استقبلت نقابة الصحفيين المصريين، وفدًا من طلاب وطالبات كلية الإعلام جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، في زيارة بحضور الدكتورة هوايدا مصطفى عميد الكلية، والدكتور رضا عكاشة رئيس قسم الصحافة.

بروتوكول تعاون

كان في استقبال الوفد، نقيب الصحفيين خالد البلشي، وجمال عبدالرحين السكرتير العام للنقابة؛ حيث بدأت الزيارة بناقش مفتوح حول عقد بروتوكول تعاون بين النقابة والجامعة، لعقد دورات تدريبية نظرية وعملية للطلاب في مركز التدريب بالنقابة، والاستفادة من الاستوديوهات الموجودة به، والذي تم إنشاؤه على أعلى مستوى.

جولة داخل مركز التدريب

ونظّم سكرتير عام النقابة جمال عبدالرحيم، جولة للطلبة والطالبات داخل مركز التدريب بالنقابة، وتعريفهم بجميع إمكاناته، والخدمات التي يقدّمها للصحفيين الأعضاء أو لغير الأعضاء.

ندوة بحضور النقيب والسكرتير العام

عقد نقيب الصحفيين والسكرتير العام ندوة للطلاب والطالبات؛ حيث تم عرض فيلم وثائقي على تاريخ النقابة، وأهم المعارك التي خاضتها، بالإضافة إلى الاستماع إلى أسئلتهم حول النقابة ومهنة الصحافة، وفتح نقاش مفتوح بشأن مستقبل الصحافة في مصر.

خالد البلشي: النقابة كيان يدافع عن حرية الصحافة والمواطنين

قال خالد البلشي نقيب الصحفيين، إن النقابة هي كيان يدافع عن حرية الصحافة والإعلام، وحرية الرأي والتعبير أيضًا للمواطنين، كونها مساحة لكل قادر للتعبير عن رأيه؛ حيث ظلّت سلالم نقابة الصحفيين منبعًا للعديد من الثورات، ومساحة آمنة للمواطنين، للتعبير عن آرائهم، وأيضًا المطالبة بحقوقهم.

وأضاف أن قوة النقابة في تاريخها وجمهورها الواسع، والتي كانت وستظلّ تعبّر عن الناس، وتدافع عن جميع حقوقهم المختلفة، وأن الصحافة والمعرفة احتياج إنساني، والاحتياج للمعرفة والثقافة قائمًا ما بقيت البشرية.

وفيما يخص قضية انضمام غير خريجي كليات الإعلام، أكد "البلشي" أن نقابة الصحفيين هي نقابة رأي في الأساس، وهي مساحة لكل قادر للتعبير عن رأيه، وجزء كبير من المهنة يُكتسب بالتدريب، لذلك يجب ألا يُغلق الباب أمام الموهوبين، ولو حدث ذلك ما رأينا طه حسين، وبيرم التونسي، ومحمد حسنين هيكل، وغيرهم من الأسماء الكبيرة التي أثرت الصحافة والكتابة الإبداعية في مصر والعالم.

وتابع: "نقابة الصحفيين هي مساحة للانفتاح على المجتمع، وهذا التنوّع يجب أن يُشكّل داخلها، ويجب أن نحافظ عليه، من الممكن أن ندرس تعظيم استفادة خريجي كليات الإعلام، ولكن ليس غلق الباب أمام الموهوبين من غير الخريجين، ممارسة المهنة في حد ذاتها هي دراسة، وكل مؤسسة صحفية لديها منهج، وهذا التنوّع جزءُ من الانفتاخ على المجتمع".

وعلى صعيد الاستقلال المالي للنقابة، لفت "البلشي" إلى سعي النقابة دائمًا لأن تكون مؤسسة مستقلّة ماليًا، ولا تقبل أشكالًا للدعم من الدولة أو أي جهة، ولكن هذا الملف كبير، ويحتاج إلى أوجه كثيرة من الدراسة، سواءً تشريعية أو اقتصادية وغير ذلك، موضحًا أن دور النقابة الأساسي هو الدفاع عن الصحفيين، والجزء الآخر هو الدفاع عن مصالح هؤلاء الصحفيين؛ لذلك تعمل دائمًا على تعظيم مواردها بما يُتاح لها من إمكانيات، وذلك بهدف تطوير الخدمات التي يتم تقديمها، مثل الأنشطة المختلفة، ومشروع العلاج، وغير ذلك.

وفيما يخص حرية الصحافة، أوضح "البلشي" أن النقابة والمهنة مرّوا بلحظات عصيبة، من خنق للمجال العام، وغياب تام لدورها، ولكن سرعان ما تعود إلى مهمتها الأساسية في نشر الوعي وحرية الرأي والتعبير والدفاع عن حقوق المواطنين، وهو ما يحدث الآن؛ فتمر المهنة والنقابة بفترة صعبة، وقُتل ضغف المهنة عن عمد بفعل فاعل، ولكن ستبدأ في الخروج من كبوتها قريبًا.

واستكمل قائلًا: "عندما يكون لديك صحافة حرة، يكون لديك سلاح له وجه قوي، يمكن أن يوجّه العالم نحو الأفضل، حتى لو كانت في أضعف حالاتها، تظهر فجأة، وتُعبّر عن الناس كمارد ينقذ المواطنين، الصحافة مهنة لم تعرف الحرية الكاملة، ولكنها عرفت صحفيين أحرارًا".

أشار نقيب الصحفيين إلى الخطر الذي تمثّله السوشيال ميديا على الصحافة في العالم، وبالقلب منها مصر، وهو ما يزيد العبء على الزملاء في مواجهة الشائعات، والتأكّد من المعلومات قبل النشر، خاصة وأن واجب الصحفي هو التحقق من المعلومات، وتوجيه السوشيال ميديا، والتي مكن أن تكون جزءًا من المعلومات في الأساس.

السكرتير العام: سُلم النقابة كان شاهدًا على كل ثورات الشارع المصري

كشف جمال عبدالرحيم سكرتير عام النقابة، عن التاريخ العريق لنقابة الصحفيين المصريين، والتي ظلّ حُلم إنشائها يراود الزملاء لنحو 50 عامًا، وسط محاولات كبيرة لذلك، حتى تم إنشاؤها في 31 مارس عام 1941، ثم ظلّت 83 عامًا آخرين تقدّم دروسًا للعالم، عن حرية الرأي والتعبير، والدفاع عن حقوقها وحقوق الآخرين، وهو ما يؤكد عظمتها؛ فكانت أول نقابة في مصر والشرق الأوسط، تحظر جمعياتها العمومية المتعاقبة، كل أشكال التطبيع المهني والشخصي والنقابي.

قال "عبدالرحيم" إن نقابة الصحفيين المصريين كانت هي من أسس اتحاد الصحفيين العرب، واتحاد الصحفيين الأفريقيين؛ فكانت ولاتزال منفتحة على الوطن العربي والعالم.

وأضاف أن سُلم نقابة الصحفيين كان شاهدًا على كل ثورات الشارع المصري، واستقبل كل فئات المجتمع المُدافعة عن حقوقها، من المحافظات المختلفة؛ حيث دافعت عن كل فئات الشعب وليس الصحفيين فقط.

وتابع: "الصحافة الورقية عُمرها يزيد عن 200 عام في مصر، مرّت بأزمات عديدة، ولكن سرعان ما عادت إلى مكانتها؛ حيث تمر الآن بأزمة بسبب ارتفاع تكلفة الأحبار والطباعة، وهو ما يزيد سعر الصحيفة، بالإضافة إلى تأثير السوشيال ميديا، وأيضًا غياب هامش الحرية خلال السنوات الأخيرة".

وأكد سكرتي عام النقابة، أن الصحافة الورقية مازالت تعتمد على المادة الخام الخبرية، في ظل انتشار كل وسائل التكنولوجيا الحديثة، وهو ما يستوجب أن تستفيد من تلك الوسائل لصالحها، وتطوّر أساليب النشر، وتحديث المحتوى بما يتواكب من تطوّرات العصر، البحث عن ما وراء الخبر.

درع الجامعة

وأهدت الدكتورة هوايدا مصطفى عميد الكلية، درع جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، لنقابة الصحفيين، مُمثلة في النقيب خالد البلشي، وجمال عبدالرحيم؛ وذلك تقديرًا لجهود مجلس النقابة في العمل على مصلحة الزملاء الصحفيين وأيضًا طلاب كليات وأقسام الإعلام.

جانب من اللقاء 1 2 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: كلية الإعلام جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا نقابة الصحفیین نقیب الصحفیین خالد البلشی الصحفیین ا فی مصر وهو ما

إقرأ أيضاً:

الصورة الذهنيّة لمجلس التعاون في الصحافة العربية والغربية

ناصر أبوعون

في محاولة للبحث عن شكل ومضمون الصورة الذهنيّة لـ(مجلس التعاون لدول الخليج العربية) في عيون العالمين العربيّ والغربيّ، والتي تمثل الصحافة وشاشات التلفزة مرآة عاكسة لها؛ اتضح أن هناك مرآتين، الأولى: تعكس اهتمامات الإعلام الغربيّ والآسيوَيّ على السواء وتركّز على محور (الطاقة) من منظور اقتصادي وجيوسياسيّ، ولكنه يغمز تارةً ويصرّح أخرى إلى حقوق العِمالة الوافدة، ويوظّفها كورقة ضغط بإيعاز من قباطنة السياسة وأباطرة الرأسمالية العالمية وتوجهات ومصالح الحركة الصهيونية.

أمّا مرآة الإعلام العربيّ فتسلّط الضوء على الدور الإيجابي لمجلس التعاون الخليجي في تحقيق الأمن والاستقرار، وإن كانت توجّه سهام النقد الإيجابي نحو مسيرة المجلس والتي بلغت عمرها الرابعة والأربعين من منظور إقليميّ وقوميّ، ويرى الإعلام العربيّ في تراجع ملف "التكامل الاقتصاديّ"، وتباطؤ وتيرة تنفيذ مشاريع التعاون المشترك بين سائر بلدان المجلس، حجرَ عثرةٍ أمام حركة التنمية المستدامة والرفاه الاجتماعيّ التي تستهدف النهوض بالشعوب الخليجية.

أمّا على صعيد المضمون، فنجد الإعلام الغربيّ يضع ثقله كاملًا في محورين استراتيجيين اثنين؛ يرتكزان على مبدأ تحقيق احتياجات الحكومات الغربيّة وتلبية تطلعات مواطنيهم، ويتمثل المحور الأول في تمتين "استراتيجية الطاقة"، والتي ترى في دول مجلس التعاون ذات الكتلة الجيوسياسية الممتدة مضافًا إليها العراق لا تعوقها أيّة موانع طبيعية أو صناعية وتمتلك الاحتياطي الأكبر حول العالم من النفط والغاز وتمثل شريان حياة للعالم الغربيّ والآسيويّ وعصب الأنشطة الاقتصادية وفي القلب منها الصناعة.

ثم يأتي المحور الثاني وينطلق من "استراتيجية التعاون الأمنيّ ذات البعد الاقتصاديّ"، من جانب الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربيّ والهند؛ للتأكيد على أنّ استقرار هذا الإقليم سياسيًا وأمنيًا يرتكز على معاهدات شراكة في مجالات الأمن والدفاع، وأنّ إمداد دول المجلس بأحدث الصناعات العسكريّة يُسهم في مزيد من تبريد بؤر الصراع، ويمثل حائط صدّ ضد أية أطماع خارجية.

لكن تظل سلطنة عُمان هي رُمانة الميزان التي تدير عملية تمتين العلاقات وأواصر القُربى بين دول المجلس وجيرانهم أو فيما بينهم وفق نهج الحياد الإيجابيّ.

أما على صعيد الإعلام العربيّ فنجده يركز على 3 محاور متساندة هي:

 الأمن الإقليمي: وفي هذا المحور تدور معظم المعالجات الصحفية والنقاشات المتلفزة ورؤى المحللين الخليجيين والعرب حول الإجابة عن سؤال: كيف نواجه الجريمة المنظمة؟ وكيف نواجه الإرهاب وتجفيف منابعه؟ وكيف نحمي الحدود السياسية والجغرافية من خطر الاختراق والتسلل؟ وكيف نطوّر "منظومة درع الجزيرة"؛ لتكون مظلة خليجيّة رادعة يركن إليها الجميع؟  التكامل الاقتصادي: ونجد في فلكه تدور 3 قضايا، ولكن ما زالت عالقة، ويتردد صداها منذ نشأة المجلس في ثمانينيات القرن العشرين، وهي: "ربط البنية التحتيّة" وهذه القضية قطعت دول مجلس التعاون فيها شوطًا كبيرًا، ثم تأتي قضية "الاتحاد الجمركيّ"، وهذه في طريقها إلى الحلحلة، ولكن ما زالت هناك بعض العناصر التقنيّة وسياسات التنفيذ تتقدّم بوتيرة بطيئة، وفي قضية "السوق الخليجية المشتركة" ما زال الأمل بعيد المنال، وهو ذروة سنام الوحدة، وحلمٌ يمكن تحقيقه من وجهة نظر مواطني دول المجلس.  السياسة الخليجية: المؤكد أن سائر دول المجلس تتفق على ضرورة الحفاظ على الاستقرار الأمنيّ لبلدان المجلس، والنأي عن سياسة التجاذبات والاستقطابات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط التي تتقلب على سطح صفيح ساخن، وخاصةً بعد التغوّل الإسرائيليّ في فلسطين المحتلة وسوريا ولبنان والصدام مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ودخول الصراع العربيّ الصهيوني إلى مناطق شائكة انتهت إلى صراع مسلح.

ويبقى القول.. إنّه رغم التحديات العالمية والإقليمية التي تواجه دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إلّا أن الكثيرين يُعوّلون على "قمة المنامة" العديد من الآمال؛ وأهمها: إعادة النظر في التنسيق الأمني لحماية خطوط الملاحة البحرية، ولن يتأتى هذا إلّا بحلحلة القضايا العالقة مثل الصراع اليمني، ثم اتخاذ خطوات عملية في مسارين متوازيين؛ الأول: الاستثمار في قطاع الطاقة النظيفة وخاصة الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية لمواجهة خطر نضوب النفط مستقبلًا أو تدهور أسعار البيع وارتفاع كلفة الإنتاج.. إلخ من المتغيرات. وأمّا المسار الآخر فيركز على فلسفة التنويع الاقتصادي، وهو مرهون بالمضي قدمًا بوتيرة أسرع نحو سوق خليجية مشتركة.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • حفل توزيع جوائز الصحافة المصرية .. 22 ديسمبر
  • الإثنين.. حفل توزيع جوائز نقابة الصحفيين.. والتقديرية تذهب لأمينة شفيق
  • «الصحفيين» تعلن استجابة الأمن لشكاوى الزملاء.. والسماح لأعضاء النقابة بتغطية عمليات الفرز
  • الصحفيين تفتح تسجيل الانضمام لعضوية شعبة محرري الطيران
  • «الصحفيين» تحدد 22 ديسمبر موعدا لإقامة حفل توزيع جوائز الصحافة المصرية
  • 22 ديسمبر.. حفل توزيع جوائز الصحافة المصرية
  • منح جائزة الصحافة التقديرية للكاتبة أمينة شفيق
  • رئيس الأكاديمية العربية يستقبل عميد كلية الدراسات البحرية بجامعة الملك عبدالعزيز بالسعودية
  • أكبر نقابات الصحفيين بفرنسا تشتكي إسرائيل لعرقلتها حرية الصحافة في غزة
  • الصورة الذهنيّة لمجلس التعاون في الصحافة العربية والغربية