لبنان ٢٤:
2025-07-05@03:03:10 GMT

من انقذ العسكريون المتقاعدون: الحكومة أم القائد؟

تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT

من انقذ العسكريون المتقاعدون: الحكومة أم القائد؟

كتب جورج شاهين في"الجمهورية":النصائح التي أُسديت الى رئيس الحكومة منذ الدعوة الى الجلسة لتأجيلها لم تنجح. لا بل على العكس، فقد سعى المعنيون لاستعادة بعض الوزراء من الخارج لتأمين النصاب، وهو ما نُفّذ بالفعل، فعاد الى بيروت من كان في المغرب كما في الخليج، حتى انّ احد الوزراء الذي وصل متأخّراً الى بيروت ليل أمس الاول تلقّى عدداً من الاتصالات لضمان حضوره، لمجرد أنّه عبّر عن احتمال تغيّبه عن الجلسة، تاركاً "قراره الشخصي" بالخطوة الإيجابية كما السلبية، رهن مضمون جدول أعمال الجلسة الذي كان في حوزته قبل ساعات عدة بالوسائط الالكترونية أينما وُجد.

ولما قرّر المشاركة استجابة لمسلسل الإتصالات والتمنيات فإنّه لم يتمكن من الدخول وبقي عند حواجز المتقاعدين البشرية التي قطعت الطرق الى المدخل الرئيسي للسرايا.
وإلى هذه المعطيات، فقد شكّل وصول ثلثي أعضاء مجلس الوزراء في الموعد المحدّد للجلسة - بعدما حضر اثنا عشر وزيراً - لا يمكن الحديث عن جهة حكومية ارادت التعطيل، فالعودة الى اسمائهم وهوياتهم الحزبية والسياسية لا توحي بأي قراءة استثنائية. فقد كانوا من مختلف القوى السياسية التي تتعاطى مع ملف التمديد او تأجيل التسريح لقائد الجيش من مواقع لم تقل كلمة سلبية علنية، ومن بينهم وزيرا "حزب الله" اللذان يخضعان لـ "الفحوص المخبرية" في مثل هذه المحطات الأساسية ومعهما وزيرا حركة "امل"، ولكن حضورهما أوحى بأنّ الأمر عادي وليس هناك ما يدعو للتشكيك بموقف "الثنائي الشيعي" لجهة تطيير النصاب من عدمه. وإن استُعرضت أسماء المتغيبّين فإنّ من بينهم من هو محسوب على رئيسي المجلس والحكومة شخصياً، من دون احتساب تغيّب احد وزيري "المردة" الذي لم يتوافر اي معلومة عن مكان وجوده قبيل انعقاد الجلسة.
وبعيداً من هذه المعطيات التي لا يمكن تجاهلها لمن يبحث عن "العقل المؤامراتي" في مثل هذه المعالجات، رغم خطورتها ودقّة المرحلة التي تعبرها، فإنّ من المنطقي تناول الموضوع من زاوية أخرى. ذلك أنّ تعطيل الجلسة - لأي سبب كان ـ قد يكون له فائدة إن كانت النيّة لدى اهل المنظومة التمديد او تأجيل التسريح لقائد الجيش ولأي مهلة كانت. فإنّ ذلك لن يطول انتظاره. ففي العلم الدستوري والقانوني، تبقى الإشارة ضرورية الى انّ مثل هذا الموضوع المطروح، سيتوافر بطريقة اكثر متانة وصلابة قانونية إن صدر بقانون عن مجلس النواب بدلاً من قرار حكومي اياً كانت مساحة أو لائحة المستفيدين منه شرط ألاّ يكون على قياس شخص واحد.
وعليه، فإنّ المنطق القانوني يقول انّ أي قرار من هذا النوع في مجلس الوزراء سيكون سهلاً الطعن بقانونيته أمام مجلس شورى الدولة، طالما انّ وزير الدفاع نأى بنفسه عنه مهدّداً بقرار آخر يتعارض مع ما سعى إليه آخرون. وإن كان له الحق القانوني بذلك إن صدر عن الحكومة، فإنّ صدور قانون عن مجلس النواب يمكن أن يكون اصعب عليه تجاهله وسيلتزم به، ان كان صادقاً في التعبير عن موقف قانوني، متجاهلاً الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد ومعها المؤسسة العسكرية، منعاً لأي خلل محتمل في إحدى وأكبر المؤسسات وأكثرها صموداً في مواجهة الانهيارات في مثيلاتها الحكومية، وإن كانت دونها اهمية. ذلك أنّ ما يمكن أن تُصاب به إن كان ناجماً عن تقصير او فشل في مواجهة اسبابه، فالنتيجة سلبية في الحالتين. فأي قائد جديد للجيش قد يُعيّن في غياب رئيس الاركان المفقود الذي يمكن ان يتسلّم مهماته، فإنّه سيكون امام من يُعيّن في مهمّته وقتاً غير قصير للإمساك بزمام القيادة ومواجهة الظروف الصعبة التي تعيشها المؤسسة. فليس هناك من قائد عسكري يمكن أن يستبدل أحصنة اي قافلة وهي في "وسط النهر" كما يقول المثل العسكري القديم.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: إن کان

إقرأ أيضاً:

تأخير تشكيل الحكومة.. التأثير على عجلة دوران الاقتصاد السوداني

في الأول من يونيو الماضي، أعلن رئيس الوزراء السوداني د. كامل إدريس عن حل الحكومة وتكليف الأمناء العامين ووكلاء الوزارات بتسيير المهام حتى تشكيل حكومة جديدة.

ويعيش السودان حالة فراغ تنفيذي منذ ذلك الوقت، في ظل ظروف أمنية بالغة التعقيد، مما يزيد من تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.

ومنذ أدائه القسم، شرع رئيس الوزراء السوداني في بدء المشاورات لتكوين الحكومة، غير أن ثمة خلافات باتت تطفو على السطح تعمل على تأخير تشكيل الحكومة.

وأكد رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، لدى مخاطبته فعاليات المؤتمر الرابع لتمويل التنمية بإسبانيا، أن السودان خطى خطوات مهمة في مسيرته نحو الاستقرار المدني عبر تعيين رئيس مدني لمجلس الوزراء في الحكومة المدنية الانتقالية.

وأضاف أن هذا التعيين يعكس إرادة السودان الثابتة في استكمال مؤسسات الدولة وتعزيز الانتقال المدني الديمقراطي، تمهيدًا لبناء مستقبل أفضل للشعب.

*بداية التشكيل*

وكبداية لتشكيل الحكومة، أصدر إدريس الأسبوع الماضي قرارًا بتعيين الفريق حسن داؤود كبرون كيان وزيرًا للدفاع، كما تضمن القرار ذاته تعيين الفريق شرطة بابكر سمرة مصطفى علي وزيرًا للداخلية. غير أن الفراغ التنفيذي القائم بالبلاد يتسبب في تعطيل دولاب العمل ويؤثر بشكل بالغ على دوران عجلة الاقتصاد القومي.

*تسليم التصاديق*

وطفت آثار هذا الفراغ على السطح، وانعكست بصورة واضحة في غياب بعض الخدمات المقدمة للقطاع الاقتصادي، في ظل غياب واضح للإجراءات والترتيبات المنظمة في عدد من القطاعات.

وأكد رجل أعمال – فضل حجب اسمه- على تعطل العمل بوزارة الاستثمار وعدم تسليم تصاديق المشروعات الاستثمارية.

وقال في حديثه لـ”المحقق” إن وزارة الاستثمار أوقفت تسليم تصديقات المشروعات الاستثمارية بسبب غياب الوزير خلال الفترة الماضية.

وأوضح أن الوزارة لم تصدر تفويضًا لشخص آخر للتوقيع على التصديقات، بالإضافة إلى وجود مشاكل فنية بالنظام المالي للوزارة.

وكشف عن أن الوزارة بدأت أمس الأول في تسليم بعض التصديقات القديمة، لافتًا إلى أن التأخير في تشكيل الحكومة سيخلق بلبلة وتأخرًا في الإجراءات، مما يؤثر سلبًا على المناخ الاستثماري المتأثر أصلًا بظروف الحرب.

*تداعيات اقتصادية*

من جهته، يرى الصحفي المتخصص في الشأن الاقتصادي، سنهوري عيسى، أن هناك تداعيات اقتصادية عديدة لتأخر تشكيل الحكومة، تشمل تأمين إمدادات السلع والخدمات وتأمين مخزون استراتيجي من السلع الأساسية، خاصة بالولايات التي تتأثر بفصل الخريف سلبًا نتيجة لانقطاع الطرق وارتفاع تكلفة الترحيل والمضاربات في أسعار السلع والمغالاة من قبل التجار، إلى جانب تأمين إمدادات السلع واللوجستيات للقوات المسلحة قبيل حلول فصل الخريف.

ويقول عيسى لـ “لمحقق” إن التأثير سيشمل الاستعدادات للموسم الزراعي الجديد، مضيفًا أن الزراعة مواقيت.

وأوضح أنه “حانت مواقيت الزراعة بالقطاعين المطري والمروي، ولابد من تأمين احتياجات الموسم الزراعي مبكرًا لضمان نجاحه”.

*فقدان الموارد*

وأشار إلى أن تأثر العمل بدولاب الدولة مما انعكس بصورة مباشرة على تحصيل الإيرادات، خاصة التي بنيت عليها الموازنة العامة للدولة من رسوم جمركية وضرائب ورسوم مصلحية تفرضها الوزارات الخدمية، كوزارات الصحة والتربية والتعليم العالي والزراعة والتجارة والثروة الحيوانية والصناعة والداخلية والخارجية والمعادن والموانئ، وغيرها من المؤسسات الإيرادية، إلى جانب تأثر حركة الاستيراد والتصدير وانعكاسها على إعمار ما دمرته الحرب بمناطق العودة الطوعية.

ولفت سنهوري عيسى إلى تأثير فقدان الموارد عن طريق التهريب، خاصة تهريب الذهب والثروة الحيوانية والمنتجات الزراعية كالصمغ العربي والمعادن والإبل، فضلًا عن التأثير النفسي للمواطن الذي يعول على الحكومة الجديدة، والتي تواجه عسرًا في الولادة واختلافات حول المناصب.

*تباين واسع*

وبدوره، يقول الخبير الاقتصادي والمحلل السياسي د. محمد تورشين أن مسألة تأخير تشكيل الحكومة معقدة للغاية، وربما هناك تباينًا واسعًا في وجهات النظر بين الجهات المعنية المنوط بها المشاركة في الحكومة، خاصة حركات الكفاح المسلح الموقعة على اتفاق سلام جوبا.

وقال تورشين لموقع “المحقق” الإخباري إن هذا التباين “ساهم في تعقيد مسألة الإسراع في تشكيل الحكومة، وهذا سيؤثر بشكل سلبي على عمل الحكومة في المستقبل”.

وأشار إلى أن هذه المسألة قد تجعل عمل الحكومة غير متجانس ومتوائم مع الخطة التي أطلقها رئيس مجلس الوزراء، وسيكون الأمر شبه مستحيل.

وأوضح أن التفاؤل بشأن مستقبل عمل الحكومة بقيادة كامل إدريس قد يكون بعيدًا كل البعد عن الواقع، لأن ذلك بدأ يظهر الآن بشكل واضح من خلال التباين في وجهات النظر والتأخر في تشكيل الحكومة.

المحقق – نازك شمام

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تأخير تشكيل الحكومة.. التأثير على عجلة دوران الاقتصاد السوداني
  • الحكومة تقر عقد جلستين لمناقشة تدهور العملة الوطنية وانهيار الكهرباء
  • برلماني: الحكومة بحاجة إلى رؤية واضحة لتوسيع برنامج الطروحات العامة
  • ما هي المادة 2 التي رفضت الحكومة حذفها من قانون الإيجار القديم؟
  • الدبيبة يلتقي ممثلين عن متضرري الحرب على طرابلس ويؤكد التزام الحكومة بإنصافهم
  • مجلس النواب يؤجل مناقشة قانون الإيجار القديم لغياب بيانات الحكومة
  • الحكومة ترفض تمديد مهلة إنهاء العلاقة الإيجارية في مشروع قانون الإيجار القديم
  • البرلمان يحسم اليوم الموافقة النهائية على قانون الإيجار القديم.. ورئيس النواب ينتقد نقص استعداد الحكومة
  • فرنسا تواصل انسحابها من ثاني دولة بالعالم وتسلم قواعدها العسكرية التي كانت تستخدمها
  • الجنسية البرتغالية ستصبح واحدة من أصعب الجنسيات التي يمكن الحصول عليها في أوروبا