زعيم غينيا بيساو يتهم رئيس الحرس الوطني بمحاولة الانقلاب عليه
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
سرايا - - أكد الرئيس عمرو سيسوكو إمبالو اليوم الأحد بعد اجتماع مع قوات الأمن أن تبادل إطلاق النار في عاصمة غينيا بيساو يوم الجمعة كان محاولة انقلاب، مؤكدا المخاوف بشأن التهديد الأخير للديمقراطية في منطقة غرب افريقيا التي تشهد انقلابات متزايدة.
قال إمبالو: "لقد حاولوا القيام بانقلاب وفشلوا في تحقيق هدفهم"، بعد أن أطلق أعضاء قيادة الحرس الوطني بشكل غير لائق سراح وزيرين كانا محتجزين بسبب مزاعم فساد، ما أدى إلى تبادل إطلاق النار مع كتيبة القصر الرئاسي.
خلال زيارة لقيادة الحرس الوطني في بيساو، قال إمبالو إن فيكتور تشونغو، رئيس الحرس الوطني، أقيل من منصبه و"سيدفع ثمنا باهظا" لمحاولته عزل الرئيس.
وقال للضباط: "لقد خانكم قائدكم… ولهذا السبب ننصحكم بالابتعاد عن السياسيين وتقديم خدماتكم للأمة".
تعد محاولة الانقلاب الثانية من نوعها في غرب ووسط أفريقيا خلال أسبوع بعد الانقلاب الفاشل الذي وقع الأسبوع الماضي في سيراليون.
كما يؤجج التوترات في المنطقة التي شهدت ثمانية انقلابات منذ عام 2020، بما في ذلك في النيجر والغابون هذا العام.
أشارت الكتلة الاقتصادية الإقليمية لغرب إفريقيا التابعة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا - والتي تنتمي إليها غينيا بيساو - إلى الحادث "بقلق عميق" وأعربت عن "تضامنها الكامل مع شعب غينيا بيساو وسلطتها الدستورية".
نقلت صحيفة ذا ديموكرات المحلية عنه قوله: "لقد أصدر شخص الأمر لتشونغو. تشونغو ليس مجنونا لتفجير زنازين الشرطة القضائية وإخراج وزيري المالية والخارجية. إنها محاولة انقلاب وستكون هناك عواقب وخيمة على جميع المشاركين فيها".
وكالات
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الحرس الوطنی غینیا بیساو
إقرأ أيضاً:
انقلاب الـ24 ساعة العسكري في غينيا بيساو.. هزة سياسية تعطل مشروع الغاز الإقليمي
الانقلاب الذي وقع في 26 نوفمبر كان الأكثر غموضًا في تاريخ البلاد؛ إذ أعلن الرئيس عمر سيسوكو إمبالو أنه اعتُقل على يد الجيش، قبل أن تؤكد السنغال في اليوم التالي وصوله سالمًا إلى أراضيها.
وفي الوقت ذاته، تولّى الجنرال هورتا نتام، أحد المقربين من الرئيس، رئاسة حكومة انتقالية لمدة عام.
وبرّر قادة الانقلاب تحركهم بأنه يهدف إلى “تطهير البلاد من الفساد ومهربي المخدرات”، لكن وقف العملية الانتخابية وتعثر الانتقال الديمقراطي ينذران بأضرار اقتصادية كبيرة، إلى جانب تأثير مباشر على مشروع خط أنابيب الغاز النيجيري الذي كان من المفترض أن يمر عبر عدة دول بينها غينيا بيساو.
ويرى خبراء الأمن أن ما تشهده المنطقة يندرج ضمن صراع نفوذ واسع بين الولايات المتحدة وروسيا والصين، وسط تنافس محتدم على التحكم بخريطة الطاقة في غرب ووسط أفريقيا.
ويأتي المشروع الغازي التاريخي في صلب هذا التنافس، إذ يمر عبر دول تعاني من عدم استقرار سياسي وتمدد الجماعات الإرهابية، من نيجيريا وحتى غامبيا.
تزامن الانقلاب أيضًا مع تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتدخل عسكريًا في نيجيريا، في خطوة قد تفجر صراعات تمتد حتى القرن الأفريقي، بينما تخضع مشاريع الطاقة في المنطقة لرقابة مكثفة من موسكو وواشنطن.
وبالنسبة للولايات المتحدة، يمثل خط الغاز البديل “ممرًا آمنًا” يعزز استراتيجيتها في تحجيم النفوذ الروسي.
في المقابل، تبدي موسكو اهتمامًا بتمويل المشروع، باعتباره استثمارًا يحقق لها مكاسب اقتصادية ويعزز حضورها في غرب أفريقيا.
وكان الرئيس المخلوع إمبالو قد حظي بدعم روسي لافت، بعد استقباله مطلع العام الجاري في الكرملين، حيث وصفه الرئيس فلاديمير بوتين بأنه “ضامن للعلاقات الجيدة” بين البلدين، وهو ما أثار انتقادات قوية من المعارضة الغينية.
وفي خضم هذا التنافس، أكدت روسيا استعدادها لمساعدة نيجيريا في محاربة الإرهاب، ردًا على تصريحات ترامب بشأن “تقصير” أبوجا في مواجهة التطرف.
ومع استمرار حالة الاضطراب في غينيا بيساو، يبقى مستقبل مشروع خط الغاز، وكذلك المشهد السياسي في غرب أفريقيا، رهينًا بما ستؤول إليه تداعيات هذا الانقلاب السريع والمثير للجدل.