جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-04@14:45:49 GMT

عندما تصبح السيارات ذاتية القيادة

تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT

عندما تصبح السيارات ذاتية القيادة

 

مؤيد الزعبي

كل المؤشرات الحالية تُشير إلى حتمية واحدة؛ أن شوارعنا ومدننا ستخلو من السيارات بشرية القيادة في قادم السنوات، فهل تخيلت كيف ستصبح الشوارع بلا سائقين بشر؟ وهل سيكون هذا مفيدًا لنا كبشر؟ وكيف سنقضي أوقاتنا داخل سياراتنا؟ أسئلة سوف أحاول أن أتخيل إجاباتها بناء على المعطيات الحالية مع لمسة من الخيال تثري تجربتك عزيزي القارئ.

حسب التوقعات فإنه بحلول 2050 ستمتلئ شوارعنا بالسيارات والشاحنات أو حتى الطائرات ذاتية القيادة، وستكون السيارات القديمة "ما نستعمله حاليًا من سيارات" ستكون تستخدم فقط في الحلبات الخاصة أو لممارسي قيادة السيارات كهواية أو حبًا وشغفًا وليس للأناس العاديين ممن يستخدمون السيارة للتنقل، وسيكون بمقدورك عزيزي القارئ أن تستمتع بسيارتك ذات المحرك البنزين أو الديزل هناك فقط في الحلبات وتسمع صوت هدير المحركات وصرصرة العجلات وأن تمارس قيادة السيارة كرياضتك في نهاية الأسبوع، أما تنقلاتك اليومية فدعها للسيارات الذكية ذاتية القيادة.

لا تستغرب عزيزي القارئ لو وجدت إعلانًا يدعوك لتجربة قيادة شاحنة ضخمة أو سيارة بمحرك 4 سلندر كنوع من المغامرة ضمن جولة ألعاب أو تسلية في إحدى المدن الترفيهية أو حتى يُحسب لمدن مُعينة أنها وجهة لعشاق السيارات الكلاسيكية بشرية القيادة، ويُقطع من أجلها مئات الكيلومترات لعيش هذه التجربة، قد تقول في سرك وما هذا فقد هرمنا من القيادة وليس هناك ما يستدعي لأن تكون القيادة هواية أو تجربة ومغامرة؛ وهذا رأيك وأحترمه ولكن ما هو رأيك لو قلت لك إن هناك جيلًا كاملًا من ملايين البشر سيُولد ويعيش دون أن يجرب هذا الأمر، وسيكون مثيرًا له لو أتيحت له هذه التجربة خصوصًا وأن هناك ملايين المحفزات الحالية من أفلام ومضامير سباق تعج بالملايين لمشاهدة سيارات تتسابق أو سيارات بمحركات كبيرة تتنافس فيما بينها وسيكون الأمر مثيرًا لو كان هذا الأمر عملة نادرة في قادم الوقت.

السؤال الذي يطرح نفسه وأجد من المهم أن نُجيب عليه: هل علينا أن نتعلم السياقة في المستقبل؟ والإجابة من وجهة نظري أنه لا حاجة لذلك؛ فلماذا تتعلم السياقة وهناك سيارات ذاتية القيادة هي من تستخدمها في حياتك اليومية وتعليم السياقة سيكون أيضًا مهارة مكتسبة لمحبي تعلم المهارات أو المغامرين أو محبي الاستكشاف والخوض في تجارب الماضي تمامًا كمن يتعلم التزلج أو القفز بالمظلات في وقتنا الحالي.

وبالعودة لشكل مُدننا وشوارعنا، فستكون منضمة ومنضبطة أكثر من وقتنا الحالي وكأن الشوارع تحولت لسكك قطار وهمية، تتحرك السيارات فيها ضمن مسارات محددة ومدروسة بدقة، ولو تأملت شارعًا سريعًا ستكون أمام صورة رائعة من أخلاقيات الطريق وسلامته فالذكاء الاصطناعي سيقوم بكل ما يلزم لإتقان السياقة أولًا والالتزام بقواعد السير ثانيًا وفهم الشوارع والمسارات والطرق ثالثًا، وهذه الخصائص ستمكننا من إلغاء حوادث الطريق بشكل نهائي، وستتصدر شاشات التلفاز وتتناقل مواقع الإخبار أخبارًا عاجلة عند وقوع أي حادث مروري فحينها سيكون السبب غير عادي وغير متوقع؛ ربما سقوط شجرة من شدة المطر أو انهيار أرضي في إحدى الطرق أو اختراق لأنظمة سيارات معينة أو محاولة لاغتيال إلكتروني بواسطة السيارات لإحدى الشخصيات البارزة.

وبالعودة لتساؤلنا: كيف سنقضي أوقاتنا داخل سياراتنا؟

أتوقع أن تتحول سياراتنا لساحات ومساحات للترفيه والاسترخاء، فيمكن أن تمارس ألعابًا إلكترونية داخل السيارة، أو يكون هذا وقتك المفضل لمشاهدة فيلم مع العائلة والأصدقاء خصوصًا عندما تقرر السفر لمسافات طويلة، أو ربما تحولها لمركز إبداع شخصي تكتب مذكراتك بداخلها أو تعزف الموسيقى أو ترسم لوحاتك الفنية، وربما تتحول لغرف اجتماعات وعمل وستكون السيارات مكانًا مناسبًا لعقد اجتماعات؛ سواءً حضورية أو عن بعد مع الموظفين أو المديرين، وربما تتحول لمكان سري لعقد الصفقات! وليس هناك ما يمنع من أن تتحول السيارات لمكان للاحتفال بمناسباتك السعيدة ولحظاتك المميزة مع شريك الحياة.

بشكل عام أعتقد عزيزي القارئ أن السيارات ذاتية القيادة قادرة على أن تجعل حياتنا أكثر أمانًا وكفاءة وراحة، ويتخلق لنا المزيد من التجارب الحياتية سواء داخل سياراتنا أو حتى هناك في مضامير السباق، وعلى جانب آخر ستتيح للحكومات بأن يتخلصوا من أعباء الطرقات وإدارتها والالتفاف لإيجاد تجارب أكثر جمالًا للمشاة ولركوب الدراجات فجل طاقتنا في تخطيط مدننا يذهب للطرقات ومعالجة مشاكلها مع سلوكيات السائقين البشر، وعندما نتخلص من هذه الأعباء سيكون أمامنًا متسع من الوقت والمال والجهد لنوفره لتجارب بشرية أكثر جمالًا وأمانًا؛ وإلى حينها تذكر عزيزي القارئ أن صوت سيارتك الذي تجده مزعجًا وسلوك السائق البشري الذي يزعج سيكون تجربة مثيرة في المستقبل، فلا تنسْ أن تعيشها اليوم!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هل بدأت هولندا تتحول إلى دولة مناصرة لفلسطين؟

مع بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وانطلاق المظاهرات في المدن الهولندية للمطالبة بوقف إطلاق النار، بدا التناقض واضحا بين الموقف الشعبي الهولندي وموقف الحكومة. وعكس تدرج تصاعد الأحداث والفعاليات الشعبية المناصرة لغزة وفلسطين، مقابل التصريحات والسلوكيات الرسمية الداعمة لإسرائيل بقوة منذ عهد الحكومة السابقة لمارك روته وبعدها حكومة ديك شوف الحالية ذات التحالف اليميني الذي فاز بالانتخابات التشريعية الأخيرة في تشرين الأول/ نوفمبر 2023، التناقض بين الموقفين. وتمثل هولندا الرسمية واحدة من الدول التقليدية في دعمها لإسرائيل، وهذا الثبات في الدعم تفوق دائما على الموقف الرسمي الذي يدعو لحل الدولتين (فلسطين وإسرائيل) ودعم اللاجئين الفلسطينيين.

سابقا في مرحلة ما بعد فوز اليمين بالانتخابات، توقع كثير من الناشطين والأكاديميين في هولندا ألا يحدث الكثير من التغيير على السياسات الخارجية، وواقع الحال في معظم القضايا بما فيها موقف الحكومة من الوضع في فلسطين والعلاقة مع إسرائيل في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على غزة، وهذا ما حدث بالفعل. وفي المقابل، بدا الأمر يناقض ذلك على المستوى الشعبي، حيث تدرجت شرائح هولندية وازنة في تصعيد دعمها للشعب الفلسطيني وتغيرت مواقف شعبية كثيرة من إسرائيل وفقا لاستطلاعات رأي، وهو ما أحيا السؤال عن إمكانية أن تتحول هولندا إلى دولة مناصرة لفلسطين في المستقبل بطريقة تعاكس واقعها الحالي.

ولا بد من التمييز هنا بين "دولة" مناصرة لفلسطين "وبلد" مناصر لفلسطين، فالبلد يتمثل شعبيا بينما الدولة تتمثل رسميا بمواقفها السياسية، والأخيرة هي التي يتمحور حولها سؤال هذه المقالة ومدى أن يؤثر الضغط الشعبي على الموقف الرسمي.

تدرج الحراك..

تصاعد الحراك والنشاط الشعبي الداعم لفلسطين وغزة بشكل مضطرد وتدريجي في هولندا، ويشار هنا إلى أن هذا الأمر أخذ منحى غير مسبوق خلال أحداث الشيخ جراح في القدس في العام 2021، حيث ملأت المظاهرات الداعمة لفلسطين شوارع المدن الهولندية وبعدها حدثت حالة فتور في الفترات التالية، لكن الإبادة في غزة أعادت مشهد التظاهر والنشاط المناصر لفلسطين منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ليصير أمرا يوميا في البلاد وإلى الحد الذي أصبحت فيه مدن كبيرة كالعاصمة أمستردام وأوترخت وروتردام نقاط تظاهر ثابتة.

ولا يُنسى في هذا السياق دور الجامعات الهولندية، ولا سيما جامعة أمستردام وطلابها وجزء كبير من طاقمها التدريسي وموظفيها في الحراكات والاعتصامات المتواصلة حتى اليوم للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، وهو ما قوبل بعنف غير مسبوق من الشرطة الهولندية التي كانت تهاجم المظاهرات وتقمعها بطلب من إدارات الجامعات ومجالسها، في مشهد يراه كثيرون اعتداء غير مسبوق على حقوق الإنسان الهولندي وحرية التعبير في البلاد. وهذه المظاهرات أثرت بدورها على الرأي العام في البلاد وجعلته ينحاز لدعم حق الطلاب بالتظاهر من جهة، ولفت الانظار نحو غزة والإبادة الحاصلة من جهة أخرى، فضلا عن ضغوط أخلاقية تعرضت لها إدارات الجامعات في ملفي الاستعانة بالشرطة لقمع طلابها وشراكاتها مع جامعات ومؤسسات إسرائيلية، ما يعد "تواطؤا في الإبادة" وسببا جوهريا للاعتصامات الطلابية.

ومؤخرا منذ نيسان/ أبريل الماضي تصاعدت الفعاليات الشعبية بشكل غير مسبوق في هولندا، بسبب استمرار الإبادة وتردي الوضع الإنساني في غزة ومواصلة دعم الحكومة الهولندية لإسرائيل، ففي 20 نيسان/ أبريل شهدت مدينة روتردام أكبر مظاهرة في تاريخها دعما لغزة.

وفي 10 أيار/ مايو 2025 أي قبل ذكرى النكبة الفلسطينية بـ5 أيام، أصبحت بلدية أوترخت البلدية الأولى في هولندا التي تعرّف بشكل رسمي ما ترتكبه "إسرائيل" في غزة بالإبادة الجماعية، وذلك بعد تصويت الأحزاب في البلدية على مقترح قدمه حزب "bij1" فاز بأغلبية الأصوات ليعتمد المصطلح في معاملات البلدية الرسمية. ويرى كثير من الناشطين أن الأمر جاء تتويجا لجهود كبيرة وعمل تراكمي طويل من أبناء الجالية الفلسطينية والجاليات العربية والمسلمة والأحزاب الداعمة لفلسطين ومناصري فلسطين الكثر من أبناء المدينة الواقعة وسط هولندا، وهو ما قد يؤثر على النشاط البلدي الهولندي ويدفع مدنا وبلديات أخرى لتحذو حذو أوترخت باتخاذ قرارات مماثلة. كما أقر المجلس البلدي لبلدية زفولة في 27 من أيار/ مايو قرارا بدعم ضحايا العنف من أهالي قطاع غزة، وهو ما قد يمهد لاحقا لقرار مشابه لذلك الذي اعتمدته بلدية أوترخت، وهو ما رآه فلسطينيون من سكان المدينة يشكل شعور بالراحة في صفوفهم.

وفي 18 أيار/ مايو نظمت مجموعات هولندية مظاهرة "خط أحمر ضد الإبادة" في مدينة لاهاي، للمطالبة بوقف الإبادة في قطاع غزة ورفضا لسياسات حكومة شوف التي يعتبرونها متواطئة. هذه المظاهرة التي شارك فيها أكثر من 100 ألف مواطن هولندي هي الأكبر في هولندا منذ 20 عاما وفقا لتقديرات رسمية، ومثلت برأي كثيرين استفتاء حقيقيا يبرز التغير الواضح في الرأي العام الداخلي لمصلحة فلسطين وبصورة جريئة تختلف عن سابقاتها.

النشاط الرقمي وعوامل أخرى..

تأثر المزاج الشعبي الهولندي في انزياحه بعكس الموقف الرسمي وزيادة مناصرته لفلسطين بالعديد من العوامل، أبرزها الفعاليات الشعبية المستمرة التي نشرت الوعي ودفعت الناس للتعرف على القضية الفلسطينية، والجهد الكبير الذي تقوم به الجاليات الفلسطينية والعربية والمسلمة والحراكات الطلابية للجامعات، وهو ما أثمر عن جذب شرائح هولندية جديدة.

كما كان لمنصات التواصل الاجتماعي دور حاسم وكبير في ذلك عبر نشر المشاهد القادمة من غزة للمدنيين والأطفال الذين تقتلهم إسرائيل بوحشية، إذ لم يعد بالإمكان شطب ذلك من ذاكرة المواطن الهولندي أو إنكار ما يحدث من قبل الإعلام الهولندي التقليدي ووسائل الإعلام الرئيسة. ولعبت الصفحات والمعرفات التابعة للحراكات المناصرة لفلسطين خاصة في الجامعات الهولندية عبر المنصات، منها صفحات "encampment"، وكذلك صفحة الجالية الفلسطينية في هولندا ووسائل الإعلام الشعبية التي تدعم فلسطين مثل "LeftLaser" و"Cestmacro"، دورا مهما في التأثير على الرأي العام ولفت الأنظار ونقل صورة ما يجري في غزة، وتبيان دعم الحكومة الهولندية لإسرائيل سياسيا وعسكريا.

ولا يُنسى في هذا السياق عامل مؤثر، هو وجود حزب دينك الهولندي المناصر لقضايا اللاجئين والمهاجرين والقضية الفلسطينية في البرلمان وتحالفه مع أحزاب اليسار وحزب "Bij1" بصورة غير مباشرة، ولا سيما أن الحكومة اليمينية التي تتبنى خطابا ضد الهجرة واللجوء وضد المسلمين ومع إسرائيل؛ تدفع هذه الأحزاب وشرائح ليبرالية ويسارية وعموم المهاجرين واللاجئين والمسلمين والداعمين لفلسطين لرفع الصوت ضدها.

كما كان لحادثة أمستردام في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، واعتداء مفتعلي الشغب من جمهور فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي على المواطنين والمرافق الخاصة والعامة، وتمزيقهم الأعلام الفلسطينية وتكسيرهم النوافذ، وهتافاتهم الداعية لقتل العرب وأطفال غزة؛ أثر كبير في دفع كثير من المواطنين نحو رفض الرواية الرسمية للحكومة والشرطة والبلدية والتي ناقضت كليا المشاهد، مع تعريض سلامة المدينة ومواطنيها للخطر.

يرى 48 في المئة من الهولنديين في استطلاع رأي نشر في نيسان/ أبريل الماضي أن ما تفعله إسرائيل في غزة يعتبر إبادة جماعية، وهذه نسبة كبيرة تعادل نصف السكان تقريبا، ما يعكس تغيرا في الموقف والرأي تجاه فلسطين وغزة حدث بالفعل لدى الشعب الهولندي
وأفضت القرارات والمواقف الرسمية لمنع المظاهرات في أمستردام، ومعاقبة المواطنين الذي ردوا الاعتداءات في الشارع بغرامات باهظة ومحاكمات، مقابل إفلات الجمهور الإسرائيلي من أي عقوبة، واعتبار كثير من السياسيين ما جرى أحداثا "معادية للسامية وكراهية لليهود"، وعلى رأسهم خيرت فيلدرز، زعيم حزب "PVV" اليميني الذي يقود الحكومة، والذي أبرز دعمه لإسرائيل وأصدر تصريحات كارهة للمسلمين حينها، وهو ما استنكره ناشطون من الجالية اليهودية حينها واعتبروه تزييفا للحقيقة.. أفضى كل ذلك إلى إشعال الغضب لدى الهولنديين، وجعل كثيرين منهم حتى ممن لم يتدخلوا في السياسة سابقا ينحازون هذه المرة للرواية الفلسطينية ويبدون دعمهم لمناصري فلسطين في هولندا، من باب رفض الاعتداء على سلامة مواطني العاصمة والسلم الأهلي ودفاعا عن حرية التعبير في البلاد.

التغير يحدث..

في الآونة الأخيرة بدا أن تغيرا يحدث، حيث بدأ الإعلام الهولندي التقليدي يتخذ منحى تصاعديا بتسليط الضوء على المعاناة الإنسانية في غزة وإبراز وجهة النظر الفلسطينية، تزامنا مع تصاعد الموقف الأوروبي الرسمي الداعي لمراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، وتلويح دول مثل فرنسا بإمكانية الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ودعوة غيرها لاعتراف الأمم المتحدة بفلسطين دولة كاملة العضوية، والدعوة لفرض عقوبات على إسرائيل، وهو ما يراه كثيرون ناجما عن استمرار جريمة الإبادة وتفاقم الواقع في غزة، ونتيجة الضغط الشعبي الداعم لفلسطين داخل الدول الأوروبية والذي لم يعد بإمكان الساسة والإعلام تجاهله ولا سيما في هولندا.

ووفقا "لموتيف آكشن"، وهو مركز أبحاث في أمستردام، يرى 48 في المئة من الهولنديين في استطلاع رأي نشر في نيسان/ أبريل الماضي أن ما تفعله إسرائيل في غزة يعتبر إبادة جماعية، وهذه نسبة كبيرة تعادل نصف السكان تقريبا، ما يعكس تغيرا في الموقف والرأي تجاه فلسطين وغزة حدث بالفعل لدى الشعب الهولندي، أو على الأقل بروز هذا الصوت الداعم لفلسطين بوضوح منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وهو مالا يمكن تجاهل تأثيره المستقبلي.

هذا التغير في هولندا وإن لم يؤثر على الخارطة السياسية في البلد حاليا وروايتها الرسمية، أو يجعل هولندا الرسمية منفتحة على أن تتحول لـ"دولة" مناصرة لفلسطين بمواقفها وسياساتها أو أن تعترف رسميا بالدولة الفلسطينية كما هو الحال في دول أوروبية كأيرلندا والنرويج وإسبانيا، لكنه قد يجعلها في المستقبل القريب "بلدا" مناصرا لفلسطين على المستوى الشعبي بأكثريتها، وهو ما سينعكس ويضغط بالتدريج على الموقف الهولندي الرسمي.

مقالات مشابهة

  • حتى لا تتحول سُنَّة الأضاحي إلى وبال على الناس
  • دورة تدريبية ذاتية للمهندسين في الخدمات الفنية بطرطوس
  • هل بدأت هولندا تتحول إلى دولة مناصرة لفلسطين؟
  • هل تصبح Gemini مساعدك الذكي في البريد الإلكتروني؟
  • الرّوائي عبد العزيز غرمول يعود إلى القصّة من بوّابة محطة دوستويفسكي الصّغيرة
  • القارئ والتأويل.. كتاب جديد يتأمّل عالم عبد الفتاح كيليطو الأدبي
  • تسلا تبدأ اختبارات السيارات ذاتية القيادة بالكامل
  • نادي السيارات الألماني: السيارات الكهربائية أقل عرضة للأعطال من سيارات محركات الاحتراق
  • أورتاغوس في زيارة أخيرة الى لبنان ولاحقاً قد تصبح سعادة السفيرة
  • مراكز المساعدات في رفح تتحول إلى مصائد موت