وزير الزراعة يتابع منظومة التحول الرقمي لحوكمة الحجر الزراعي والبيطري
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
عقد السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي اجتماعا مع مسئولي الحجر الزراعي والبيطري بالوزارة وممثلي وزارة الإنتاج الحربي لمتابعة سير العمل في بناء منظومة التحول الرقمي للحجر الزراعي والبيطري،وذلك بحضور المهندس مصطفى الصياد نائب وزير الزراعة وبعض قيادات الوزارة.
وخلال الاجتماع أكد القصير أن المنظومة الرقمية للحجر الزراعي تستهدف حوكمة الإجراءات وتقليل تدخل العنصر البشري والتعامل الإلكترونى والرقمى وتيسير تعامل المصدرين والمستوردين على المنظومة بعيد عن الاوراق والمستندات وتوفير الوقت والجهد والتكلفة وتسهيل إجراءات استخراج تصاريح الاستيراد والتصدير وإتمام جميع عمليات الفحص والدفع الالكتروني لكافة الرسوم المستحقة عن العملية وذلك ضمن جهود الدولة المصرية للتحول الرقمي للجهات الحكومية وتنفيذ توجيهات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية لتقليل زمن الإفراج الجمركي للسلع المصدرة والمستوردة واتخاذ القرار من خلال توفير كافة الاحصائيات اللحظية للعمليات والبيانات التي تتم عليها من ناحية الكميات المصدرة ونوعية المحاصيل ووجهاتها.
وأضاف القصير أن التحول الرقمي في الحجر البيطري يهدف في جوهره إلى تقليص زمن الإجراءات التي يستغرقها العمل في استخراج الموافقات الاستيرادية مع المتابعة والحوكمة التي تمنع حدوث الأخطاء البشرية وبالتالي الحصول على ثقة المتعاملين من الدول الأخرى في الحجر البيطري المصري مع تكوين قاعدة بيانات واسعة ودقيقة حول الصادرات والواردات المصرية ذات الأصل الحيواني
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
التحول الرقمي.. قرار يصنع المصير
د. ذياب بن سالم العبري
ليست كل لحظة تمنح المؤسسات فرصةً للنجاة، ولا كل زمن يسمح بإعادة المحاولة. فبعض القرارات، حين تتأخر، لا تنتظرك النتائج؛ بل تسبقك العواقب.
في زمنٍ يُعاد فيه تشكيل المفاهيم، وتتسارع فيه الخطى نحو المستقبل، لم يعد البقاء للأقوى ولا للأكبر، بل للأذكى فهمًا، والأجرأ تحرّكًا. لم تعُد المؤسسات على خط انطلاق مشترك، بل على مفترق مصيري: إما أن تختار التحوّل الرقمي بوعي وجرأة، أو تتخلّف عن الركب دون أن تدري.
والتحوّل الرقمي لم يعد تحسينًا تقنيًا تفرضه الموجات، بل قرارًا مصيريًا يعكس نضج المؤسسة، ويكشف قدرتها الحقيقية على عبور المستقبل. وهو في جوهره، ليس مجرد إدخال أدوات رقمية على العمليات، بل تغييرٌ شامل في طريقة التفكير، ونمط تقديم الخدمات، وآلية اتخاذ القرار، بالاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لتقديم قيمة أكبر للمستفيد، بكفاءة أعلى، ومرونة أشمل.
إنه ليس مشروعًا يُضاف إلى الخطط، بل عقليةٌ تتجسّد في كل إجراء، وإرادةٌ تواجه التعقيد بالشجاعة لا بالتردد.
كم من جهةٍ اقتنت أحدث الأنظمة، لكنها ظلت رهينة البيروقراطية؛ لأن طريقة التفكير لم تتغير، ولم تتجدد أدوات القرار فيها. فليست التقنية بذاتها من يصنع التحوّل، بل وعي المؤسسة بها، وجرأتها على توظيفها وتطويعها، وقيادتها بمنطق جديد وروح متجددة.
وهنا تتجلّى أهمية القيادة الواعية، القادرة لا على إدارة التغيير فحسب؛ بل على إشعاله. القائد الحقيقي لا ينتظر خارطة الطريق، بل يصنعها. يمنح الثقة، ويرسم الرؤية، ويفتح النوافذ أمام فرق العمل لتبدع وتتفوّق، بدل أن تنغلق خلف جدران اللوائح.
ومن قلب هذا المشهد المتحوّل، يبرز الذكاء الاصطناعي لا كترفٍ عصري؛ بل كأداة حيوية لإعادة تشكيل القرار المؤسسي. بقدرته على تحليل البيانات، ورصد الأنماط، وتوليد البدائل، يتحوّل إلى محرّك فاعل يعيد تعريف كفاءة الأداء، ويختصر الزمن، ويقلّص الهدر، ويمنح القرار عمقًا لم يكن متاحًا من قبل.
لم تعد المؤسسات في سباق على امتلاك الأدوات، بل في سباق على الذكاء في إدارتها، والقدرة على تسخيرها بمنطق استباقي. فما كان يُنجز في سنوات، بات يُختصر في أشهر. والسؤال: هل يليق بنا أن نُواصل السير بخوف، بينما العالم يركض بثقة نحو المستقبل؟
نحن بحاجة إلى نمط تفكير جديد، لا يرى في التحوّل الرقمي تهديدًا للاستقرار، بل فرصةً للتجديد. تفكير يُبنى على الشفافية والمعرفة، يُعلي من قيمة الموظف كشريك في الإنجاز، ويضع المواطن في قلب الأولويات، ويرى في التقنية مخرجًا ذكيًا لا عبئًا إداريًا.
السؤال لم يعد: هل نرغب في التحوّل الرقمي؟ بل: هل نمتلك الجرأة لنبدأ به فعلاً؟ هل نملك القادة الذين يُشعلون الفكرة، لا أولئك الذين يُطفئون جذوتها بالتردد؟ هل نحرّر التقنية من الأقفاص لنقود بها، لا أن نتذرع بها؟
القرار لم يعد خيارًا إداريًا مؤجلًا؛ بل أصبح اختبارًا حقيقيًا لوعي المؤسسة وشجاعتها. فنحن لا نعيش زمن الانتظار، بل زمن المُبادرة. ومن لا يملك الجرأة ليصنع قراره الآن، سيجد نفسه غدًا أسير قرارات الآخرين.
التحوّل الرقمي ليس مشروعًا من ضمن المشروعات؛ بل مستقبلٌ يُصنع الآن، ونافذة من ضوء لا تفتح مرتين. فإما أن ننهض إليه بخطى ثابتة، أو ننسحب من مشهد الغد بصمتٍ لا يسمعه أحد!