تحليل : لا بديل مطلقا لقبول إسرائيل حل الدولتين بمجرد انتهاء الصراع
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
كتب مراسل سكاي نيوز البريطانية في الشرق الأوسط، أليستير بونكال، في التطورات الهامة المحيطة بحل الدولتين، وهو موضوع اكتسب اهتمامًا متجددًا في أعقاب التصريحات الأخيرة للسفير الإسرائيلي لدى المملكة المتحدة.
يعترف بونكال بأن العديد من الدول، تاريخياً، كانت تميل نحو دعم حل الدولتين، على الرغم من الشكوك الخاصة حول جدواه بعد عقود من الأعمال العدائية بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
في مقابلة مع قناة سكاي نيوز، صرحت السفيرة الإسرائيلية بشكل لا لبس فيه أنه لا توجد طريقة "على الإطلاق" لقبول إسرائيل حل الدولتين بمجرد انتهاء الصراع الحالي. وهذا الموقف ليس جديدا، خاصة بين الفصائل اليمينية في البلاد. ومع ذلك، فإن ما يزيد من التعقيد، كما يشير بونكال، هو المقاومة المتزايدة من المعتدلين الإسرائيليين لفكرة العودة إلى حل الدولتين. وفي الوقت نفسه، هناك انعدام كبير للثقة بين بعض الفلسطينيين تجاه الإسرائيليين.
ويوضح بونكال قائلاً: "إنه احتمال يتم تحقيقه بصعوبة. لكن الإسرائيليين، على الرغم من قولهم إن ذلك لن يحدث، لم يتوصلوا إلى خطة خاصة بهم". إن غياب بديل أو اقتراح واضح من جانب إسرائيل يثير تساؤلات حول المسار المستقبلي للمنطقة والسبل المحتملة للحل.
يتوقع بونكال أن تهدف زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إلى إسرائيل إلى الحصول على توضيح بشأن هذه القضية المحددة. ومع استبعاد حل الدولتين على ما يبدو من الطاولة، فإن المجتمع الدولي حريص على فهم ما إذا كانت إسرائيل لديها رؤية أو استراتيجية بديلة لمعالجة الصراع الذي طال أمده. ومن المتوقع أن تسلط مناقشات وارتباطات سوليفان في إسرائيل الضوء على الاتجاه المستقبلي للبلاد ونهجها لحل النزاع الذي طال أمده.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حل الدولتين حل الدولتین
إقرأ أيضاً:
الدولة والتوقيت؟.. أول رحلة خارجية لوزير دفاع إيران بعد ضربات إسرائيل وأمريكا
(CNN)-- سافر وزير الدفاع الإيراني، عزيز ناصر زاده، إلى الصين، حليفته الدبلوماسية والاقتصادية، في أول رحلة خارجية له، حسبما أُعلن، منذ الاشتباك الذي استمر 12 يومًا مع إسرائيل والذي جرّ الولايات المتحدة لفترة وجيزة.
وعزيز ناصر زاده هو واحد من 9 وزراء دفاع ذكرت وسائل الإعلام الرسمية الصينية أنهم حضروا اجتماعًا لمنظمة شنغهاي للتعاون، وهي مجموعة أمنية إقليمية تقودها الصين وروسيا، ازدادت أهميتها مع سعي بكين وموسكو إلى بناء تكتلات دولية بديلة لتلك التي تدعمها الولايات المتحدة.
وبدأ الاجتماع الذي استمر يومين، الأربعاء، في مدينة تشينغداو الساحلية الصينية، بعد يوم واحد فقط من وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل الذي قضى على أيام من الهجمات الجوية بينهما، تخللتها ضربة أمريكية على ثلاث منشآت نووية إيرانية، وتزامن اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون مع اجتماع قادة الناتو في لاهاي، حيث قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن الولايات المتحدة ستجتمع مع إيران "الأسبوع المقبل" لمناقشة اتفاق نووي محتمل.
وسلط اجتماع بكين، الذي جاء ضمن فعاليات رئاستها الدورية لمنظمة شنغهاي للتعاون، الضوء على دور الصين كلاعب دولي رئيسي، حتى مع بقائها على هامش الصراع الإسرائيلي الإيراني إلى حد كبير، وعلى الأهمية التي توليها طهران لعلاقتها ببكين، ولم يتطرق وزير الدفاع الصيني دونغ جون مباشرةً إلى الصراع في تصريحاته أمام الدول المجتمعة، الأربعاء، كما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية الصينية، بل سعى إلى ترسيخ مكانة الصين كدولة ذات رؤية بديلة للأمن العالمي.
ودعا وزير الدفاع الصيني دول منظمة شنغهاي للتعاون - التي تضم، بالإضافة إلى الصين وروسيا، الهند وإيران وباكستان وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان وبيلاروسيا - إلى تعزيز التنسيق و"الدفاع عن العدالة والإنصاف الدوليين" و"دعم الاستقرار الاستراتيجي العالمي".
ووفقًا لوكالة أنباء الصين الرسمية (شينخوا)، أعربت الدول المشاركة عن "استعدادها القوي لتعزيز وتطوير التعاون العسكري"، ونقلت على لسان وزير الدفاع الإيراني أنه "أعرب عن امتنانه للصين لتفهمها ودعمها لموقف إيران المشروع"، وكذلك أنه "يأمل أن تواصل الصين دعم العدالة وأن تلعب دورًا أكبر في الحفاظ على وقف إطلاق النار الحالي وتخفيف التوترات الإقليمية".
وأدان المسؤولون الصينيون الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق على إيران في 13 يونيو/ حزيران، والذي أودى بحياة كبار القادة العسكريين وأشعل فتيل الصراع الأخير، بالإضافة إلى القصف الأمريكي الذي تلاه، كما أيدت الصين وقف إطلاق النار وانتقدت تدخل واشنطن في الصراع ووصفته بأنه "ضربة موجعة للنظام الدولي لمنع انتشار الأسلحة النووية".
بكين، الداعم الدبلوماسي والاقتصادي الرئيسي لإيران، عمدت إلى تعميق تعاونها في السنوات الأخيرة، بما في ذلك إجراء تدريبات بحرية مشتركة، ولطالما عارض المسؤولون الصينيون العقوبات الأمريكية على إيران، وانتقدوا انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015.
ولا تزال الصين أكبر مشترٍ للطاقة الإيرانية بفارق كبير، رغم أنها لم تُبلغ عن مشترياتها من النفط الإيراني في بيانات الجمارك الرسمية منذ عام 2022، وفقًا لمحللين، وتُظهر تقارير شبكة CNN أنه تم تسليم مواد كيميائية صينية الصنع، ضرورية لإنتاج وقود الصواريخ، إلى إيران في الأشهر الأخيرة.
وفي الأيام الأخيرة، بدت الصين غير راغبة في التورط أكثر في الصراع بما يتجاوز جهودها الدبلوماسية، كما يقول المحللون، بل استغلت الوضع كفرصة أخرى لتصوير نفسها كلاعب عالمي مسؤول، وتصوير الولايات المتحدة كقوة لزعزعة الاستقرار.
ويذكر أن منظمة شنغهاي للتعاون تأسست عام 2001 على يد الصين وروسيا وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان لمكافحة الإرهاب وتعزيز أمن الحدود، وقد نمت في السنوات الأخيرة تماشيًا مع طموح بكين وموسكو المشترك للتصدي لنظام التحالف الأمريكي الذي يعتبرانه قمعًا لهما.
ورغم أن المنظمة ليست تحالفًا، إلا أن المجموعة تقول إنها تهدف إلى "بذل جهود مشتركة للحفاظ على السلام والأمن والاستقرار في المنطقة وضمانه"، ومع ذلك، لطالما اعتُبرت منظمة شنغهاي للتعاون محدودة، وذلك بسبب تداخل المصالح والخلافات بين أعضائها، بما في ذلك باكستان والهند، اللتان انخرطتا في صراع عنيف في وقت سابق من هذا العام، وكذلك الصين والهند، اللتان تشهدان توترات حدودية طويلة الأمد.