صحيفة صدى:
2025-05-09@19:59:29 GMT

الأنوف الطويلة

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

الأنوف الطويلة

كم كنت أتمنى أن فرويد أو إميل دوركايم عاشوا في زمننا الحاضر أو على الأقل عاصروا حاضرنا لكنت عرضت على أحدهم مشكلة تحتاج إلى علاج ولكن لم يفيدني في هذه المشكلة إلا أحد صديقاتي “طبيبات التجميل”.

مشكلتنا في هذا العصر تتمحور حول الأنوف الطويلة التي تحشر نفسها في حياة كل كائن يتنفس على وجه هذا الكوكب البغيض “أصبح بغيضًا بسبب هذه الأنوف”.

في إحدى المرات أتصلت بي صديقة قديمة أو بالمعنى الأصح ليست صديقة وإنما عابرة كنت قد قدمت لها مساعدة منذ زمن بعيد جدا

وعندما تجاهلت اتصالاتها بسبب كثرة أعمالي وأعبائي كانت الصدمة أنها أتصلت على هاتف صديقتي المقربة لتسالها هل لانا صحيح ترشحت إلى منصب أعلى؟

وهل صحيح على أنها ترشحت بإحدى الوزارات كمنصب وكيل وزارة مثلًا أو منصب وزير مثلًا؟؟؟؟

عندما أخبرتني صديقتي المقربة بهذا الإتصال امتلأت بالغيظ وأنا أردد كيف لها أن تمتلك كل تلك الوقاحة؟ وكيف سولت لها نفسها أن تتبع أخباري بهذه الطريقة الفجة وبإشاعة لا أعرف مصدرها “ربما من بنات أفكارها”؟

ولكن بحكم تخصصي في علم الإجتماع كظمت غيظي، وأبتلعت غضبي وقررت أن أجعل منها حالة تستحق الدراسة.

أعدت الإتصال على صاحبة الأنف الطويل وأستدعيتها إلى أحد المقاهي ومن حسن حظي كانت صديقتي طبيبة الجراحة التجميلية متواجدة معي في نفس اللحظة.

وعندما رأيتها قلت لها: يا سيدة فلانة كم أنا معجبة بك لديك مصادر لنقل الأخبار وأفكر بأن أجعل منك مراسلة خاصة بي بما أنني ضليعة بعالم الصحافة.

رأيت وجهها البغيض يتهلل فرحًا وأنا أكيل لها الإطراء بعد الإطراء.

وفي لحظة فاجئتها بسؤال من أخبرك هذا عني؟ بينما لا تربطني بك لا صداقة؟ ولا تربطني بك زمالة عمل؟ ولا قرب سن؟
وأنا أمثل إحدى حفيداتك بالمجمل.

فتغير وجهها وأخبرتني أنها حقيقية ليس لها أي مصادر.

وأنها ابتدعت هذا الأمر لتكون “صداقة وهمية” تتلصص من خلالها على حياتي الخاصة.

بادرتها بسؤال آخر: ماذا تستفيدين من كل هذا؟

حتى وإن زودتك بمعلومات عن حياتي الخاصة فماذا ستضيف إليك تلك المعلومات؟

فما كان من صاحبة الأنف الطويل إلا أن حملقت في وجهي قليلًا يعينين تشبه عيني محارب خرج للتو من معركة دامية “نظرة المائة ياردة”

وأردفت قائلة:

أنا إمرأة كبيرة في السن وقد تزوج كل أبنائي وبناتي، ولم يقبلني أحد في وظيفة “لا شغلة ولا مشغلة”

وجعلت من الناس شغلي الشاغل لتسليتي، ونقل الأخبار والأحاديث بيني وبين جاراتي كي لا يشعرن بالملل مني.

عندها انفجرت صديقتي الطبيبة ضاحكة قائلة بلهجتها المصرية ساخرة “سقف مناخيرك طويلة أوي يا حجة، وعاوزلها قص”

غادرت المقهى وأنا أفكر في أصحاب الأنوف الطويلة، والعيون الفارغة الغير ممتلئة.

وأنا أشتم بيني وبين نفسي في كل السابقين من علماء علم النفس وعلم الإجتماع الذين لم يؤسسو نظرية في “الأنوف الطويلة” وكنت غارقة في فكرة ان آخذ على عاتقي تأسيس تلك النظرية، وتحويلها إلى حالة وبحث مفتوح يحق للجميع المشاركة فيه.

لعل وعسى أن نجد حلًا لهذه الكائنات الطفيلية والتي بسببها دمرت البيوت، ومُزقت العائلات.

وفي الأخير حانت التفاتة مني وانا في الطريق خارجاً لإمرأة أخرى تعبر الطريق وهي تحملق في زوجين وهم لا يعلمون أنها تنظر إليهم
وقد أسترقت السمع، ومالبثت حتى بدأت في الحوقلة أكررها إلى أن أتى سائقي.

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

راغدة شلهوب تروي تفاصيل فقدان حقيبتها في دبي واستعادتها

كشفت الإعلامية اللبنانية راغدة شلهوب عن موقف مفاجئ ومثير تعرضت له خلال زيارتها الأخيرة إلى مدينة دبي، حيث نسيت حقيبتها الشخصية داخل سيارة أجرة تابعة لخدمة "أوبر".

راغدة شلهوب: الأكل المصري له طابع خاصانطلاقة جديدة لبرنامج آخر النهار.. خالد أبو بكر وراغدة شلهوب ينضمان إلى تامر أمين


وخلال لقائها في برنامج "آخر النهار" المذاع على قناة "النهار"، أوضحت شلهوب أنها لم تلاحظ فقدان الحقيبة إلا بعد نزولها من السيارة، ما تسبب لها في لحظات من القلق والتوتر. وأضافت أنها سارعت إلى التواصل مع السائق، الذي تعامل بأقصى درجات الاحترام والمسؤولية، وأعاد لها الحقيبة بعد إنهاء رحلة أخرى، ووصفت تصرفه بأنه "لفتة إنسانية رائعة".

وفي جانب آخر من اللقاء، تحدثت شلهوب عن تجربة شخصية مهمة، حيث كشفت عن رفضها لعرض مهني كبير في الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدة أن القرار جاء نتيجة شعورها بالخوف والقلق من الانتقال إلى بيئة جديدة ومختلفة كليًا. وقالت: "كان عرضًا مهمًا جدًا، لكن قلقي كان أكبر، وأنا أُفضل الراحة النفسية على أي نجاح مهني".

كما أعربت الإعلامية عن حبها الكبير للحياة في مصر، مشيرة إلى أنها تتنقل باستمرار بين القاهرة وبيروت، وهو ما يمنحها توازنًا نفسيًا وشخصيًا تعتبره ضروريًا في حياتها. وأضافت: "مصر أصبحت بيتي، وبيروت هويتي، والتنقل بينهما يشعرني بأن حياتي متكاملة".

طباعة شارك راغدة شلهوب دبي الإعلامية اللبنانية راغدة شلهوب

مقالات مشابهة

  • شعبان يوسف: الروائي داخلي انتصر عليَّ وأنا في السبعين!
  • التنين الصيني الذي يريد أن يبتلع أفريقيا
  • مساعدات تحت السيطرة.. أوروبا تحذّر من خطة إسرائيل في غزة
  • راغدة شلهوب تروي تفاصيل فقدان حقيبتها في دبي واستعادتها
  • الدفاع المدني يواصل إزالة الصخور الآيلة للسقوط في مدينة الطويلة
  • شام الذهبي: حماتي أثرت في أسلوبي وأنا ووالدتي نتبادل الملابس
  • «الملك وأنا».. لقاء الخميسي تستعد للمشاركة في موسم عيد الأضحى 2025
  • البداية من مطار القاهرة.. قرار عاجل من الحكومة بعد ظاهرة «الطوابير الطويلة» في المطارات
  • لقاء الخميسي تعرض مسرحية الملك وأنا في عيد الأضحى
  • فيديو.. محمد رمضان يستعد لطرح «سهران على النيل»