أبوظبي (الاتحاد)
تسعى الإمارات من خلال استضافتها مؤتمر COP28 إلى صياغة توجه عالمي فاعل يسهم في الحد من تداعيات تغير المناخ على السلم والأمن الدوليين، وتؤكد ريادتها من خلال تركيز المؤتمر على الانتقال من مرحلة تقديم التعهدات إلى تحقيق الإنجازات. وأشارت خلال اجتماع القمة التاسعة لرؤساء البرلمانات لمجموعة العشرين الذي عقد في نيودلهي في أكتوبر الماضي إلى أنه انسجاماً مع أهداف مؤتمر COP28، لا بد من التأكيد على مبدأين يشكلان أساساً لضمان الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، لجميع شعوب العالم، ولضمان السلم والأمن الدوليين، أولهما التصدي للظواهر البيئية والمناخية، والاستثمار في تطوير مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة، لتحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة.


للمرة الأولى في تاريخ مؤتمرات الأطراف منذ انطلاقها، تخصص الإمارات - الدولة المستضيفة - خلال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28»، الذي يُعقد خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من العام الجاري في مدينة إكسبو دبي، يوماً «للإغاثة والتعافي والسلام»، بهدف تسليط الضوء على الترابط بين التغير المناخي والسلام والأمن، واقتراح حلول عملية لتفادي العبء الناجم عن تأثير تغير المناخ على الاستقرار.
ولمواجهة تداعيات التحديات المناخية على السلام والأمن الدوليين، دعت دولة الإمارات خلال المناقشة المفتوحة التي نظّمتها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول تغير المناخ والسلام والأمن على المستوى الوزاري، إلى تبني نهج تعاوني وسريع الاستجابة لمعالجة العلاقة المتبادلة بين تغير المناخ والسلام والأمن الدوليين، مشددة على أن تغير المناخ بوصفه عاملاً يضاعف المخاطر لم يعد سيناريو افتراضياً، بل أصبح تجربة حية يومية في مختلف بيئات النزاع في أنحاء العالم.
وتنسجم هذه الدعوة مع محور «الأثر» ضمن حملة «استدامة وطنية» التي أُطلقت بالتزامن مع قرب استضافة مؤتمر الأطراف COP28، حيث يستعرض هذا المحور التأثير الإيجابي لمبادرات الاستدامة في الإمارات على مختلف المجالات، فيما تهدف الحملة إلى نشر السلوكيات الإيجابية نحو البيئة وتعزيز الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية، وتشجيع المشاركة المجتمعية. 

علاقة تبادلية
توجد علاقة تبادلية واضحة بين تزايد حدة تداعيات تغير المناخ عالمياً واضطراب الأمن والسلم الدوليين، حيث يتسبب تدهور الظروف المناخية في صراعات تهدد استقرار الشعوب، وكذلك تخلّف الحروب والنزاعات السياسية آثاراً كارثية على البيئة وتنشر الأمراض والأوبئة، وتُضعِف القدرة على الصمود أمام تداعيات تغير المناخ.
التصدي للمخاطر
 أعلنت الإمارات ومالطا وموزمبيق وسويسرا، في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، خلال اجتماع عُقد مارس الماضي، عن 15 تعهداً لصياغة نهج متسق للاستجابة القائمة على الحقائق العلمية لتحديات المناخ والسلام والأمن. وتعمل التعهدات التي تغطي مجموعة من وظائف المجلس على تمكينه من التصدي للمخاطر والآثار السلبية الناجمة عن تغير المناخ، التي تعوقه عن أداء مهمته المتمثلة في صون السلم والأمن الدوليين.
نهج تعاوني
وخلال شهر يونيو الماضي دعت معالي مريم المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، خلال المناقشة المفتوحة التي نظّمتها دولة الإمارات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول التغير المناخي والسلام والأمن على المستوى الوزاري، إلى تبني نهج تعاوني وسريع الاستجابة لمعالجة العلاقة المتبادلة بين التغير المناخي والسلام والأمن الدوليين.
وعُقدت المناقشة كحدث رئيس لدولة الإمارات في أثناء رئاستها مجلس الأمن لشهر يونيو تحت بند «المخاطر التي تهدد السلم والأمن الدوليين». شهدت المناقشة تقديم إحاطات قيّمة من جانب كل من جان بيير لاكروا، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، وخوان مانويل سانتوس، الرئيس السابق لكولومبيا والحائز  جائزة نوبل للسلام وعضو مجلس الحكماء، وسلمى قدري، المتخصصة في شؤون المناخ والسلام والأمن في الفريق الاستشاري للبحوث الزراعية الدولية.
وأكدت الإمارات في بيان أن تغير المناخ بوصفه عاملاً يضاعف المخاطر لم يعد سيناريو افتراضياً، بل أصبح تجربة حية يومية في مختلف بيئات النزاع حول العالم. واستعرضت آثار التغير المناخي على السلام والأمن في عدد من السياقات المدرجة على جدول أعمال المجلس، بما في ذلك الصومال والعراق وجنوب السودان.
ودعت الإمارات مجلس الأمن إلى «ابتكار سبل لفهم العلاقة التفاعلية بين التغير المناخي والسلام والأمن ومعالجتها بشكل أفضل، والتعامل مع الصراع من منظور يأخذ في الاعتبار تغير المناخ»، مشيرة إلى أنه «يتعين علينا تعزيز قدرات ومهام عمليات السلام عبر إدراج التغير المناخي في استراتيجيات تخفيف المخاطر والتكيف معها، وفي جهود منع النزاعات وحلها.

أخبار ذات صلة الإمارات.. الاستثمار في التنمية حصاده السلام لدعم الأشقاء الفلسطينيين.. 69 طائرة مساعدات إماراتية إلى غزة مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

قرار حكيم
أشاد خوان مانويل سانتوس، الرئيس السابق لكولومبيا والحائز جائزة نوبل للسلام وعضو مجلس الحكماء، في إحاطته أمام المجلس بقرار الإمارات بصفتها رئيساً لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، بتخصيص يوم «للإغاثة والتعافي والسلام»، ووصفه بـ  «القرار الحكيم لإدراج موضوع المناخ والسلام والأمن على جدول أعمال المؤتمر».
وقال وقتها: يستطيع المجلس أن يفعل الكثير لدمج التغير المناخي في عمليات الأمم المتحدة على الأرض بشكل أكبر، والبناء على العمل الذي يقوم به فريق الخبراء غير الرسمي من خلال نشر المزيد من المستشارين المتخصصين في مجالي التغير المناخي والأمن ضمن قوات حفظ السلام، واستخدام التنبؤ بالمناخ أداة من أدوات الوقاية التي تعتمد عليها الأمم المتحدة في التنبؤ بالمخاطر، وتخفيفها في السياقات الهشة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات المناخ التغير المناخي كوب 28 الاستدامة مؤتمر الأطراف مؤتمر المناخ المناخ والسلام والأمن السلم والأمن الدولیین مؤتمر الأطراف للأمم المتحدة السلام والأمن مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

رئيس «كوب 28» يرحب ببيان قادة مجموعة السبع في «بوليا» الإيطالية

رحب الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مؤتمر «COP28»، ببيان قادة مجموعة السبع الصادر عن قمتهم المنعقدة في مدينة بوليا الإيطالية، الذي أكد دعمهم الالتزامات والتعهدات الواردة في بنود «اتفاق الإمارات» التاريخي، بهدف الحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 مئوية، بالتزامن مع تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة للجميع، إلى جانب دعمهم مخرجات «COP28» التي جاءت استجابةً لنتائج الحصيلة العالمية لتقييم التقدم في تنفيذ أهداف اتفاق باريس، ويؤكد أهمية تعزيز وتسريع الإجراءات المناخية المطلوبة عبر موضوعات «التخفيف» و«التكيف» و«وسائل التنفيذ».

وأشاد في هذه المناسبة، بالدعوات التي وجهها المجتمعون لتفعيل الالتزام الوارد في «اتفاق الإمارات» برفع سقف الطموح في الجولة القادمة من الإسهامات المحددة وطنياً، وانطلاقاً من ضرورة توفير التمويل اللازم لتحقيق هذا الالتزام، تتضح أهمية وضع هدف جماعي جديد للتمويل المناخي خلال «COP29».

ووصف تأييد دول المجموعة لمخرجات «COP28»، بأنه مؤشر واضح على سرعة الالتزام العالمي بتنفيذ هذه النتائج والمخرجات.

وقال: «نتطلع إلى استمرار هذا التأييد من جانب مجموعة السبع، من أجل بناء الزخم اللازم وتحفيز الأطراف لتلبية الحاجة الملحة». (وام)

مقالات مشابهة

  • 93 دولة تدعم المحكمة الجنائية الدولية في مواجهة إسرائيل
  • رئيس «كوب 28» يرحب ببيان قادة مجموعة السبع في «بوليا» الإيطالية
  • «الاتحاد النسائي العام» يطلق الدفعة الرابعة من «مبادرة الشيخة فاطمة لتمكين المرأة في السلام والأمن»
  • تحت رعاية الشيخة فاطمة بنت مبارك.. الاتحاد النسائي العام يطلق الدفعة الرابعة من «مبادرة الشيخة فاطمة بنت مبارك لتمكين المرأة في السلام والأمن»
  • «بيئة أبوظبي» تنضم إلى تحالف الإمارات
  • رئيس مركز التغير المناخي محذرا: مصر ستسجل أعلى درجة حرارة في العالم خلال الصيف
  • وزير الدولة للشؤون الخارجية: المملكة من أكبر المستثمرين في الطاقة النظيفة ولديها مشاريع ضخمة تستهدف الحد من آثار التغير المناخي
  • دعوة لرفع سقف الطموح المناخي لدعم تنفيذ بنود «اتفاق الإمارات»
  • دعوة إلى رفع سقف الطموح المناخي
  • تغير المناخ في قفص الاتهام.. أسباب تدهور صحة القلب والأوعية الدموية