ديوانان شعريان للشاعر الجزائري عبد الرحمن بوزربة
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
الجزائر ـ العمانية: تُشبه تجربة الشاعر الجزائري، عبد الرحمن بوزربة، ذلك النهر الرقراق الذي يشقُّ طريقه ليروي ظمأ المتعطّشين إلى الكلمة العذبة، والعبارة الشعرية المحلّقة في سماء الإبداع الصادق. وقد أصدر بوزربة هذا العام، ديوانين شعريين، أوّلهما بعنوان (شقوق تدلُّ جدرانُها على الريح)، (124 ص)، ويضمُّ 23 نصًّا شعريًّا، تتراوح نصوصُه بين شعر التفعيلة والشعر العمودي، وثانيهما بعنوان (أطير إليك سرب غياب) ،(126 ص)، ويتضمن 20 نصًّا شعريًّا.
ويقول صاحب هاتين المجموعتين الشعريتين في تصريح، لوكالة الأنباء العمانية: (إنّها نصوصٌ أحاول من خلالها تجاوز أدواتي التي استخدمتُها في دواويني السابقة، وهي تتحدث عن الوطن، والمرأة، والذات التي تُجبَر على الركون إلى الهامش نتيجة هذا العالم الذي يرفضُه الشاعر لأنّه يفقد جمالياته، ومن هنا تستمدُّ هذه النصوص أهميّتها، ورؤيتها التي تحاول أن تقولها من خلال استكناه روح الإنسان، والبحث عن الفردوس المفقود نتيجة تراكم هذا السائد الباهت، لدرجة أنّنا أصبحنا نسخًا طبق الأصل، وفقدنا خصوصياتنا).
ويضيف بوزربة أنّ ديوان (شقوقٌ تدلُّ جدرانُها على الريح)، هو الثامن في مسيرته الشعرية، ونصوصُه (بالرغم من كلّ ما تحمله من حزن، فهي ليست انكسارًا، أو تقوقعا على الذات، وإنما يُعتبرُ الحزن الذي تختزنُه قصائد الديوان مرادفًا للسُّكون والسكينة التي يجب أن نعيشها في داخلنا لكي نكون أجمل).
من جهة أخرى، يؤكّد عبد الرحمن بوزربة أنّ ديوان (أطير إليك سرب غياب)، هو(عبارة عن نصوص نثرية، وهو على عكس دواويني السابقة، وهي نصوص قريبة جدًّا من نفسي، لأنّها تُعبّر عن محطات واضحة عشتُها، وهي كذلك نصوصٌ قريبة جدًّا من المتلقّي لكونها تتحدّث عن خلاصة تجارب يعيشُها الإنسان نتيجة علاقته مع الآخر، أو نتيجة هزائم، وخيبات اجتماعية، وهي تخاطب الذات الإنسانية، وتحاول السفر فيها لتقول بعض المسكوت عنه، وبعض ما نخجل منه لتكون صادقة بما يكفي، ولتقول ما نفكّر به دون مداراة لأسباب يفرضها العرف الاجتماعي).
ويُلحُّ بوزربة على أنّ (الشعر ما زال بخير في الجزائر، وفي الوطن العربي، على كافة مستوياته التعبيرية، وما هو طافح إلى السطح لا يعبّر عن الحقيقة بما أنّ هناك الآن الكثير من الوسائط الإلكترونية والوسائل التسويقيّة، التي استغلّها كثيرٌ ممّن ليست لهم علاقة بالقصيدة الحقيقيّة، وهذا ما أدّى إلى نفور المتلقّي من الشعر الذي يُعبّر عن الواقع)، معتبرًا أنّ (القدرة على تسويق الذات، ليست بالضرورة مرادفًا للملكة الإبداعيّة الحقيقيّة، وهناك الكثير من النصوص والإبداعات التي لم تجد طريقها بالقدر الكافي إلى الملتقّي مع أنّها تُعبّر بالفعل عن ماهية الشعر)، ويُعزّز مذهبه بالقول (صحيحٌ أنّ الشعر الآن لم يعد كما كان بعد أن تفتّح على الكثير من الأشكال الشعرية، وعلى الشاعر أن يُتقن الشعر بكلّ أشكاله ليأتي بعد ذلك الحفر في صخرة الشعر والمعنى بحثا عن خاصيته، وماهيته).
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
الشعر للناس… أمسية شعرية شبابية تُعيد نبض الكلمة إلى ساحات حلب
حلب-سانا
في خطوة تعد سابقة ثقافية منذ عقود، عادت الكلمة الشعرية لتصدح في قلب المدينة، حيث نظّمت جمعية “الشعريان للثقافة والفنون” أمسية شعرية مفتوحة بعنوان “الشعر للناس” في ساحة محطة بغداد التاريخية بمدينة حلب، بمشاركة سبعة شعراء من فئة الشباب، وسط حضور لافت من أهالي المدينة ومحبي الشعر.
وتمثل الأمسية نقلة نوعية في المشهد الثقافي السوري، إذ أعادت الشعر إلى فضائه الطبيعي المفتوح، بعيداً عن القاعات المغلقة، وربطته مجدداً بجمهوره المتنوع من مختلف الشرائح الاجتماعية والفئات العمرية.
وأوضح رئيس الجمعية، الشاعر أحمد زياد غنايمي، في تصريح لـ سانا، أن المبادرة تهدف إلى إعادة الشعر إلى الناس في حياتهم اليومية، وجعله أداة تواصل إنساني ومجتمعي حي. وأضاف أن الشعر يصبح أكثر تأثيراً عندما يُلقى في الساحات العامة، حيث يلامس الإحساس الجمعي، ويستعيد حضوره التاريخي كجزء من الحياة العامة.
وقدّم غنايمي خلال الأمسية قصيدتين، الأولى غزلية ذات طابع إنساني، والثانية بعنوان “قصيدة المنبر” من البحر الخفيف، التي تناولت المنبر كرمز لتنوع الأصوات بين الدين والسياسة والشعر.
وشهدت الأمسية عودة الشاعرة تسنيم حومد سلطان بصوت شعري أنثوي مميز، قدمت من خلاله نصّين شعريين ناقشا التناقضات الإنسانية والتسامح، فيما فاجأ الموسيقار أحمد نشار الحضور بقصيدة نثرية سرد فيها موقفاً شخصياً، مؤكدًا أن الشعر لا يحتاج تدريباً حين يأتي من القلب.
واعتبر الباحث في التراث اللامادي، حازم بابي، هذه العودة خطوة مهمة لإحياء تقاليد الشعر الشعبي، قائلاً: “القصائد تنبض عندما تغادر الورق وتصل إلى الشارع”، مشيداً بقدرة الشباب على خلق حراك ثقافي أصيل.
وتُعد جمعية “الشعريان”، التي تأسست عام 2024، أول كيان ثقافي في سوريا يُدار بالكامل من قبل فئة الشباب، وتضم تحت مظلتها أنشطة أدبية وفنية وعلمية، وتهدف إلى إحياء التراث الثقافي السوري بأساليب معاصرة.
الجمهور الحاضر وصف الأمسية بأنها “حدث شعري تاريخي يُعيد للثقافة روحها الشعبية”، مؤكدين تطلعهم لمزيد من هذه الفعاليات في ساحات حلب ومختلف المدن السورية.
تابعوا أخبار سانا على