الانقلاب الشتوي وظهور قمر «عيد الميلاد».. 14 ظاهرة فلكية حتى نهاية 2023
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
كشف الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية عن أبرز 14 ظاهرة فلكية تحدث في ديسمبر الحالي ومنها حدوث الانقلاب الشتوي، وظهور قمر عيد الميلاد، وملكة الزخات الشهابية بالإضافة إلى اقترانات للكواكب والنجوم.
وقال تادرس، إن أولى تلك الظواهر الفلكية ستحدث غدا، السبت، حيث يشاهد القمر مع الحشد النجمي "خلية النحل" في برج السرطان في هذا اليوم بحلول الساعة العاشرة مساء تقريبا.
وأضاف أنه لصعوبة رؤية الحشد النجمي "خلية النحل" بالعين المجردة ننصح باستخدام تلسكوب صغير، حيث نراه بجوار القمر في السماء طوال الليل إلى أن يختفيا في ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
وأوضح أن الحشد النجمي "خلية النحل"، يقع على مسافة 580 سنة ضوئية تقريبا من الأرض ويبلغ عمره حوالي 600 مليون سنة، وهو يظهر كسحابة مجسمة كما رآه العالم الفلكي "جاليليو" لأول مرة باستخدام التلسكوب عام 1609 وتمكن من رؤية 40 نجما فقط.
وأشار إلى أنه في 4 ديسمبر سيصل كوكب عطارد إلى أقصى استطالة شرقية له من الشمس في هذا اليوم تبلغ 21 درجة تقريبا، مؤكدا أن هذا الوقت هو أفضل وقت لمشاهدة عطارد وتصويره لأنه سيكون في أعلى نقطة له في السماء الغربية بعد غروب الشمس مباشرة إلى أن يغرب سريعا في حوالي الـساعة 6:10 مساء.
ولفت إلى أنه على مدى يومي 9-8 ديسمبر، يشرق القمر مقترنا مع النجم سبيكا " السماك الأعزل أو السنبلة" (ألمع نجم في برج العذراء)، ويمكن رؤية هذا المشهد بالعين المجردة السليمة بغضون الساعة 2:50 صباحا تقريبا إلى أن يختفي المشهد من شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
وأوضح أن نجم سبيكا هو نجم من النجوم المتغيرة يبلغ حجمه 8 مرات تقريبا مثل حجم الشمس، وتقدر كتلته بـ 11 مرة تقريبا مثل كتلة الشمس، ولمعانه 13.5 مرة مثل لمعان الشمس، ويبعد عن الأرض بحوالي 260 سنة ضوئية.
وقال أستاذ الفلك إنه في 9 ديسمبر يشرق كوكب الزهرة "ألمع كواكب المجموعة الشمسية" في ذلك اليوم في الـساعة 3:30 صباحا مقترنا مع القمر، حيث نراهما متجاورين في السماء، ويظلان مرئيان إلى أن يختفيا من شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
وأضاف أنه في 13 ديسمبر لن يكون القمر مرئيا في السماء طوال الليل في ذلك اليوم إيذانا ببدء ميلاد القمر الجديد، حيث يشرق القمر مع الشمس ويغرب معها تماما فيكون وجهه المضيئ مواجها للشمس ووجهه المظلم مواجها للأرض.
واكد أن هذه الليلة تعتبر هي أفضل الليالي الليلاء خلال الشهر عموما والتي يفضلها الفلكيون كثيرا لرصد الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات والحشود النجمية ونجوم الكوكبات البعيدة.
ونوه إلى حدوث زخة شهب الجوزاء أو التوأميات يومي 14-13 ديسمبر، وهي ملكة الزخات الشهابية، ويفضلها الكثيرون، حيث تُعتبر أفضل الزخات الشهابية على مدار السنة إذ يصل عدد الشهب فيها إلى حوالي 120 شهابا في الساعة، بالإضافة إلى تعدد ألوانها، موضحا أن زخة التوأميات تنتج من الحطام الغباري الذي يخلفه كويكب فايثون 3200 الذي تم اكتشافه عام 1982.
وأضاف أن شهب التوأميات تهطل سنويا من 7 إلى 17 ديسمبر وتبلغ ذروتها هذا العام في ليلة 13 وفجر 14 ديسمبر، وتكون أفضل مشاهدة من مكان مظلم تماما بعيدا عن أضواء المدينة حيث تسقط الشهب كما لو كانت آتية من كوكبة الجوزاء (التوأم) وهو سبب تسميتها، ولكن يمكن أن تظهر في أي مكان آخر في السماء.
وأشار إلى أن غياب القمر في تلك الليلة سيجعل الرؤية مثالية للكثير من الشهب، لافتا إلى أن الزخات الشهابية عموما ترى بالعين المجردة ولا تحتاج مناظير أو تلسكوبات فلكية بشرط البعد عن إضاءة المدينة وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء، مؤكدا أنه لا يوجد أي مخاطر لزخات الشهب على الإنسان إذ إنها تدخل الغلاف الجوي وتحترق فيه على إرتفاع أكثر من 70 كيلو متر من سطح الأرض.
وأوضح انه في 17 ديسمبر يرى القمر مقترنا مع كوكب زحل (لؤلؤة المجموعة الشمسية)، حيث سيكونان متجاورين في السماء بعد غروب الشمس مباشرة وعند دخول الليل في ذلك اليوم، وسيظلان مرئيين حتى يبدأ المشهد في الغروب بحلول الـساعة 9:30 مساء تقريبا.
وأعلن حدوث الانقلاب الشتوي يوم 22 ديسمبر، حيث يميل القطب الجنوبي للأرض نحو الشمس فتكون أشعتها عمودية تماما على مدار الجدي عند خط عرض 23.44 درجة جنوبا.
وقال استاذ الفلك إن هذا اليوم هو ذروة فصل الشتاء فلكيا في النصف الشمالي للكرة الأرضية وفي نفس الوقت هو ذروة فصل الصيف فلكيا في النصف الجنوبي للكرة الأرضية.
وأضاف "عندما نقول ذروة فصل الشتاء فهذا لا يعني أنه سيكون أبرد يوم في السنة، لأن برودة الجو وسخونته تتعلق بأمور الطقس داخل الغلاف الجوي وله عوامل كثيرة تدخل في نطاق عمل الهيئة العامة للأرصاد الجوية، أما فلكيا فالأمر يتعلق فقط بحركة الأرض في المدار".
وأوضح أن ذروة الشتاء يمثل أقصى ميل لمحور دوران الأرض في مدارها حول الشمس، علما بأن الأرض تكون أقرب إلى الشمس نسبيا في الشتاء عنها في الصيف، وبناء عليه يكون ذروة فصل الشتاء فلكيا هو أقصر نهار في السنة إذ يصل طول النهار حوالي 10 ساعات تقريبا، في حين يصل طول الليل إلى 14 ساعة تقريبا، كما تبلغ الشمس أدنى إرتفاع لها فوق الأفق وقت الظهيرة عند عبورها خط الزوال ويكون ظل الإنسان على الأرض في هذا الوقت أطول ما يمكن.
واشار إلى ذروة شهب الدب الاصغر "الدببيات" فى ليلة 21 وفجر 22 ديسمبر، وهي من الزخات الشهابية الخفيفة، حيث يبلغ عدد الشهب فيها حوالى 10 شهب فى الساعة، وتنتج هذه الشهب عن طريق الحطام الغبارى المتناثر على طول مدار المذنب Tuttle الذى تم اكتشافه عام 1790.
وأوضح أن شهب الدببيات تسقط كما لو كانت آتية من مجموعة الدب الأصغر Ursa Minor (بالقرب من النجم القطبي) وهو سبب تسميتها، والتوقيت السنوي لهذه الزخة يكون من 17 إلى 25 ديسمبر من كل عام.
وأكد أن الزخات الشهابية عامة ترى بالعين المجردة ولا تحتاج مناظير أو تلسكوبات فلكية بشرط البعد عن إضاءة المدينة وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء، ولا يوجد أي مخاطر لزخات الشهب على الإنسان إذ إنها تدخل الغلاف الجوي وتحترق فيه على إرتفاع أكثر من 70 كيلو مترا من سطح الأرض، موضحا أن ضوء القمر الأحدب سيحجب رؤية بعض الشهب الخافتة هذا العام.
ولفت الى انه في 22 ديسمبر سيقترن القمر مع كوكب المشتري (عملاق المجموعة الشمسية) في ذلك اليوم، حيث نراهما متجاورين في السماء بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل، وسيظلان مرئيان طوال الليل حتى يبدأ المشهد في الغروب بحلول الـساعة 2:30 صباحا تقريبا.
ونوه إلى أنه في 24 ديسمبر سيترائى القمر مقترنا مع الحشد النجمي بلايدس (الثريا) أو الأخوات السبع في برج الثور، حيث نراهما متجاورين في السماء بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل، وسيظلان بالسماء طوال الليل حتى يبدأ المشهد في الغروب بحلول الـساعة 4:15 صباح اليوم التالي.
وأوضح أن الثريا هو أحد ألمع وأشهر الحشود النجمية المفتوحة في السماء الشمالية، والذي يقع على بعد 440 سنة ضوئية من الأرض، ويتكون هذا الحشد من عدة مئات من النجوم ولكن ألمع نجومه هم 7 فقط التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة السليمة، ولذلك يطلق عليه الأخوات السبع.
وأشار إلى أنه في 27 ديسمبر سيكتمل القمر (بدر جمادي الأخر) حيث يكتمل قرص القمر ويصبح بدرا كامل الاستدارة في ذلك اليوم، فيشرق بعد غروب الشمس مباشرة ويظل بالسماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق الشمس في صباح اليوم التالي وتبلغ نسبة لمعانه 100%.
وقال أستاذ الفلك "يبدو القمر كما لو كان بدرا في الفترة من 25 إلى 28 ديسمبر، وهذا لأن العين المجردة لا تستطيع تمييز النقصان البسيط في استدارة قرص القمر بسهولة ".
وأضاف "يعرف هذا البدر عند القبائل الأمريكية باسم قمر عيد الميلاد (الكريسماس) والقمر البارد وقمر الليالي الطويلة "، مؤكدا أن وقت إكتمال القمر هو أفضل وقت لرؤية التضاريس والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطح القمر باستخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة.
ولفت إلى أنه في 28 ديسمبر يشرق القمر مقترنا مع النجم "بولوكس" في الساعة 6:30 مساء تقريبا، موضحا أن "بولوكس" هو ألمع نجم في برج الجوزاء (التوأم)، حيث نراهما متجاورين في السماء طوال الليل إلى أن يختفي المشهد فجر اليوم التالي من شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
وكشف الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك عن آخر الظواهر الفلكية في عام 2023 و تحدث يوم 29 ديسمبر حيث يشرق القمر مقترنا مع الحشد النجمي خلية النحل في برج السرطان للمرة الثانية خلال هذا الشهر، ويمكن مشاهدة هذا الاقتران في الـساعة 7:30 مساء تقريبا.
ونصح باستخدام تلسكوب صغير لصعوبة رؤية الحشد النجمي "خلية النحل" بالعين المجردة، حيث نراهما متجاورين في السماء طوال الليل إلى أن يختفيا في ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
وأوضح أن الحشد النجمي "خلية النحل" يقع على مسافة 580 سنة ضوئية تقريبا من الأرض ويبلغ عمره حوالي 600 مليون سنة، وهو يظهر كسحابة مجسمة في كوكبة السرطان كما رآه جاليليو لأول مرة باستخدام التلسكوب عام 1609 وتمكن من رؤية 40 نجما فقط.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الانقلاب الشتوي الحشد النجمي قرص القمر بالعین المجردة الحشد النجمی فی ذلک الیوم أستاذ الفلک خلیة النحل إلى أنه فی سنة ضوئیة ذروة فصل وأوضح أن فی برج
إقرأ أيضاً:
يستمر أكثر من 6 دقائق.. كسوف كلي نادر يسيطر على الشمس في هذا الموعد
كسوف كلي نادر.. تشهد سماء الوطن العربي ظاهرة فلكية لافتة تتمثل في اقتران كوكب المريخ مع نجم قلب الأسد، حيث سيبدوان قريبين من بعضهما فوق الأفق الغربي بعد غروب الشمس، ويمكن مشاهدتهما بالعين المجردة دون الحاجة إلى معدات خاصة.
ووفقا للجمعية الفلكية لجدة، رغم أن كوكب المريخ يبعد عن الأرض نحو 271 مليون كيلومتر، فيما يبعد نجم قلب الأسد حوالي 79 سنة ضوئية، إلا أن اقترابهما الظاهري في السماء ناتج عن وقوعهما في نفس خط النظر من منظور الراصد على الأرض، وهي ظاهرة تُعرف فلكيًا بالاقتران الظاهري، ولا تعني وجود تقارب حقيقي أو تفاعل فيزيائي بين الجرمين.
نجم قلب الأسد المعروف في التراث العربي باسم الذنب، هو ألمع نجوم كوكبة الأسد وواحد من النجوم الملكية الأربعة في الفلك القديم، يصنّف ضمن الفئة الطيفية B، ويتميّز بلونه الأبيض المزرق وسطوعه العالي، إذ يفوق قطره قطر الشمس بأربع مرات ويعد من النجوم الشابة والساخنة.
أما كوكب المريخ، فيشتهر بلونه الأحمر البرتقالي، وهو ما جعله مرتبطًا في الأساطير القديمة بإله الحرب مارس، وعرَفه العرب باسم بهرام، وعلى الرغم من مظهره اللافت وحركته الظاهرية المتقلبة، فإن سلوكه الفلكي ناتج عن دورانه المنتظم حول الشمس، ولا يمثل أي تأثير استثنائي على الأرض.
ويُعد هذا الاقتران فرصة ذهبية للمهتمين بالفلك والهواة للتعلّم والمراقبة، إذ يُمكن بوضوح التمييز بين ضوء الكوكب والنجم: فالمريخ يعكس ضوء الشمس ويبدو بلون أحمر باهت ولا يومض، بينما ينتج نجم قلب الأسد ضوءه ذاتيًا ويظهر بلون أبيض مزرق مع وميض ناتج عن اضطراب الغلاف الجوي.
اقرأ أيضاًمتى يبدأ كسوف الشمس الكلي؟.. ظاهرة نادرة تملأ العالم بالظلام
مدته 5 ساعات.. موعد الكسوف الكلي للشمس 2024
اليوم ظلام كامل ببعض المناطق.. موعد الكسوف الكلي للشمس في مصر.. اعرف هيحصل امتى