قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها تسعى لتمديد الهدنة في قطاع غزة قبل يوم من نهايتها، وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستئناف العدوان على غزة "بكل قوة"، فيما حذر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني من أن الفشل في تأمين وقف إطلاق نار ممتد يهدد بزعزعة استقرار المنطقة.

والجمعة، بدأت هدنة إنسانية مؤقتة لـ4 أيام قابلة للتمديد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وجاء ذلك بعد نجاح جهود الوساطة القطرية بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة.

وقبل يوم من نهايتها، أكدت حركة حماس في بيان أنها تسعى لتمديد الهدنة "من خلال البحث الجاد عن زيادة عدد المحتجزين الإسرائيليين المفرج عنهم كما ورد في اتفاق الهدنة الإنسانية".

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر مقرب من الحركة تأكيده موافقة الحركة على تمديد الهدنة "بين يومين وأربعة أيام"، وقال المصدر إن "حركة حماس أبلغت الوسطاء موافقة فصائل المقاومة على تمديد الهدنة الحالية"، وأضاف "نتوقع أنه بإمكان المقاومة تأمين إطلاق سراح ما بين 20 إلى 40 من الأسرى الإسرائيليين".

وأكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية إن الحركة كانت معنية منذ اليوم الأول بإعادة المحتجزين من النساء والأطفال لذويهم، وقال للجزيرة "نسعى بكل اجتهاد لتأمين الإفراج عن المزيد من المحتجزين المدنيين. إن تمكنا من تأمين عدد إضافي من المحتجزين وتحديد أماكنهم سنبلغ الأطراف لتمديد الهدنة، ونحن جادون في الوصول إلى صفقة شاملة لتبادل الأسرى".

نتنياهو يهدد

في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله إنه تحدث مع الرئيس الأميركي جو بايدن وأبلغه باستئناف إسرائيل عملياتها بكل قوة في غزة مع انتهاء الهدنة، غير أنه أبدى ترحيبه باحتمال إطلاق سراح 10 رهائن مقابل كل يوم هدنة إضافي.

وجاء حديث نتنياهو قبيل اجتماع لمجلس الحرب الإسرائيلي ليقرر ما إذا كان سيتم تمديد الهدنة واتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين مع حركة حماس.

من جانبه، قال جون فاينر نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، إن واشنطن تعتقد أن تمديد الهدنة وصفقة تبادل الأسرى ممكن، وأضاف -في تصريحات تلفزيونية- أن تمديد الصفقة سيتم إذا كانت حركة حماس مستعدة لمواصلة إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.

أميركا وفرنسا

وفي وقت سابق اليوم، أعرب بايدن عن أمله في أن تستمر الهدنة إلى "ما بعد غد" الاثنين، وقال -في خطاب بماساشوستس- إنه يأمل أن يؤدي اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس إلى مواصلة تبادل المحتجزين، وإطلاق سراح مزيد من الأميركيين.

وأضاف بايدن "عملية التبادل ناجحة وسأستمر بالعمل مع أمير قطر والرئيس المصري لضمان إخراج كافة المحتجزين، وهدفنا هو استمرار الهدنة من أجل دخول المساعدات وإطلاق سراح المحتجزين".

وقالت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي إن توقف القتال في غزة بالغ الأهمية لإخراج المحتجزين الإسرائيليين وإدخال المساعدات الإنسانية"، وأضافت أن واشنطن ستبقى منخرطة لضمان التنفيذ الكامل لاتفاق الهدنة وستعمل على تمديده.

وفي باريس، أعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أن بلادها تأمل باستمرار الهدنة في قطاع غزة حتى الإفراج عن "جميع الرهائن"، وقالت في تصريحات تلفزيونية "نطالب بالإفراج عن جميع رهائننا وعن جميع الرهائن"، مضيفة أن "تمديد الهدنة لهذا الغرض سيكون أمرا جيدا، مفيدا وضروريا"، ومؤكدة أن لديها "أملا كبيرا" بالإفراج عن رهائن فرنسيين.

من جانب آخر، قالت الرئاسة التركية -في بيان- إن الرئيس رجب طيب أردوغان شدد في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي على مواصلة العمل معا لجعل وقف إطلاق النار المؤقت في غزة دائما ولتحقيق السلام الدائم.

من حهة أخرى، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن أهمية التغلب على أي معوقات في تنفيذ اتفاق الهدنة الإنسانية المؤقتة في غزة.

وأوضح بيان للخارجية المصرية، أن شكري وبلينكن شددا على "ضرورة البناء على هذه الهدنة للوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار، وإنفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية بشكل كاف ومستدام لجميع مناطق القطاع".

تحذير قطري

وحذر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني من أن فشل تأمين وقف إطلاق نار ممتد يهدد بزعزعة استقرار المنطقة، وقال في حديث لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية "الفلسطينيون بحاجة إلى أفق سياسي لإقامة دولة خاصة بهم. نحن بحاجة إلى حل يضمن السلامة للفلسطينيين والإسرائيليين. هدف إسرائيل المتمثل باستئصال حماس من غزة ليس واقعيا، وتدمير حماس من خلال استمرار الحرب سيؤدي لتأجيج خطاب التطرف".

ويتضمن اتفاق الهدنة الحالي إطلاق 50 أسيرا إسرائيليا من غزة، مقابل الإفراج عن 150 فلسطينيا من السجون الإسرائيلية، وإدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق القطاع.

وقال رئيس الوزراء القطري إن بلاده تسلمت من إسرائيل قائمة بـ 90 امرأة وطفلا احتجزوا خلال عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ولمدة 48 يوما حتى 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، شن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت 14 ألفا و854 قتيلا فلسطينيا، بينهم 6 آلاف و150 طفلا وما يزيد على 4 آلاف امرأة، بالإضافة إلى أكثر من 36 ألف جريح، بينهم ما يزيد عن 75 بالمئة أطفال ونساء، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: لتمدید الهدنة اتفاق الهدنة تمدید الهدنة رئیس الوزراء إطلاق سراح حرکة حماس فی غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل توافق على تمديد محتمل لخدمة الاحتياط وسط تفاقم أزمة نقص القوات

أفادت وسائل إعلام عبرية بأن حكومة الاحتلال الإسرائيلية وافقت على تمديد محتمل لأوامر استدعاء نحو 280 ألف جندي من قوات الاحتياط، في خطوة تعكس الضغوط المتزايدة التي يواجهها جيش الاحتلال الإسرائيلي مع اتساع نطاق مهامه العسكرية على عدة جبهات.

مندوب فلسطين بالجامعة العربية: إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية بحق الفلسطينيينبينهم قائد كتيبة.. إسرائيل تعلن استهداف عدد من مقاتلي رفح المحاصرينإسرائيل تبلغ واشنطن: لن نتقدم في اتفاق غزة قبل استعادة الجثمانين.. والدوحة تعترضدبلوماسي: رفض إسرائيل للسلطة الفلسطينية يجمد المرحلة الثانية من خطة إدارة غزة

وكشفت صحيفة “هآرتس” العبرية في تقرير لها أن الجيش الإسرائيلي يعاني أزمة غير مسبوقة في نقص القوى البشرية والميزانيات، في الوقت الذي يستعد فيه لجولات جديدة من عمليات الاستنزاف. وأشارت الصحيفة إلى أن النقص الحاد في القوات القتالية بات يمثل التحدي الأكبر أمام المؤسسة العسكرية.

600 ضابط يطلبون التقاعد المبكر

ووفقًا للتقرير ذاته، فقد تقدم نحو 600 ضابط محترف بطلبات للتقاعد المبكر، في مؤشر على موجة أوسع من الاستقالات داخل وحدات الجيش ومديرياته المختلفة، مدفوعة – بحسب الصحيفة – بالضغوط والتجارب القاسية التي رافقت الحرب الأخيرة.

كما لفتت الصحيفة إلى أن مديرية شؤون الموظفين أبلغت عن وجود عجز يقدر بنحو 12 ألف جندي مقاتل، محذرة من تفاقم الأزمة في ظل استمرار العمل بتشريع يوفر إعفاءً لليهود المتشددين “الحريديم” من الخدمة العسكرية.

وفي ظل هذا الواقع، تم إخطار عدد من جنود الاحتياط بأنهم قد يُستدعون للخدمة مدة تصل إلى 70 يومًا خلال العام المقبل، في محاولة لسد الفجوات المتزايدة في صفوف الجيش.

طباعة شارك وسائل إعلام إسرائيلية حكومة الاحتلال الإسرائيلية أوامر استدعاء نحو 280 ألف جندي قوات الاحتياط جيش الاحتلال الإسرائيلي الحريديم

مقالات مشابهة

  • "يونيسيف": "إسرائيل" قضت على 7 عقود من التنمية في غزة
  • "يونيسيف": "إسرائيل" قضت عل 7 عقود من التنمية في غزة
  • إسرائيل ترفع ميزانيتها العسكرية.. ونتنياهو يهدد المنطقة بالانفجار
  • إسرائيل توافق على تمديد محتمل لخدمة الاحتياط وسط تفاقم أزمة نقص القوات
  • رئيس الكونغو يتوعد بحرب على العصابات المحلية
  • إسرائيل تبلغ واشنطن: لن نتقدم في اتفاق غزة قبل استعادة الجثمانين.. والدوحة تعترض
  • كشفت العقبات - صحيفة: "حماس" تشعر بعجز الوسطاء عن الضغط على إسرائيل
  • الصحة بغزة : أكثر من 70 ألف شهيد منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس
  • نعيم قاسم يتوعد إسرائيل بالرد على اغتيال الطبطبائي
  • نعيم قاسم يتوعد إسرائيل بالرد على اغتيال الطباطبائي