د. بسام روبين لا شك أن قرار البيت الأبيض إرسال ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا هو قرار تصعيدي خاطئ قد ينقل الحرب الأوكرانية إلى مرحلة شديدة الخطورة فهذه القنابل محرمة دوليا وتقتل الإنسانية، وقد عانى الشعب العراقي منها عندما ألقتها القوات الأمريكية عليه واستمر أيضا عناء المدنيين اللبنانيين طويلا بعد أن إستخدمتها إسرائيل في حربها على لبنان.

فالقنبلة العنقودية الواحدة عبارة عن حاوية تحوي ما قد يصل إلى ألف قنبلة صغيرة ما أن تنفجر هذه الحاوية حتى تنطلق القنابل الصغيرة باتجاهات مختلفة لا تميز بين البشر والحجر، وتنتشر على مساحات واسعة أشبه بعمليات القصف العشوائي، حيث تشكل حقول ألغام بدون مخططات تعيق إستخدام هذه المناطق أو الإستفادة منها لاحقا ما لم يتم تطهيرها من هذه المتفجرات لأن نسبة عدم الإنفجار في هذه القنابل كبيرة وتزداد مع تقادمها ويمكن إطلاقها من الطائرات أو المدافع أو راجمات الصواريخ. وما يهمنا هنا أن القرار الأمريكي جاء يائسا ودليلا واضحا على فشل تام للهجوم الأوكراني المضاد ،وتخشى أمريكا من هجوم روسي مباغت يصل إلى كييف ويفرض سلاما كما تراه روسيا، وبذلك تنكسر شوكة أمريكا والغرب فهذا النوع من القنابل لا يخدم القوات الأوكرانية المهاجمة فتأثيره فاعلا فقط في حالة الإعتراض على القوات المهاجمة فقد يؤدي إلى خسائر بين صفوف المهاجمين ويعيق تقدم القطاعات لهذا السبب لن يكون لهذه القنابل أي أثر يذكر في الهجوم الأوكراني المضاد والخطورة تكمن بأنه قد يدفع بالقوات الروسية إستخدام سلاحها النووي التكتيكي للرد على هذه القنابل في حال تقدمها وتعرضها لخسائر كبيرة، وقد تجد روسيا ذريعة باستخدام سلاحها التكتيكي أمام العالم بسبب إرسال أمريكا لهذا النوع من القنابل. وربما يكون هذا القرار الأمريكي هو القرار الأخير قبل إستسلام وإنهيار القوات الأوكرانية أمام النووي الروسي إذا لم تتراجع أمريكا عن إرسال هذا النوع من القنابل بشكل منفرد عن دول الناتو التي أعلنت رفضها إرسال هذا النوع من الذخائر لأن بعض دول الناتو موقعة على الإتفاق الدولي الذي يجرم هذا النوع من القنابل ،فمتى تتوقف أمريكا وإسرائيل ومعهم الغرب عن إرتكاب جرائم ضد الإنسانية خارج نطاق القيم التي تتدعي امريكا والغرب أنهم يتبنوها وينادون بها، وقد لاحظنا في الأمس القريب كيف تعاملت فرنسا مع المحتجين ونكلت بهم بدرجة لم تحدث من قبل في أي دولة أخرى ،ومع ذلك تعترض على قرارات الأمم المتحدة المنددة بالعنف الفرنسي، وفي السويد أيضا تمنع الحكومة حرق علم المثليين لأن ذلك يجرح شعور الناس بينما تسمح بحرق نسخة من القرآن الكريم ولا تهتم لمشاعر ملياري مسلم ،وهذا يجسد حقيقة الغرب فلم يعد هنالك مجالا لإخفاء ظلم واستبداد بعض الدول الغربية. حفظ الله هذا العالم من الشر ودعاته. عميد اردني متقاعد

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: هذه القنابل

إقرأ أيضاً:

إصابة مهاجرين أفارقة بنيران سعودية وانفجار مخلّفات عنقودية من العدوان

يمانيون../
تتواصل الاعتداءات السعودية على المناطق الحدودية بمحافظة صعدة، مخلفة مزيدًا من الضحايا في أوساط المدنيين والمهاجرين، في مشهد يكشف فشل الرياض في الالتزام بأي مسار سلام حقيقي، واستمرارها في سياسة العدوان الممنهج على الشعب اليمني.

ففي حادثتين منفصلتين اليوم السبت، أصيب ثلاثة مهاجرين أفارقة، اثنان منهم جراء انفجار جسم من مخلفات العدوان، والثالث بنيران مباشرة لقوات العدو السعودي، في إطار التصعيد المتواصل على المناطق الحدودية.

وأفاد مصدر أمني في صعدة، بأن مهاجرًا أفريقيًا أُصيب بنيران حرس الحدود السعودي في منطقة آل ثابت بمديرية قطابر الحدودية، وهي منطقة تشهد استهدافًا يوميًا للأحياء السكنية ومناطق تجمع المهاجرين والنازحين، وسط صمت دولي مطبق.

وفي حادثة أخرى، انفجر جسم من مخلفات العدوان السعودي الأمريكي في منطقة يسنم بمديرية باقم، ما أدى إلى إصابة اثنين من المهاجرين الأفارقة، في واقعة تكرّر المأساة الإنسانية الناتجة عن القنابل العنقودية والألغام التي خلفها العدوان في المحافظات اليمنية.

وتعاني محافظة صعدة من أكبر كثافة مساحية لمخلفات القنابل العنقودية التي ألقاها طيران العدوان الأمريكي السعودي على مدار سنوات العدوان، والتي حولت مساحات زراعية ومناطق سكنية إلى حقول موت، تهدد حياة المواطنين، خصوصًا الأطفال والمزارعين والرعاة والمهاجرين.

وتأتي هذه الاعتداءات في وقت تتصاعد فيه التساؤلات حول جدية الرياض في تنفيذ التزاماتها بموجب التفاهمات الإنسانية والسياسية، وسط استمرار استهداف المدنيين، وتعطيل ملف نزع الألغام، ورفض فتح ممرات آمنة للمزارعين والرعاة في المناطق الحدودية.

وتطالب منظمات حقوقية دولية بسرعة التحرك للضغط على النظام السعودي لوقف استهداف المدنيين، ودعم جهود تطهير الأراضي اليمنية من القنابل والأجسام غير المنفجرة، وفتح تحقيق دولي مستقل في جرائم استخدام الأسلحة المحرّمة دولياً ضد اليمنيين.

مقالات مشابهة

  • عادل الباز يكتب: الإمارات دفعت… فقررت أمريكا!
  • مقتل 12 شخص في هجمات روسية في أوكرانيا
  • إصابة مهاجرين أفارقة بنيران سعودية وانفجار مخلّفات عنقودية من العدوان
  • القوات الروسية تسيطر على 3 بلدات في شرق أوكرانيا
  • روسيا تعلن عن تدمير 94 مسيرة أوكرانية .. والصين تحذر أمريكا
  • استهدفت كييف.. أوكرانيا تُسقط 6 صواريخ و245 مسيّرة روسية
  • بعد إعلان أمريكا رفعها.. ما هي تفاصيل العقوبات المفروضة على سوريا؟
  • القوات الروسية تعلن السيطرة على بلدة في أوكرانيا
  • بيسكوف: لم تصدر أي قرارات حول مكان انعقاد المفاوضات مع أوكرانيا
  • لماذا تشكك طهران في نوايا أمريكا بشأن المفاوضات النووية؟.. مصدران إيرانيان يجيبان لـCNN