12 نصيحة من دار الإفتاء لاستقرار الحياة بين الزوجين.. الصدق والصراحة
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
كشفت دار الإفتاء المصرية عن 12 نصيحة للمتزوجين من خلال كتاب «دليل الأسرة من أجل حياة مستقرة» بالتعاون مع وزارة العدل، حيث تناول الكتاب كافَّة الموضوعات التي تهمُّ الأسرة المصرية.
نصائح لاستقرار الحياة بين المتزوجين1. الصدق هو الأصل في العلاقة بين الرجل والمرأة حتى يتم التصالح.
2. يجب ألا تكون نظرة الطرفين للمشكلة أحادية، فالاستماع للطرف الآخر جزء من حل المشكلة.
3. على الزوجين أن يصارح كل منهما الآخر بأخطائه، ويعترف بها حتى يستطيع معالجتها معه.
4. التحلي بثقافة الاعتذار والعفو كون الأخير من شيم الكرام.
5. أن يحتوي كل منهما الآخر ويقدمان الإيثار للمحافظة على الأسرة.
6. اختيار التحدث والحوار عن المشكلات في الأوقات المناسبة.
أهمية اللين في العلاقة بين الزوجين7. أهمية استخدام التلميح وضرب الأمثلة فيما يحب الزوجان أو يكرهانه، وأن يكون الحديث باللين والتفاهم، لقوله صلى الله عليه وسلم: «ما كان الرّفْقُ في شيءٍ إلاّ زانه، ولا نُزِعَ من شيءٍ إلاّ شانَه».
8. التزام الصمت في حال احتدَّ الكلام بين الزوجين، لحين عودة الهدوء.
9. حل المشكلات في إطارها الضيق دون دخول أطراف خارجية إلا عند تعذر الحل، فيتم عندها اللجـوء إلى حكمين عادلين.
10. منع دخول من يثير المشكلات في منزل الزوجين رجلًا كان أو امرأة.
11. يجب ألا يصل الاختلاف بين الزوجين إلى الضرب أو الإهانة.
12. وضع المشكلة في حجمها الحقيقي، ولا يضخما التافه، ولا يجعلا أبناءهما وسيلة لنقل المشكلات بينهما.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الإفتاء دار الإفتاء المتزوجين نصائح للمتزوجين بین الزوجین
إقرأ أيضاً:
التراث هوية..هل يمكن التملُّص منها؟
من البديهي أن ما وصل إليه البشر من نتاج معرفي (إنساني أو تجريبي) ما هو إلا تراكم خلّفه الناس -وما زالوا-؛ إذ من الطبيعي ألا يُنجِزَ كلَّ التجارب ونتائجها فردٌ بذاته، ولا يُحمَد -ما وصلنا إليه من رخاء وسهولة عيشٍ- إلا تلك التجارب المتراكمة التي تضفي على الرخاء رخاء فوقه، وعلى اليسرِ يسرا عليه.
وعند الرجوع إلى التجارب المتراكمة من آبائنا -آباءِ كلِّ البشرِ- فليس كلها مما نعيش منه رخاء أو حتى فكرة ملهِمَة؛ إلا أن كل تلك التجارب -بشكل مباشر أو غير مباشر- ساهمت في تشكيل ما وصلنا إليه من وعي؛ فضلا عن مساهمتها في جعل الوعي ذلك عيشا سهلا، ولا تزال السهولة تتراكم بمرور الوقت ومرورنا.
عند إلقاء نظرة عامّة على موقف الناس من التراث؛ يتبادر إلى الذهن حالان متضادَّان: (الآخذ له كلَّه)، و(المهمل له بما حَمَل واشتَمَل)، ولا يخفى عليك ما لأخذِ الأمور بحدّية من نتائج مذمومة... فالآخذ للتراث كلِّه لا يسلم من مغبّة الوقوع في وهم أنَّ ذلك التراث بكلِّيَته يصلح له الآن؛ فيصطدم بواقعه اصطداما غير محمود العواقب، ويعيش فصاما يجعله «لا هو نال من التراث جمالَه، ولا من الواقع يسرَه».
أما المهمِل للتراث بما حمل واشتمل، فغالبا ما يعيش حالةَ غُربةٍ في الهوية، يرجو من أصل غيره ليحتويه، وجذر -لذاك الغير- ينبت منه، كمن يبحث عن ظله عند غيره؛ فاستحالة أن تختار بطنا يلدك، تماما كاستحالة التنكر لتراثك وتجربة آبائك؛ فواقعك الكائن فيه بما خلَّفه لك من تراث لا سبيل منه سبيلا حسنا ذا فائدة إلا بأخذك المفيد منه، وردك الفاسد إليه، ولا تتعجّل في ردِّ -ما تظنه فاسدا- فقد يكون ذا نفع لسابقك بظروفه هو، وظروفك لا تسمح به؛ فتمهل.
وواقع الحال أن تمظهرات رؤية الناس للتراث في واقعنا العربي الإسلامي قد تظهر في أمرين -ظاهرهما متصل إلا أنني فصلتهما تسهيلا لقراءة الوضع- هما: الأول (تربية النشء)، والثاني (التنظير الفكري)، فتربية النشء مرجعها الخلفية الفكرية لأبويه أو لمحيطه القريب؛ فعند تنشئة الصغير على ثقافة لا تتصل بواقعه المتراكم وجذوره البعيدة، فإنه يصطدم عندما يكبر بأنه لا استمسك بأصله، ولا الآخر قَبِل به في هويته التي استوردها منه؛ فيعيش حالة من اللهث بما عند الآخر والجري وراءه، وحال النشء المتربي في بيئة تجعل من الموروث مقدَّسا كله، لا مساس فيه ولا نقد، يكون ردة فعل لاحقة كون الواقع يصدمه بأن تلك القداسة لا تصمد، بل ويمكن نقضها.
أما ما يتعلق بالتنظير الفكري؛ فإن أمر الناس فيه يتطابق في الضدين، إما بالأخذ للتراث كله أو إسقاطه كلّه، وهنا أود الحديث أكثر عمَّن تكون له نظرة الإهمال والإسقاط للتراث، ويراه عبئا ينبغي التخلّص منه، بل يراه مانعا لأَنْ يتقدَّم، وهذا النوع يعيش وهما لبرهة -طويلة أو قصيرة- لا يصحو منه إلا ببيان أن الآخر لا يقبلك إلا إن كنت من بني جلدته ولونه، بل الآخر يتطلَّع -والعالم كله اليوم- إلى ما هو مختلف وذو خصوصية، وهذا ليس مبررا لترجع إلى تراثك، بل ذلك دافع ما من أحد الدوافع، والدافع الأهم أنك لن تجد مكانك في هذا العالم -فردا كنت أو جمعا- إلا بالبناء على جذرك، والانطلاق من أصلك؛ بالاستفادة منه والبناء إلى ما انتهى إليه، هذا بدون أدنى شك مع استفادتك من الآخرين لكن شريطة ألا تتماهى معهم.
اختلاف الناس وتباين رؤاهم (ولذلك خلقهم ولا يزالون مختلفين)، هو الثراء للبشرية، وهو سر التدافع الذي به تتقدم البشرية للوصول إلى عيش أكثر رخاءً واستقرارا؛ فما من دين أو مذهب أو اتجاه ما إلا وُجِدَت فيه خلافات من أتباعه بل وحتى من مؤسسيه، وعند تأملنا -بنظرة شاملة- في ذلك لا نجد إلا الثراء في ذلك الاختلاف الذي يشكل توازنا؛ لئلا يطغى طرف على آخر (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض).