نازحة بغزة بعد ولادة مبكرة: الحرب حرمتني فرحة طفلتي الأولى
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
داخل خيمة صغيرة في أحد مراكز الإيواء بمدارس رفح جنوبي قطاع غزة، تعيش النازحة نور نصر بدوان (27 عاما) برفقة طفلتها الأولى التي وضعتها قبل أيام في مستشفى الهلال الإماراتي غرب المدينة.
كانت بدوان، التي نزحت من حي النصر غرب مدينة غزة، تتمنى أن تضع طفلتها في ظروف طبيعية خاصة وأنها تعيش شعور الأمومة للمرة الأولى.
وتنظر بدوان إلى طفلتها الأولى بحسرة وبحالة من العجز بعد أن حالت ظروف الحرب دون تجهيزها بالملابس والمستلزمات الطبية اللازمة كما بقية الأمهات.
وتحاول النازحة، التي ما زالت تعيش آلام ما بعد الولادة، التعايش مع ضجيج القصف المدفعي والجوي وسط مخاوف كبيرة ازدادت لديها بعد ولادة طفلتها الأولى.
تقول بدوان، للأناضول، وعلامات الحزن على وجهها: «أي أم حول العالم تنتظر قدوم طفلها الأول، تعمل بشكل مسبق على تجهيز كافة المستلزمات التي يحتاجها من ملابس وسرير وحليب وأدوات طبية، وسط أجواء من الفرحة والسعادة».
وتابعت بنبرة متحسرة: «قمت بتجهيز كل ما يحتاجه المولود قبل النزوح، لكن الاحتلال (الإسرائيلي) حرمنا من لحظات السعادة وأجبرنا على النزوح من المنزل في حي النصر وترك كل شيء خلفنا».
وأوضحت الشابة الفلسطينية أنها غادرت المستشفى بعد ولادتها إلى مركز الإيواء داخل المدرسة مباشرة.
وأكملت: «الآن لا يتوفر معي أي مستلزمات لهذه الرضيعة، ولا حتى أي مستلزمات شخصية أو طبية تساعدني في تخطي هذه المرحلة، خرجنا بملابسنا فقط».
وعن ولادتها المبكرة، قالت بدوان إن استنشاقها لـ»دخان القصف الكثيف وقنابل الغاز والفوسفور الأبيض الذي أطلقه الجيش الإسرائيلي خلال الحرب، والسير في رحلة نزوح لمسافات طويلة، حفز لديّ آلام المخاض المبكر».
وكشف صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين، أن حوالي 50 ألف سيدة حامل في قطاع غزة، لا يتمكنّ من الحصول على الخدمات الصحية الأساسية.
وأكد الصندوق الأممي في بيان على منصة «إكس»، أن النساء «يحتجن إلى رعاية صحية وحماية عاجلة»، حاثا جميع الأطراف على «التقيد بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان».
تصف بدوان نزوحها وهي حامل من مدينة غزة، بـ»الرحلة القاسية والمرعبة حيث استمرت لساعات طويلة مشيا على الأقدام».
وأشارت إلى أن هذه الحرب حرمتهم من فرحة «قدوم المولودة الأولى»، لافتة إلى أنهم يعيشون حالة «الخوف من المجهول ومما تحمله الأيام القادمة».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
رحيل الكاتب الفلسطيني علي بدوان أحد أبرز مؤرخي الشتات في سوريا
توفي صباح أمس الأحد الكاتب والمفكر الفلسطيني علي سعيد بدوان في العاصمة السورية دمشق عن عمر ناهز 66 عاما بعد حياة حافلة بالعمل السياسي والإنتاج الفكري الذي ارتبط ارتباطا وثيقا بالقضية الفلسطينية، خاصة ملف اللاجئين في سوريا والعراق.
وينتمي علي بدوان إلى الجيل الفلسطيني الذي نشأ في مخيم اليرموك قرب دمشق، وهو من أبناء مدينة حيفا الذين هجّرتهم نكبة عام 1948.
ترعرع بدوان في مدارس وكالة الأونروا، وشق طريقه الأكاديمي بجامعة دمشق حيث درس العلوم الأساسية (فيزياء وكيمياء)، ثم حصل على دبلوم في التربية وشهادة بالعلوم العسكرية من كلية المشاة أثناء خدمته في جيش التحرير الفلسطيني.
واعتبر بدوان شاهدا حيا ومؤرخا للتجربة الفلسطينية في الشتات، شارك مبكرا في العمل السياسي ضمن صفوف الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين منذ عام 1974، وكان من الذين واجهوا الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، حيث أصيب إصابة خطيرة استدعت لاحقا عملية زراعة كبد خارج البلاد.
بعد انسحابه من العمل الفصائلي عام 2003 تفرغ بدوان للكتابة والبحث، فكان قلمه صوتا للعشرات من القصص المسكوت عنها في حياة الفلسطينيين بسوريا.
شغل منصب مدير مكتب الإعلام لمنظمة التحرير الفلسطينية في دمشق، وكان من أبرز المساهمين في النقاشات العامة بشأن التحولات الاجتماعية والسياسية في مخيمات اللجوء.
إعلانألّف بدوان نحو 20 كتابا تنوعت بين التوثيق السياسي والتحليل التاريخي، من بينها "القدس واللاجئون والمفاوضات غير المتوازنة" (1997)، و"اليسار الفلسطيني" (1998)، و"اللاجئون الفلسطينيون في سوريا والعراق.. من الاقتلاع إلى العودة" (2000).
كما نشر مئات المقالات في صحف عربية بارزة عالجت مختلف جوانب القضية الفلسطينية وتقاطعاتها مع أوضاع المنطقة، وقدّم كتابات ساهمت برسم صورة اللاجئ كفاعل تاريخي وفي الدفاع عن سرديات الفلسطينيين ببلاد اللجوء.
تميزت كتاباته بمزج التحليل السياسي بالسرد التوثيقي، وسعى من خلالها إلى حفظ الذاكرة الجمعية الفلسطينية، خصوصا في مراحل التهجير والنضال والبحث عن هوية وسط مخيمات يأكلها النسيان والتهميش.