يعد معبر رفح الواصل بين قطاع غزة و مصر شريان الحياة  لأهالي القطاع المحاصر، إذ يقع معبر رفح في شمال سيناء بمصر، وهو المعبر الحدودي الوحيد بين غزة ومصر، ويقع على طول سياج يبلغ طوله 8 أميال (12.8 كيلومترًا) يفصل غزة عن صحراء سيناء. 

وهناك معبران آخران فقط للدخول إلى قطاع غزة والخروج منه، هما معبر إيريز، وهو معبر مع الاحتلال الإسرائيلي في شمال غزة ومعبر كرم أبو سالم، وهو معبر تجاري فقط بين الاحتلال وغزة.

 

ومع بدء الحرب على القطاع أغلق الاحتلال الإسرائيلي كلا المعبرين، ليبقى معبر رفح المتنفس الوحيد لدخول المساعدات الإنسانية والأدوية لسكان القطاع المحاصرين ولخروج من يرغب منهم بالخروج. 

وبالرغم من أن المعبر جزء من الاراضي المصرية إلا أن مصر لا تملك السيطرة الكامله عليه، إذ يفرض الاحتلال الإسرائيلي سيادته على المعبر رغم أنها  سيادة غير  قانونية، وبالرغم أن اتفاقية المعابر تؤكد سيادة مصر على المعبر على أن تتم إدارته بالشراكة بين المصريين والفلسطينيين


ما كان يمكن لمصر أن تفعل ؟ 

يرى الباحث الدكتور أسامة الأشقر أن هناك عشرات الأفكار الممكنة والمتاحة التي لا تتطلب إلا شعوراً بالاستقلال والسيادة عند اتخاذ قرار مصريّ متعلق بمعبر رفح. 

وعن تلك الأفكار يقول الأشقر إنه :" على قيادة مصر أن تتذكّر دائماً أنها تركت جيرانها يموتون ولم تفتح لهم باباً، ولم تيسّر عليهم أي حلّ، وحاصرتهم وخنقتهم تحت النار بسياستها في هذه الحرب وفي كل الحروب السابقة على مدار عشرين عاماً، وأنّ كل ما تفعله ما حراك سياسيّ بارد لم يوقف سفك نقطة دم واحدة أو يغير من الواقع شيئاً". 

ويضيف:" وعلى قيادة مصر أن تتذكّر أنّها بسلوكها هذا أعطت المبرر لعشرات الدول العربيّة أن تخذلنا وتتجاهل نكبتنا لأنها تعتبر أن ما يجري لنا هو شأن مصريّ خالص، وأن مصر لا تسمح لأحد أن يتجاوزها في هذا الموضوع". 


ويقول:"كان بإمكان مصر أن تقول كلمات لطيفة محبّبة تجامل بها المنكوبين، وتطمئنهم أن مصر لا تتخلى عن جيرانها وأهلها، وتقول كلمات غليظة بحق العدو الذي يقتل هذا الشعب "ولو ادّعاءً". 

وتابع الأشقر :" كان بإمكانها أن تستقبل المرضى والجرحى في عشرات المستشفيات الميدانية داخل حدودها، ويمكن أن تحوّل منطقة المستشفيات إلى معسكرات مغلقة ليضمنوا عدم خروج أحد". 

ويرى إنه بامكانها أن تُدخل مئات الشاحنات المحمّلة بالأغذية والأدوية والاحتياجات الأساسية محميّة بالعلم المصري،  " ولن يتجرّأ الكيان أن يقصف هذه الشاحنات إذا كان الكيان يحترم مصر حقاً ويريد الحفاظ على علاقته معها"، أن تفتح المعبر لإخراج جميع ذوي الإصابات الخطرة والأطفال الجرحى الذين قررت دول العالم استقبالهم في مستشفياتها وألا تنتظر قرارات موافقة من العدوّ التي لا تأتيهم إلا بعد وفاة أكثر المسجّلين". 

و أن تُدخل سيارات الإسعاف المتوقفة على الحدود وتسلّمها لوزارة الصحّة الفلسطينية وأن تدخل جميع الاحتياجات الطبية دون انتظار تفتيش العدوّ، وكان يكفي مصر وجود رقابة أممية على الشحنات.

أما داخليا يرى الأشقر أنه كان بامكان مصر  أن تسمح للشعب المصري  أن يتفاعل مع ما يجري وأن يتسامح مع المواقف التضامنية والخيرية، وأن تظهر ذلك في وسائل إعلامها، وأن تُخرس ألسنة السوء التي تمسّ النضال الحرّ على شاشاتها؛ وسيعلم الجميع حينها أن مصر ما تزال عظيمة كما يكتب التاريخ عنها.

ويتابع:" كان بإمكان بمصر أن تعلن الحداد، وتنكّس العلم الرسميّ بضعة أيام كما تفعل مع كل قضية إنسانية تشغلها، أن تفرض على جيش العدوّ ألّا تقترب طائراته المسلّحة وزنّاناته المذخّرة من أجواء مصر وحدودها الشرقيّة، وأن تعلن أنّ أمن مصر هو من أمن فلسطين، وأن سيادة فلسطين من سيادة مصر". 

وأقل ما يمكن وفق رأيه أن تقوم مصر بفرض مظلة حماية أمنية للمدنيين في مناطق وجودهم جنوب القطاع على الأقل، وأن تستخدم نفوذها وحضورها الإقليمي لإجبار العدوّ على قبول قرار مصر بحماية المدنيين. 



هل ما زالت مصر قادرة على مساندة غزة ؟ 
الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القرة يرى إن مصر ما زالت قادرة على القيام بمهام واقعية لمساعدة جارتها فلسطين في الظروف الصعبة التي تمر بها.

وعن تلك المهام يقول القرة عبر حسابه على أكس (تويتر سابقا):" بإمكان مصر أن تظهر التضامن الإنساني مع الشعب الفلسطيني بطرق عدة واقعية كتقديم حماية حقيقية للمدنيين وجعل المعابر نافذة مفتوحة لإدخال سائر المعونات والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والأدوية إلى قطاع غزة، بدلاً من الاكتفاء بتصريحات الإدانة والتضامن اللفظي".

إلى مصر التي نحب إحدى أقدم الحضارات في التاريخ وعصب الأمة العرببة والإسلامية .
يا أهلنا في مصر:
مازالت مصر قادرة على القيام بمهام واقعية لمساعدة جارتها فلسطين في الظروف الصعبة التي تمر بها.
بإمكان مصر أن:
☆ تظهر التضامن الإنساني مع الشعب الفلسطيني بطرق عدة واقعية كتقديم… pic.twitter.com/14EHvOf0Ws — د. علي القره داغي (@Ali_AlQaradaghi) December 7, 2023
ويتابع :" وأن تستعيد مصر قيادتها للعالم العربي وتحريك نفوذها السياسي والإقليمي للضغط على القوى الدولية والمجتمع الدولي للتدخل ووقف الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين واتخاذ إجراءات دبلوماسية قوية لدعم فلسطين دولياً والدفاع عن حقوقها وتطلعاتها المشروعة". 

ويضيف القرة:" يجب على مصر أن تعلن  الحداد الرسمي وتظهر التضامن الشعبي مع الشعب الفلسطيني و أن تدرك قوتها ونفوذها في المنطقة وأن تستخدمها بشكل إيجابي لدعم الشعوب العربية والفلسطينية بشكل خاص، وأن تتخذ الإجراءات اللازمة لتقديم المساعدة والدعم في ظل الظروف الصعبة التي يمر الشعب الفلسطيني بها". 



حملة عالمية للضغط على مصر 
ينفذ مجموعة من النشطاء في عددٍ من المدن العربية والعالمية ، حملة عالمية إذ يقومون بتسليم بيان إلى عدد من سفارات مصر بدولهم لمطالبتها بفتح معبر رفح حتى تصل المساعدات لقطاع غزة.

وتسلمت سفارة مصر في عمّان، في 15 نوفمير ، بيانا موجها للقاهرة يطالبها بفتح معبر رفح بشكل دائم ومباشر، ليتمكن من تدفق المساعدات إلى القطاع دون شرط أو تدخل إسرائيلي أو أميركي أو أوروبي.

وضم الوفد الذي سلّم البيان قياديات عربية وأردنية من أكثر من  شخصيات وازنة من 43 دولة أخرى بتوقيع أكثر من ألف من الساسة والنقابيين والأطباء وقادة المجتمع المدني والنشطاء.

ومن بين الموقعين من الأردن وزراء وسياسيين مثل : عمر الرزاز ومروان المعشر وإبراهيم نصر الله وناديا شمروخ وعازم القدومي وزياد الزعبي.

وعمل على البيان العديد من الجهات من بينها: اتحاد المرأة الأردنية، ومن أحزاب سياسية، وجمعية النساء العربيات، وطبيبات من مجلس نقابة الأطباء الأردنية، ومدافعات أردنيات عن حقوق الإنسان.

ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي يشن الجيش الإسرائيلي عدوانا على غزة، أدى لارتقاء أزيد من 11 ألف شهيد وتدمير القطاع الصحي ومختلف المرافق الحيوية.

وبالتزامن مع العدوان يمنع الاحتلال وصول الوقود والغذاء والدواء إلى داخل قطاع غزة بشكل كافي. 




المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية معبر رفح غزة مصر الاحتلال مصر غزة الاحتلال معبر رفح سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی معبر رفح مصر أن أن مصر

إقرأ أيضاً:

البابا تواضروس يترأس قداس عيد دخول السيد المسيح مصر.. صور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهد قداسة البابا تواضروس الثاني، مساء اليوم السبت، احتفالية "أم الدنيا" التي أقيمت في مسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.

تم خلال الاحتفالية عرض وثائقي "أم الدنيا" من الجزء الثاني من سلسلة أم الدنيا والذي يحمل عنوان "احنا مين؟".

تناول العمل الوثائقي أهم الأماكن التي زارها السيد المسيح خلال مدة تعدت الثلاث سنوات في بداية حياته على الأرض مع العائلة المقدسة عندما هربوا إلى مصر من بطش الملك هيرودس، إلى جانب ملخص لحياة السيد المسيح، ودخول المسيحية لمصر عن طريق القديس مار مرقس الرسول وتأسيس كنيسة الإسكندرية ومدرسة الإسكندرية اللاهوتية، ولمحات من تاريخ المسيحية في مصر، وفترة الاضطهاد الروماني خلال فترتي حكم الإمبراطورين ديكيوس ودقلديانوس والتي شهدت عصر الاستشهاد المسيحي، ثم انطلاق فكرة الرهبنة المسيحية التي بدأت من أرض مصر وانطلقت إلى العالم، وآبائها الكبار القديسين أنطونيوس وباخوميوس ومقاريوس.

حضر الاحتفالية الدكتور أشرف سالمان رئيس مجلس إدارة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، و عمرو الفقي الرئيس التنفيذي للشركة المتحدة، وعدد من قيادات "المتحدة"، ومنصة WATCH IT المنتجة للعمل الوثائقي.

كما حضر الاحتفالية عدد من سفراء بعض الدول، والآباء المطارنة والأساقفة، وعدد كبير من الفنانين والمخرجين والمنتجين والعاملين في صناعة السينما والدراما.

وألقيت عدة كلمات من الفنانة سوسن بدر والمخرج محمود رشاد، والدكتور أشرف سالمان.

 واختتمت الكلمات بكلمة قداسة البابا التي رحب في بدايتها بكافة الحضور، وقال إن الاحتفالية بمثابة أمسية مصرية فريدة يمتزج فيها الحضارة والتاريخ والإيمان. 

وتحدث قداسة البابا عن أهمية عيد دخول السيد المسيح وزيارة العائلة المقدسة لمصر وما يعنيه ويقدمه لمصر في مختلف النواحي.

ووصف قداسته العمل الوثائقي "أم الدنيا" بأنه رفيع في إبداعه في كتابته وإخراجه وتصويره وإنتاجه، وتطرق قداسته للحديث عن التدين المصري، حيث قال إن مصر علمت العالم "فن الأعمدة" الذي تجلى في المسلة الفرعونية التي كانت رأسها بمثابة "عين الإله" في مفهوم ذلك الوقت، وتطورت مع دخول المسيحية لشكل المنارة في الكنيسة، ثم المئذنة في المسجد، فكأن مصر عبر تاريخها تشبه معبدًا كبيرًا، وأضاف قداسته أن مجتمعنا يشبه بناءً له أعمدة، منها الفن والثقافة، ومؤسسات الدولة من جيش وشرطة وقضاء، والمؤسسات الدينية الكنيسة والأزهر، وغيرها من الأعمدة التي يجب أن نحرص جميعًا على قوة كلٍّ منها، حيث أن لا غنى عنها لثبات المجتمع.

وأشاد قداسته بالشركة المتحدة ومجهوداتها بكل أذرعها من أجل الفن والإعلام المصريين، وكذلك باهتمام الدولة المصرية خلال السنوات الأخيرة بمسار رحلة العائلة المقدسة ومسارها الذي يمكن أن يكون عنوانًا لمصر، والاهتمام بوجوده في النواحي ومناهج التعليم، ودعا إلى نشر السلسلة الوثائقية "أم الدنيا" في مختلف أنحاء العالم من خلال سفاراتنا وكنائسنا بالخارج.

وفي ختام الاحتفالية قدمت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية درع تكريم لقداسة البابا، كما تم تكريم السيدة نشوى جاد الحق الرئيس التنفيذي لمنصة WATCH IT، والفنانة سوسن بدر بطلة سلسلة "أم الدنيا"، ومؤلف ومخرج السلسلة محمود رشاد، والأستاذ الدكتور إسحق عجبان عميد معهد الدراسات القبطية، الذي كان ضمن هيئة مراجعة المادة العلمية للجزء الخاص بمسار العائلة المقدسة في "أم الدنيا".

IMG_7644 IMG_7643 IMG_7642 IMG_7641 IMG_7640 IMG_7639 IMG_7638 IMG_7637

مقالات مشابهة

  • ​تهديد إثيوبي جديد لمصر: سنبني سدودا ولن توقفنا قوة.. كيف سترد القاهرة؟
  • "الجارديان": أطفال غزة يموتون جوعا بسبب الاجتياح الإسرائيلي لمدينة رفح
  • 27 يوما على إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم
  • البابا تواضروس يترأس قداس عيد دخول السيد المسيح مصر.. صور
  • الأنبا ميخائيل يترأس احتفالية دخول المسيح لمصر
  • مصدر رفيع المستوى: مصر أكدت لكافة الأطراف موقفها الثابت بعدم فتح معبر رفح طالما بقيت السيطرة الإسرائيلية
  • ماذا يحدث للجسم عند أكل الفراولة يوميًا.. طبيب شهير يكشف مفاجأة
  • ارتفاع عدد ضحايا سوء التغذية في غزة إلى 37 شخصا بعد وفاة طفل
  • عصابة أفرادها من السوريين... تجمع الأموال من المناطق اللبنانيّة وهذا ما تفعله بها
  • حرب إسرائيلية كبيرة على وكالة أونروا بغزة لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين