بعيو: “الطريق الدائري الثالث” أحد أكبر مشاريع النهب “الديبياتي”
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
وصف رئيس المؤسسة الليبية للإعلام محمد بعيو، اللافتة الخاصة بمشروع تنفيذ الطريق الدائري الثالث من قبل حكومة الدبيبة، بأنها “لوحة رخيصة لمشروع نهب كبير”.
وكشف بعيو في تدوينة عبر “فيسبوك” ما قال إنه مشروع نهب لرئيس الحكومة منتهية الولاية عبد الحميد الدبيبة وعائلته، وتعاقدهم مع شركات وهمية من أجل سرقة المليارات.
وقال بعيو في تدوينته: “هذه أيها الكرام اللوحة الإعلانية لأحد أكبر مشاريع النهب الدبيباتي الفاجر للمال العام تحت الشعار الكاذب عودة الحياة بينما العنوان والشعار الحقيقي هو انعدام الحياء”.
وأضاف: “هذا مشروع استكمال الطريق الدائري الثالث بالعاصمة طرابلس، المبرم مع شركات مقاولات مصرية مجهولة، بقيمة تقترب من 4 مليارات دينار تتجاوز الخمسة مليارات إذا أضفنا إليها نحو مليار دينار تم دفعها نقداً (وعلى خشم السيارة كما يقال بلغة السماسرة) تعويضات (نصفها رشاوى وعمولات) لأصحاب الأملاك والعقارات الواقعة في مسار الطريق الذي سبق وتعاقد على تنفيذه قبل فبراير أحد الأجهزة الكبرى ولا يزال عقده موجوداً.
وأشار إلى أن الشركات المتعاقدة طالبت باسترجاع خطابات الضمان المدفوعة منها، وطالبت بالتعويض عن خسائرها نتيجة توقف أعمالها ونقل العقود منها إلى جهات أخرى دون موافقتها، وبقرارات عشوائية من حكومة عائلة الدبيبات غير الشرعية المسماة كذبا وزوراً حكومة الوحدة الوطنية.
وتابع بعيو: في هذا التعاقد الجديد مع الشركات المصرية وفي التعويضات الوهمية يُقال إن الطفل المدلل في العائلة المعروف باسم “قطوس طريق السكة” حصل على مليار دينار فقط، وهي المرة الأولى التي يكتفي فيها (مشكوراً) بنسبة %25 فقط عمولة عن أية عقود أو تكليفات أو أوامر شراء أو قرارات مناصب داخلية أو سفارات وقنصليات يوقعها خاله الزعيم الوطني الحريص على مصالح ليبيا والناطق باسم الشعب الليبي كما زعم وكذب في آخر ظهور تلفزيوني له قبل أسبوع.
واستكمل رئيس المؤسسة الليبية للإعلام: انظروا هذه اللوحة البائسة التي ستمزقها أول ريح قادمة في ديسمبر، وانظروا طريقة تثبيتها المؤقتة، ولو كنتم من الذين تمرون مثلما أمُرُّ في مسار هذا الطريق القريب من منزلي بطرابلس لعرفتم أن العمل غير جديٍّ، وأن الشركات المتعاقد معها أضعف من أن تنفذ طريقًا ترابيًا أو زراعيًا لا تتجاوز قيمته 4 ملايين دينار وليس 4 مليارات.
وواصل بعيو: أعرف أن العصابة الدبيباتية محمية بالسلاح الذي اشترت بعض حامليه بأموالنا، لكنني أعرف موقناً ومؤمناً أنّ الله يدافع عن الذين آمنوا وأنه سبحانه خير حافظ.
لهذا أقول كلمة الحق ولا أُبالي أقضيت ليلتي في سريري أو في قبري، فذاك قدر الله وذلك أمره سبحانه لعباده أن لا يخشوا سواه وأن يكونوا على يقين أن الله لا يُصلح عمل المفسدين وأنه جعل العاقبة للمتقين.
وحث بعيو الليبيين على أن يثوروا ولو بمشاعرهم وقلوبهم إن عجزوا أن يصدعوا بكلمة لا في وجه هذا البلاء، قائل: فإنكم والله ميتون ولكن لا تشعرون.
وطالب بعيو مجلس النواب والقيادة العامة ومجلس الدولة الاستشاري والحكومة الليبية وكل من يتولون المسؤوليات الرقابية والقضائية والأحزاب والناشطين والإعلاميين للتحرك ضد هذا النهب، وقال: “سأحاسبهم بها اليوم أمام الشعب والتاريخ، وغداً أمام الله يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلبٍ سليم”.
الوسومالدبيبة الطريق الدائري الثالث عودة الحياة ليبيا نهب
المصدر: صحيفة الساعة 24
كلمات دلالية: الدبيبة الطريق الدائري الثالث عودة الحياة ليبيا نهب الطریق الدائری الثالث
إقرأ أيضاً:
الوحدة اليمنية.. صمام الأمان في وجه مشاريع التقسيم والارتهان
خمسة وثلاثون عاما مضت على إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م، ذلك الحدث المفصلي الذي شكّل لحظة تاريخية فارقة في مسار اليمن الحديث، وبوابة أمل لشعبٍ عانى طويلًا من التشطير والتجزئة والصراعات المفتعلة.
الوحدة لم تكن مجرّد توقيع سياسي، بل تعبير صادق عن تطلعات الشعب اليمني في الشمال والجنوب، في الشرق والغرب، نحو دولة موحدة مستقلة تمتلك قرارها وسيادتها، وتنهض بمقدراتها، وتؤسس لمستقبل يليق بتاريخ اليمن وموقعه الجغرافي والديني والاستراتيجي.
إن أهمية الوحدة اليمنية لا تقتصر على اليمن فقط، بل تتعداه إلى الإقليم برمته، فاليمن الموحد المستقر هو عامل توازن في المنطقة، وصاحب تأثير كبير على أمن البحر الأحمر وباب المندب، الممر البحري الدولي الذي لا يمكن الاستغناء عنه في حسابات التجارة والنفوذ العالمي، وما كان لهذا الموقع أن يُستثمر لصالح الأمة إلا في ظل وحدة القرار والسيادة.
لكن الوحدة، ومنذ فجرها، واجهت مؤامرات كبرى قادتها قوى استعمارية على رأسها بريطانيا، التي غادرت جنوب اليمن في الستينات، لكنها ظلت تتآمر على اليمن، وتسعى عبر أدواتها المحلية والإقليمية لتنفيذ مشاريع تمزيقية، وهذا ما بتنا نلحظه ونشاهده اليوم من خلال ما يسمى المجلس الانتقالي الذي ينادي باستعادة دول “الجنوب العربي” وكذلك ما جرى ويجري في حضرموت من خلال إعلان «دولة حضرموت الاتحادية» وأشكال متعددة من الفدرلة المقنعة التي لا تخدم اليمنيين، وإنما تعيد رسم الخارطة وفق مصالح المستعمر القديم – الجديد.
والمؤسف أن هذه المشاريع وجدت بيئة خصبة في ظل الاحتلال الخارجي للمحافظات الجنوبية، حيث تتعدد الفصائل والولاءات، وتنقسم المحافظات بين مكونات تتبع هذه الدولة أو تلك، حتى صار لكل محافظة سلطة منفصلة، ولكل فصيل أجندة لا تمتّ للوطن بصلة، والنتيجة انهيار في الخدمات، غياب للأمن، وواقع معيشي مأساوي يعاني منه المواطن الجنوبي كل يوم.
فالتمسك بالوحدة ليس مطلباً أو حقاً سياسياً واجتماعياً؛ بل هو التزام ديني، امرنا به ديننا الحنيف الذي يدعونا للوحدة والاعتصام بكتابه، فقال تعالى: “واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا”، صدق الله العظيم، وما أحوجنا اليوم أن نستوعب هذا التوجيه الرباني، في زمن تتوحد فيه الدول العظمى وتتكامل اقتصادياتها وتحالفاتها، بينما يُراد لنا أن نتمزق، ونبقى مجرد كيانات ضعيفة ممزقة يسهل ابتلاعها أو السيطرة عليها.
فالعدو يسعى إلى تمزيق الجسد اليمني إلى دويلات صغيرة وكانتونات متفرقة، متناحرة وتتقاتل في ما بينها، كما كانت المناطق الجنوبية مقسم إلى أكثر من 21 مشيخة وسلطنة، ليسهل عليه تحقيق أهدافه ومخططاته، المتمثلة في السيطرة على الممرات البحرية ونهب الثروات النفطية.
علينا أن نجعل من ذكرى إعادة الوحدة محطة لتوحيد الصف اليمني، وتجديد الوعي الوطني، والانتباه إلى حجم التحديات والمخاطر، وإدراك أن لا نهضة بدون وحدة، ولا سيادة بدون استقلال القرار، ولا كرامة في ظل الاحتلال والارتهان.
فلنُجدّد العهد مع الله ومع الوطن، بأن نحفظ وحدتنا، ونحمي سيادتنا، ونستكمل معركة التحرر والبناء، فالتاريخ لا يرحم المتخاذلين، والشعوب التي تفرّط في وحدتها، تفرّط في مستقبلها.