الجديد برس:

ليس لدى إسرائيل استراتيجية تسمح لجيش الاحتلال بفتح جبهة للقتال في اليمن، رداً على إغلاق قوات صنعاء مضيق باب المندب والبحر الأحمر أمام السفن الإسرائيلية، وهو القرار الذي دخل حيّز التنفيذ فعلياً منذ التاسع عشر من نوفمبر المنصرم، باحتجاز السفينة الإسرائيلية “غالاكسي ليدر”، واقتيادها إلى شواطئ الحديدة، بالإضافة إلى العملية التي نفذتها القوات البحرية التابعة لصنعاء، يوم الأحد، باستهداف سفينتين إسرائيليتين في باب المندب، حسب البيان العسكري الذي أصدره المتحدث الرسمي باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، واعترف به الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع الأمريكية.

لكن إسرائيل تعوّل في وقف استهداف قوات صنعاء سفنها على ثلاث دول حليفة، هي الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية والإمارات، وهو ما قاله مسؤول سابق في الموساد الإسرائيلي، في مقابلة أجرتها معه قناة إسرائيلية، وبثّت قناة الجزيرة جزءاً من منها، قال فيها إن على الحكومة الإسرائيلية أن تتحرك باتجاه ما أسماه التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي للتعامل مع هجمات الحوثيين على السفن الإسرائيلية، باعتبار إسرائيل جزءاً من ذلك التحالف، حسب قوله، متهماً رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالفشل في إدارة الحرب.

وفي سياق التعويل الإسرائيلي على واشنطن والرياض وأبوظبي لإخراج تل أبيب من ورطة حظر قوات صنعاء عبور سفنها من مضيق باب المندب، نشر موقع “إسرائيل ديفنس” مقالاً بعنوان: رسالة مفتوحة للرئيس الأمريكي: “الحوثيون في اليمن جبهتكم وليس جبهتنا”.

وجاء في الرسالة المفتوحة الموجهة للرئيس الأمريكي جو بايدن، أن “الجميع في إسرائيل مشغول هذه الأيام بحرب صعبة، وعودة المختطفين ومصير سكان الحدود وإدارة اقتصاد الحرب، ولا يوجد أي مبرر لفتح جبهة خامسة ضد إسرائيل في اليمن البعيد”.

وأشارت الرسالة إلى أن “الآلاف من اللاجئين يعيشون مع عائلاتهم في فنادق إيلات، المدينة السياحية الجنوبية التي كانت واحة ومقصداً لملايين من سياح الشتاء من العالم وإسرائيل”، مضيفة “الآن ليس فقط لا يوجد سياح، بل إن سكان إيلات لأول مرة منذ 75 عاماً يبحثون عن ملاجئ”، في إشارة إلى الهجمات التي نفذتها قوات صنعاء خلال الأيام الماضية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، والتي لا تفصح وسائل الإعلام الإسرائيلية عن أنها لا تُعترض جميعها بل بعضها ويصل البعض الآخر.

الرسالة أضافت: “السيد رئيس الولايات المتحدة، نحن مقتنعون بأنكم ستحظون بالدعم في الانتخابات، للبدء في القضاء على التهديد الموجه ليس فقط ضد إسرائيل، بل أيضاً ضد المملكة العربية السعودية ودول شبه الجزيرة العربية، وبعضها التي وقعت الاتفاقية الإبراهيمية مع إسرائيل”.

وتابعت: “في هذه الأثناء يتعامل الجيش الإسرائيلي مع هذا التهديد الجديد بلطف، ونادراً ما تُعالج الحكومة الإسرائيلية هذه القضية، كما لو أن هناك أسباباً أمنية أو دبلوماسية، تمنع توسيع النقاش بشأن هذه القضية”، في إشارة ضمنية إلى فشل الحكومة الإسرائيلية في التعامل مع قرار صنعاء وهجماتها ومنعها السفن الإسرائيلية من استخدام مضيق باب المندب والبحر الأحمر.

ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت فعلاً التحرك باتجاه الوفاء بالتزاماتها تجاه إسرائيل من خلال الإيعاز إلى حليفتيها البارزتين في المنطقة العربية- السعودية والإمارات- لتحريك أدواتهما في اليمن من أجل تأمين عبور السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب، ومواجهة الحوثيين بالنيابة عن إسرائيل، وهو ما أظهرته زيارة طارق صالح، الذي يقود فصائل مسلحة تمولها الإمارات في الساحل الغربي لليمن، إلى جيبوتي خلال الأيام الماضية، ولقاؤه ضباطاً إسرائيليين وأمريكيين، ناقش معهم المهمات الموكلة إليه بشأن التعامل مع التهديد الحوثي للسفن الإسرائيلية، وسبقت زيارته لجيبوتي زيارة إلى الأردن وواشنطن للغرض نفسه.

وكان موقع “غلوبس” المتخصص في الاقتصاد الإسرائيلي، نشر تصريحات لمدير ميناء إيلات، دعون غلبار، أشار فيها إلى أن” تهديدات الحوثيين أثرت على جميع السفن، بما فيها التي تمر عبر البحر الأبيض المتوسط إلى ميناء إيلات”، مشيراً إلى أن حركة السفن توقفت بشكل كامل من وإلى ميناء إيلات، مؤكداً أن “إدارة الميناء تستعد لتسريح العمال وإغلاق بوابات الميناء نتيجة قلة العمل وتحويل الاستيراد إلى ميناء حيفا”.

*YNP / إبراهيم القانص

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: السفن الإسرائیلیة قوات صنعاء باب المندب فی الیمن

إقرأ أيضاً:

اليمن أمام مجلس الأمن: استمرار تهريب الأسلحة إلى الحوثيين يهدد السلم والأمن العالمي

أكدت الجمهورية اليمنية، أن استمرار تهريب الأسلحة إلى جماعة الحوثي لا يشكل تهديداً على اليمن فحسب، بل على السلم والأمن والإقليمي والدولي، داعية لدعم الحكومة اليمنية لبسط سيطرتها على كل التراب اليمني لمنع التهديدات الحوثية للملاحة الدولية.

 

جاء ذلك في بيان الجمهورية اليمنية الذي ألقاه مندوب اليمن الدائم لدى الامم المتحدة السفير عبدالله السعدي، أمام مجلس الأمن في جلسة النقاش المفتوحة حول (تعزيز الأمن البحري من خلال التعاون الدولي لتحقيق الاستقرار العالمي).

 

وشدد السعدي، على أهمية تبني المجتمع الدولي إستراتيجية شاملة وفعّالة تتكامل فيها الجهود الوطنية مع جهود الشركاء الإقليميين والدوليين لمواجهة التحديات المشتركة وضمان حماية ممرات الملاحة الدولية والأمن والسلم الدوليين.

 

وقال السفير السعدي "إن الجمهورية اليمنية تؤمن ان أحد ركائز تحقيق الأمن والاستقرار وازدهار دولنا جميعاً يعتمد على أمن وسلامة ممرات الملاحة الدولية، وكما تؤمن بأهمية وجود تعاون وتنسيق على كافة المستويات في هذا الجانب، ومن هذا المنطلق، تشارك الجمهورية اليمنية بشكل فاعل في كل المحافل الدولية والإقليمية لتحقيق هذا النوع من التعاون والتنسيق، وترى انه لا يمكن لدولة بعينها ان تواجه كل التحديات في البيئة البحرية بمفردها دون ان تعمل ضمن منظومة تعاون".

 

وطالب بدعم الحكومة اليمنية لبسط سيطرتها على كامل التراب اليمني، وتمكينها من القيام بواجبها في حماية مياهها الإقليمية وضمان أمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وتحويله من مصدر تهديد إلى جسر للسلام كما كان عبر التاريخ.

 

وأشار لأهمية امتثال جميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي لالتزاماتها والتنفيذ الكامل للقرار 2216 (2015) وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بحظر الأسلحة المستهدف، مؤكدا أن استمرار تهريب الأسلحة إلى جماعة الحوثي، لا يشكل تهديداً على اليمن فحسب، بل على السلم والأمن والإقليمي والدولي، وعلى أمن وسلامة الملاحة الدولية ككل.

 

ودعا السفير السعدي، إلى تعزيز التعاون العملي، بما في ذلك مع الحكومة اليمنية، لمنع جماعة الحوثي من الحصول على الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية المستخدمة في تنفيذ المزيد من الهجمات ضد الملاحة الدولية وتهديد دول المنطقة.

 

ولفت لأهمية تفعيل الدور الحاسم لآلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (أونفم) وتمويلها وتعزيز قدراتها بشكل كافي، وأهمية استجابة المجتمع الدولي لتهديدات الأمن البحري من خلال التعاون الدولي لتحقيق الاستقرار العالمي والحفاظ على السلم والأمن الدوليين.

 

وأوضح أن الهجمات والتصعيد من قبل جماعة الحوثي في البحر الأحمر ومضيق باب المندب أظهر "مدى أهمية هذا الممر المائي للاقتصاد العالمي وكيف تؤثر الاضطرابات على التجارة الدولية والاستقرار الاقتصادي العالمي والبيئة البحرية".

 

وأشار إلى أن هذه الهجمات أدت إلى أضرار بشرية ومادية والإضرار بالبيئة البحرية، ومثالاً على ذلك، ما تعرضت له السفينة "روبيمار" التي غرقت في المياه اليمنية مطلع العام الماضي على بُعد 15 ميلاً من ميناء المخا والتي كانت تحمل على متنها 22 ألف طن من فوسفات الامونيا، وحوالي 180 طناً من وقود وزيوت السفن التي ستتسرب حتماً إلى البيئة البحرية، بالإضافة إلى تنامي علاقة التعاون والتنسيق بين جماعة الحوثي والجماعات الإرهابية الأخرى، واستهداف البنية التحتية المدنية في اليمن، بما في ذلك المنشآت النفطية وموانئ تصدير النفط في محافظتي حضرموت وشبوة.

 

وثمّن جهود المملكة المتحدة الصديقة في دعم مصلحة خفر السواحل اليمنية، معبّراً عن التطلع إلى إطلاق شراكة الأمن البحري اليمنية بالشراكة مع حكومة المملكة المتحدة والشركاء الدوليين في شهر يونيو القادم.

 

وأبدى تطلع الحكومة اليمنية، لدعم الهيئة العامة للشؤون البحرية بالوسائل اللازمة لمكافحة تلوث البيئة البحرية، بما في ذلك مكافحة التلوث الناجم عن تسرّب مخلفات وزيوت السفن، والتلوّث الناجم عن السفن المنكوبة التي تتعرض للهجمات الحوثية، وتمكينها من الاستجابة لنداءات الاستغاثة من السفن وتقديم الدعم اللازم للحفاظ على أرواح طواقم السفن عند الحاجة.

 


مقالات مشابهة

  • من “إيلات” إلى حيفا.. الصواريخ اليمنية تنهك الاقتصاد “الإسرائيلي”
  • الرسالة الأخيرة لمنفذ عملية إطلاق النار بواشنطن:فظائع “إسرائيل” ودعم أمريكا سبب عمليتي
  • صحيفة روسية: الحرب الأمريكية على “الحوثيين” انتهت بانكسار إمبراطوريتها
  • صاروخ فرط صوتي يمني يستهدف “بن غوريون” الإسرائيلي في قلب عاصمة الكيان
  • أبرز الهجمات التي نفذتها جماعة الحوثيين على إسرائيل عام 2025
  • الفرح: مفاجآت قادمة ستشلّ “كيان الاحتلال”.. وواشنطن جاءت تطلب الاتفاق لا العكس!
  • اليمن أمام مجلس الأمن: استمرار تهريب الأسلحة إلى الحوثيين يهدد السلم والأمن العالمي
  • “الدفاع اليمنية” تُقر خطة لفتح طرقات رئيسية في مناطق التماس مع الحوثيين
  • في بيان له هو الثاني خلال ساعات.. قوات صنعاء تعلن استهداف مطار “بن غوريون” في منطقة يافا المحتلة
  • قوات صنعاء تكشف تفاصيل استهداف “بن غوريون” وموقعين إسرائيلين في “تل ابيب” وحيفا