COP28 يخصص يوماً «للإغاثة والتعافي».. السلام والمناخ وجهان لمستقبل آمن
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
تسعى الإمارات من خلال استضافتها مؤتمر COP28 إلى صياغة توجه عالمي فاعل يسهم في الحد من تداعيات تغير المناخ على السلم والأمن الدوليين، وتؤكد ريادتها من خلال تركيز المؤتمر على الانتقال من مرحلة تقديم التعهدات إلى تحقيق الإنجازات. وأشارت خلال اجتماع القمة التاسعة لرؤساء البرلمانات لمجموعة العشرين الذي عقد في نيودلهي في أكتوبر الماضي إلى أنه انسجاماً مع أهداف مؤتمر COP28، لا بد من التأكيد على مبدأين يشكلان أساساً لضمان الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، لجميع شعوب العالم، ولضمان السلم والأمن الدوليين، أولهما التصدي للظواهر البيئية والمناخية، والاستثمار في تطوير مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة، لتحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة.
للمرة الأولى في تاريخ مؤتمرات الأطراف منذ انطلاقها، تخصص الإمارات - الدولة المستضيفة - خلال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28»، الذي يُعقد خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من العام الجاري في مدينة إكسبو دبي، يوماً «للإغاثة والتعافي والسلام»، بهدف تسليط الضوء على الترابط بين التغير المناخي والسلام والأمن، واقتراح حلول عملية لتفادي العبء الناجم عن تأثير تغير المناخ على الاستقرار.
ولمواجهة تداعيات التحديات المناخية على السلام والأمن الدوليين، دعت دولة الإمارات خلال المناقشة المفتوحة التي نظّمتها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول تغير المناخ والسلام والأمن على المستوى الوزاري، إلى تبني نهج تعاوني وسريع الاستجابة لمعالجة العلاقة المتبادلة بين تغير المناخ والسلام والأمن الدوليين، مشددة على أن تغير المناخ بوصفه عاملاً يضاعف المخاطر لم يعد سيناريو افتراضياً، بل أصبح تجربة حية يومية في مختلف بيئات النزاع في أنحاء العالم.
وتنسجم هذه الدعوة مع محور «الأثر» ضمن حملة «استدامة وطنية» التي أُطلقت بالتزامن مع قرب استضافة مؤتمر الأطراف COP28، حيث يستعرض هذا المحور التأثير الإيجابي لمبادرات الاستدامة في الإمارات على مختلف المجالات، فيما تهدف الحملة إلى نشر السلوكيات الإيجابية نحو البيئة وتعزيز الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية، وتشجيع المشاركة المجتمعية.
علاقة تبادلية
توجد علاقة تبادلية واضحة بين تزايد حدة تداعيات تغير المناخ عالمياً واضطراب الأمن والسلم الدوليين، حيث يتسبب تدهور الظروف المناخية في صراعات تهدد استقرار الشعوب، وكذلك تخلّف الحروب والنزاعات السياسية آثاراً كارثية على البيئة وتنشر الأمراض والأوبئة، وتُضعِف القدرة على الصمود أمام تداعيات تغير المناخ.
التصدي للمخاطر
أعلنت الإمارات ومالطا وموزمبيق وسويسرا، في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، خلال اجتماع عُقد مارس الماضي، عن 15 تعهداً لصياغة نهج متسق للاستجابة القائمة على الحقائق العلمية لتحديات المناخ والسلام والأمن. وتعمل التعهدات التي تغطي مجموعة من وظائف المجلس على تمكينه من التصدي للمخاطر والآثار السلبية الناجمة عن تغير المناخ، التي تعوقه عن أداء مهمته المتمثلة في صون السلم والأمن الدوليين.
نهج تعاوني
وخلال شهر يونيو الماضي دعت معالي مريم المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، خلال المناقشة المفتوحة التي نظّمتها دولة الإمارات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول التغير المناخي والسلام والأمن على المستوى الوزاري، إلى تبني نهج تعاوني وسريع الاستجابة لمعالجة العلاقة المتبادلة بين التغير المناخي والسلام والأمن الدوليين.
وعُقدت المناقشة كحدث رئيس لدولة الإمارات في أثناء رئاستها مجلس الأمن لشهر يونيو تحت بند «المخاطر التي تهدد السلم والأمن الدوليين». شهدت المناقشة تقديم إحاطات قيّمة من جانب كل من جان بيير لاكروا، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، وخوان مانويل سانتوس، الرئيس السابق لكولومبيا والحائز جائزة نوبل للسلام وعضو مجلس الحكماء، وسلمى قدري، المتخصصة في شؤون المناخ والسلام والأمن في الفريق الاستشاري للبحوث الزراعية الدولية.
وأكدت الإمارات في بيان أن تغير المناخ بوصفه عاملاً يضاعف المخاطر لم يعد سيناريو افتراضياً، بل أصبح تجربة حية يومية في مختلف بيئات النزاع حول العالم. واستعرضت آثار التغير المناخي على السلام والأمن في عدد من السياقات المدرجة على جدول أعمال المجلس، بما في ذلك الصومال والعراق وجنوب السودان.
ودعت الإمارات مجلس الأمن إلى «ابتكار سبل لفهم العلاقة التفاعلية بين التغير المناخي والسلام والأمن ومعالجتها بشكل أفضل، والتعامل مع الصراع من منظور يأخذ في الاعتبار تغير المناخ»، مشيرة إلى أنه «يتعين علينا تعزيز قدرات ومهام عمليات السلام عبر إدراج التغير المناخي في استراتيجيات تخفيف المخاطر والتكيف معها، وفي جهود منع النزاعات وحلها.
قرار حكيم
أشاد خوان مانويل سانتوس، الرئيس السابق لكولومبيا والحائز جائزة نوبل للسلام وعضو مجلس الحكماء، في إحاطته أمام المجلس بقرار الإمارات بصفتها رئيساً لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، بتخصيص يوم «للإغاثة والتعافي والسلام»، ووصفه بـ «القرار الحكيم لإدراج موضوع المناخ والسلام والأمن على جدول أعمال المؤتمر».
وقال وقتها: يستطيع المجلس أن يفعل الكثير لدمج التغير المناخي في عمليات الأمم المتحدة على الأرض بشكل أكبر، والبناء على العمل الذي يقوم به فريق الخبراء غير الرسمي من خلال نشر المزيد من المستشارين المتخصصين في مجالي التغير المناخي والأمن ضمن قوات حفظ السلام، واستخدام التنبؤ بالمناخ أداة من أدوات الوقاية التي تعتمد عليها الأمم المتحدة في التنبؤ بالمخاطر، وتخفيفها في السياقات الهشة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات المناخ التغير المناخي كوب 28 الاستدامة مؤتمر الأطراف مؤتمر المناخ المناخ والسلام والأمن السلم والأمن الدولیین مؤتمر الأطراف للأمم المتحدة السلام والأمن مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
ترامب في الإمارات: ترسيخ الشراكة التاريخية وتطلعات مشتركة لمستقبل مزدهر
زيارة توصف بالتاريخية، حلّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضيفًا على دولة الإمارات العربية المتحدة، في ختام جولته الخليجية التي شملت السعودية وقطر. وتأتي هذه الزيارة في مستهل ولايته الثانية، لتعكس الأهمية الخاصة التي توليها الإدارة الأمريكية للعلاقات مع الإمارات، والتي شهدت تطورًا متسارعًا وتحولًا استراتيجيًا خلال العقود الخمسة الماضية.
عودة إلى الشرق الأوسط: دلالات التوقيت والمكانوصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، زيارة ترامب إلى الإمارات بأنها "عودة تاريخية إلى الشرق الأوسط"، مؤكدة أن الرئيس يسعى لإعادة التأكيد على رؤيته لمنطقة مزدهرة تنعم بالأمن والتعاون الاقتصادي والثقافي. وأضافت: "بعد ثماني سنوات، يعود ترامب برسالة تؤكد الاحترام المتبادل والرؤية المشتركة للاستقرار والفرص في المنطقة".
قمة استراتيجية: محمد بن زايد وترامب
عقد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، قمة مع الرئيس الأمريكي تناولت سبل تعزيز الشراكة التاريخية بين البلدين، وتطوير التعاون في مجالات الدفاع، والطاقة، والتكنولوجيا، إلى جانب تبادل وجهات النظر حول تطورات الأوضاع الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والأزمة في قطاع غزة.
تؤكد الإمارات والولايات المتحدة أن علاقتهما تقوم على أسس راسخة من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وهو ما انعكس في تصنيف واشنطن للإمارات "شريكًا دفاعيًا رئيسيًا" عام 2022 – الأولى عربيًا والثانية عالميًا بعد الهند. وتعد هذه الشراكة تتويجًا لمسار بدأ منذ عام 1971، عقب تأسيس الدولة، وتُوج بتوقيع اتفاقيات مهمة مثل اتفاق التعاون النووي السلمي "123" عام 2009.
الزيارات المتبادلة: ديناميكية دبلوماسيةتشهد العلاقات بين البلدين حراكًا دبلوماسيًا نشطًا، حيث جاءت زيارة ترامب بعد زيارات إماراتية رفيعة إلى واشنطن، منها لقاء الشيخ طحنون بن زايد مع ترامب في مارس الماضي، وزيارة وزير الطاقة الأمريكي إلى أبوظبي في أبريل. كما التقى الشيخ محمد بن زايد وفدًا من الكونغرس الأمريكي، ما يعكس حرص الجانبين على إبقاء قنوات التواصل مفتوحة في ظل التغيرات الإقليمية والدولية.
قضايا إقليمية ودولية: فلسطين، غزة، والاستقرارتطرقت المباحثات بين ترامب ومحمد بن زايد إلى المستجدات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وجهود التهدئة في قطاع غزة. وأكد الشيخ محمد بن زايد على أهمية منع توسع الصراع، مشددًا على أن الحلول الدبلوماسية والحوار تبقى السبيل الأمثل لضمان السلم الإقليمي.
تصريحات ترامب: إشادة بالإمارات وقيادتهفي تصريحاته للصحافة، وصف ترامب دولة الإمارات بـ "الدولة المهمة جدًا"، مشيدًا بالشيخ محمد بن زايد واصفًا إياه بـ "القائد العظيم". وأشار إلى أن الإمارات تمثل نموذجًا ملهمًا في التنمية والتعايش والاستقرار، وأن الشراكة معها تمثل ركيزة أساسية في سياسة واشنطن في المنطقة.
أبعاد الزيارة: رمزية سياسية وواقع استراتيجي
تحمل زيارة ترامب العديد من الرسائل، أبرزها:
تعزيز الشراكة الاستراتيجية: تأكيد التزام الولايات المتحدة بالعلاقة طويلة الأمد مع الإمارات.
الاعتراف بالدور الإقليمي للإمارات: دعم جهودها في تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة.
التقدير الأمريكي لنهج الإمارات: باعتبارها نموذجًا في الحداثة والانفتاح والتوازن الدبلوماسي.
الاستعداد الأمريكي لتوسيع التعاون الثنائي: لا سيما في الطاقة والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
شراكة مستمرة نحو المستقبلتشكل زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى الإمارات علامة فارقة في مسار العلاقة بين البلدين، ودفعة جديدة لتعزيز التعاون في ملفات حيوية تهم الطرفين. وفي ظل ما تشهده المنطقة من تحولات، تبدو الإمارات والولايات المتحدة على استعداد لاستثمار إرث الشراكة الطويلة في بناء مستقبل أكثر أمنًا وازدهارًا، قائم على التعاون والتفاهم المشترك.