الجيل (Z) يفتح جبهة جديدة ضد الصهيونية العالمية
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
الغرب انتبه مؤخراً لارتدادات سلاح «السوشيال ميديا» على الداخل
لعبت الأحداث الأخيرة التى شهدها قطاع غزة، والتى استمرت 11 يومًا، دورًا مهمًا فى تغيير اتجاهات وأفكار العديد من الأشخاص وفئات المجتمع، أبرزها «جيل زد» مواليد 1997 حتى 2012.
وبرز هذا التغيير بشكل واضح فى استخدام وسائل التواصل الاجتماعى، إذ شهدت المنصات موجة من التفاعلات والحملات الداعمة للقضية الفلسطينية، كان من أبرزها دعوات مقاطعة المنتجات الإسرائيلية.
تشير نتائج استطلاعات الرأى إلى أن «جيل Z» كان الأكثر دعمًا للفلسطينيين، بما يفوق الأجيال الأكبر عمرًا، كما يُظهر هذا الجيل وعيًا كبيرًا بالقضايا السياسية والاجتماعية، وقدرة على استخدام وسائل التواصل الاجتماعى بشكل فعال.
ويُعد هذا الجيل جيلًا رقميًا، نشأ فى عصر وسائل التواصل الاجتماعى والهواتف الذكية، ما جعله يُشكل هو نفسه الإعلام البديل.
ولعل أبرز الأمثلة على هذه المواقف الداعمة للقضية الفلسطينية، هى حلقة اليوتيوبر أحمد الغندور، الشهير بـ«الدحيح»، التى حملت اسم «فلسطين.. حكاية الأرض»، والتى حققت أكثر من 16 مليون مشاهدة، فى أقل من 3 أسابيع.
كما ظهرت مواقف داعمة للقضية الفلسطينية ضد الصهيونية من قبل مشاهير آخرين، مثل مطرب الراب ويجز، الذى كان له حلقة تليفزيونية دافع فيها عن الأرض، باستعراض تاريخ ووقائع.
كما ظهر الناشط باسم يوسف فى مقابلة مع بيرس مورجان، استطاع خلالها أن يُغيّر وجهات نظر بعض المواطنين الأوروبيين، كما تحدث عن حماس والشعب الفلسطينى وما يتعرض له على مر التاريخ.
وشارك أيضاً صناع محتوى فلسطينيون فى إنتاج محتوى يدعم القضية، مثل معتز عزايزة، وصالح الجعفراوى، وكنزى مدبولى، التى جسدت أفلامًا قصيرة تمثيلية حول القضية.
كما أعرب إعلاميون ومؤثرون غربيون عن دعمهم للقضية الفلسطينية، مثل الإعلامى الأمريكى جاكسون هينكل، والتيك توكر ميجان رايس، التى لم تكتفِ بالدعم، بل أعلنت إسلامها من شدة إيمانها بالقضية وإعجابها بصبر أهل غزة.
أكد مصطفى متولى مدير أول مشروعات واستشارى التحول الرقمى، أن جيل زد مصطلح يطلق على مواليد الفترة من 1997 حتى 2012، وهو جيل الألفية الجديدة، يتميز عن غيره من الأجيال بزيادة سرعة الإنترنت وما صاحب ذلك من تطبيقات ومواقع.
وأوضح متولى أن نمط حياة «جيل Z» استهلاكى وسريع، ويفضل ألعاب وتريندات معينة.
وأشار إلى أن السوشيال ميديا ظهرت فى عام 2005 للتواصل والتجارة الإلكترونية، وتطور استخدامها بشكل كبير، حتى تحولت إلى سلاح ضد الشعوب، مثلما حدث فى ثورات الربيع العربى، كما تم استخدامها ضد منشئيها، مثلما رأينا فى أحداث غزة الأخيرة، وساهم ذلك فى زيادة انتشار المقاطعة فى الأوطان العربية وكذلك الأجنبية أيضاً.
وأكد «متولى» لـ«الوفد» أن أحد أهم أسباب النزاع السياسى والاقتصادى والتكنولوجى بين أمريكا والصين هو برنامج التيك توك الصينى، الذى بدأ يؤثر فى شريحة كبيرة من الشباب الأمريكى، مما أثار مخاوف الولايات المتحدة من السيطرة على فئة كبيرة من جيل زد، والتخوف من أن تطبيق «التيك توك يتحكم فى قرارات وسياسات «جيل Z».
وأوضح أن الغرب انتبه إلى أن السلاح الذى قاموا بإنشائه بدأ يستخدم ضدهم، وبالتالى يتم التلاعب بالمحتوى حالياً، وذلك من خلال زيادة التفاعل على المنشورات المؤيدة لإسرائيل، بينما منشورات دعم فلسطين تجد تفاعلاً ضئيلاً.
واختتم «متولى» حديثه مشدداً على ضرورة العمل على زيادة الوعى لـ«جيل Z» حتى لا يقعوا فى فخ ترويج معلومات مضللة دون قصد منهم.
وقال المبرمج إيفان شيرو، سورى الجنسية والمقيم فى ألمانيا، أحد أبناء «جيل Z» ومبرمج منصة Trendliz والتى تعد واحدة من المنصات الاجتماعية الرائدة والشبيهة لمنصة «فيس بوك» بعد أن اتهم آلاف المؤيدين الفلسطينيين المنصة بتقييد وصول هذه المنشورات، وانه يجرى حجبها أو إزالتها من فيسبوك وانستجرام، حتى لو كانت الرسائل لا تنتهك قواعد المنصات، أكد أن «Trendliz» التى تقدم تجربة فريدة لمستخدميها، ويرجع ذلك إلى مزيجها المبتكر من الأقسام والفئات المتنوعة، إلى جانب إمكانيات التفاعل والتواصل التى تضع المستخدم فى قلب الأمور.
وأضاف لـ«الوفد»: «فى Trendliz، يمكن للمستخدمين الاستمتاع بتنوع هائل فى المحتوى والمواضيع. سواء كنت مهتمًا بالفنون والثقافة، أو تفضل متابعة آخر أخبار التكنولوجيا، وأوضح أن خطوته جاءت بعد أناتهم آلاف المؤىدين للفلسطينيين بمعاداة السامية، وتم حجب تعليقاتهم ومنشوراتهم على «فيس بوك» و«انستجرام» مما دفعه لإنشاء منصة بديلة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجيل جبهة جديدة الصهيونية العالمية الأحداث الأخيرة قطاع غزة وسائل التواصل الاجتماعي جيل Z للقضية الفلسطينية للقضیة الفلسطینیة
إقرأ أيضاً:
تآكل مجتمع الصهيونية “اللقيط” من الداخل.. أرقامٌ ومؤشرات
يمانيون|تقرير|إبراهيم العنسي*
تستمرُّ جِراحُ غزة ويستمرُّ نزيفُ الدم الفلسطيني، وتتصاعدُ أرقامُ الموت كما تتعاظم صورة الدمار في عيون العالم، لكن هناك صورة أُخرى تفترض أن كيان العدوّ (إسرائيل) هو الآخر على قدر إجرامه ودمويته، ينزفُ من الداخل، ونحن لا نتحدَّثُ عن خسائره الاقتصادية التي يتكبدها كمثال، بل هو حديث يخص حال مجتمعه اللقيط؛ الأَسَاس الذي قام عليه هذا الكيان والذي سيكون سببًا في زواله.
بالتزامن مع التكتّم الإسرائيلي عن الخسائر المتلاحقة في المعارك التي تخوضها قوات الاحتلال الإسرائيلي مع المقاومة في غزة، تتزايد المعطيات الرسمية التي ترصد تصاعدًا مُقلقًا لحجم المشاكل العقلية والاضطرابات النفسية التي أصابت عموم الإسرائيليين؛ بسَببِ استمرار الحرب على غزة.
هناك مشهد غير مسبوق من قبل يخص الإقبال الكثيف في كيان العدوّ على عيادات الطب النفسي.
حيثُ يجري الحديث بعمق عن تفشي الأمراض السلوكية، والتي تظل مؤشراً لتحول المجتمع الصهيوني مع مرور الوقت إلى “مجتمع مريض”، يعاني أمراضاً لم تكن معهودة من قبل، وسط عجز الحكومة عن تفاديها، في ظل تزايد المشاكل العائلية، وتصاعد حالات العنف الأسري.
جمعية “كيشر لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة” أشَارَت إلى إصابة 100 ألف إسرائيلي محتلّ، منذ بدء الحرب على غزة، بإعاقات مختلفة: حسّية، وحركية، وذهنية، وعصبية، ولم يتمكّنوا من العودة لحياتهم الطبيعية؛ بسَببِ تبعات الهجوم والحرب من بعده. جمعية “ناتال” للمساعدة النفسية الصهيونية تحدثت عن مساعدة قرابة 43 ألف مغتصِب في تسعة أشهر منذ بدء الحرب على غزة.
بينما أعلنت مؤسّسة التأمين الوطني عن إصابة 65 ألف إسرائيلي بأعراض نفسية وعصبية؛ بسَببِ الحرب، منهم عشرات الآلاف مصابون عقليًّا، العديد منهم أُصيبوا بإصابات نفسية خطيرة، فيما يحتاج 30 % من مستوطني غلاف غزة لعلاج صحي نفسي ودوائي لفترة طويلة؛ لأَنَّهم باتوا مختلّين عقليًّا، مرضى نفسيًّا، غير أكفاء.
بحسب عالم النفس الصهيوني يوسي ليفي بلاز، فَــإنَّ العدوان الإسرائيلي على غزة، أسفر عن معاناة ثلث (الإسرائيليين) من اضطراب ما بعد الصدمة، و45 % من سكان المغتصبات من الاكتئاب واضطراب القلق. كما أن 60 % منهم يعانون تدهوراً كبيراً في خصائصهم الاجتماعية والنفسية، و50 % نومهم مضطرب ولا يتحسّن، وباتوا يفقدون صبرهم، ويغضبون بسرعة؛ ما يخلُقُ قدرًا كَبيرًا من العدوانية بينهم، وقدرتُهم على إدارة حواراتهم شبهُ معدومة.
وفقًا لمنظمة “أرانERAN” للإسعافات الأولية النفسية الصهيونية، هناك 48 % من المكالمات التي تصلها تتعلق بحالات القلق، والصدمة، والشعور بالفقد، والعزلة، والوحدة، والاكتئاب، وصعوبة النوم، وهو رقم قياسي ونسبة مرتفعة لم يسبق أن وصلت إليها منذ 1971.
تقول هذه المنظمة الإسرائيلية: إن “عدد المكالمات التي تلقّتها منذ بداية الحرب على غزة، زاد عن 300 ألف مكالمة وكلها تطلب المساعدة النفسية، 40 ألفًا منها وردت من الجنود وعائلاتهم، و58 ألفًا من المراهقين”. وتراها مؤشرات خطيرة، حَيثُ إن بعض الجنود لا يخفون في مكالماتهم أسفهم على أنهم لم يُقتلوا في غزة، في ظل ما يعانونه من توتر وضيق نفسي شديد رافقهم منذ العودة الأولى من حرب غزة، بعد إعلان الهُدنة المؤقتة.
ووفقًا ليوميات الحرب على غزة فَــإنَّ جنود وضباط وسكان المغتصبات الإسرائيلية عُمُـومًا باتوا يدفعون أثمانًا نفسية، وعائلية، ومهنية باهظة؛ فهم عاشوا حالة حرب لفترات طويلة، وما زال العديد منهم لا يستطيع تحمل المزيد من المعاناة.
ويمكن ملاحظة الهروب من التجنيد ورفض الأوامر كمؤشر واضح من مؤشرات التأثير النفسي الكبير على جيش العدوّ ومجتمعه الغاصب.
قبل أسبوع تقريبًا، نقلت هيئة بث كيان العدوّ الرسمية، عن مجموعة من المجندين الصهاينة رسالة لقادتهم قالوا فيها: “بعد 17 جولة دخول إلى غزة، مررنا بعدد هائل من الأحداث العملياتية، قاتلنا لأشهر طويلة، وفقدنا أصدقاءنا، ولم نعد قادرين نفسيًّا على الدخول مجدّدًا إلى القطاع”. هذه ليست الحالة الأولى التي يرفض فيها جنود إسرائيليون دخول غزة.
في أغسطُس الماضي كمثال آخر، طلب نحو 20 مقاتلًا من لواء مشاة من قادتهم عدم المشاركة في القتال بالقطاع، وفق هيئة البث. وقتها، قال الجنود لقادتهم إنهم “بعد عشرة أشهر من القتال في غزة، لم يعودوا قادرين نفسيًّا أَو جسديًّا على العودة إلى القطاع.
وفي ظل التهديد بالسجن لرفض الأوامر يحاول مجندو العدوّ الإسرائيلي في غزة مواصلة القتال، لكنهم في الواقع يعانون أزمات نفسية كبيرة مُستمرّة منذ بدء الحرب على غزة وحتى اليوم. الصراخ والعويل والبكاء هي ردود فعل يشترك فيها مجندو العدوّ، حَيثُ فكرة الموت تبقى كابوساً مؤرقاً لهم.
ومن ضمن الصورة القاتمة لمجتمع الخوف الصهيوني، هناك ما يزيد عن 300 ألف إسرائيلي مغتصب يعانون من أمراض نفسية خطيرة، (ما قبل الحرب على غزة)، إلى جانب أن هناك (مليون مغتصب) في طوابير انتظار العيادات النفسية.
صفارات الإنذار:
لقد تركت الحرب على غزة آثارها الكارثية على الجسد والذاكرة والنفسية الإسرائيلية كما تظهرها الأرقام. ومنها آثار صفارات الإنذار ودوي الانفجارات.
هناك التوترات المتكرّرة والمصاحبة لأصوات الإنذار المتكرّرة مع وصول أَو سقوط الصواريخ.. أصداء الانفجارات التي تُسمع في المستوطنات والمدن، واقع خلق اضطرابات شديدة في الروتين اليومي لمجتمع المغتصبات، ومعه انحسار مؤشر الحياة الجيدة، التي يتمتع بها جزء من المجتمع الاستيطاني المحتلّ.
يمكن تصور واقع مجتمع الصهيونية اللقيط، مع سماع دوي صفارات الإنذار في أنحاء المدن والمغتصبات ومعها ترقب الذهنية الإسرائيلية المرهقة وردة فعلها التلقائية في قصد الملاجئ الداخلية أَو الخارجية، وما يرافق ذلك الموقف من انفعالات، وصراخ… إلخ.
مع تكرار هذا المشهد منذ بدء الحرب على غزة وحتى اليوم، يمكن إدراك أن هذا المجتمع المطبوع بحالة الخوف، معرض بكليته لاضطرابات جسدية وسلوكية ونفسية شديدة ومعقَّدة.
ومع إضافةِ الأرقام السابقة التي تقدِّمُها الإحصائياتُ الإسرائيلية والمراكز البحثية يمكن الحديث عن تضاعُفِ هذه الأرقام بعد عشرين شهرًا من حرب غزة. هناك زيادة بنسبة تقارب 900 % في عدد من يتلقّون الرعايةَ الصحية النفسية السريرية منذ اندلاع الحرب؛ أي مضاعفة هذا الرقم 15 مرة تقريبًا منذ بدء الحرب على غزة؛ ما يؤكّـد أن هذا الكيان المسخ والمجتمع اللقيط المصطنع سيكون أمام معضلة عميقة وتأثير استراتيجي، على تركيب هذا الهيكل الهزيل.
تآكل الثقة:
الآثار النفسية غير المسبوقة التي تركتها الحرب على الإسرائيليين، رافقها شعورٌ بالخيانة من الكَيان، وعدمُ ثقة بحكومة الكيان، وشعورُ 67 % من مجتمع العدوّ الإسرائيلي بعدم الأمان، وهذا رقمٌ كبير جِـدًّا.
وفيما يخص مستقبل الكيان هناك تعاظم في مؤشر اللا انتماء والبحث عن بدائلَ للعيش خارج جغرافية فلسطين المحتلّة. هذا المؤشر قد لا يكون ذا أثرٍ سريع ومباشر، لكن تأثيره العميق سيكون ضمن التأثير الاستراتيجي على وجود وقوة كيان العدوّ.
اعترف 65 % منهم أن شعورهم بالانتماء لـ (إسرائيل) انخفض بشكل كبير، 67 % يُفكِّرون بالانتقال إلى دولة أُخرى، وهذه أرقامٌ لم تُشاهد من قبل، لكنهم يبرّرونها بأنهم “ليسوا مضطرين للعيش هُنا”.
رغم كُـلّ هذه الإحصائيات، إلا إنها تظل أرقامًا أولية، استنادًا إلى اعتماد الكيان على سياسة التعتيم الصارم. فحجم وصورة الضرر الظاهر المادي السلوكي والنفسي على الكيان ما تزال سطحية ومبسطة. ما تحت رماد الحرب والعدوان على غزة هناك تداعيات سيكون لها التأثير العميق، في تآكل وانفراط عقد هذا الكيان الهزيل، في ظل جيل صهيوني لن يكون مستعدًّا أَو قادرًا على الاستمرار في مواجهة صمود ومقاومة أهل الأرض.
*المسيرة نت.