الأسبوع:
2025-06-22@14:34:26 GMT

البرامج المهنية العليا بين «الكم والكيف»

تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT

البرامج المهنية العليا بين «الكم والكيف»

بالرغم من أن "الكم" و "الكيف" مصطلحان بسيطان، إلا أن الفرق بينهما كبير، فالكم هو مقدار الشيء وعدده، والكيف هو النوع.. وبين هذين المصطلحين جدال طويل ملأ الكتب، فهناك أناس ومجتمعات يهتمون بالكم ولا يعنيهم الكيف، وهم كثر في هذا الزمان، وهؤلاء الناس يهمهم المظهر لا الجوهر، بينما هناك من يحرص على الكيف وهم أقل بكثير مما يعجبهم الكم.

وللأسف الشديد، فإن معظم جامعاتنا ومراكزنا العلمية يسود فيها فكرة تفضيل "الكم" على "الكيف"، ولا يقتصر هذا على الأعداد الهائلة التي تتخرج سنويًا في الجامعات والمعاهد بغض النظر عن مهاراتهم ومعارفهم، وما إذا كانت تمثل إضافة حقيقية لرأس المال البشري، واستجابة فعلية لاحتياجات قطاعات التنمية، بل امتد هذا الأمر إلى البرامج المهنية العليا (الحصول على الماجستير والدكتوراه المهنية)، والتي تم استحداثها منذ سنوات قليلة، وكان ظاهرها التطوير، لكن اتضح أن دوافعها الحقيقية هي زيادة الإيرادات من خلال الرسوم المتزايدة التي يدفعها الطلاب فيها.

فاكتظت الجامعات كل يوم بقاعة المناقشات التي تنتج للمكتبة العلمية أسوأ ما يمكن أن يقدمه أهل زمان ليسطر في سجل تاريخهم.. ولتضيف فصلًا جديدًا في سجل الإسراف في منح شهادات علمية دون ضوابط ومعايير محددة، لتفقد هذه الشهادات قيمتها ومصداقيتها في التعبير عن المضامين التي من المفترض أن تمثلها، فضلًا عن تأثيرها السلبي على الاقتصاد والمجتمع ككل.

وإذا بحثنا في أصل التسمية، فهي شهادات صممتها جامعات عريقة لتمنح للذين يحققون ابتكارات غير مسبوقة في مجال عملهم مثل المهندسين والإداريين الذين يحققون إنجازات يشهد لها حتى الأكاديميون المتخصصون، رغم أن المهندس أو الإداري لم يرتبط بالدراسة الأكاديمية، وهذا يحدث مع أشخاص استثنائيين لا يستكملون الشهادات العليا، لكنهم بتراكم الخبرة يحققون منجزات مشهود لها.

وإذا طبقنا ذلك على من يتم منحهم هذه الشهادات العلمية، فهناك تساؤلات تطرح نفسها، لعل من أهمها: أين الابتكارات غير المسبوقة التي قدمها هؤلاء لكي يحصلوا على الماجستير والدكتوراه المهنية؟ وهل سمعنا أن أحدًا منهم حقق أي تطوير أو إنجاز مهم في مؤسسته أو جهة عمله حتى بعد الحصول على هذه الشهادة؟ أم أن الهدف فقط هو جمع المزيد من الأموال ومنح العديد من الشهادات والألقاب العلمية لشخصيات لا تستحقها؟.

ولذلك، أقول أنه يجب على الجهات المعنية البحث في هذه الظاهرة والحد منها ووضع الضوابط والآليات التي تنظمها. وتصحيح مسار التعليم الجامعي وبعد الجامعي والبحث في حالة التدني العلمي للحاصلين على الماجستير والدكتوراه بصفة عامة.

كما ينبغي التأكيد على أن العبرة لا تكون بالكثرة وإنما النوعية والكيفية، فلو نظرنا مثلًا إلى باحثًا كتب عشرات الأبحاث لكن لا تأثير لها على المجتمع لأنها لا تمت للواقع بصلة، فبينما نرى باحثًا آخر أعماله قليلة إلا انها مؤثرة، وهنا تبرز أهمية الكيف على الكم، فالعبرة ليست بغزارة الأعمال ولكن العبرة بتأثيرها على المجتمع.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: التنمية الابتكارات

إقرأ أيضاً:

جنيف للدراسات: لا يمكن القضاء على البرامج النووية بالضربات الجوية

حذر مارك فينود، كبير الباحثين في مركز جنيف للدراسات، من خطورة الاعتماد على الحلول العسكرية في التعامل مع الأزمات الدولية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدًا أن الضربات الجوية وحدها لا يمكن أن تنهي برنامجًا نوويًا أو تُسقط نظامًا سياسيًا بشكل فعّال.

وقال فينود، خلال مداخلة له عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، إننا نشهد منذ فترة طويلة توازنًا هشًّا بين الخيار العسكري الأحادي الجانب، والمسار الدبلوماسي القائم على التفاوض والاتفاقيات متعددة الأطراف، موضحا أن هذا النمط من المواجهات ما زال قائمًا حتى اليوم، وأن دروس الماضي، لا سيما من تجربتي العراق وليبيا، تثبت أن الحلول العسكرية لا تؤدي إلى تسويات ناجحة أو دائمة.

التجارب السابقةأخبار التوك شو| أبرز تعديلات قانون الإيجار.. حرب إيران وإسرائيل تربك أسواق الطاقةتصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل يربك أسواق الطاقة.. تفاصيلأحمد موسى يحذر من أمر خطير في حرب إيران وإسرائيل: كارثة نووية محتملة.. البترول: أزمة تخفيف أحمال الصيف الماضي لن تتكرر| أخبار التوك شومفكر اقتصادي: ارتفاع أسعار النفط والذهب عالميا مع بدء حرب إيران وإسرائيل

وأضاف الخبير الدولي: «نعلم من التجارب السابقة، خصوصًا في الشرق الأوسط، أنه لا يمكن القضاء على برنامج نووي عبر ضربات جوية فقط، ولا يمكن تغيير نظام حكم من خلال القصف الجوي»، مشيرًا إلى أن هذه المقاربات غالبًا ما تؤدي إلى فوضى أكبر ومزيد من الضحايا المدنيين.

وشدد «فينود» على ضرورة أن يكون هناك مسار واضح لما بعد التفاوض، قائلًا: «إذا أردنا تجنّب السيناريوهات السلبية التي قد تسفر عن خسائر بشرية فادحة وتوسيع دائرة الصراع، فلا بد من توفير إطار دبلوماسي حقيقي ومستدام».

ولفت «فينود» من خطر اندلاع حرب أوسع في حال تصاعدت الأعمال العسكرية، قائلاً: «لا أحد سيفوز في مثل هذه المواقف الفوضوية»، داعيًا إلى تغليب لغة الحوار على منطق القوة، حفاظًا على الاستقرار الإقليمي والدولي.

طباعة شارك اخبار التوك شو صدى البلد مفاعل نووى الحرب

مقالات مشابهة

  • جنيف للدراسات: لا يمكن القضاء على البرامج النووية بالضربات الجوية
  • برامج تدريبية لتمكين المرأة الريفية ببهلا
  • الزراعة السورية تصدر إرشادات لطلبة الشهادات الثانوية المهنية
  • غدا.. مؤتمر الإعلان عن تمثال مجدي يعقوب بدار الأوبرا والاحتفاء بمسيرته العلمية والإنسانية
  • شبان “الخضر” يحققون أول انتصار في مونديال كرة اليد
  • حرب الاستنزاف المكلفة.. إيران تخسر قادتها ونخبها العلمية وإسرائيل تنزف مالياً واقتصادياً
  • توقيف شخصين بحوزتهما 615 كيلوغراما من الكيف بالناظور
  • كلية الآداب جامعة عين شمس تحصل على ثلاث شهادات أيزو دولية معتمدة
  • النهضة العلمية الإيرانية… سلاح السيادة في وجه الهيمنة ومصدر هلع للعدوان الصهيوني-الأمريكي
  • توازن نفسي وذهني… نصائح مهمة لطلاب الشهادات