وأد حرية التعبير: قواسم الديمقراطيات الغربية والكيان الصهيوني
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
في فرنسا، التي يزعم معظم ساستها أنها بلد الجمهورية وأرض حقوق الإنسان ومهد الثورة الفرنسية والكومونة، لم يتأخر وزير الداخلية بالتضامن مع زميله وزير العدل في إصدار قرارات عاجلة معلنة، وأخرى اتخذت صيغة تعميمات داخلية، تمنع أي تظاهرة مؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني؛ بعد ساعات أعقبت ذيوع أخبار «طوفان الأقصى» وابتداء حرب الإبادة الإسرائيلية ضد» المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ قطاع غزة.
بريطانيا، بلد أوليفر كرومويل والـ«ماغنا كارتا» والدستور الأقدم منذ العصور الوسطى والحديثة، احتاجت إلى إقالة وزيرة الداخلية في حكومتها؛ كي تُرفع عن تظاهرات تأييد الفلسطينيين صفات «الكراهية» و«الشغب» و«الدهماء»، الأمر الذي لم يكبح جماح التأثيم وكمّ الأفواه وخنق حريات التعبير. زميلتها وزيرة الدولة للعلوم والابتكار والتكنولوجيا اتهمت اثنتين من أعضاء «معهد البحث والابتكار»، كيت سانغ من جامعة إدنبره وكامنا باتيل من جامعة لندن، بالإعراب عن «آراء متطرفة» بصدد الحرب في غزة؛ وأمهلت الهيئة يوماً واحداً لـ»تعديل» خططها، بما في ذلك «توقيف هذه المجموعة»؛ الأمر الذي تمّ بالفعل، واستتبع استقالة 7 من أعضاء المجموعة، والدخول في صدام مفتوح مع اتحاد الجامعات.
الديمقراطيات الغربية، قد تجعل المرء يترحم على انتهاك الحقوق المدنية وحريات التعبير داخل أنظمة الاستبداد والقمع، الأشرس والأقدمفي ألمانيا للمرء أن يحدّث بلا حرج، فالحال هناك ليست جديدة ولا تدور حول الحرب على غزّة لأنها إنما تبدأ من عقدة الذنب تجاه الهولوكوست، ولا تنتهي عند اليقظات المتعاقبة للتيارات النازية المتجددة. وأمّا في الولايات المتحدة فإنّ الحال أشدّ ابتذالاً من أن تُختصر على أيّ نحو توصيفي أو تمثيلي، خاصة حين يختلط وأد حريات التعبير بصدد القضية الفلسطينية، مع انفلات من كلّ عقال لخطابات العنصرية والتفوّق الأبيض والفاشية والشعبوبة. والحصيلة، على امتداد تسعة أعشار الديمقراطيات الغربية، قد تجعل المرء يترحم على انتهاك الحقوق المدنية وحريات التعبير داخل أنظمة الاستبداد والقمع، الأشرس والأقدم.
وكي لا تغيب دولة الاحتلال الإسرائيلي عن مشهد خنق الحريات هذا، بوصفها أيضاً «واحة الديمقراطية» الوحيدة في الشرق الأوسط كما يتشدق أصدقاؤها هنا وهناك؛ لم ينقضِ زمن طويل على واقعة تأثيم رسام الكاريكاتير الإسرائيلي أفي كاتز، والذهاب إلى درجة اتهامه (وهو يهودي الديانة، كابراً عن كابر) بـ… العداء للسامية! الرسم نشرته مجلة «جيروزاليم ريبورت»، وكان يحاكي صورة فوتوغرافية التقطها مصوّر الأسوشيتد برس أوليفييه فيتوسي، تُظهر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وقد تحلّق حوله عدد من نوّاب الليكود، الذين تلهفوا على أخذ صورة «سيلفي» احتفاء بتمرير قانون «قومية الدولة» في الكنيست. كانت روح الكاريكاتور مكتملة العناصر في اللقطة»، كتب كاتز، و»كلّ ما فعلتُه هو تحويلها إلى رسم»… وأيّ رسم، والحقّ يُقال: مجموعة خنازير مجتمعة، مع عبارة مقتبسة حرفياً من «مزرعة الحيوان»، رواية جورج أورويل الشهيرة، تقول: «كلّ الحيوانات متساوية، لكنّ بعضها أكثر مساواة من آخرين».
إدارة المجلة خضعت للضغوط، وفصلت كاتز من عمله رغم أنه كان في عداد الأعلى شعبية بين كتّابها ومحرريها. كذلك التزمت الصمت حول أسباب الفصل، ثمّ ــ بعد انتقال الحكاية إلى وسائل الإعلام الدولية وانطلاق حملات متعددة للتضامن مع كاتز، واستقالة اثنين من كبار محرّري المجلة ــ خرجت أخيراً بالتبرير التالي: «الرسم تجاوز خطوط الخطاب المشروع. ذلك لأنّ صورة الخنزير تعيد إلى الأذهان تذكارات معادية للسامية استُخدمت ضدّ اليهود على مدار التاريخ. وقبل وقت قصير كان باحث مرتبط بحركة حماس قد أعلن أنّ الله حوّل اليهود إلى خنازير وقرود، ونحن كصحيفة صهيونية لا نستطيع قبول هذا التناظر التحقيري».
وإزاء وقائع كهذه، وسواها أخرى كثيرة ومتنوعة بالطبع، يتوجب على المرء أن يبدأ من التمسك التامّ بالحقّ في حرّية التعبير، خصوصاً حين يتصل الأمر بالأعمال الإبداعية، وأياً كانت المظانّ والطعون ضدّ العمل. وبالطبع، هذا يشمل أيضاً حقّ المرء في ممارسة مختلف أشكال الاحتجاج القانوني على هذا أو ذاك من الأعمال الفنّية، كأن يخرج المرء في تظاهرة سلمية أو حتى أن يرفع دعوى أمام القضاء… طبعاً في البلدان التي يكون القضاء فيها سيّداً ومستقلاً!
الجانب الثاني، والجدليّ، من المسألة هو أنّ تنظيم حرّية التعبير في الغرب المعاصر يخضع غالباً لمعايير الكيل بمكيالين؛ بمعنى أنّ عملاً يطال الإسلام (إحراق المصاحف مثلاً) قد يلقى معاملة مختلفة عن عمل آخر يطال المسيحية أو اليهودية، سواء من حيث حجم ونطاق الضجة الإعلامية، أو الإجراءات القانونية التي تتخذها الدولة. وعلى سبيل المثال، السابقة الأبرز لقمع الأعمال الفنية في التاريخ البريطاني المعاصر كانت توقيف مسرحية «الهلاك»، للمسرحي وكاتب السيناريو البريطاني المعروف جيم ألن، الذي يعدّ الشريك الإبداعي الأوّل للمخرج السينمائي الكبير كين لوش. والتوقيف جرى في لندن، ثمّ في دبلن، سنة 1987 لأنّ المسرحية تتناول التواطؤ بين الشخصية الصهيونية البارزة رودولف كاشتنر والضابط النازي الأشهر أدولف إيخمان. وكانت الصفقة تنطوي على تسهيل النازيين هجرة 2000 من اليهود الهنغار إلى فلسطين، مقابل سكوت المؤسسة الصهيونية عن سوق قرابة نصف مليون يهودي إلى معسكرات الاعتقال!
كذلك يصحّ الاستدراك بأنّ القوانين المعمول بها في بريطانيا اليوم حول قضايا التشهير ضدّ العقائد والأديان، وهي إجمالاً التشريع المعروف باسم قانون التجديف، تؤمّن الحماية للديانة المسيحية، وبالأحرى للمذهب الأنغليكاني وحده تقريباً. ولأنّ بريطانيا توجهت إلى تعديل ذلك القانون وسنّ تشريعات جديدة تتيح للأقليات الدينية الأخرى ضمانات أفضل أمام القانون، فقد شهد البلد ما يشبه «حروب تحسين المواقع»، إذا جاز القول؛ خاضتها وتخوضها بعض الأقليات الدينية النافذة لإسماع صوتها والتشديد على حقوقها، كي يخرج القانون ملبيّاً على نحو أفضل لهواجسها.
ولا بدّ أيضاً من وضع مختلف وقائع انحطاط حرّية التعبير في سياق تراجع الحرّيات العامّة في الغرب جرّاء القوانين التي صدرت بعد 11/9، والتي تتذرّع بمكافحة الإرهاب وحماية أمن الأوطان والمواطنين؛ ولكنها في الواقع تنتهك حرّية التعبير على نحو صارخ ومباشر، وتعيد إنتاج مكارثية جديدة في صلب الهيكلية القانونية في معظم الديمقراطيات الغربية. وليس عجيباً أن يلجأ كثيرون إلى مقارنة 7/11/2023 بـ11/9/2001، لأكثر من غاية؛ بينها العثور على ذرائع لتبرير وأد الحرّية في التفكير حول حرب الإبادة الإسرائيلية.
وهذا يردّ الملفّ إلى الإسرائيلي كاتز، الذي ساجل بأنّ معايير حرّية التعبير في دولة الاحتلال هي التي تغيّرت، أو بالأحرى انحطت، لأنّ ياكوف فركاش (زئيف)، أحد مخضرمي الكاريكاتور الإسرائيليين، كان ــ في سنة 1980، وفي صحيفة «هآرتس» ــ قد استخدم صورة الخنزير لتمثيل جميع وزراء حكومة مناحيم بيغين، وعلى رأسهم أرييل شارون، فلم يُفصل من العمل، ولم يُتهم بالعداء للسامية. فلا عجب، والحال هذه، أن تنحطّ حرّيات مماثلة في بلدان لا تسير خلف جيش الاحتلال في ارتكاب جريمة حرب تلو أخرى، فحسب؛ بل تمتدح همجيتها أيضاً، وتغسل ما يُراق فيها من دماء الأبرياء.
المصدر: القدس العربي
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الغربية الاحتلال الإسرائيلي امريكا غزة الاحتلال الإسرائيلي الغرب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة صحافة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
الانتكاسة العميقة في ظل التخبط الصهيوني
خالد بن أحمد الأغبري
إن الانتكاسة العميقة التي وصلت إليها بعض الأنظمة، وهي تساند وتناصر الكيان الصهيوني الغاشم بشتى الطرق وتقف بجانبه ضد الشعب الفلسطيني ومجاهديه، من أجل دعم ذلك الكيان المتطرف وخروجه عن جادة الصواب، واتباعه الأساليب العشوائية المارقة، بما يؤدي إلى تفاقمات واضحة بعيدة كل البعد عن الإطار الأخلاقي والسلمي، في صورة تفتقر إلى السلوك الإيماني المطلق، والحكمة، والعقلانية، والرؤى السديدة، وذلك في إشارة واضحة تجسد ذلك الواقع التاريخي المرير والمؤلم الذي يعبر عن تلكم الأحداث المهينة، والأوضاع المخيفة والمشينة التي لا تُحتمل ولا تُطاق، بما تشكله من مخاطر مزعجة وكبيرة، وهزيمة للبشرية جمعاء.
وهو فشل استراتيجي معني بالكثير من الإخفاقات، الأمر الذي يدعو إلى مراجعة حقيقية ودقيقة لتلكم المعطيات السلبية التي فقدت كل التوازنات الدولية والإقليمية، والمعايير الإنسانية والأخلاقية، فيما أدت به من فشل ذريع أمام قوى الظلم والاستبداد، التي تعمل على إثارة هذه الغرائز الشيطانية المدمّرة، عبر مسارات متعددة وسلوكيات متنوعة تستهدف قطاعات كثيرة، من بينها قطاع الشباب، الذي يشكل رمز هذه الحياة الفتية، وقواعدها الأساسية، وحصنها المنيع في مواجهة تلك التحديات المثيرة للجدل، وعدوانيتها التي تتمدد عبر منظومتها وقدراتها للدخول في صراع مروع ومستمر من أجل إفشال الوحدة الفلسطينية، وتوظيفها بطريقة أو بأخرى فيما يهدد موازين العدالة، ويهمّش تلك الضوابط والضمانات الرصينة من أجل تقييدها، ومحاصرة العقول المتفتحة التي من شأنها الإبداع والابتكار وتطوير الذات، في مقابل السعي المتواصل بما يسهم في تفكيك القدرات المعادية، واستبدالها بقوى فاعلة ومؤثرة تلبي تطلعات وطموحات المجتمعات الواعية، التي تدرك ماهية التكتلات العنصرية التي تُصاغ أهدافها داخل الغرف المظلمة، والتي من شأنها التحكم في مصير هذه المجتمعات، ومحاصرتها من خلال نشر الفساد، وتضييق الخناق عليها، رغبة في استسلامها، والخضوع لإرادة تلك الكيانات المارقة التي تستعبد الناس من أجل عرقلة مسيرتهم الإيمانية، والتي تسعى من خلال ذلك إلى نشر الوعي الثقافي اللازم، والمتجرد من أساليب الخيانات والنفاق، واستخدام تلك الوسائل والأدوات المصاحبة لها في ضوء التطورات والأحداث التي تشهدها المنطقة، ومآلات تلكم الحروب والعنجهية التي تنمي فلسفة الحقد والكراهية، والعمل على تنشيطها وإبرازها بشكل مخيف ومدمّر.
وعندما يتحدث الوسطاء عن تسوية بين الكيان الصهيوني وحماس، فهذه التسوية مصيرها الفشل، مثلما فشلت مثيلاتها من قبل، والهدف منها إتاحة الفرصة لهذا الكيان من أجل ترتيب أولوياته وأوراقه، وإعادة حساباته، وتمكين قواته لتكثيف استعداداته، بالكيفية التي يرون فيها تحقيقًا لأهدافهم ومصالحهم. فالصهاينة وأعوانهم بطبيعتهم لا يمكن أن يكونوا صادقين، ولا أن يكونوا ملتزمين بمواثيق أو معاهدات، وقد دأبوا بوضوح تام على المراوغة، والخداع، والكذب، الذي تتشكل ملامحه من خلال نواياهم واستراتيجياتهم، على نحو يمكنهم من القضاء على عناصر المقاومة، والاستيلاء على حقوقهم، واحتلال أراضيهم وممتلكاتهم، وممارسة أبشع صنوف الجريمة والفساد، من أجل تحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم المبنية على حلم إقامة دولة إسرائيل الكبرى، والتي من بينها قطاع غزة، لاستغلال ثرواته، وتهجير أصحابه، وبسط سلطتهم عليه. وهو مشروع قائم على الخيانة والتخطيط السلبي، الذي تُدار هيكلته ونظامه على خلفية تلك الممارسات العدوانية التي من شأنها احتلال قطاع غزة، وتحجيم دور الفلسطينيين، وتركيعهم من أجل تحقيق تطلعات الكيان الصهيوني، وتهجير أصحاب الأرض.
كما إن الصهاينة باتت ولايتهم تتمدد على أوسع نطاق، بدعم أمريكي وأوروبي وعربي، حيث إنهم أضحوا يهاجمون من يشاؤون، ويقتلون من يشاؤون، ويدمرون ما يشاؤون، وفسادهم عمّ وانتشر في الكثير من بقاع الأرض، في سلسلة من الهجمات البربرية النازية، دون أي حراك من قبل المجتمع الدولي، ولله الأمر.
إن ديمومة هذا الكيان، ومنحه الثقة لممارسة الحياة بشكل طبيعي، تجعل منه أداة فاعلة لقتل الأبرياء، وتدمير المجتمعات الإسلامية، والعمل على تطوير آلة الحرب وأدواتها بما يضمن لهم استمرارية الإبادة الجماعية، وانتهاك حقوق الآخرين، وبث الفوضى، وملاحقة الآمنين، مما يثير في النفوس امتعاضًا وشعورًا سيئًا، إزاء ما يقوم به البعض من تدخلات وتصرفات وتجاوزات، لا تتسم بالعقلانية، ولا بالسلوكيات الحسنة المطلوبة لممارسة الحياة بشكل إيجابي ونموذجي، يحمي المجتمعات من التورط والدخول في أمور ليس لها فيها علاقة ولا دخل، بقدر ما تشكله من عبء على الآخرين، لتعبث بمصالحهم، وتدعو إلى إثارة الفتن والخلافات بين الناس، وصولًا بهم إلى الاقتتال، وسفك الدماء، والاحتقان، وتدمير ممتلكات الغير، وظهور الفساد، وأكل أموال الناس بالباطل.
وهذا هو أسلوب طغاة العالم، الذين يقفون دائمًا وراء هذه الأحداث والحروب، على مدار الأيام والسنوات.
وما يُحزِن في نفس المؤمن، ويُقلق راحة الناس، ويُثير الذعر والتوتر، هي تلك المشاهد المتكررة في عالم الإنسان البسيط، الذي أصبح طُعمة سائغة لأولئك الصهاينة المجرمين، وأعوانهم الظالمين، الذين عاثوا في الأرض فسادًا، وقتلًا، وإجرامًا، ودمارًا، بعدما فقدوا إنسانيتهم، وعقولهم، وماتت ضمائرهم، وأصبحوا بولائهم لشيطانهم، يمارسون ما يحلو لهم من جرائم، وانتهاكات، وقتل، ودمار، دون حسيب ولا رقيب، في عالم اضمحلّت فيه المبادئ الإنسانية، وتبخّرت فيه القيم الأخلاقية، وتلاشت فيه النخوة العربية.
وهم يتعاملون مع هؤلاء البشر كأنهم سلعة كاسدة ورخيصة، ليست لها أي قيمة معنوية ولا مادية، حيث إنهم ما فتئوا يتنازلون عنهم بطيب خاطر، وبنفس متعالية، لبني صهيون وأعوانهم. وبذلك أصبحت غزة وأهلها مسرحًا للجريمة والعنجهية والهمجية والمهانة والذل والقتل والدمار، وذلك خارج تغطية القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية.
وليس على الله بعزيز، ولا ببعيد، أن يرى العالم هذه المشاهد تنتقل تلقائيًا من غزة العزة إلى تلكم الأراضي الصهيونية، فكما تدين تُدان، فالعمل المضاد ومعطياته يأتي بالمفاجآت، وينقلب السحر على الساحر، وبذلك تكون عواقب الاستهتار والظلم أشد قسوة من الفعل ذاته.
كما إن عاقبة البغي والتكبر لا شك أنها مدمرة، وموازين القيم والمبادئ الإنسانية التفاعلية ستفتح أبوابها لتحقيق العدالة وفق شريعة الله تعالى ومنهجه الكريم.
اللهم عليك بالصهاينة ومن شايعهم، اللهم دمر قواتهم، وشلّ حركاتهم، وجمّد دماءهم في عروقهم، ولا تجعل لهم من باقية، إنك على كل شيء قدير.
اللهم اجعل كيدهم في نحورهم، واجعل تدبيرهم تدميرًا لهم، وضيق عليهم معيشتهم، ولا تجعل لهم من باقية، إنك على كل شيء قدير.