ما الذي استجد على محصول الأرز الذى كان متوافرا فى الأسواق وكان يباع بأسعار فى متناول الجميع، حيث لم يكن يتعدى سعره الثمانية جنيهات للكيلو وبزيادة خمسة جنيهات فقط للأنواع الفاخرة، ومع نقص الكميات المعروضة تضاعف الثمن ثلاث مرات حتى وصل إلى أكثر من ثلاثين جنيها للكيلو فى الأسواق الشعبية ويزيد على ذلك بالطبع فى سلاسل المحلات الكبري والسوبر ماركت؟!
وما الذى حدث للسكر الذى كان متوافرا أيضا قبل عدة أشهر ولم يكن يزيد سعر الكيلو على خمسة عشر جنيها، الآن يمكنك رؤية الطوابير المصطفة أمام المجمعات الاستهلاكية للحصول على كيلو بالسعر المدعم وهو 27 جنيها، وإلا فأنت مضطر إلى البحث عنه فى المحلات وشرائه بخمسين جنيها إن وجد، حكي لى أحدهم أنه اشتري كيلو بنفس السعر وكان عبارة عن سكر "سائب" يتم تجميعه من العبوات التالفة؟!
ما الذى حدث لمحاصيل الفواكه والخضراوات التى كان فصل الشتاء موسما غنيا بها، وكانت أسعارها لا تتعدى الخمسة جنيهات أو أقل من ذلك فى موسم غزارة الانتاج، والآن لا يقل سعرها عن خمسة عشر جنيها للكيلو الواحد وتزيد على ذلك لتصل إلى خمسة وعشرين جنيها ويزيد للكيلو الواحد.
الإجابة عن هذه التساؤلات تأتي فى كلمة واحدة وهي الاحتكار، تلك السياسة التى جلبت مغانم ومكاسب للتجار على حساب أقوات المواطنين، وهى سياسة يتم خلالها "تعطيش" السوق بوضع كميات محدودة من السلع وتخزين الكميات الاكبر وخاصة في سلع لا تتعرض للتلف بسرعة، وقتها يضطر المستهلك إلى دفع أى ثمن يطلبه البائع فى تلك السلعة، وحدث ذلك فى كل السلع التى سبق ذكرها ومع سلع أخرى بالطبع.
ما يحدث فى سوق السلع الغذائية فرض نفسه على النواب، حيث تقدمت النائبة فاطمة سليم عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة للحكومة ممثلة في وزارة التموين والتجارة الداخلية، بشأن أزمة ارتفاع أسعار السلع الغذائية بشكل غير مسبوق.
وقالت النائبة، يشهد سوق السلع الغذائية الأساسية في مصر حالة من عدم الاستقرار، حيث ارتفعت أسعار بعضها على نحو غير مسبوق مثل السكر الذي وصل إلى أكثر من ٥٠ جنيها، فضلا عن اختفاء بعض السلع ووجود عجز شديد في المعروض منها، وأن هذه الأزمة تأتي في الوقت الذي يؤكد فيه وزير التموين والتجارة الداخلية، أن هناك مخزونا استراتيجيا يكفي شهورا، فضلا عن أن بعض تلك السلع، مصر لديها اكتفاء ذاتي منها.
وأشار النائب هشام حسين عضو مجلس النواب فى طلب إحاطة أيضا الى أن بعض التجار حاولوا استغلال الفجوة الناتجة عن تفاعل المواطنين مع الحملات الشعبية بمقاطعة بعض المنتجات العالمية، في رفع أسعار المنتجات المحلية البديلة، في ظل قلة حجم المعروض منها بالأسواق، الأمر الذى يضر الاقتصاد المحلى، ويهدد بتراجع المواطنين عن شراء ومساندة المنتج المحلي.
النواب طالبوا الحكومة بتشديد الرقابة على التجار.. ونحن معهم أيضا، فالمتاجرة بأقوات الناس سلوك يجب التصدي له وكفى ما تتعرض له الأسر من ضغوط وأعباء معيشية.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
تنصيب خمسة أعضاء جدد بأكاديمية المملكة المغربية
نظمت أكاديمية المملكة المغربية، اليوم الأربعاء بالرباط، جلسة رسمية لاستقبال وتنصيب خمسة أعضاء جدد، في إطار الهيكلة الجديدة لهذه المؤسسة المرموقة.
ويتعلق الأمر باستقبال وتنصيب دانييل ريفيه ومحمد كنبيب ومحمد الصغير جنجار ومحمد لوليشكي وعلي بنمخلوف.
وقد افتتح هذه الجلسة الرسمية أمين السر الدائم للأكاديمية، عبد الجليل الحجمري، الذي أكد على أن تنصيب الأعضاء الجدد يترجم الإرادة الثابتة للأكاديمية للاستفادة من الكفاءات العلمية والثقافية الرفيعة المستوى، للإسهام في تعميق النقاش الأكاديمي والثقافي بالمغرب.
ولدى تقديمه درس التنصيب كعضو مشارك في الأكاديمية تحت عنوان « أن تكون أوربيا رغم كل شيء »، ساءل المؤرخ الفرنسي دانييل ريفي، فكرة أوربا » بين ثقل الإرث الاستعماري والطموحات نحو التنوير ». وقد أوضح، بعيدا عن أي رؤية جامدة، أن أوربا تبنى عبر القطيعة، وإعادة الابتكار، والنقاش المتواصل، بما في ذلك حول مسائل حساسة كحدودها الجغرافية والرمزية.
واعتبر ريفيه أنه « لم يعد من الممكن التفكير في العالمية الأوربية باعتبارها نموذجا شاملا، بل كدينامية للحوار بين الثقافات ».
وقد خصص ريفيه المتخصص في تاريخ المغرب الكبير خلال الحقبة الاستعمارية، والذي درس في جامعة لوميير ليون 2 ثم في جامعة باريس 1 بانتيون السوربون، أبحاثه لتاريخ الحماية الفرنسية في المغرب والعالم الإسلامي المعاصر.
وفي درس تم إلقاؤه بنفس المناسبة تحت عنوان « مهنة المؤرخ »، شدد المؤرخ المغربي محمد كنبيب على المكانة المحورية الني يحظى بها التاريخ في بناء هوية الشعوب. وأبرز من خلال أمثلة مستمدة من التاريخ المغربي والديناميات العالمية، الدور الرئيسي الذي يضطلع به المؤرخون للمساعدة في فهم المجتمعات، وذاكرتها، وعلاقتها بالآخر، لاسيما في العصر الرقمي.
ويعد محمد كنبيب أستاذا فخريا بجامعة محمد الخامس بالرباط، ودكتور دولة من جامعة باريس 1 – سوربون.
وهو مؤرخ مرموق، درس في جامعات من بينها برينستون وهارفارد وأوكسفورد، ونشر أعمالا حول الأقليات، والعلاقات الدولية، والعلاقات بين اليهود والمسلمين في المغرب.
وفي معرض تناوله للتحولات الأخيرة في مجال التربية، استعرض الباحث محمد الصغير جنجار، في درس بعنوان « سؤال التربية في زمن الرقمنة »، التحولات العميقة التي أحدثها التحول الرقمي. وأبرز كيف يعيد الذكاء الاصطناعي وتدفق المعلومات تشكيل أساليب التعلم والمعايير التربوية، داعيا إلى إعادة التفكير في دور المدرسة في عالم يعاد تشكيله.
ويرأس الصغير جنجار الأنثروبولوجي والباحث في العلوم الاجتماعية، لجنة تجديد المناهج الدراسية في المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي. وشغل سابقا منصب نائب مدير مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية، وله العديد من الأعمال حول المجتمع المدني والثقافة والإنتاج الفكري في المغرب والعالم العربي.
من جانبه، قدم الدبلوماسي محمد لوليشكي، عرضا تحليليا بعنوان » التعددية الدولية في محك صراع القانون والقوة »، حيث فكك التوترات بين القانون والقوة في العلاقات الدولية في وقت تتعرض فيه شرعية المؤسسات إلى الإضعاف. وقد حلل موازين القوة ومخاطر التوظيف المشوه للمعايير، وتحديات الحكامة العالمية التي تتأرجح بين التعاون والتنافس والنزعات القومية.
وقد شغل لوليشكي الدبلوماسي المحنك، منصب سفير المغرب لدى الأمم المتحدة في جنيف ونيويورك. وكان سابقا رئيسا لمجلس الأمن، وعضوا رئيسيا في المفاوضات حول قانون البحار، ورئيسا للجان استراتيجية حول حقوق الإنسان والقضايا النووية. وهو اليوم أستاذ مشارك في جامعة محمد السادس متعددة التخصصات، وباحث أول في مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد.
من جهته، أوضح الفيلسوف علي بن مخلوف في درسه بعنوان « معايير المنطق ومعايير الأخلاق »، كيف « تشكل قواعدنا في الفكر والعمل علاقتنا بالعالم »، متسائلا عن التمييز بين الحقيقة والصدق، وبين المعرفة والعمل، ومؤكدا على « أهمية النظرة الأنثروبولوجية لحاجتنا إلى قواعد لتنظيم مجتمعاتنا ».
ويعرف بن مخلوف، المبرز في الفلسفة والأستاذ في جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، بأبحاثه حول المنطق والفلسفة العربية الكلاسيكية والأخلاق. وهو عضو فخري في المعهد الجامعي الفرنسي، كما أنه عضو في اللجنة الوطنية الاستشارية للأخلاقيات في فرنسا، ويرأس حاليا مركز الدراسات الإفريقية.
كلمات دلالية أكاديمية اعضاء جدد المغرب تنصيب