الحرة:
2025-05-28@09:32:06 GMT

السلطة تعمل مع واشنطن على خطة لغزة ما بعد الحرب

تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT

السلطة تعمل مع واشنطن على خطة لغزة ما بعد الحرب

ذكرت وكالة بلومبرغ، الجمعة، أن السلطة الفلسطينية، تعمل مع مسؤولين أميركيين على خطة لإدارة قطاع غزة، بعد انتهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من شهرين. 

وكشفت إثر مقابلة خاصة مع رئيس الوزراء في السلطة الفلسطينية، محمد اشتية، أن مسؤولين أميركيين زاروا رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في وقت سابق هذا الأسبوع، لبحث خطة لمستقبل غزة بعد الحرب.

 

واتفق الجانبان، وفق الوكالة، على أنه لا ينبغي لإسرائيل إعادة احتلال غزة، أو تقليص أراضيها لإنشاء منطقة عازلة، أو طرد الفلسطينيين.

هدف غير واقعي

نقلت الوكالة عن اشتية، قوله، إن هدف إسرائيل المتمثل في هزيمة حماس بشكل كامل "غير واقعي".

المسؤول ذاته، رأى أيضا أن على حماس أن تنضمّ إلى السلطة في ظل هيكل حكم جديد. 

وفي حديثه إلى بلومبرغ في مكتبه بالضفة الغربية، قال اشتية إن النتيجة التي يرجوها عند نهاية الصراع، هي أن تصبح حماس شريكا في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الأوسع، مما يساعد في بناء دولة مستقلة جديدة. 

"الدولة التي تضم الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية" وفق قوله.

وأضاف اشتية "لن نذهب إلى هناك (غزة) وفق خطة عسكرية إسرائيلية.. نحن بحاجة إلى وضع آلية، وهو أمر نعمل عليه مع المجتمع الدولي.. ستكون هناك احتياجات ضخمة من حيث الإغاثة وإعادة الإعمار".

وفي سياق هذه الجهود، سيتوجه اشتية إلى قطر في نهاية هذا الأسبوع ليطلب من الدوحة تحويل دعمها المالي الكبير لحماس في السنوات الأخيرة إلى السلطة الفلسطينية، مما يمنحها المزيد من الموارد لتحقيق أهداف ما بعد الحرب.

واقتصر حكم السلطة، التي كانت تدير الشؤون الفلسطينية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، على الضفة الغربية فقط منذ عام 2007 حين بدأ صراعها مع حماس. 

وتشكلت حركة حماس في أواخر الثمانينيات كمنافس لمنظمة التحرير الفلسطينية التي تتقبل وجود إسرائيل. 

وتقول بلومبرغ إن "حماس ترفض دولة إسرائيل تماما" لكن اشتية أشار في حديثه للوكالة إلى أن ذلك قد يتغير.

وقال اشتية، وهو اقتصادي يبلغ من العمر 65 عاما ويدير الحكومة الفلسطينية تحت حكم الرئيس محمود عباس منذ عام 2019 "حماس قبل 7 أكتوبر شيء وبعده شيء آخر، إذا كانوا مستعدين للتوصل إلى اتفاق، عندها سيكون هناك مجال للحديث.. لا ينبغي تقسيم الفلسطينيين".

وهذه الرؤية تتناقض مع ما تراه إسرائيل مستقبلا لغزة، القطاع الساحلي الفقير الذي يضم نحو 2.2 مليون نسمة. 

وفي عهد رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، لا ترغب إسرائيل في تدمير حماس فحسب ــ التي تعتبرها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية ــ بل لا تثق في قدرة السلطة الفلسطينية على مواصلة العمل على تحقيق التعايش السلمي، وفق التقرير. 

وهي بذلك، "تعارض حل الدولتين وتأمل في تنمية قيادة تكنوقراطية جديدة داخل غزة كبديل للسلطة الفلسطينية" تقول بلومبرغ.

وتعمل إسرائيل على تحييد أي مجموعة متمركزة في غزة قادرة على تهديدها مرة أخرى "وهذا يعني القيام بدوريات في المنطقة في المستقبل المنظور" وفق الوكالة.

وشن الجيش الإسرائيلي حملة جوية وبرية لتدمير قوة حماس بعد هجوم  7 أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة.

وتقول إسرائيل إنها لن توقف حملتها "حتى يتم القضاء على حماس". 

إدانة

أدت الحملة الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 17 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحماس، بينما حوّل القصف مناطق واسعة إلى أنقاض. 

وهذه الحرب هي الأطول التي خاضتها إسرائيل منذ عام 1948.

وأعرب نتانياهو وغيره من القادة الإسرائيليين عن غضبهم لأن كبار المسؤولين الفلسطينيين مثل اشتية لم يدينوا مذبحة 7 أكتوبر. 

وعندما طُلب منه القيام بذلك في المقابلة، اعترض اشتية، قائلا إن الصراع لم يبدأ في ذلك التاريخ وأن المسؤولين الإسرائيليين رفضوا إدانة ما يفعله مواطنوهم بحق الفلسطينيين.

وقال "ما تفعله إسرائيل في غزة، عمل انتقامي.. هذا لن يأخذهم إلى أي مكان".

وأضاف أنه من المرجح أن يصبح ما لا يقل عن نصف مليون من سكان غزة بلا مأوى بعد الحرب.

وقال اشتية، الذي عمل في السلطة الفلسطينية لسنوات بعد تدريس الاقتصاد وشغل منصب مدير جامعي، إن الشباب الفلسطيني والإسرائيلي أصبحوا أكثر تشددا وأن فرصة التوصل إلى اتفاق سلمي بين الجانبين تتلاشى بسرعة.

تفاؤل؟

تبدو فكرة اشتية بانضمام حماس إلى السلطة متفائلة كثيرا، ليس فقط لأن حماس طردت السلطة من غزة في أعقاب الصراع بينهما عام 2007، ولكن لأن أربعة اتفاقات لاحقة بين الجانبين لم يتم تنفيذها.

وردا على سؤال حول سبب اعتقاده بعدم قدرة إسرائيل على القضاء على حماس، قال اشتية "حماس موجودة في لبنان، والجميع يعلم أن قيادة حماس موجودة في قطر وهم هنا أيضا في الضفة الغربية".

اشتيه قال أيضا إن وزراء في حكومته تواصلوا مرارا مع نظرائهم الإسرائيليين ولكن تم رفضهم.

وقال "للأسف، لا يوجد شريك على الجانب الآخر"، وهو نفس الشيء الذي يقوله الإسرائيليون عن الفلسطينيين، تعقب بلومبرغ.

اشتيه قال "انظروا إلى ما يقوله نتانياهو، لا عودة إلى السلطة الفلسطينية، ولا لحل الدولتين.. ماذا يعني هذا؟ هل يريد استمرار الاحتلال العسكري للأراضي الفلسطينية.. هذا غير مقبول".

في السياق، قال اشتية إن الخطوة الإيجابية ستكون أن يعترف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بدولة فلسطين كعضو كامل وليس مراقب. 

وأضاف أنه يمكن بعد ذلك تشكيل فريق للعمل على الحدود وقضايا أخرى.

وقال "كل ما نحتاجه الآن هو ما يمكن أن نسميه الهندسة العكسية، دعونا نبني السقف أولا والسقف هو دولة فلسطين التي يجب أن يعترف بها المجتمع الدولي.. بعد ذلك يجب على مجلس الأمن أن يشكل فريقا يجمعنا ويقول، دعونا نعمل على الحدود، وماذا نفعل بالمستوطنات".

فريق بريطاني "يحضّر السلطة الفلسطينية لحكم غزة" كشف مجلة "التايم" أن بريطانيا أرسلت فريقا عسكريا للضفة الغربية لمساعدة السلطة الفلسطينية على تولي إدارة قطاع غزة.

وكانت صحيفة "التايمز" البريطانية قالت إن لندن أرسلت فريقا عسكريا للضفة الغربية لمساعدة السلطة الفلسطينية على تولي إدارة قطاع غزة.

وقال وزير الدفاع البريطاني، غرانت شابس، للصحيفة: "ينبغي أن تتولى (السلطة) المسؤولية بعد الحرب في محاولة لتحسين حياة الجانبين".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة الضفة الغربیة إلى السلطة بعد الحرب قال اشتیة

إقرأ أيضاً:

زيارة لمهمة واحدة.. هل يملك محمود عباس فرصة فعلية لنزع سلاح حماس في لبنان؟

مع زيارة محمود عباس إلى بيروت، عاد إلى الواجهة سؤال حساس يعكس تناقضا عميقا في الرؤى الفلسطينية واللبنانية والإقليمية: هل تسعى السلطة الفلسطينية لنزع سلاح الفصائل المحسوبة على محور المقاومة، وعلى رأسها حماس؟ وهل تملك القدرة أو التغطية السياسية لذلك؟ هذا الملف الذي ظل مؤجلا لسنوات، يعود اليوم في لحظة استثنائية تفرض نفسها على الجميع. في هذا المقال، نعرض الرؤيتين المتصارعتين: بين من يرى في الزيارة مغامرة عبثية، ومن يعتقد أنها قد تكون بداية تحول استراتيجي نادر.

أولا: وجهة نظر المشكّكين.. "السلطة لا تملك اليد ولا الغطاء"

هذا التيار ينطلق من مقاربة واقعية ترى أن ميزان القوى في المخيمات الفلسطينية في لبنان لا يسمح بأي محاولة فعلية لنزع سلاح حماس أو الجهاد الإسلامي. فالسلاح داخل المخيمات لا يُدار من قبل السلطة، بل يدور في فلك محور المقاومة، وتحديدا تحت مظلة حزب الله وإيران.

لبنان الرسمي نفسه، بات أكثر تقبلا لأي مبادرة تنزع فتيل المخيمات، خصوصا أن بعض الفصائل داخلها باتت تُقلق الدولة أكثر من كونها أدوات مقاومة. وفي حال نجح عباس في تقديم نفسه كشريك في ضبط الأمن داخل المخيمات، فقد يجد غطاء دبلوماسيا غير معلن، يسمح له بفرض هيبة السلطة كـ"المرجعية الوحيدة" للفلسطينيين
بالنسبة لهؤلاء، فإن أي محاولة من محمود عباس لنزع هذا السلاح لن تكون فقط غير قابلة للتنفيذ، بل قد تكون خطرة؛ لأنها تعني دخولا في صدام مباشر مع مكونات مسلحة وقادرة على الرد، خصوصا في مخيمات مثل عين الحلوة، التي شهدت في الشهور الأخيرة اشتباكات دموية بين فتح ومجموعات إسلامية.

كما أن التوازنات اللبنانية الدقيقة، التي تمنع الدولة من الدخول للمخيمات، تجعل من أي تحرك فلسطيني داخلي لنزع السلاح مخاطرة غير محسوبة. يُضاف إلى ذلك أن المجتمع الدولي لم يمنح عباس تفويضا صريحا في هذا الملف، بل يتعامل معه كطرف محدود القدرة في الساحة الفلسطينية نفسها.

ثانيا: وجهة نظر المؤيدين.. "اللحظة مؤاتية والانحناءات تكشف الهشاشة"

على الجانب الآخر، يعتقد مؤيدو هذا المسار أن لحظة استثنائية تُشكل فرصة نادرة أمام عباس لتقويض بنية حماس المسلحة خارج غزة. فالسياق السياسي تغيّر: حزب الله يتعرض لضغوط غير مسبوقة؛ داخليا من خلال الاحتجاجات والأزمة الاقتصادية، وخارجيا من خلال العقوبات والضغط الدولي.

أما حماس، فقد سلّمت بالفعل عناصر أطلقوا صواريخ من الجنوب اللبناني، ما يُفسَّر كرسالة ضعف تكتيكي أو محاولة لتفادي التصعيد مع الدولة اللبنانية. في نظر عباس، هذا السلوك يُشكّل انحناءة قد تكون كافية للشروع في محاصرة البنية العسكرية لحماس في لبنان، بدعم سياسي لبناني وعربي وغربي ضمني.

لبنان الرسمي نفسه، بات أكثر تقبلا لأي مبادرة تنزع فتيل المخيمات، خصوصا أن بعض الفصائل داخلها باتت تُقلق الدولة أكثر من كونها أدوات مقاومة. وفي حال نجح عباس في تقديم نفسه كشريك في ضبط الأمن داخل المخيمات، فقد يجد غطاء دبلوماسيا غير معلن، يسمح له بفرض هيبة السلطة كـ"المرجعية الوحيدة" للفلسطينيين.

سيناريوهات محتملة: بين الاحتواء والانفجار

السيناريو الأول هو احتواء هادئ يبدأ بنزع محدود للسلاح أو حل مجموعات صغيرة، يتم بالتنسيق مع الدولة اللبنانية وبعض الفصائل. هذا السيناريو يتطلب ذكاء سياسيا، وتنسيقا أمنيا، وتدرجا زمنيا، لكنه يبقى ممكنا إن حافظت القوى الإقليمية على حيادها.

لذلك على مستوى الفصائل الفلسطينية، فإن موقف حماس والجهاد الإسلامي يتسم بالحذر الشديد. فرغم أن كلا الحركتين تسعيان لتجنب أي صدام مباشر مع الدولة اللبنانية أو السلطة الفلسطينية، إلا أنهما تدركان أن أي محاولة لنزع سلاحهما في لبنان قد تعني خسارة إحدى أهم ساحات العمق الاستراتيجي خارج غزة. لذا، فإنهما تميلان إلى اعتماد سياسة التهدئة والمناورة، دون التخلي الفعلي عن سلاحهما.

السيناريو الثاني هو الانفجار: أن تفسّر حماس أو الجهاد هذا التحرك كاستهداف مباشر من السلطة، فترد أمنيا، وهو ما قد يفتح اشتباكات داخلية فلسطينية داخل المخيمات، تمتد لاحقا إلى توترات لبنانية أوسع. في هذا السيناريو، يكون عباس قد أشعل شرارة حرب أهلية مصغرة لا يملك أدوات إطفائها.

دور الإقليم والمجتمع الدولي: بين التواطؤ والصمت

حتى اللحظة، لم تُصدر عواصم القرار أي مواقف علنية داعمة لمسعى نزع السلاح، لكنها لم تعترض عليه أيضا. هذا الصمت قد يُفهم كضوء أخضر لخطوة تدريجية، تبدأ بالضغط السياسي ثم الأمني على الفصائل غير المنضبطة.

أما عربيا على مستوى مصر والأردن، فقد يُفضَّل بقاء السلاح في يد السلطة، طالما أن البديل هو الفوضى أو الحركات الإسلامية المسلحة.

يقف محمود عباس على مفترق حاسم، والوقائع على الأرض ستُحدد ما إذا كان سيُحسَب له أنه أنهى فوضى السلاح في الشتات، أم أنه فتح بابا لصراع أهلي داخل المخيمات
وبخصوص المملكة العربية السعودية، التي تُعد فاعلا إقليميا مؤثرا في كل من لبنان والملف الفلسطيني، فهي تراقب هذا الملف بحذر. ورغم غياب التصريحات العلنية، إلا أن سياستها المعلنة بدعم "الشرعية الفلسطينية" وحصر السلاح بيد الدولة، تقرّب موقفها من رؤية عباس. كما أن توازناتها في لبنان، وتحضيراتها الإقليمية قد تجعلها من بين أبرز المستفيدين من أي تهدئة منضبطة في المخيمات، خاصة إذا جاءت في سياق إضعاف نفوذ حماس، وتعزيز دور السلطة كطرف تفاوضي مستقبلي.

إقليميا، تبدي طهران حرصا على بقاء السلاح الفلسطيني خارج الضفة وغزة في يد حلفائها كجزء من منظومة الردع الإقليمي. أما الدوحة وأنقرة، ورغم تراجع حضورهما العلني، فلا تزالان تراعيان التوازن مع السلطة الفلسطينية، وقد لا تعارضان خطوة تدريجية إذا تمت بسلاسة وبعيدا عن الاصطدام المباشر. ومع ذلك، فإن هذه العواصم ستراقب بعناية أي خطوة قد تؤدي إلى انقسام داخلي فلسطيني يُضعف الجبهة السياسية في مواجهة الاحتلال.

خاتمة: نقاش مفتوح.. وبذور صراع

بين الواقعية السياسية والطموح النادر، يقف محمود عباس على مفترق حاسم، والوقائع على الأرض ستُحدد ما إذا كان سيُحسَب له أنه أنهى فوضى السلاح في الشتات، أم أنه فتح بابا لصراع أهلي داخل المخيمات.

وإن غادر بيروت، فقد ترك خلفه بذورا سياسية وأمنية في تربة مشبعة بالتوتر، فهل يكون الحصاد نزع سلاح منضبط، أم انفجارا فلسطينيا لبنانيا لا يمكن احتواؤه؟

مقالات مشابهة

  • كيف يعزّز فشل إسرائيل العسكري في غزة من مكاسب حماس الاستراتيجية والدولية؟
  • من إسرائيل وحماس والولايات المتحدة.. رسائل متضاربة عن الهدنة
  • إسرائيل تستدعي 450 ألف جندي احتياط.. واشنطن تكشف عن اتفاق لـ«وقف إطلاق النار» في غزة
  • القوات الإسرائيلية تداهم محلات الصرافة الفلسطينية في الضفة الغربية
  • هآرتس: إسرائيل رفضت مقترحا قدمته "حماس" يتضمن إنهاء الحرب
  • زيارة لمهمة واحدة.. هل يملك محمود عباس فرصة فعلية لنزع سلاح حماس في لبنان؟
  • الحرب على كرسي السلطة الخالي
  • جيروزاليم بوست: واشنطن طلبت من إسرائيل تأجيل العملية البرية في غزة
  • حماس: تعطيل العدو الصهيوني لإدخال المساعدات لغزة سياسة لاستمرار مخطط التجويع
  • جيروزاليم بوست: واشنطن طلبت من إسرائيل تأجيل العملية البرية بغزة