أشار تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني إلى قناة على موقع التواصل الاجتماعي تليغرام أنشأتها دائرة التأثير في الجيش الإسرائيلي في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتشارك بانتظام انتهاكات الاحتلال ضد الفلسطينيين.

وقالت كاتبته نادين عثمان، وهي صحفية مصرية بريطانية مقيمة في المملكة المتحدة، إن هذه القناة أدينت باعتبارها شكلا من أشكال "الحرب النفسية" وأداة لتأجيج العنف.

والقناة، التي تضم الآن أكثر من 10 آلاف و500 مشترك، كان اسمها "المنتقمون"، وتغيّر بعد يوم واحد لتصبح "عزازيل"، لتبدو مثل النطق العبري لغزة، وهي كلمة تعني "الجحيم"، ثم تغيّر اسمها لاحقا إلى "72 عذراء غير مراقبة".

ونشرت القناة أكثر من 700 صورة ومقطع فيديو تظهر انتهاكات صارخة بحق الفلسطينيين وتدمير مناطق ومبان مدنية، ووعدت مشاهديها بـ"تحطيم" خيال من وصفتهم بالإرهابيين وعرض "محتوى حصري من قطاع غزة".

وبحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية، نفى الجيش الإسرائيلي إدارته القناة، لكن مسؤولا عسكريا كبيرا أكد للصحيفة أن الجيش مسؤول عن تشغيلها.

وتشجع بعض رسائل القناة الأشخاص على مشاركة المحتوى حتى يتمكّن الجميع من "رؤية أننا نعبث بهم"، وفي بعض المشاركات التي شاهدها موقع ميدل إيست آي على القناة، يتعرض الفلسطينيون للسخرية والإساءة.

وذكر التقرير العديد من المشاركات المسيئة والمهينة للفلسطينيين بلغة عنصرية تفعم بها القناة، وتحرض المشاهدين على مشاركة المنشورات على نطاق واسع، في محاولة "لرفع معنويات" الإسرائيليين.

لقطات شاشة من قناة على تليغرام يديرها الجيش الإسرائيلي تظهر لغة وصورا تحريضية ضد الفلسطينيين (مواقع إلكترونية)

ولفت إلى ما قالته مروة فتفتا، مديرة السياسات في منظمة "أكسيس ناو"، وهي منظمة حقوقية رقمية، إن الخطاب على القناة يمكن أن تكون له عواقب خطيرة.

وقالت "لقد علمنا تاريخ الإبادة الجماعية والفظائع السابقة أن الكلمات يمكن أن تكون قاتلة"، وأضافت لميدل إيست آي أن "تصوير الفلسطينيين على أنهم أقل إنسانية -مثل "الحيوانات البشرية" أو "الصراصير" أو "الجرذان"- يخدم تبرير الجرائم البغيضة والعنف المرتكب ضدهم والتسامح معها".

وأضافت هذا النوع من المحتوى يغذي شهوة الإسرائيليين القوية للانتقام بعد هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ويمكن أن يؤدي إلى إدامة دائرة عنف لا نهائية.

ووفقا لفتفتا، يجب بذل المزيد من الجهود لمعالجة انتشار "خطاب الإبادة الجماعية وتجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم" على قنوات تليغرام.

وأضافت "لقد أصبح تليغرام، على وجه الخصوص، التطبيق المفضل للإرهابيين والمتطرفين. ومع ذلك، تواصل الشركة العمل خارج نطاق الشفافية وحقوق الإنسان".

مرتع للكراهية

من جانبه، قال جلال أبو خاطر، كاتب فلسطيني من القدس ومدير المناصرة في "حملة"، وهي منظمة غير ربحية تدافع عن الحقوق الرقمية الفلسطينية، إن تليغرام "سيئ السمعة" بسبب سياسته المتمثلة في عدم الإشراف على أي محتوى. وقال لموقع ميدل إيست آي "لقد كان تليغرام مرتعا لخطاب الكراهية والتحريض على العنف ضد الفلسطينيين".

وبحسب أبو خاطر، فقد وثقت "حملة" عددا من قنوات تليغرام التي تدعو علنا إلى الإبادة والعقاب الجماعي لجميع الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وختم التقرير بأن المشرفين في هذه القنوات ينشرون عناوين الفلسطينيين والتجمعات المجتمعية والمسيرات، ويدعون المشتركين إلى التخطيط لهجمات، مع رفض تليغرام إزالة هذه المنشورات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ضد الفلسطینیین إیست آی

إقرأ أيضاً:

دهشة إسرائيلية من عجز الجيش عن هزيمة حماس بعد فقدانها جلّ قوتها

تتزايد دهشة أوساط متعددة في تل أبيب تجاه عجز الجيش الإسرائيلي عن هزيمة حركة حماس في قطاع غزة، رغم فقدانها جلّ قوتها العسكرية، خلال الحرب المدمرة منذ 20 شهرا.

وانتقد كاتب إسرائيلي ادعاءات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو المتكررة بأنه بات على مقربة من هزيمة "حماس"، وترديده عبارات كاذبة، مثل: "على أعتاب النصر الكامل".

وقال الكاتب في موقع "ويللا" العبري نير كيبنيس، إن "تصريحات الحكومة ووزراءها وجنرالاتها بشأن نهاية الحرب حوّلتها من حدث ذي هدف واضح على شيء غامض، ستستمر ما دامت تخدم أهدافهم، وتحافظ على ائتلافهم، وربما لمنع الانتخابات من خلال ادعاءات يحاولون بيعها للجمهور".

وأضاف كيبنيس في مقال ترجمته "عربي21" أن "الفشل بدأ صباح يوم الهجوم المُريع، التي تُخلّد صوره في الذاكرة الجماعية للإسرائيليين، بعد أن اخترق الغزيون الحدود، وجاءوا سيرًا على الأقدام وعلى عربات، عقب اجتياح صباحي لوحدات مُدرّبة ومنسّقة، تُبلغ بعضها عبر شبكة اتصالات، مُجهّزة، ربما ليس بطائرات ودبابات، بل بوسائل مُتنوّعة، طائرات مُسيّرة عطّلت كاميرات المراقبة، مستخدمةً متفجرات، من خلال معدات ميكانيكية وهندسية مُعدّة لاختراق السياج، يليها مقاتلون مُدرّبون على استخدام قاذفات آر بي جي والقنابل اليدوية وغيرها".



وأكد أن "حماس صحيح أنها لم يكن لديها طيارين، لكن كان هناك استثمارٌ بملايين الدولارات في البنية التحتية والتخطيط، ما مكّنها من هذه اللحظة، حين يُمكن لمنظمة مُسلّحة بوسائل تبدو ضئيلة، أن تُلحق ضررًا جسيمًا بدولة ذات جيش قوي ومُجهّز، واليوم فإن أحد أسباب إطالة أمد الحرب هو أن الجنود يواجهون بنية تحتية "لم يواجهها أي جيش من قبل"، حتى أن الجيش الذي يمتلك طائرات متطورة وأنظمة أسلحة متطورة، غير قادر على إخضاعها".

وأشار إلى أن "نتيجة هذه المواجهة أن حماس التي كنا على بُعد خطوة من هزيمتها قبل أكثر من عام ونصف، وكلما بدا أن النصر الكامل عليها وشيك، وكلما قضينا على رأسها، تمكنت من التملص، بل وحتى من تصلب مواقفها في مفاوضات صفقة الرهائن".

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخ من اليمن باستخدام منظومة حيتس 3
  • خالد عيش: مستمرون في دعم الفلسطينيين حتى إقامة دولتهم
  • مسؤولو الصحة في غزة: مقتل عشرات الفلسطينيين بطريقهم لموقع توزيع مساعدات
  • قناة “قوت” البرازيلية تمدد بث دوري روشن حتى 2029
  • دهشة إسرائيلية من عجز الجيش عن هزيمة حماس بعد فقدانها جلّ قوتها
  • "القسام" تعلن استهداف موقع وقوات إسرائيلية بقذائف هاون وصواريخ في غزة
  • إطلاق النار في موقع توزيع المساعدات برفح.. شهادات مروعة وسط نفي إسرائيلي وتحذيرات من "أطباء بلا حدود"
  • لتحسين الواقع المائي… البدء بمشروع تأهيل قناة الري “ج 2” بمنطقة الغاب
  • جامعة قناة السويس تنظم ورشة عمل موسعة لتفعيل دور القطاع الطبي في مناهضة العنف ضد المرأة
  • قناة عبرية: واشنطن وعدت عائلات أسرى بطلب معلومات من حماس عن ذويهم