الموظفين، وتراجع الخدمات، وارتفاع معدلات التضخم، ما أثار احتجاجات شعبية في مدن مثل تعز. كما تصاعدت الخلافات بين ممثلي الحكومة، وتبادلت الاتهامات بالفساد وسوء الإدارة، مما أضعف ثقة المانحين الدوليين.
المجلس الانتقالي الجنوبي: انهيار سياسي وتآكل النفوذ
وأشار إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي يعد من أكبر المتضررين من وقف القصف الأمريكي للحوثيين. فعلى الرغم من انخراطه في الحكومة بموجب اتفاق الرياض، لا يزال يسعى إلى الانفصال وإعادة إحياء دولة جنوب اليمن السابقة.
ويرى أن الحصار الحوثي على صادرات النفط من موانئ شبوة وحضرموت أضر بشكل مباشر بعائداته المحلية. إضافة إلى ذلك، فإن تحويل السفن التجارية من موانئ عدن إلى موانئ يسيطر عليها الحوثيون مثل الحديدة، زاد من الضغط المالي على المجلس.
هذا الانهيار المالي -حسب التحليل- أدى إلى احتجاجات واسعة في عدن والمكلا، سيما من النساء، احتجاجًا على انقطاع الكهرباء الطويل في ظل درجات حرارة مرتفعة. وفي مايو الماضي، تعرضت مظاهرات نسائية سلمية في عدن للقمع من قبل قوات أمنية موالية للمجلس.
النفوذ السعودي يتوسع على حساب الإمارات والمجلس الانتقالي
يضيف معهد الشرق الأوسط "في موازاة تراجع نفوذ الإمارات في الجنوب، تعزز السعودية وجودها عبر دعم فصائل مناهضة للمجلس الانتقالي، لاسيما في حضرموت. وتسعى الرياض إلى ضمان نفوذها سواء استمر اليمن موحدًا أو تفكك".
وتطرق المعهد إلى استقبال وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان زعيمًا قبليًا بارزًا من حضرموت، ما يشير إلى نية السعودية توسيع تحالفاتها في الجنوب. كما تم تأسيس "قوات حماية حضرموت" لتجنيد عناصر جديدة، مما أثار توترًا مع المجلس الانتقالي.
وخلص التحليل إلى القول "رغم أن وقف إطلاق النار منح الحوثيين فرصة لترتيب صفوفهم وتعزيز مواقعهم، فإن الوضع السياسي والعسكري في اليمن أصبح أكثر انقسامًا. ويبدو أن الفرصة الضئيلة المتاحة حاليًا لاستعادة أراضٍ من الحوثيين، بفعل تراجع الدعم الإيراني، ستضيع وسط الخلافات بين المكونات اليمنية وعدم استعداد المجتمع الدولي لدعم عملية برية واسعة".
وقال "في المقابل، فإن تماسك الحوثيين، في مقابل تفتت خصومهم، يعزز من استمرار الخطر الأمني الإقليمي والدولي، ويهدد بتقويض المصالح الأمريكية في البحر الأحمر، ويترك الجنوب فريسة للأزمات المتراكمة وتنامي نشاط القاعدة".