موقع النيلين:
2025-06-22@14:22:37 GMT

الهجوم على ود مدني .. قراءة بأثر رجعي

تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT


– القول بأن “الدعم السريع” خسر معركته السياسية منذ وقت مبكر، وتحول إلى عصابات إجرامية تمتهن السلب والنهب والترويع، وتنشر الفوضى، أصبح قولاً لا يحتاج إلى أدلة إضافية، ومحاولة الهجوم على عاصمة ولاية الجزيرة، مدينة ود مدني، فجر الجمعة الفائتة هو أوضح دليل على ذلك.

– من الواضح أن ولاية الخرطوم، ضاقت بالفعل على المتمردين، بفعل الضربات المنسقة التي شنتها عليهم القوات المسلحة، والقوات المساندة لها، عبر الطيران الحربي، والعمليات الخاصة، وأن قطاعاً كبيراً من المتمردين اختاروا طريق الهروب نحو الشرق هذه المرة، لكنهم أرادوها طريقاً لنشر الفوضى وممارسة أساليبهم المفضلة في النهب والسلب كما أشرنا.


– الهروب نحو الشرق يحمل أكثر من دلالة، أولها وأهمها في تقديري أن غالبية مَن تمّ تجنيدهم لهذه المهمة هم من أبناء شرق النيل وسهول البطانة ممن لفظتهم مجتمعاتهم، والراجح أن قضيتهم الوحيدة هي البحث عن الغنائم .. يمتطى كل ثلاثة منهم “موتر” ويغيرون كمجموعات على القرى الوادعة في سهل البطانة ليستبدلوا المواتر بالعربات وما تيسر من الزاد والمال، بينما تبقى المجموعات الأكثر تدريباً وتسليحاً في دفة القيادة تبحث عن نصر زائف وتشرف على نشر أكبر قدر من الفوضى والتدمير والترويع.

– الوجهة النهائية لهذه المجموعات الهائمة على وجهها قد لا تكون أية مدينة سودانية، والراجح أنهم يخططون للوصول إلى مدينة حدودية كالقلابات مثلاً لتكون نقطة تجمع ومنطلقاً للإمداد ولنشاط فوضوي قادم يتلقون فيه مختلف انواع الدعم، وفي حال صحّت هذه القراءة، فسيكون التركيز في مسيرة الهروب هذه على الغنائم والتشوين، فهم يدركون أن محاولة السيطرة على أية مدينة رئيسية في شرق السودان سيكون ضرباً من الانتحار.

– يؤسف المرء أن يقول إن العملية برمتها أثبتت هشاشة الوعي الذاتي لدى قطاع واسع من المواطنين، وقدراً كبيراً من القابلية للهزيمة النفسية وتصديق رواية العدو حتى وسط النخب، إذ أن كثيرين جداً من داعمي القوات المسلحة بلغت قلوبهم الحناجر وظنوا بجيشهم الظنون، حتى أن البعض كاد يطالب بقبول شروط المليشيا لوقف الحرب، وهذا لعمري مؤشر خطير ينبغي الإنتباه له، ومعالجة الخلل الذي قاد إليه في أسرع وقت ممكن.

– الخلل الذي كاد يقود للهزيمة النفسية هو في المقام الأول خلل في طريقة إدارة المعركة، فمثل المعركة التي يخوضها شعبنا وجيشه الباسل لا تُدار من جبهة واحدة، وإنما من عدة جبهات متعاضدة، سبق وأن أشرنا إليها وسميناها في أكثر من مقال، وما تهمنا الإشارة إليه هنا هو جبهة الإعلام وما يتصل به من توجيه معنوي يهدف إلى تحصين الرأي العام ضد الإشاعات والأخبار الزائفة التي تنشط فيها غرف العدو، والتحصين المطلوب هو مزيج من الصدق في نقل الوقائع وفضح دعاية العدو والمبادأة في نقل الرواية الصحيحة وتهيئة الرأي العام لما قد يحدث، دون أن يسهم ذلك في كشف نوايا وخطط القوات المسلحة والقوات المساندة لها .. ولا شك أن هذه معادلة بالغة الدقة تحتاج إلى أصحاب اختصاص وممارسة عملية.

– قد يصح القول بأن الطريق أمام النصر الكامل على المليشيا ومناصريها في الداخل والخارج، ما يزال بحاجة إلى استكمال، وأن ذلك يتطلب أن تجري مراجعة خطط إدارة المعركة على مختلف الجبهات بشكل مستمر وتغيير بعضها، لكي يتم سد جميع الثغرات، ما ظهر منها وما بطن، وهو أمر يحتاج إلى إرادة سياسية قبل حاجته إلى تخطيط سليم..

– علينا أن نجدد إيماننا بعدالة قضية شعبنا وهو يخوض معركة بقاء الدولة، وبحتمية انتصاره فيها، وأن نتوكل على واهب النصر بعد أن نستكمل وسعنا من حسن التخطيط والتدبير على كل الجبهات.

العبيد أحمد مروح

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

القوات المسلحة تدعم أول تحليل جينوم بشرى كامل بأياد مصرية

تمكن مركز البحوث الطبية والطب التجديدي للقوات المسلحة من تحقيق إنجاز علمي بارز، تمثل في النشر الدولي لأول دراسة بحثية مصرية كاملة في مجال الدراسات الجينومية على أحد الأمراض النادرة التي تصيب الكُلى وقد تؤدى إلى الفشل الكلوي، وذلك في أعلى دوريات الدراسات الجينية « الجينات البشرية» الدولية الصادرة عن دار نشر «سبرينجر العالمية».

وتعد هذه الدراسة هي الأولى من نوعها في مصر والثانية على مستوى العالم لعمل تسلسل جينوم بشرى كامل في الأمراض المناعية، وتم تنفيذ هذه الدراسة داخل مصر على أيدى فريق العمل الخاص بمركز البحوث الطبية والطب التجديدي بالتعاون مع جامعة القاهرة من خلال استخدام أحدث تقنيات التكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي، ويعتبر هذا الإنجاز خطوة محورية نحو تطوير البحث العلمي في مجال الطب التشخيصي والدقيق والدراسات الجينومية، حيث قاد مركز البحوث الطبية والطب التجديدي تحالفاً علمياً لتنفيذ مشروع «الجينوم المرجعي للمصريين وقدماء المصريين»، والذى يُعد من المشاريع الطموحة على المستويين الدولي والإقليمي.

جدير بالذكر أن المركز يضم أحدث معمل جينوم في مصر، بالإضافة إلى أكبر بنك حيوي أوتوماتيكي في مصر وأفريقيا وهو ما يضعه في مصاف المؤسسات العالمية المتقدمة في هذا المجال، وقد أثمر هذا التقدم عن نشر العديد من الأبحاث في كبرى الدوريات العلمية المُعتمدة، بما يعكس حجم العمل والجهد المبذول في تطوير البنية التحتية للبحث العلمي في مصر.

يأتي هذا الإنجاز ليعكس رؤية مصر الاستراتيجية في الاعتماد على قدراتها العلمية الوطنية وتعزيز مكانتها في مجال علوم الجينوم والطب الدقيق.

وفى سياق متصل شارك مركز البحوث الطبية والطب التجديدي في المؤتمر العلمي الأول «CODE YOUR SPORTS POTENTIAL» لتسليم التقارير النهائية لمشروع الجينوم الرياضي وإطلاق المرحلة الجديدة من اختبار الجين الرياضي «NEXT-GENE»، والذى يأتي استمراراً لحرص القوات المسلحة على تكامل الجهود الوطنية لتنفيذ مشروع علمي رائد يعزز من مكانة مصر في مجالات الطب الرياضي والبحث الجيني.

وخلال المؤتمر أكد اللواء طبيب محمد عبد السلام الجوهري مدير مركز البحوث الطبية والطب التجديدي أن المشروع يُجسّد الدور الرائد للقوات المسلحة في دعم المبادرات القومية الكبرى وخاصة في هذا المشروع الذى يأتي تنفيذاً لرؤية القيادة السياسية لدعم التنمية البشرية وتحقيق التميز الرياضي من خلال تحقيق التكامل بين الجهات البحثية والعلمية في الدولة.

اقرأ أيضاًمركز البحوث الطبية والطب التجديدي يوقع بروتوكول تعاون مع جامعة بنها الأهلية

القوات المسلحة تنظم زيارة للملحقين العسكريين المعتمدين لعدد من المنشآت العسكرية

قبول دفعة جديدة من الأطباء البشريين للعمل كضباط مكلفين بالقوات المسلحة

مقالات مشابهة

  • البرلمان الإيراني يوافق على إغلاق مضيق هرمز
  • إنجاز علمي جديد.. القوات المسلحة تدعم أول تحليل جينوم بشري كامل
  • القوات المسلحة تدعم أول تحليل جينوم بشرى كامل بأياد مصرية
  • إيران تتعهد بالرد.. ما هي المصالح الأمريكية التي يُمكن استهدافها؟
  • القوات المسلحة اليمنية توجه تحذيراً نارياً للولايات المتحدة الأمريكية (تفاصيل)
  • قراءة عسكرية في كمين القسام بمنطقة الزنة شرق مدينة خانيونس
  • الناطق الرسمي: قواتنا بالفرقة ٢٢ بابنوسة تسحق هجوما كبيراً
  • شركة عالمية رائدة تعلن تعليق رسو سفنها في ميناء حيفا
  • الأردن..سقوط طائرة مسيرة محملة بالمتفجرات
  • بيان صادر عن القوات المسلحة الأردنية