جعل الاستهلاك الواسع النطاق للكافيين -خاصة القهوة والشاي- منه عنصرا أساسيا في الروتين اليومي للملايين في جميع أنحاء العالم. ولكن ماذا عن آثاره على الدماغ؟ وما مقدار الكمية المسوح بتناولها يوميا وفي المرة الواحدة؟

أكبر كوب من القهوة يُسمح لك بتناوله
وفقا لورقة بحثية، فإن استهلاك الكافيين ليس ضارا إذا استُهلك بمستويات 200 مليغرام في المرة الواحدة، أو 400 مليغرام يوميا.

وهذا يعني أن حجم الكوب من القهوة الذي يُسمح لك بتناوله في المرة الواحدة يجب أن لا يتجاوز محتواه من الكافيين 200 مليغرام.
لذلك يعتمد حجم الكوب على نوع القهوة.

وفيما يلي كمية أنواع مختلفة من القهوة تحتوي على 200 مليغرام:
إسبريسو: 90 مل (فنجان ونصف الفنجان).
القهوة التركية: 90 مل (فنجان ونصف الفنجان).
قهوة مفلترة: 500 مل (كوبان).
قهوة سريعة الذوبان: كل ملعقة صغيرة (5 مل) من المسحوق تحتوي 32 مليغراما، وهذا يعني عدم تناول مشروب يحتوي أكثر من 6 ملاعق صغيرة في المرة الواحدة.
تأثيرات إيجابية

وللكافيين العديد من التأثيرات الإيجابية على الدماغ، إذ يمكن أن يزيد من اليقظة ويساعد على التركيز، ويحسن المزاج ويحدّ من الاكتئاب.ولا يبدو أن الكافيين يؤدي إلى الاعتماد (أي إدمان الشخص عليه)، على الرغم من أن أقلية من الناس يعانون من “أعراض الانسحاب” إذا أوقفوه؛ مثل: العصبية والصداع.

ويمكن أن يعزز الكافيين تأثير الأدوية المسكنة العادية في الصداع والصداع النصفي.
بالنسبة للدماغ ارتبط استهلاك الكافيين مدى الحياة بالوقاية من التدهور المعرفي، وتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، ومرض باركنسون، ومرض الزهايمر. ولا يبدو أن استهلاكه يؤثر في حدوث النوبات.

ولذا، يمكن أن يكون تناول القهوة والكافيين يوميا جزءا من نظام غذائي صحي متوازن، ولا يلزم إيقاف استهلاكه عند كبار السن.
الكافيين والتعلم والذاكرة
في المقابل تشير دراسة نشرت في فبراير/شباط الماضي إلى أن مستهلكي الكافيين المنتظمين قد يواجهون خطر تراجع القدرة على التعلم والذاكرة.
ومع أن الآثار التحفيزية للكافيين معروفة، فإن البحث سلط الضوء على كيفية تأثير هذا المنشط في واحدة من وظائف الدماغ الأكثر أهمية: اللدونة الدماغية.

ولا يعني هذا المصطلح أن الدماغ يصبح لينا كالمطاط؛ بل هو مصطلح يعني قدرة الجهاز العصبي على تغيير نشاطه استجابة للمحفزات الداخلية أو الخارجية، عن طريق إعادة تنظيم بنيته أو وظائفه أو اتصالاته. ويعرف هذا المصطلح -أيضا- باسم اللدونة العصبية.
وكلما زادت اللدونة الدماغية، ارتفعت معها قدرة الدماغ على إنشاء تشابكات عصبية جديدة لتعلم مهارات جديدة أو تخزين معلومات وذكريات. وهذا يعني أن اللدونة الدماغية تؤثر في التعلم والذكرة، وعلى الوظائف الإدراكية
والوظائف الإدراكية، هي نشاطات الدماغ المتنوعة والمعقدة؛ مثل: الانتباه والذاكرة وسرعة معالجة المعلومات والتفكير والتخطيط وحل المشكلات وتعدد المهام.
ووجد الباحثون أن تناول الكافيين بانتظام قد يضعف اللدونة الدماغية.

وأكد الباحثون أن هناك حاجة إلى دراسات أكثر شمولا ومصممة بشكل جيد، لكشف العلاقة المعقدة بين الكافيين ومرونة الدماغ والتعلم.
وفي الخلاصة فإن الكافيين في القهوة والشاي مفيد، ولكن يجب الانتباه إلى أن هناك معطيات مبدئية قد تربطه بتراجع القدرة على التعلم.
المصدر : الميدان اليمني + الجزيرة + وكالات

المصدر: الميدان اليمني

كلمات دلالية: القهوة فوائد القهوة من القهوة

إقرأ أيضاً:

علماء يكتشفون كيف يتشكل الرعب النفسي في الدماغ

تمكّن باحثون من معهد كوريا المتقدم للعلوم والتكنولوجيا من تحديد دائرة عصبية مسؤولة عن تكوين ذاكرة الخوف الناتجة عن التهديدات النفسية، وليس الألم الجسدي.

نُشرت النتائج في دراسة حديثة في دورية "ساينس أدفانسيز"، ويعلق جين هي هان، قائد الفريق البحثي في قسم العلوم البيولوجية في معهد كوريا المتقدم للعلوم والتكنولوجيا، في تصريحات حصرية للجزيرة نت عن نتائج دراسته أن "الدماغ يحتوي على نظامين منفصلين لمعالجة البُعدين المختلفين للألم، النفسي والجسدي، نظرا لتنوع التهديدات، فبعضها مؤلم والبعض الآخر غير مؤلم. وفي كثير من الحالات، نختبر الألم النفسي دون وجود ألم جسدي فعلي. وقد تتضمن معالجة الألم النفسي وظائف دماغية أكثر تعقيدا".

فريق الدراسة (من اليسار) البروفيسور جين هي هان، والدكتور جون هو هان، والمرشح لنيل درجة الدكتوراه بوين سو من قسم العلوم البيولوجية (معهد كوريا المتقدم للعلوم والتكنولوجيا) الخوف الراسخ

يعتمد البحث على نموذج لقياس الخوف في الفئران، حيث استخدم الباحثون محفزا بصريا لمحاكاة اقتراب مفترس. ومكنت هذه المنهجية الفريق من دراسة استجابة الدماغ لتهديدات غير مؤلمة جسديا، ودون اللجوء إلى الصدمات الكهربائية المستخدمة تقليديا، مما مكنهم من انتقاء الخوف غير المؤلم جسديا كتهديد.

ويقول هان: "باستخدام طرق تتبع الدوائر العصبية، وجدنا أن الخلايا العصبية في القشرة الجزرية الخلفية (في المخ) تتصل مباشرة بنوع محدد من الخلايا العصبية في منطقة أخرى تسمى نواة الجسر الجانبية".

وتكمن أهمية هذا الاتصال العصبي، بين مناطق مختلفة في المخ، في استجابة خلايا القشرة للحالات المرتبطة بالخوف والقلق، بينما تعمل خلايا الاتصال في نواة الجسر كمنبه عام في مواجهة المواقف الخطرة.

يضيف هان: "بالنظر إلى وظائف هاتين المنطقتين، فإن هذا المسار ملائم تماما لنقل إشارات التهديد العاطفية إلى مناطق الدماغ السفلية مثل اللوزة الدماغية، التي تعالج مشاعر الخوف والقلق".

إعلان

وباستخدام تقنية متطورة، نجح الباحثون في تعطيل الاتصال العصبي مما منع تكوين ذاكرة الخوف عند التعرض لمؤثر بصري مهدد، وفي المقابل، عندما أعادوا تنشيط هذا المسار، تشكلت ذاكرة خوف قوية حتى دون وجود تهديد حقيقي، مما يؤكد أن هذا المسار وحده كافٍ لتحفيز ذاكرة الخوف.

التجارب أجريت على الفئران (شترستوك) نموذج التهديد البصري

باستخدام نموذج التهديد البصري، الذي سبق تطويره في أبحاث سابقة في 2013 بحسب هان، تتعرض الفئران لمحفز بصري متمثل في قرص مظلم يتمدد بسرعة محاكيا لعملية افتراس محتملة.

وقد أظهرت الفئران سلوكيات دفاعية قوية كالتجمد في المكان أو محاولة الهرب. يعلق هان على النموذج المستخدم: "رغم أن هناك عوامل تحتاج إلى ضبط مثل سرعة التمدد وحجم القرص، فإن هذا النوع من التحفيز يؤدي إلى استجابات سلوكية قوية".

ونجحت الدراسة في التمييز بشكل واضح بين الاستجابات الغريزية الفورية، كالهرب أو التجمد، والذاكرة المكتسبة للخوف والتي اعتمدت على دائرة الاتصال العصبية المكُتشفة. وهذا التمييز له أهمية حاسمة في فهم الاضطرابات النفسية التي ترتبط بالذاكرة طويلة المدى للتهديدات كالتي تترسب داخلنا بسبب حادث بشع أو تجربة نفسية مؤلمة.

ورغم إجراء الدراسة على الفئران، فإن تطبيق نتائجها على البشر يطرح تحديات كبيرة. ويشرح هان: "إن الاستهداف والتلاعب بدائرة عصبية محددة يمثل تحديا كبيرا في ترجمة النتائج إلى البشر. ومع ذلك، هناك تقدم ملحوظ في تطبيق تقنيات على الرئيسيات غير البشرية وحتى على البشر".

ولكن في ظل التطور المتسارع في علوم الدماغ، تُطرح تساؤلات عن إمكانية إساءة استخدام المعرفة الجديدة في التلاعب بمشاعر الخوف لدى البشر، سواء لأغراض أمنية أو سياسية أو غيرها.

ويقول هان: "هذه قضية مهمة. لأن هذه دائرة عصبية تتعلق بالألم النفسي ويمكنها أن تُحدث حالات خوف مفرط وحالات قلق داخلية، مما قد يعزز تكوين ذاكرة خوف غير تكيفية وغير محددة، وقد يؤدي إساءة استخدامها إلى مشاكل واضطرابات نفسية حادة." ويختتم: "هذه ليست قضية خاصة بنتائج دراستنا فحسب، بل تنطبق على جميع الدوائر العصبية المرتبطة بمعالجة الألم النفسي".

ورغم التحديات، لا يعمّق هذا البحث فهمنا لوظائف الدماغ فحسب، بل يفتح آفاقا علاجية جديدة لملايين الأشخاص حول العالم يعانون من اضطرابات ناتجة عن ذكريات الخوف النفسي غير المؤلمة جسديا، ولكنها لا تقل ضراوة عن أي ألم محسوس.

قد يُحدث هذا الاكتشاف تحولا جوهريا في فهمنا لكيفية معالجة الدماغ للتهديدات غير المؤلمة جسديا، ويعزز فرص تطوير علاجات جديدة لحالات مثل اضطراب ما بعد الصدمة واضطرابات القلق.

مقالات مشابهة

  • نكهات تركية أصيلة تأسر أجواء البرلمان البريطاني
  • متوفر في القهوة والأرز.. .علاج سحري يقيك من النوبات القلبية
  • علماء يكتشفون كيف يتشكل الرعب النفسي في الدماغ
  • أعراض غير واضحة لورم الدماغ
  • مركب في القهوة والأرز يقلل الإصابة بالنوبات القلبية
  • لطلاب الثانوية العامة .. 10 أطعمة تناولها يوميا فى الامتحانات | تزيد التركيز والذكاء
  • البشرة في فصل الصيف... بين أشعة الشمس ومخاطر الجفاف، كيف نحميها؟
  • الاتحاد الدولي لكرة السلة يسمح للمنتخب السوري بلعب تصفيات كأس العالم 2027 على أرضه
  • رجل الأعمال أحمد بدوي: اترك القهوة وابدأ بالاستثمار.. فيديو
  • القهوة والأرز.. ما سر علاقتهما بصحة القلب؟