كأنما خرجوا من قبورهم، مسرعين يملؤون الشوارع والحارات، مندفعين في اتجاهات شتى -سيرا على الأقدام أو على متن العربات التي تجرها الخيول والحمير- وكأنما يحاولون إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، إلى ضحوة السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

 

وفي الدقائق الأولى من بدء الهدنة، كان الجميع يسارع الخطى ويسابق الزمن، وكانت الشوارع المدمرة تكتظ بآلاف الوجوه الحائرة التي تضج بالألم والوجع والصمود، فقد استغرق القبض على هذه اللحظة التائهة 48 يوما من الموت والدمار إلى جانب طوفان من الدم والدموع قبل أن تدخل الهدنة حيز التنفيذ فجر اليوم الجمعة، بعد 7 أسابيع من اللهب والدم الفوار، والموت المنصب على الرؤوس من قاذفات النار، أو من "مسافة الصفر".

 

لم تكن كلفة الوصول إلى هذه الهدنة -التي ستستمر 4 أيام- سهلة ولا ميسورة، فقد كلفت الغزيين زمنا داميا سيكون الأطول في تاريخ حروبهم مع إسرائيل، كما دفعوا من ثرائهم البشري قرابة 15 ألف شهيدا، أكثرهم من براعم الحياة الموؤودة، إذ قضى اللهب الإسرائيلي على 6100 طفل، وترك بصماته على الأجساد بأكثر من 36 ألف جريح.

 

أما عمائر غزة ومنارات مساجدها وكنائسها، فقد تحول أغلبها إلى أكوام من الركام والألم والحنق.

 

ولأن الهدنة كانت ضرورة إنسانية للغزيين، وكانت بالنسبة لإسرائيل خيار ما قبل إعلان الهزيمة في الوصول إلى مواطنيها في غزة، وفق تقدير الطرف الثاني، فقد كانت الساعات الأخيرة قبل إعلانها أكثر لهبا ودمارا، لتكون توقيعا داميا على سريان الهدنة بعد التوقيع على إعلانها.

 

فرحة في ألم

 

يمكن لسكان غزة أن يفرحوا قليلا بهذه الهدنة، فستتوقف -ولو لأيام- أصوات القنابل المدمرة، ويمكن لبعض سكان الوسط والجنوب النازحين العودة إلى منازلهم لانتشال جثث من تحت الأنقاض، أو لتفقد بيت يصعب تمييزه من بين ملايين أطنان الركام الذي أحدثه القصف المدمر.

 

ولأن عودة أهل الشمال لبيوتهم التي طردوا منها سردية ترفضها قوات الاحتلال، فقد تعهدت بمنعهم وبالتصدي لهم إذا حاولوا ذلك، في مسعى لفرض الأمر الواقع، وهو ما يعني إمكانية انتكاس الهدنة والعودة إلى الحرب التي لا يريد الطرفان أن تلتهب من جديد، نظرا لعمق الخسائر وصعوبة المواجهة.

 

حماس وإسرائيل.. من الرابح أكثر؟

 

تعتبر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) -وفق ما أكده أبو عبيدة المتحدث باسم جناحها العسكري كتائب القسام- أن ما وافقت عليه إسرائيل من هدنة هو نفسه ما عرضته الحركة قبل 3 أسابيع، مما يعني ضمنيا أن إسرائيل أضاعت وقتا كثيرا لتعترف ضمنيا بأن آمالها في تحقيق انتصار غير ممكنة، أما وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، فيقدم رواية أخرى ويقول إن ما تم الاتفاق عليه أفضل مما قُدم لإسرائيل قبل أسبوع.

 

ولم يكن التمنع من الوصول إلى الهدنة خيارا إسرائيليا فحسب، بل كان حتى وقت قريب خيارا غربيا عاما، إذ تعالت أصوات رسمية من دول عديدة تدافع عن حق إسرائيل في مواصلة عملياتها من أجل محق حماس، وإبادة "الإرهاب" القادم من غزة.

 

كما ظلت إسرائيل ترفض السماح بأي هدنة أو توقف للقتال قبل عودة المحتجزين، قبل أن تبدأ الصورة في الانقلاب، وتضج شاشات العالم بصور المأساة والدمار الذي فجرته القنابل الإسرائيلية على رؤوس الأطفال والمرضى في المنازل والمستشفيات والمساجد.

 

وقد أسهمت مشاهد الدمار الوحشية في تعرية الرواية الإسرائيلية، وأعادت تشكيل الرأي العام الغربي تجاه ما يجري في غزة، إذ كانت تلك المشاهد أصدق مما تقدمه إسرائيل، وأفصح مما تشكو منه حماس.

 

كما أن حجم الخسائر التي تعرض لها الجيش الإسرائيلي ومن مسافة الصفر، وحجم خسائره في الأرواح والعتاد، كان هو الآخر دافعا لإعادة التفكير والانحناء أمام عواصف الضغط الداخلي والخارجي وخسائر الميدان.

 

ويجمع المحللون على أن الهدنة تمثل فرصة للطرفين، فبالنسبة للطرف الفلسطيني، يمكن الحديث عن مكاسب سيحققها من خلال هذه الهدنة وأبرزها:

 

استراحة محارب: تُمكّنه -وهو الطرف الأقل إمكانات عسكريا بطبيعة الحال- من التقاط الأنفاس إلى حين، في وقت ستتوقف فيه مرحليا حرب الإبادة والتجويع التي تفرضها إسرائيل على غزة التي سيُتاح لسكانها تلبية بعض حاجياتهم الضرورية من خلال حجم المساعدات والعون الإنساني الذي سيعبر إليهم من المعابر الموصودة منذ 47 يوما.

 

عرض حصيلة المأساة: حيث سيتمكن الفلسطينيون من إظهار صورة الدمار الذي تعرض له قطاعهم الباسل، وهو ما سيضيف مزيدا من الهزيمة السياسية والدبلوماسية لإسرائيل التي تخرقت روايتها تجاه ما يجري كثيرا، مثل ما تخرقت أمام القسام صلابة كتائبه وجنوده في الميدان.

 

إعادة التموقع والتقييم: يمكن لمقاومي القسام ومختلف الحركات المقاومة إعادة بناء وترتيب مواقعهم من جديد من أجل الاستعداد لما بعد الهدنة، من حرب أو تهدئة.

 

إسرائيل.. ماذا تحقق من أهداف العدوان؟

 

على الجانب الإسرائيلي -الذي يتحكم في الجو ويملك التفوق العسكري- لا يمكن الحديث عن انتصار، بل العكس يمكن القول إن إعلان الهدنة هو:

 

إعلان إخفاق لحكومة الحرب بقيادة نتنياهو الذي كان مصرا على إعادة الأسرى من دون قيد ولا شرط، وها هو ينزل عن الشجرة، ويضطر للإفراج عن عدد من الأسرى من الفلسطينيين مقابل الإفراج عن بعض المدنيين من الأسرى لدى حماس، كما أن هدف القضاء على حماس لا يبدو هدفا قريب المنال، فقد أبانت القسام خلال العدوان أنها قادرة أيضا على إحداث مزيد من توازن الرعب، إن لم يكن إمالة الكفة في بعض الأحيان.

 

رضوخ للضغط، الذي فرضه أهالي المحتجزين والشارع العام في إسرائيل الذي انتقل من حنق الانتقام إلى مخاوف تمدد الحرب التي زرعت بوادر أزمة اقتصادية عميقة في إسرائيل، زيادة على الأزمة السياسية التي تفجرت بشكل كبير، ودفعت خصوم نتنياهو إلى غرس أظافرهم بشكل عنيف في أدائه السياسي.

 

إخفاق أمام الداعمين الغربيين، إذ ظهر أن إسرائيل عاجزة حتى الآن عن تحقيق أهدافها التي نالت بموجبها الضوء الأخضر من الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها الغربيين الآخرين.

 

مأزق البقاء العسكري في غزة، حيث توجد القوات العسكرية في مناطق سكنية، وهو ما فرض على جيش الاحتلال إعادة تموضع قواته خوفا من مهاجمتها من الفصائل أو السكان، زيادة على استبدال بعضها بأخرى، وهو ما يعني تكاليف وخيارات عسكرية لم تكن في الحسبان.

 

هدنة الأيام الأربعة.. آمال ومخاوف

 

يتحدث مختلف المراقبين للمشهد الدامي في غزة عن آمال كبيرة في تمديد الهدنة، ومن الداخل الإسرائيلي بشكل خاص تحدث أحد أعضاء حكومة نتنياهو عن إمكانية تمديدها إلى 10 أيام. أما قطر الوسيط في الهدنة، فلديها مساع وآمال بتحويلها إلى هدنة طويلة الأمد أو وقف مستمر لإطلاق النار.

 

ورغم ارتفاع التفاؤل بشأن التمديد، فإن مخاوف الانتكاسة عالية جدا، خاصة أن الرهان على الحرب ما زال الخيار الأهم، أو الخيار الوحيد لدى القادة العسكريين الإسرائيليين، ولدى نتنياهو من أجل إنقاذ نفسه وحكومته اليمينية التي كانت أول من أشعل وقود طوفان الأقصى عبر سلسلة من الاستفزازات المسجد الأقصى والضفة الغربية، وهو ما قد يدفعه إلى مزيد من التهور، كما أن ثقة حماس بإسرائيل معدومة، ويمكن أن تعود هي الأخرى إلى الحرب عند تقييم ما تراه عدوانا أو خروقات إسرائيليا للهدنة.

 

وبمختلف الاحتمالات المعززة لأحد هذين الخيارين، فإن مجرد بدء سريان إعلان الهدنة سيطفئ بعض نيران الحرب، وسيخفت الحديث عنها، كما أنه سيدفع الوسطاء بشكل عام إلى سعي حثيث لإطالة أمد الهدنة.

 

وبين مختلف تلك السياقات، تبقى الأيام الـ48 الصفحات الأكثر أسطورية في صمود ومقاومة الفلسطينيين لاحتلال يصب عليهم الموت من فوقهم ومن تحت أرجلهم، ويسقونه لهب "الطوفان" من مسافة الصفر.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: فی غزة کما أن وهو ما

إقرأ أيضاً:

ما الذي نعرفه عن مقتل أبو شباب؟

أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي اغتيال قائد المليشيا المسلحة شرقي رفح في قطاع غزة ياسر أبو شباب على يد مجهولين، مشيرة إلى أن التقديرات في إسرائيل تفيد بأن أبو شباب قتل جراء صراعات داخلية داخل عشيرته، وأنه تم القضاء عليه على يد أحد رجاله.

من هو؟

وأبو شباب فلسطيني ولد عام 1990 في رفح جنوبي قطاع غزة، ينتمي إلى قبيلة الترابين، كان معتقلا قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023  بتهم جنائية.

وذكرت مصار في قطاع غزة للجزيرة نت أن أبو شباب كان معتقلا لدى الأجهزة الأمنية في قطاع غزة منذ عام 2015، بتهمة تجارة وترويج وتعاطي المخدرات، وحكم عليه بالسجن 25 عاما.

برز اسمه بعد استهداف كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قوة من "المستعربين" شرق رفح، تبين أن معها مجموعة من العملاء المجندين لصالح الاحتلال ويتبعون مباشرة لما وصفته المقاومة بـ"عصابة ياسر أبو شباب".

علاقته بالعشيرة

سعى ياسر أبو شباب إلى استغلال انتمائه القبلي لتأمين غطاء اجتماعي لأنشطته، إلا أن محاولاته باءت بالفشل بعد أن أعلن وجهاء قبيلته براءتهم منه قطعا، مؤكدين أن القبيلة التي قدّمت العديد من أبنائها شهداء في صفوف المقاومة الفلسطينية لا يمكن أن تحتضن من يعتدي على حقوق الناس أو يتعاون مع الاحتلال.

في مساء الجمعة 30 مايو/أيار 2025، أعلنت عائلة "أبو شباب" في قطاع غزة براءتها الكاملة من نجلها ياسر أبو شباب، بعد تأكد تورطه في أنشطة أمنية خطرة تخدم الاحتلال الإسرائيلي.

وفي أعقاب الإعلان عن مقتله أصدرت عشيرته بيانا قالت فيه إن "مقتل أبو شباب على يد المقاومة مثّل بالنسبة لأبناء الترابين نهاية صفحة سوداء لا تعبّر عن تاريخ القبيلة ولا عن مواقفها الثابتة. وتعتبر القبيلة أن دم هذا الشخص -الذي خان عهد أهله وتورط في الارتباط بالاحتلال- قد طوى صفحة عار عملت القبيلة على غسلها بيدها وبموقفها الواضح".

المقربون منه

غسان الدهيني نائب ياسر أبو شباب وهو أحد أكثر المقربين منه، ويعتبر العقل المدير للمجموعة المسلحة. وكان الدهيني قد نشر -عبر صفحته على فيسبوك- صورة له وهو يطلق النار في المناطق التي يسيطر عليها جيش الاحتلال.

إعلان

وكشفت مصادر أمنية للجزيرة نت أن الدهيني كان مسؤولا في جيش الإسلام (وهو تنظيم فلسطيني متشدد فكريا ظهر في سنوات سابقة بقيادة ممتاز دغمش) وكان يُعتمد عليه بخطوط التهريب من سيناء والتواصل مع الجماعات المتشددة هناك، وتم فصله لاحقا في قضية أخلاقية.

وسبق للأجهزة الأمنية في غزة أن اعتقلت الدهيني مرتين على خلفية قضايا جنائية، أولها في مارس/آذار 2020، والثانية في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

وتفيد معلومات إضافية عن الدهيني أن شقيقه وليد شنق نفسه داخل السجن في قطاع غزة منتصف عام 2018 بعد اعتقاله في قضية مخدرات.

صنيعة إسرائيلية

صحيفة معاريف الإسرائيلية كشفت أن جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) يقف وراء تجنيد عصابة أبو شباب، حيث أوصى رئيس الجهاز رونين بار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة- بتنفيذ خطوة تجنيد العصابة، وتسليحها، ضمن خطة تجريبية.

وتشير الصحيفة إلى أن الفكرة الأساسية للشاباك كانت استخدام هذه العصابة كمشروع تجريبي لمعرفة ما إذا كان بإمكانها فرض نوع من الحكم البديل لحركة حماس في منطقة صغيرة ومحدودة داخل رفح.

وتعود بداية تجنيد جماعة أبو شباب إلى الأشهر الأخيرة من عام 2024، عندما وفرت مأوى لها في المناطق الواقعة تحت سيطرة جيش الاحتلال جنوب شرق مدينة رفح.

وكانت مصادر أمنية في غزة قد أكدت للجزيرة نت أن الاحتلال أشرف على تسليح أبو شباب، ويقود "عصابات إجرامية متخصصة في قطع الطريق أمام قوافل المساعدات الواردة من معبر كرم أبو سالم جنوبي قطاع غزة، وإطلاق النار على المواطنين".

في بداياتها، أطلقت هذه المجموعة على نفسها اسم "جهاز مكافحة الإرهاب"، قبل أن تظهر لاحقا في 10 مايو/أيار 2025 تحت اسم "القوات الشعبية".

وكشفت الإذاعة الإسرائيلية بعد الإعلان عن مقتله أن مسؤولين أمنيين كبارا في الجيش اعترضوا على فكرة تشكيل مليشيات متعاونة مع إسرائيل في غزة لأن مصيرها محتوم وهو القتل؛ وتجربة جنوب لبنان الفاشلة ماثلة أمام أعين الجميع.

تضارب بالمعلومات

تضاربت الأنباء حول الطريقة التي قُتل بها أبو شباب وظهر ذلك من خلال ما نقله الإعلام الإسرائيلي.

فقد ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن التقديرات في إسرائيل بأن ياسر أبو شباب تم القضاء عليه على يد أحد رجاله.

فيما قالت قناة كان أنه قتل مع أبو شباب مجموعة من عناصره أيضا في الكمين جنوبي قطاع غزة.

ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية أن أبو شباب توفي في مستشفى سوروكا متأثرا بجراحه وأن الحديث يدور عن نزاع داخلي داخل العشيرة، وليس عن عملية تصفية نفذتها حماس.

وعادت القناة مرة أخرى لتشير إلى أن أبو شباب أصيب أمس في اشتباكات الجيش الإسرائيلي مع مسلحي حماس برفح، واليوم توفي متأثرا بجراحه في مستشفى بإسرائيل.

القناة السابعة العبرية: المتحدث باسم المستشفى: "ياسر أبو شباب لم يُخلَ ولم يُتوفَّ في سوروكا".

كما نقلت القناة وهيئة البث الإسرائيلية نفي مستشفى سوروكا أن يكون أبو شباب نقل إليه بعكس الادعاءات الأمنية الإسرائيلية

فيما ذكرت قناة كان أنه تم نقل جثة ياسر أبو شباب من مستشفى سوروكا في إسرائيل إلى مستشفى داخل الضفة الغربية.

كيف استقبلت إسرائيل الخبر؟

حفلت وسائل الإعلام الإسرائيلية بالتعليق على وجود مليشيات مسلحة تدعمها إسرائيل في قطاع غزة.

إعلان

فقد اعتبرت القناة الـ12 أن مقتل أبو شباب هو نتيجة مباشرة للسياسة القصيرة المدى التي تمارسها إسرائيل، وفشَل صاحَب فكرة "البديل عن حماس" لكن في النهاية سقطوا، وبقيت حماس.

فيما قال المحلل العسكري آفي أشكنازي إن "الجيش لم يستطع حماية المليشيا، والدليل على ذلك هو مقتل قائد أكبر مليشيا بغزة، للأسف، نجحت دعاية حماس حول مصير المليشيا".

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر أن مقتل ياسر أبو شباب تطور سيئ لإسرائيل.

وقال تسيفي يحزكيلي محرر الشؤون العربية في القناة الـ13 الإسرائيلية إنه "رغم أن أبو شباب والمليشيات الأخرى المناهضة لحماس قد تبدو كأداة تكتيكية مفيدة لإسرائيل، إلا أن قاعدة "عدو عدوي هو صديقي" لا تنجح في الشرق الأوسط.

قد يقدمون دعما ظرفيا في المواجهة مع حماس، لكن من يعتقد أنهم قادرون على إدارة القطاع أو إقامة منظومة حكم مستقرة، تلقّى اليوم الإجابة القاطعة: "تصفية أبو شباب".

فيما ذكرت صحيفة هآرتس أنه في حال كان بيان مستشفى سوروكا صحيحا، وياسر أبو شباب لم يتم علاجه في إسرائيل، فإن ذلك يعني أن إسرائيل قد تركت أبو شباب خلف ظهرها يموت في غزة، حيث لا توجد أدنى مستويات الرعاية الطبية.

ردود فعل فلسطينية

كان أبرز موقف صدر ما نشرته قوة "رادع" التابعة لأمن المقاومة في قطاع غزة حيث نشرت صورة لأبو شباب وكتبت أسفلها " كما قلنا لك إسرائيل لن تحميك".

وفي القطاع احتفى الناس بخبر مقتل أبو شباب وقاموا بتوزيع الحلوى في الشوارع، وسمع صوت إطلاق نار ترافق مع احتفالات بمخيمات النزوح في القطاع.

هل انتهت جماعته؟

ذكر موقع مجلة إيبوك الإسرائيلي نقلا عن مسؤولون أمنيين إسرائيليين وجود تقديرات بتعيين بديل لياسر أبو شباب، وأن المليشيا المسلحة التابعة له ستواصل العمل بالتعاون مع إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • «ضُرب حتى الموت».. وسائل إعلام الاحتلال تكشف كيف قتل ياسر أبو شباب؟
  • ما الذي نعرفه عن مقتل أبو شباب؟
  • تصعيد جديد في غزة… ونتنياهو يلوح بخيارات صعبة للتعامل مع حماس وسط اتهامات متبادلة بخرق الهدنة
  • جيش الاحتلال يرد على خرق الهدنة بقصف مستهدف لقيادي من حماس في غزة
  • إصابة 4 جنود من جيش الاحتلال باشتباك في رفح.. ونتنياهو يتهم حماس بانتهاك الهدنة
  • إسرائيل ولبنان يستعدان لتوسيع نطاق محادثات الهدنة
  • ألف مؤثر وإنجيلي أميركي يصلون تل أبيب في أكبر حملة دعائية بتاريخ إسرائيل
  • إسرائيل: الجثث التي سلمتها حماس أمس لا تعود إلى الأسرى
  • القوات المسلحة: الهدنة التي أعلنها المتمرد الكاذب حميدتي ليست سوى مناورة سياسية وإعلامية مضللة
  • قطر: حريصون على ضمان استقرار اتفاق الهدنة بغزة