وافق برلمان الاتحاد الأوروبى، على تشريع تاريخي لتنظيم استخدامات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي؛ لتصبح بذلك دول الاتحاد الأوروبى، هى أول تكتل دولى يضع حدودا للذكاء الاصطناعى؛ يرشد استخداماته ويعظم استفادة الإنسان، منها بصورة مأمونة ولا تكون وبالا على مستخدميه.

وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبى تيرى بيرتون - لصحيفة "فاينانشيال تايمز" - إن ترشيد استخدامات وتطبيقات الذكاء الاصطناعى وفق القانون الأوروبى الجديد لا يمكن اعتباره قيدا على حرية التقدم التكنولوجي، فى ظل التنافس الذى تشهده مختبرات التكنولوجيا فى العالم على تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي، التى بعضها قد "يكون خارجا عن نطاق السيطرة البشرية " وبما يضمن ان يكون استخدام الذكاء الاصطناعي، فيما يفيد البشرية.

وأكد المسؤول الأوروبى أن الضمانات، التى صاغها قانون الذكاء الاصطناعي، الصادر عن الاتحاد الأوروبى لن تجعل من الذكاء الاصطناعي؛ عبئا على كاهل الشركات الأوروبية الكبرى ومؤسسات الأعمال، وتشمل كذلك وضع ضوابط للتوسع فى تطبيقات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي؛ "للتعرف على الأوجه البشرية"، إلا فيما ينص عليه القانون الجنائى الأوروبى الموحد وضماناته.

ويحرم القانون الأوروبى - كذلك - استخدام الذكاء الاصطناعى فى أية أعمال لمحاكاة السلوك البشرى أو التلاعب به بقصد الالتفاف على الإرادة الحرة للإنسان الأوروبي، كما يجرم القانون استخدام الذكاء الاصطناعى فى أية أعمال تشكل استغلالا أو ابتزازا لكبار السن وذوى الإعاقة، وكذلك اصحاب الظروف الاجتماعية الخاصة.

ويضع القانون الأوروبى للذكاء الاصطناعي، عقوبة بالغرامة التى تصل إلى 35 مليون يورو على كل مؤسسة تخالف قواعدة وبنوده أو ما يعادل 7 فى المائة من قيمة إيرادات المؤسسة نتيجة تصديرها برامجا مخالفة للقواعد الأوروبية الحاكمة للذكاء الاصطناعى وتصدير تطبيقاته إلى أسواق العالم.

ويقول المراقبون إن قانون الذكاء الاصطناعى الجديد للاتحاد الأوروبي، سيتكامل مع قوانين اخرى ذات صلة بالتكنولوجيا الرقمية مثل القانون الأوروبى الموحد للمعلومات، الا أن ما قرره الاتحاد الاوروبى وفق هذا القانون سيكون تطبيقه رهنا بموافقة البرلمانات الوطنية الخاصة، بكل بلد من بلدان الاتحاد الأوروبي، وكذلك مصادقة حكومات دول الاتحاد الأوروبى على ذلك، فضلا عن القبول المجتمعى له لا سيما المجتماعات الأكاديمية ومراكز البحوث الأوروبي، على فلسفه هذا القانون الجديد، والذى رأته عدة منظمات مدنية أوروبية أنه صفعة لحرية البحث العلمى وقيد أمام الباحثين فى مجالات تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: تشريع الذكاء الاصطناعي الانسان الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعى الاتحاد الأوروبى

إقرأ أيضاً:

حوكمة الذكاء الاصطناعى

نعيش حالياً فى عصر حديث متطور تكنولوجيا، وتعمل الثورة التكنولوجية على تغيير حياتنا بسرعة هائلة، حيث يمر الذكاء الاصطناعى (AI) بنمو هائل وإيجاد تطبيقات وتقنيات جديدة فى عدد متزايد من القطاعات، بما فى ذلك الأمن والبيئة والبحث والتعليم والصحة والثقافة والتجارة والإبداع والابتكار وغيرها.
ويمكن للذكاء الاصطناعى أن يفتح فرصًا هائلة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، لكن علينا معالجة تحديات الذكاء الاصطناعى للاستفادة من إيجابياته، حيث إنه يثير قضايا أخلاقية كبرى، فكيف يمكننا التأكد من عدم انتهاك حقوق الإنسان الأساسية من الخصوصية وسرية البيانات؟، هل يمكن برمجة القيم المجتمعية والأخلاقية والدينية؟.
أيضاً هل نحن فى مصر لدينا الاستعداد الكافى والجاهزية لاستخدام تطبيقات وتقنيات الذكاء الاصطناعى وحوكمتها؟، هل لدينا بنية تحتية رقمية مؤهلة؟، وماذا عن شبابنا وطلابنا وامتلاكهم مهارات وقدرات إبداعية وابتكارية للتفاعل مع تطبيقات وتقنيات الذكاء الاصطناعى والسعى لخلق كوادر مؤهلة ومدربة جيداً ويكون لدينا أجيال جديدة من المبتكرين والمطورين؟، بالتأكيد نواجه تحديات كبيرة فى هذه الملفات بعضها يمثل عائقا والبعض الآخر يمثل لنا فرصة مهمة لمعالجة التحديات وإحداث نقلة نوعية فى تطوير برامج وتطبيقات الذكاء الاصطناعى.
يجب على العالم أن يضمن استخدام التكنولوجيات الحديثة خاصة تلك القائمة على الذكاء الاصطناعى، لصالح مجتمعاتنا وتنميتها المستدامة، كما يجب أن تنظم تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعى بحيث تتوافق مع الحقوق الأساسية، فحوكمة الذكاء الاصطناعى باتت أمراً ضرورياً، بأن يكون هناك إطار تشريعى ينظمه وقواعد وضوابط تحكم تطبيق وتفعيله دون الإضرار بالمجتمع وقيمه وأخلاقياته وبما يضمن المساهمة فى تحقيق التنمية ودفع عجلة الإنتاج والنمو الاقتصادى، فلابد أن يتم الاتفاق على إطار أخلاقى لتطوير الذكاء الاصطناعى.
من الضرورى أن يكون لنا فى مصر ودول القارة الأفريقية مشاركة كبيرة فى التحولات المتعلقة بالذكاء الاصطناعى، ليس فقط كمستفيد ولكن أيضًا كمشارك من المنبع، والمساهمة بشكل مباشر فى تنميتها، من خلال الاهتمام بالتعليم والبحث العلمى فى مجال الذكاء الاصطناعى، وتشجيع الطلاب والشباب على الالتحاق بالكليات التكنولوجية ومجالات الذكاء الاصطناعى فى الجامعات، كما يجب علينا تمكين الشباب من خلال تزويدهم بالمهارات التى يحتاجونها لاستخدام الذكاء الاصطناعى والاندماج فى سوق العمل المتغير.
أيضاً على الحكومة أن تضع استراتيجية وطنية رقمية شاملة تشمل خطة زمنية لحوكمة واستخدام الذكاء الاصطناعى، والعمل على تأهيل وتطوير البنية التحتية الرقمية فى مصر، وفتح باب المشاركة مع القطاع الخاص والمجتمع المدنى فى تأهيل البنية التحتية وإقامة مشروعات رقمية تعزز استخدام الذكاء الاصطناعى، وتشجيع إقامة مشروعات ريادة الأعمال والابتكار فى مجال الذكاء الاصطناعى، وتحفيز الشباب وصغار المستثمرين على تأسيس الشركات الناشئة فى مجال الذكاء الاصطناعى، وتعزيز الاقتصاد الرقمى، وتحفيز المبتكرين والمطورين على التطوير والتحديث فى تقنيات الذكاء الاصطناعى، كما يجب علينا أن نتأكد من تطويره من خلال نهج إنسانى قائم على القيم وحقوق الإنسان، وهناك ضرورة لدعم الصناعات الإبداعية والثقافية. 
وأنوه كذلك إلى ضرورة تطوير وتحديث المناهج بما يواكب تطورات سوق العمل، لتخريج خريجين لديهم مهارات ومؤهلين، والاستثمار فى أبحاث سلامة الذكاء الاصطناعى، فضلاً عن تعزيز التعاون الدولى مع الدول الرائدة فى مجال الذكاء الاصطناعى لتوفير أجيال مبتكرة.
إن آفاق الذكاء الاصطناعى الذكى واعدة ومثيرة للقلق، فمن ناحية، فإنه يحمل وعدا باكتشافات علمية رائدة وابتكارات تكنولوجية وتقدم مجتمعى، يمكن للذكاء الاصطناعى الذكى تحسين الأنظمة المعقدة والنهوض بالتعليم والرعاية الصحية ومعالجة التحديات العالمية مثل تغير المناخ، إلا أنه يستلزم الأمر وضع مبادئ توجيهية وأنظمة واضحة لضمان التطوير المسئول ونشر الذكاء الاصطناعى الذكى، ويجب أن تكون تطبيقات الذكاء الاصطناعى الذكية شفافة وخاضعة للمساءلة لتعزيز ثقة الجمهور ومنع إساءة الاستخدام.
ختاماً.. الوعى الخطوة الأولى دائما لدرء المخاطر؛ لذا علينا التوعية بأهمية وإيجابيات استخدام الذكاء الاصطناعى والتوعية أيضاً بمحاذيره وأضراره، ليكون لدى المواطن خلفية عن كيفية التعامل والتفاعل وأوجه الاستفادة.
 

مقالات مشابهة

  • في حدث تاريخي.. البابا فرنسيس يحضر قمة مجموعة السبع في إيطاليا ويحذر من مخاطر الذكاء الاصطناعي
  • ملاحقات قضائية تدفع ميتا الى تعليق مشروع استخدام البيانات الشخصية في الذكاء الاصطناعي
  • من يتحمل المسؤولية في جرائم الذكاء الاصطناعي؟
  • الذكاء الاصطناعي يدخل في تصاميم صور معايدات عيد الأضحى
  • “ميتا” تعلّق مشروع استخدام البيانات الشخصية في الذكاء الاصطناعي
  • الاتحاد الأوروبى يدين احتجاز مليشيا الحوثي لموظفين أمميين
  • الدرع الرقمى.. كيف تحمى الشركات بياناتها فى عصر الذكاء الاصطناعى من القراصنة؟
  • تصاميم صور معايدات عيد الأضحى 2024 عبر الذكاء الاصطناعي
  • تعاون بين «موارد دبي» و«مركز الذكاء الاصطناعي»
  • حوكمة الذكاء الاصطناعى