استطاع مشروع «مدن صديقة للنساء» تحويل حياة سيدات مدينة عزبة البرج من ربات بيوت إلى رائدات أعمال قادرات على إدارة أسرهن يداً بيد مع أزواجهن، وهو المشروع الثانى بمصر والشرق الأوسط برعاية الأمم المتحدة التى بدأت فيه محافظة دمياط منذ عامين والذى يحقق ما تستهدفه الدولة بمحاور الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030 تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، وهو مشروع «المدينة الصديقة للنساء» الذى يُعد نتاج التعاون المثمر مع المجلس القومى للمرأة وبمنحة من هيئة الأمم المتحدة للمرأة، حيث تم تنفيذه بمحيط مكتبة مصر العامة بمدينة عزبة البرج.

وتضمن المشروع وحدات متعددة من المنشآت الخفيفة وحدائق ومنطقة متكاملة للأطفال ومنطقة للقراءة، حيث تم تنفيذ تلك الوحدات وفقاً لأعلى المعايير، وتتبلور أهداف المشروع فى إتاحة كافة الخدمات المختلفة للنساء وأطفالهن بمدينة عزبة البرج والمحافظة بأكملها، وتنفيذ خطط تعليمية وتدريبية متتالية على الحرف المختلفة، فضلاً عن توفير فرص وآفاق تسويقية لمنتجاتهن مما يحقق هدف التمكين الاقتصادى، حيث تم افتتاح المشروع بحضور الدكتورة منال عوض محافظ دمياط والدكتورة مايا مرسى رئيس المجلس القومى للمرأة، والسفير كريستيان برجر سفير الاتحاد الأوروبى بمصر وزوجته مارلينا برجر، واللواء محمد همام سكرتير عام المحافظة، ومروة نبيل مقرر المجلس القومى للمرأة بدمياط، ومنى محمد عبدالله عضو الفرع ومشرفة على أنشطة المجلس القومى للمرأة بدمياط بالمدينة الصديقة للنساء.

«ميادة»: التدريب نقطة تحول في موهبتي

واستفادت الكثير من السيدات فى محافظة دمياط من «المدينة الصديقة للبيئة» وتحولن من ربات بيوت إلى رائدات أعمال، وتعتبر ميادة موسى نموذجاً إيجابياً للسيدات فى دمياط إذ تخرجت فى المدرسة الفنية ولديها موهبة الأعمال الفنية والهاند ميد، وتزوجت من صياد بعزبة البرج وأنجبت ثلاثة أطفال، عندما يسافر زوجها فى رحلات صيد داخلية أو خارجية بدولة اليونان يصبح عندها وقت فراغ كبير قررت استغلال هذا الوقت مستخدمة موهبتها ودراستها، وأن تبدع وتبتكر وتنتج بالمنزل أعمال الهاند ميد.

وتقول «ميادة» لـ«الوطن»: «ظللت فترة طويلة أعانى من أوقات الفراغ، وكنت أبحث عن طريقة لاستغلاله، ولن يكون هناك مكان كمتنفس أخرج به أنا وأبنائى لنتعلم شيئاً جديداً فقررت أن أستخدم موهبتى وأنتج أعمالاً من الهاند ميد فى بداية الأمر كنت أعمل ملابس بالكروشيه لأبنائى، وأعمال ديكورات فى منزلى وتابلوهات لأزين المنزل وأوزع هدايا لأصدقائى»، وتابعت: «عندما سمعت عن وجود مبادرة ست الدار للمجلس القومى للمرأة فى إطار إنشاء مشروع مدن صديقة للنساء بالفعل تقدمت والتحقت بالتدريب على كيفية التخطيط لمشروع صغير من هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وهنا كانت نقطة تحول أن أحول موهبتى وأطورها لتصبح مشروعاً خاصاً لزيادة دخل الأسرة واستغلال وقت فراغى وعندما عرضت على زوجى شجعنى وبشدة، لأنه يعلم مدى حبى للأشغال اليدوية وبدأت أطبق ما تدربت عليه».

ومن ضمن النماذج الإيجابية التى استفادت وملامح حياتها تغيرت تماماً بسبب هذا المكان والتى استغلت وقت فراغها فى ممارسة هوايتها وتنميتها، «سارة أبوصالحة»، سيدة من عزبة البرج فى دمياط، متزوجة ولديها طفل، قررت أن يكون لديها مشروع خاص من هوايتها وهى صناعة المكرمية، إذ استغلت وقت الفراغ فى إنتاج الأعمال اليدوية لتزيين منزلها فى البداية، ثم تحول الأمر ليصبح عملاً يدر ربحاً.

وقالت «سارة»: «عندما سمعت عن أنشطة المجلس القومى للمرأة فى المدينة الصديقة للنساء ببلدى عزبة البرج، لم أتردد فى المشاركة معهم، خاصة أن المكان قريب لسكنى ولدىّ وقت فراغ كبير أثناء عمل زوجى على مركب فى نهر النيل بين عزبة البرج ورأس البر، إذ يستغرق عمله وقتاً كبيراً، وأنا أظل وحدى فى المنزل، وهذا ما شجعنى للاشتراك لاستغلال وقتى بطريقة مفيدة».

«مي» من ذوي الهمم: صنعت منتجات من الخيوط مثل العرائس والمجسمات والإكسسوارات والميداليات

«مى ربيع»، من ذوى الهمم، تعتبر نموذجاً للاستفادة من قدرات هذه الفئة عند دمجها فى المجتمع، إذ تعلمت حرفة الكروشيه والإيموجرامى، وأبدعت وأنتجت وأصبح لها مشروع خاص، وتحولت لمثال يحتذى به فى التحدى والإصرار حتى بلوغ الهدف ومن أكثر النماذج التى استفادت من مشروع «مدن صديقة للنساء» بعزبة البرج.

«مى» فتاة عشرينية من أبناء مدينة عزبة البرج بدأت فى تعلم فن الكروشيه بالانضمام مع والدتها إلى ورش تعليم الحرف اليدوية المجانية التى يقدمها المجلس القومى للمرأة بدمياط بالمدينة الصديقة للنساء، وكانت الفتاة متحمسة لهذا المجال، وقدمت نفسها بشكل جيد للدرجة التى أصبحت فى غضون وقت قصير مدربة للأطفال الصغار على الرغم من معاناتها منذ الصغر بإعاقة ذهنية جعلتها لا تقدر على التعليم.

قالت «مى»، فى حديثها، إن مصدر سعادتها هو تحويلها إلى مدربة تعليم الأطفال وخاصة الأطفال ذوى الهمم، بفضل ما تعلمته فى الورش التدريبية. وقالت: «عندما قمنا بإنتاج منتجات من الخيوط، مثل العرائس والمجسمات والإكسسوارات والميداليات، شاركنا فى المعارض، خاصة بعد زيارة المحافظ وتشجيعها لنا بكلمات لن أنساها، ولقد أعجب الجميع بمنتجاتى»، موضحة أنها بدأت فى بيع منتجاتها وأصبحت متشجعة لتنتج المزيد والمزيد.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: دمياط عزبة البرج كفر سعد رأس البر المجلس القومى للمرأة عزبة البرج

إقرأ أيضاً:

ثقافة النواب تناقش مستقبل بيوت الثقافة وسط تحديات إعادة الهيكلة والتطوير

ناقشت لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب في اجتماعها مساء اليوم برئاسة الدكتورة درية شرف الدين، بحضور وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو، ملف قرار إغلاق الشقق المؤجرة لبيوت الثقافة في المحافظات.

أكد الوزير أن الوزارة لا تغلق أي مكان ثقافي نشط وفعّال على الأرض، مشيراً إلى أن عدد الشقق المؤجرة يبلغ نحو 120 شقة، حيث يتم حالياً تقييم هذه الأماكن وفق معايير دقيقة عبر لجان متخصصة تضم أندية الأدب والفرق الفنية، بهدف الإبقاء على المواقع التي تلعب دوراً مهماً في المشهد الثقافي.

مجلس النواب يستقبل مجموعة من الفرق المختلفة لكشافة دائرة الساحلمجلس النواب يقر إعفاء صندوق مصر السيادي من الضرائبمجلس النواب يوافق على اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي بين مصر والإماراتمجلس النواب يوافق من حيث المبدأ على مشروع قانون ملكية الدولة

وأشار الوزير إلى وجود تحديات واضحة في عدد من بيوت الثقافة، منها سوء حالة البنية التحتية، وعدم التوزيع الأمثل للموظفين، فضلاً عن ضعف الكفاءة في بعض المواقع، مضيفاً أن هناك بيوت ثقافة صغيرة المساحة (40 متراً مربعاً) تضم أكثر من 70 موظفاً، ما يستدعي إعادة هيكلة هذه الأماكن وتحسين الكفاءة البشرية.

وكشف الوزير أن 60% من ميزانية وزارة الثقافة موجهة إلى قصور الثقافة، مؤكداً ضرورة رفع كفاءة هذه المؤسسات.

ومن جهته، دعا النائب هشام حسين أمين سر لجنة الاقتراحات والشكاوى إلى ضرورة التقييم المستمر والتأهيل الدائم لهذه المقرات، مشدداً على أن النظافة تمثل جزءاً لا يتجزأ من الثقافة نفسها.

وأثارت رئيسة اللجنة، الدكتورة درية شرف الدين، تساؤلاً حول إمكانية توفير تمويل من القطاع الخاص لدعم قصور الثقافة، وهو ما وافق عليه الوزير، مشيراً إلى وجود مساعي لتعديل تشريعي يسمح باستغلال بعض الأماكن داخل قصور الثقافة من الناحية الاقتصادية لتغطية تكاليف الصيانة.

كما طالبت شرف الدين بتفعيل التعاون بين القنوات الإقليمية بالمحافظات وقصور الثقافة لتعزيز الأنشطة الثقافية.

من جانبه، أكد الوزير وجود خطة لتركيز جهود الوزارة على الأنشطة الثقافية والترويج لها بشكل أفضل لتكون مادة إعلامية مؤثرة.

وشددت النائبة ضحى عاصي، عضو لجنة الثقافة والإعلام، على أهمية مراجعة قرار إغلاق بيوت الثقافة، معربة عن قلقها من غياب العدالة الثقافية، واعتبرت أن هدم أو إغلاق بيوت تم تطويرها مؤخراً يعد إهداراً للمال العام، مشيرة إلى تمسك المثقفين ببيوت الثقافة التي تمثل لهم خط حياة مهم.

أما النائب تامر عبد القادر، فقد اقترح استغلال فائض موظفي بيوت وقصور الثقافة في تنفيذ أنشطة ثقافية بمراكز الشباب، كحل مؤقت إلى حين إعادة توزيعهم داخل الوزارة.

طباعة شارك لجنة الثقافة والإعلام مجلس النواب وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو

مقالات مشابهة

  • «استشاري الشارقة» يعقد جلسته الأخيرة الخميس
  • محافظ القاهرة ورئيس المجلس القومى للمرأة يشهدان الاجتماع التنسيقى الأول لتنفيذ المبادرة الرئاسية "معا.. بالوعى نحميها"
  • ثقافة النواب تناقش مستقبل بيوت الثقافة وسط تحديات إعادة الهيكلة والتطوير
  • معًا بالوعي نحميها.. القومي للمرأة يُعزز الوعي بقضايا الوطن في القاهرة
  • سقوط مميت من برج جالاتا.. والاشتباه في انتحار شاب
  • الصفدي يستقبل الكركي: دعم للإعلام الوطني وتمكين للمرأة الأردنية
  • المستشارة أمل عمار تستقبل وفدا من الجامعة الأمريكية وجامعة جورج واشنطن بأمريكا
  • «استشاري الشارقة» يجيز مشروع قانون تنظيم الرسوم القضائية
  • يوم تعريفى لموظفي وزارة العدلحول الجهود الوطنية لمناهضة ختان الإناث
  • القومي للمرأة بأسيوط يستخرج 168 بطاقة رقم قومى للسيدات المعيلات بمركز ابوتيج مجانا