مسيحيو فلسطين.. الحياة وسط الدمار وحصار الكنائس «بأي حال عُدت يا عيد؟!»
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
تقترب الحرب الإسرائيلية فى غزة من شهرها الثالث، وسط أجواء من الحزن والألم، وتغيب عن أرض الميلاد الاحتفالات وإنارة شجرة الميلاد، وتغير المشهد هذا العام فى بيت لحم، خاصة خارج كنيسة المهد، التى شهدت ميلاد المسيح -بحسب الاعتقاد المسيحى- لتغيب الاحتفالات وحشود الحجاج المسيحيين وتقتصر على صلاة القداس والمراسم الدينية فى مدينة الميلاد.
أما مسيحيو فلسطين فإن فى النفوس غصة، وفى الصدور ألماً وحسرة، وهم يشاهدون منازلهم تدمر وأرضهم تحرق وكنائسهم تهدم على أيدى قوات الاحتلال الإسرائيلى وسط صمت العالم، ولم توقف الأعياد الدينية آلة الحرب والقتل والإبادة التى تطولهم كسائر الفلسطينيين، ليأتى عيد الميلاد المجيد على الأسر الفلسطينية وهى تعانى وتشكو، بعد أن سكن الخوف من القادم قلوبهم، واختفت من أمام أعينهم هذا العام مظاهر الاحتفال بالعيد.
سحابة حزن تخيم على الأهالى..«لورا»: لن نزور الأقارب ونوزع الحلويات ونقيم الحفلات كعادة كل عامفخيم الحزن على مظاهر العيد عند العديد من الأسر الفلسطينية، فتقول لورا أبوعيطة، 28 سنة، من بيت ساحور ببيت لحم، لـ«الوطن»، إنه لا يوجد أى مظاهر للاحتفال بعيد الميلاد هذا العام، حتى إن شجرة عيد الميلاد لم توضع فى ساحة كنيسة المهد تضامناً مع غزة والإبادة الجماعية التى تشهدها، فدائماً موسم الميلاد هو موسم المحبة ونبذ الكراهية والشر، ولكن كان الشر والحرب أكبر هذا العام لتخيم سحابة الحزن فوق مدينة الميلاد وتلغى ليلة الميلاد حيث لا يوجد سلام فى بلاد السيد المسيح وظهوره.
وأضافت لورا: «أكيد فرحة وبهجة العيد موجودة لأن ربنا موجود دائماً، ودائماً نحتفل روحانياً بالميلاد ولكن هذه السنة هو ميلاد حزين جداً على كل الأطياف، فلن نزور الأقارب ونوزع الحلويات ونقيم الحفلات كعادة كل عام».
تغيرت احتفالات الميلاد فى فلسطين، فبعدما كانت تنشر فى هذا الوقت من كل عام مظاهر الاحتفال من الكشافات فى الشوارع لتنظيم الزوار للأراضى المقدسة وتوزع حلويات العيد فى الشوارع، وتقام احتفالات فى كل محافظة فلسطينية بحسب كل كنيسة، ووفقاً لما قالته لورا، إنه «ما زال فى فلسطين كل طائفة مسيحية تحتفل بعيد الميلاد وفقاً للتقويم الذى تتبعه لتستمر احتفالات الميلاد على مدار شهرين، حيث تحتفل الكنيسة الكاثوليكية فى 25 ديسمبر، وتحتفل الكنائس الشرقية الأرثوذكسية بالعيد فى 7 يناير، والكنيسة الأرمينية فى القدس فى السادس عشر من شهر يناير، وتقوم العائلات المسيحية فى تلك الأيام وقبل الحرب بزيارة بعضها فى يوم العيد».
وإذا كانت مظاهر الاحتفال تختفى فى الضفة الغربية المحتلة، فإنها غير موجودة على الإطلاق فى قطاع غزة، حيث تتعرض الكنائس كالمسجد لهجوم قوات الاحتلال، وما بقى منها فهو محاصر، ووصفت «لورا» أوضاع أهل القطاع هناك بأنهم يعيشون فى حالة من الرعب والخوف من القناصين التابعين لجيش الاحتلال، الذين يحاصرون الكنيسة فى وقت من المفترض أن يكون وقت فرحة وبهجة واحتفال.
«غطاس»: لا راحة ولا فرحة فنحن نعيش حالة حدادوالكل بات يعانى فى فلسطين من ظروف الحرب الصعبة، فلا يوجد مصدر رزق ثابت يوفر لهم حياة آدمية وسط طلقات الرصاص وتحت القصف المستمر، وقال عيسى غطاس، مرتل بكنيسة المهد، فى تصريحات لـ«الوطن»، إنهم فى بيت لحم فى إغلاق شامل منذ بداية الأحداث على غزة وتوقف لمعظم الأعمال بما فيها السياحة، التى هى مصدر رزق البلد اقتصادياً وعمادها الداعم، مؤكداً أنه لا راحة ولا فرحة لأهل فلسطين فى ظل الحرب والدمار الشامل المحيط لأجواء عيد الميلاد، وكأنهم فى حداد على ما يحدث من انتهاكات ترفضها القوانين الدولية وحقوق الإنسان، لتغيم سحابة الحزن على احتفالات العيد فى منازل الأسر المسيحية وشوارع أرض الميلاد، فلا تحتفل مغارة الميلاد كعادتها باستقبال الطفل يسوع، وتخصص طلبات قداس العيد للصلاة بحرارة لأجل سلام أرض السلام.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: ميلاد المسيح عید المیلاد هذا العام
إقرأ أيضاً:
وفيات بينها أطفال نتيجة المنخفض الجوي في غزة وحصار الاحتلال
أكدت مصادر طبية فلسطينية، اليوم الجمعة، وقوع وفيات بينها أطفال نتيجة البرد الشديد والمنخفض الجوي في قطاع غزة، وذلك تزامنا مع استمرار الحصار الإسرائيلي عقب حرب إبادة مدمرة استمرت لمدة عامين.
وذكر مصدر طبي أن طفلين جديدين توفيا نتيجة البرد في غزة، ووصل جثمانيهما إلى مستشفى الشفاء غرب المدينة، وذلك في ظل الأوضاع الكارثة التي يعيشها النازحون وغرق خيامهم إثر الأمطار الغزيرة.
وفي وقت سابق، لقى 3 فلسطينيين بينهم شقيقان مصرعهم، وأصيب آخرون، جراء انهيار جدار ومنزل متضرر من قصف إسرائيلي سابق بمناطق مختلفة من قطاع غزة، وذلك جراء غزارة الأمطار المصاحبة لمنخفض جوي تشهده المنطقة منذ الأربعاء.
ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصادر طبية، أن الشقيقين خضر وخليل إيهاب حنون، استشهدا إثر انهيار جدار على خيمتهما نتيجة كثافة الأمطار وسط مدينة غزة.
انهيار منزل
فيما قال الدفاع المدني في بيان مقتضب، إن طواقمه بمحافظة شمال القطاع انتشلت فلسطينيا وإصابتين لطفلين، نتيجة انهيار منزل لعائلة بدران في منطقة بئر النعجة في بلدة جباليا، مشيرا إلى مواصلة العمل لانتشال المزيد من المصابين من تحت أنقاض المنزل، دون الإشارة لعددهم.
ومع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، لجأ فلسطينيون للعودة للسكن داخل منازلهم التي قصفتها إسرائيل خلال الحرب أو على أنقاضها، في ظل انعدام توفر البدائل خاصة البيوت المتنقلة (الكرفانات).
ورغم المخاطر الكبيرة، إلا أن الفلسطينيين يقولون إن العيش داخل المنازل المقصوفة يبقى أقل قسوة من البقاء في الخيام المصنوعة من الأقمشة البالية، والتي لا تحمي من مياه الأمطار شتاء ولا تقي من البرد.
ارتفاع عدد الضحايا
ويرتفع بذلك عدد ضحايا المنخفض خلال الـ24 ساعة الماضية إلى 5 وعدد من المصابين، بعد وفاة فلسطيني بانهيار منزله في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، وطفلة جراء البرد وغرق خيمة ذويها بمياه الأمطار في خان يونس جنوبي القطاع.
والليلة الماضية، عاش مئات آلاف النازحين الفلسطينيين أوقاتا صعبة داخل خيام مهترئة بمختلف مناطق القطاع، مع استمرار تأثير المنخفض الجوي "بيرون" على القطاع لليوم الثالث على التوالي، وسط أمطار غزيرة ورياح وسيول.
وفي حادثة أخرى، أعلن الدفاع المدني إصابة عدد من الفلسطينيين، بينهم أطفال، إثر انهيار خيمة تؤوي نازحين في منطقة الميناء غربي مدينة غزة، بفعل شدة الأمطار والرياح.
وفي بيان سابق، أعلن الدفاع المدني، إخلاء عدد من العائلات النازحة عقب انهيار جزئي لمنزلين في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، دون الإشارة لوقوع إصابات.
ومنذ الخميس، انهار 10 مبان في مناطق مختلفة من غزة بفعل الأمطار الغزيرة والسيول التي تضرب القطاع منذ الأربعاء، وسط تحذيرات أطلقها الدفاع المدني من مخاطر انهيار المباني المتضررة والآيلة للسقوط التي لجأت إليها عائلات نازحة.
وتعيش نحو 250 ألف أسرة في مخيمات النزوح بقطاع غزة، تواجه البرد والسيول داخل خيام مهترئة، وفق تصريحات سابقة للدفاع المدني.
وكانت مئات الخيام قد غرقت، الخميس، في مناطق مختلفة من القطاع، مع استمرار تأثير هذا المنخفض.
ورغم انتهاء حرب الإبادة بسريان وقف إطلاق النار في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، لم يشهد واقع المعيشة لفلسطينيي غزة تحسنا جراء القيود المشددة التي يفرضها جيش الاحتلال على دخول شاحنات المساعدات، منتهكا بذلك البروتوكول الإنساني للاتفاق.
وخلّفت حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة التي بدأت في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 بدعم أمريكي واستمرت لعامين، أكثر من 70 ألف شهيد وما يفوق 171 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية.