موسيقى وألعاب ورسومات لتخفيف وطأة الحرب عن أطفال غزة
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
تعزف رؤى حسونة على آلة العود في ما يتحلق حولها أطفال يواكبونها بالغناء وسط هدير الطائرات ودوي القصف في رفح جنوب قطاع غزة، في إطار مبادرة للترفيه عن الأطفال في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من شهرين.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 1.9 مليون من سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة نزحوا بسبب الحرب، نصفهم من الأطفال.
«مرحلة جديدة» من حرب غزة... ماذا سيحدث في يناير؟ منذ دقيقتين 12 شهيداً وعشرات المصابين بغارات إسرائيلية مكثفة في محيط المستشفى الكويتي برفح منذ دقيقتين
واضطر كثيرون لترك كل شيء وراءهم هرباً من القصف الإسرائيلي الذي لحق بهم حتى إلى رفح التي يتكدس فيها قسم كبير من النازحين داخل القطاع المحاصر في ظروف بائسة.
تقول رؤى حسونة البالغة من العمر 23 عاما وهي من رفح، إن الحرب أثرت كثيراً على الأطفال، و«نحن نبحث عن أي طريقة للتنفيس عنهم وجعلهم يغنون... بهدف التخفيف من الاضطرابات النفسية لديهم».
وتضيف مشيرة إلى المسيَّرات التي تعبر السماء «عندما يجلس الطفل في حلقة الموسيقى، لا يسمع صوت الزنانة. يتجاهل صوت الزنانة ليسمع صوت العود ويغني مع العود. وهذا من أفضل ما أقوم به».
ترتسم على وجوه الأطفال ابتسامات، ثم يدمدمون بأصوات خجولة ويصفق بعضهم، قبل أن يبدأ صبي من بينهم بالرقص داخل الحلقة.
تقول رؤى إن «الأطفال يعانون كثيراً وبداخلهم خوف. يمكننا بأقل الأشياء وبأبسط الإمكانات مساعدتهم. الموسيقى يمكنها أن تخفف عنهم وأن تترك تأثيراً إيجابياً».
تحضر رؤى يومياً إلى نقطة تجمع للنازحين تحولت إلى مخيم لثلاث ساعات تقريباً، وكل يوم تأتي مجموعة جديدة من الأطفال للمشاركة في عدد من الأنشطة التي تشارك معهم فيها.
اندلعت الحرب في السابع من أكتوبر بهجوم غير مسبوق شنّته حركة «حماس» على إسرائيل انطلاقاً من قطاع غزة وأوقع نحو 1140 قتيلا، بحسب السلطات الإسرائيلية، فيما خُطف نحو 250 شخصاً واقتيدوا رهائن إلى غزة حيث ما زال 129 منهم محتجزين.
ردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل «بالقضاء» على «حماس» وبدأت هجوماً واسع النطاق تسبب بدمار هائل في قطاع غزة. وأوقع القصف التدميري أكثر من 19 ألف شهيد، غالبيتهم من النساء والأطفال.
ووصف الناطق باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) القطاع بأنه «أخطر مكان في العالم بالنسبة للطفل». وبعد أن أمضى أسبوعين في القطاع، تحدث جيمس إلدر الثلاثاء عن الأطفال الذين أدخلوا إلى المستشفى بعد أن بتر أحد أطرافهم ثم «قتلوا في هذه المستشفيات» بسبب القصف والحصار الذي فرضه الجيش الإسرائيلي.
وكتبت «اليونيسيف»، «أجبر نحو مليون طفل للنزوح قسراً من منازلهم. أحياء بأكملها، حيث كان الأطفال يلعبون ويذهبون إلى المدارس، تحولت إلى أكوام من الأنقاض، بلا حياة فيها.
- مساحة مهمة
عدا عن الغناء، يقوم فريق من خمسة شبان متطوعين بتعليم الأطفال الرسم وتلوين وجوههم.
منظم المبادرة عوني فرحات (34 عاماً) مقيم في هولندا لكنه عاد إلى غزة خلال الهدنة الشهر الماضي.
وقال لوكالة فرانس برس «هذا مشروع مهم جداً... مما لاحظناه، فإن الوضع النفسي للأطفال سيئ للغاية».
تضم المبادرة نحو 15 شخصاً يعملون مع الأطفال عن طريق تنظيم أنشطة ترفيهية متنوعة لهم يومياً تتراوح بين الألعاب البهلوانية والموسيقى والحكواتي.
يقول فرحات إن «الأطفال يحبون ذلك. نأتي ونجدهم ينتظروننا للعب والمشاركة. هذه مساحة مهمة فهي تخلق لهم مكانا للتفريغ عن المشاكل النفسية التي خلقتها هذه الحرب».
يقول نزار شاهين (15 عاماً) الذي نزح من بني سهيلة قرب خان يونس إلى رفح «جئت لمشاهدة الألعاب لأنسى كل ما رأيته في هذه الحرب. فقدت الكثير من أقاربي وأصدقائي وأريد أن أنسى».
ويضيف «هذه الألعاب تنسينا أن فوقنا طائرات»،. لكنه يقول إنه يشعر«بالاختناق... لا نعرف إلى أين نذهب ولا يوجد شيء لنأكل أو نشرب... لا شيء».
المصدر: الراي
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يقتل يقين.. الطفلة التي كانت تصوّر وجع غزة
#سواليف
في #دير_البلح، خفت صوت كانت تحبّه #غزة، #الطفلة_يقين_خضر_حماد، التي اعتاد متابعوها رؤيتها تبتسم وتوثّق تفاصيل الحياة رغم #الموت، ارتقت شهيدة بعد أن استهدفها #قصف_إسرائيلي غادر أمس الجمعة، حوّل كاميرا هاتفها إلى شاهد قبر، وذكرياتها الصغيرة إلى موجة حزن واسعة.
القصفُ الإسرائيلي يُغيّب صوتاً جديداً من أصوات غزة..
استشهاد الطفلة الناشطة "يقين حمّاد" بقصف الاحتلال على دير البلح pic.twitter.com/2IXlgdVvlz
يقين، التي لم يتجاوز عمرها 13 عامًا، كانت من بين الأصوات الطفولية التي وثّقت الحياة في غزة المحاصرة من قلب الخيام وتحت القصف. عُرفت بمحتواها العفوي على إنستغرام، حيث كانت تنشر مقاطع تُظهر تفاعلها مع الأطفال وتشارك في حملات دعم للأيتام والأسر النازحة، في ظل حرب الإبادة المستمرة.
مقالات ذات صلةتحوّلت يقين، التي تابعها عشرات الآلاف، من طفلة تحكي عن الحياة إلى ضحية جديدة تضاف لقائمة الأطفال الفلسطينيين الذين قُتلوا بفعل الغارات الإسرائيلية. لم تكتفِ بمشاركة يومياتها، بل كانت تساهم في التبرعات وتُشارك متابعيها لحظات البهجة النادرة وسط الحصار.
وجاء استشهادها ضمن تصعيد متواصل يطال الأطفال بشكل مباشر، وسط تنديد واسع على المنصات الرقمية، واتهامات للاحتلال بمواصلة استهداف الطفولة الفلسطينية.
وكانت لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة قد أكدت أن الحرب في غزة أودت بحياة عدد من الأطفال “بصورة وحشية وغير مسبوقة”. كما أعلن المفوض العام لوكالة “أونروا” في وقت سابق أن عدد الأطفال الذين قتلوا في غزة خلال العدوان تجاوز حصيلة الضحايا الأطفال في أربع سنوات من النزاعات في العالم مجتمعة.
ونشرت الوزارة، يوم الخميس، كشفًا تفصيليًا يُوثق أعداد الشهداء الأطفال الذين ارتقوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، ضمن ما وصفته بـ”حرب إبادة منهجية تستهدف الفئات الأكثر ضعفًا وبراءة في المجتمع”.
وبيّنت الوزارة أن الشهداء توزعوا حسب الفئات العمرية على النحو التالي:
الرضع (أقل من عام): 916 شهيدًا الأطفال (1–5 أعوام): 4,365 شهيدًا الأطفال (6–12 عامًا): 6,101 شهيدًا الفتية (13–17 عامًا): 5,124 شهيدًا
وأكدت وزارة الصحة أن هذه الأرقام المروّعة لا تمثل مجرد إحصاءات، بل تعبّر عن كارثة إنسانية كبرى، وجريمة متواصلة بحق جيلٍ كامل حُرم من أبسط حقوقه في الحياة والأمان والتعليم، وتحوّل إلى أهداف لصواريخ الطائرات وقذائف المدفعية.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفرت حرب الإبادة عن أكثر من 175 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين، في ظل تجاهل كامل للنداءات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية المطالبة بوقف العدوان.